حقي، وحق من قلده بالإجماع [1] ، فهو [2] دليل عام [3] لا يدل على خصوص الحكم الذي يصير المستدل عليه [4] فقيها.
وإذا ثبت هذا، فالحكم الشرعي: كلام الله تعالى القديم [5] المتعلق بأفعال
(1) ذهب جماهير العلماء إلى جواز تقليد العامي في فروع الشريعة ولم يخالف في ذلك إلا معتزلة بغداد وابن حزم وبعض الإمامية، وحكى بعض الأصوليين كابن السمعاني وغيره الإجماع على الجواز. انظر: المعتمد 2/ 934، جامع بيان العلم وفضله 2/ 989، إحكام الفصول ص 728، قواطع الأدلة 5/ 99، النبذ في أصول الفقه ص 117، المستصفى 4/ 148، روضة الناظر 3/ 389، شرح تنقيح الفصول ص 19، 430، مجموع الفتاوى لابن تيمية 20/ 225، الإبهاج 1/ 37، إعلام الموقعين 2/ 244، تيسير التحرير 4/ 246، التقرير والتحبير 3/ 344.
(2) في ب و ت: فهذا.
(3) في ب و ت: علم.
(4) في ت: إليه.
(5) القديم: نقيض الحادث والجمع قدماء وقدامى، يقال: أخذني ما قَدُم وما حَدُث أي عاودته أحزانه القديمة واتصلت بالحديثة. وفي اصطلاح المتكلمين: القديم هو ما لا أول لوجوده أوالذي ليس وجوده مسبوقا بالعدم، وقال بعضهم: قد يستعمل القديم في المتقدم على غيره سواء كان أزليا أو لم يكن كما قال تعالى: { ? ? ? ? ? ? } [يس: 39] وَوَصْف كلام الله أو حكم الله الذي هو أمره ونهيه بالقدم لم يرد في الكتاب ولا السنة وليس مأثورا عن السلف، وإنما الذي اتفقوا عليه أن القرآن كلام الله غير مخلوق. ولفظ القديم من الألفاظ المجملة التي تنازع فيها المتأخرون نفيا وإثباتا، فلفظ القديم قد يراد به أن نوع الكلام قديم لا أوّل له وأنه تعالى تكلم قبل خلق الإنسان وأن الله سبحانه لم يزل متكلما إذا شاء بصوت مسموع يُسمعه من شاء من عباده، وأن كلامه غير مخلوق لفظه ومعناه فهذا المعنى صحيح مقبول. وقد يراد به أنه قديم العين وهو معنى قائم بالنفس وأن الله تعالى تكلم في الأزل ثم انقطع كلامه ولم يتجدد، فهذا هو مراد الكلابية والأشاعرة وهو قول مخالف لمذهب السلف.
وكذلك لفظ المحدث فيه إجمال فقد يراد به المتجدد وإن سبق له بعض من أفراده، وإطلاق المحدث على كلام الله بهذا المعنى صحيح فإن الله لم يزل يتكلم إذا شاء وهذا المعنى دل عليه الكتاب والسنة وهو قول السلف، قال الله تعالى: {? ? ? ? ? ? ? } [الأنبياء: 2] فالمراد بالمحدث في الآية الكريمة الذي أنزل جديدا؛ فإن القرآن كان ينزل شيئا بعد شيء، كما أن الآية تدل على أن الذي نزل قبله ليس بمحدث بل متقدم، وكل ما تقدم على غيره فهو قديم في لغة العرب.
وإن أريد بلفظ المحدث المخلوق الذي وُجد بعد عدمه، فلا يصح أن يقال في كلام الله بأنه محدث إذا أريد هذا المعنى الباطل كما تقول المعتزلة تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا.
انظر: العين ص 176، الصحاح 1/ 78، لسان العرب 12/ 465، التعريفات ص 82، 172، الجامع لأحكام القرآن 11/ 237، مجموع الفتاوى 1/ 245، 6/ 160 - 162، 12/ 38،105،241، شرح العقيدة الطحاوية 1/ 185 - 188، المسائل المشتركة بين أصول الدين وأصول الفقه ص 222 - 223.