عنوان الفتوى : التوبة من العلاقات العاطفية المحرمة، والبعد عن وساوس الشيطان
أنا فتاة عزباء، بدأت قصتي وأنا في سن 19 عندما كنت في الصف الثالث الثانوي، فقد تعرفت على شاب على الإنترنت، وكنت حينها لا أفقه أي شيء عن ماهية العلاقة بين الرجل والأنثى. ولما تعرفت عليه لعب بعقلي وجعلني أصدق أنه شخص محترم، وأنه يحبني، وأنه كذلك يفقه في أمور الدين، ووعدني بالزواج وتحدث مع والدتي في ذلك الأمر وحدد موعدا لخطبتي بعد انتهائي من المرحلة الثانوية. وفي هذه الفترة كنت أتحدث معه في الهاتف وقد أخبرني عن هذه الأمور كلها، وعن طبيعة العلاقة بين الرجل والأنثى بالتفصيل من دون حياء. ولخوفي من خسارته كنت أستمع إليه، ولا أستطيع أن أقول أي شيء خوفا من أن يغضب ويتركني، وبدأت أشاهد المقاطع الإباحية التي جعلني أدمنها.أعرف أني أخطأت ولكنه السبب في ذلك، وبعدها بفترة علمت أنه ساحر وابتعدت عنه وانقطعت صلتي به، لكني لا أستطيع التوقف فكلما تركت هذه العادة وعاهدت ربي على التوبة، أتوقف عنها فترة ثم أعود إليها.منذ أربع سنوات وأنا أمارسها، وخائفة من عقاب ربي، وخجلة جدا من نفسي، وخائفة على أهلي إذا كنت قد فقدت عذريتي بسبب هذه العادة فأنا أمارسها عن طريق ضم الفخذين والضغط الشديد على شفرات المهبل، وخائفة جدا أن يكون ذلك تسبب في فقدي لعذريتي، وأن أكون سببا لخجل أهلي وتدمير سمعتهم.لقد تبت إلى الله عدة مرات، وكل مرة أنتكس وأعود للموضوع مرة أخرى. أرجو منكم الدعاء لي بالهداية، والثبات في طريق الصواب، والتقرب من الله وترك هذه العادة، فوالله منذ بدأت بها وحياتي كلها في تدهور مستمر.فأرجو الدعاء لي بصلاح الحال والهداية، وأن أشعر بإحساس الطمأنينة الذي فقدته.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه العلاقات التي شاعت بين الشباب والفتيات باسم الحب أو الصداقة أو التعارف؛ باب شر وفساد عريض، وكم أوقعت في مصائب، وأورثت ندماً وحسرة.
فهي غير جائزة سواء كانت بعلم الأهل ورضاهم أم بغير علمهم، وسواء كانت لغرض الزواج أم لغيره.
وقد بينا تحريمها في الكثير من الفتاوى السابقة، وانظري على سبيل المثال الفتوى: 430774
والواجب عليك المبادرة بالتوبة من مشاهدة المحرمات، ومن فعل الاستمناء، ولا تشغلي نفسك بأوهام زوال العذرية، ولكن اشغلي نفسك بتحقيق التوبة. وراجعي الفتوى: 385609
والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه، والله تعالى يقبل التوبة ويعفو ويغفر، ويحب التوابين ويفرح بتوبتهم، والتوبة تمحو ما قبلها، فلا يعاقب التائب على الذنب الذي تاب منه.
قال ابن تيمية -رحمه الله-: ونحن حقيقة قولنا أن التائب لا يعذب لا في الدنيا ولا في الآخرة، لا شرعا ولا قدراً. انتهى.
واحذري من تخذيل الشيطان وإيحائه لك باليأس والعجز عن التوبة والاستقامة، فذلك من وسوسته ومكائده، فإنّ التوبة يسيرة بإذن الله تعالى.
قال أبو حامد الغزالي -رحمه الله- في منهاج العابدين: فإن قلت: إنما يمنعني من التوبة أني أعلم من نفسي أني أعود إلى الذنب، ولا أثبت على التوبة فلا فائدة في ذلك.
فاعلم أن هذا من غرور الشيطان، ومن أين لك هذا العلم؟ فعسى أن تموت تائباً قبل معاودة الذنب. وأما خوف العود .. فعليك العزم والصدق في ذلك، فبذلك تتخلص من ألم الذنب، وتكون بين إحدى الحسنيين، والله ولي التوفيق والهداية. انتهى.
فاستعيني بالله تعالى وتوكلي عليه، وجاهدي نفسك على الثبات على التوبة.
واحرصي على مصاحبة الصالحات، وسماع المواعظ النافعة، واشغلي وقتك بما ينفعك.
وأبشري خيراً، وأحسني ظنك بربك، وأكثري من ذكر الله ودعائه، فإنّه قريب مجيب.
وللفائدة راجعي الفتوى:23231، والفتوى: 7170
والله أعلم.