عنوان الفتوى : تفسير قوله تعالى: وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا شاب عمري 24 سنة، مسلم الحمد لله، أصوم وأصلي، ولله الحمد.
وبما أنه ليس لي مصدر دخل؛ لأني أدرس، فلا أستطيع التصدق أو الزكاة، لكن ولله الحمد أتصدق بالقليل المتاح بعض الأحيان.
وأحاول في جميع عباداتي لله، أن أخلص النية له -سبحانه- ولكن أمور حياتي متعسرة. يوجد أمر عزمت العمل عليه منذ شهرين، وقد دعوت الله أن ييسره، وطلبت من بعض الناس المساعدة ولم يتيسر، وما زلت صابرا وواثقا بالله أن في هذا الأمر خيرا.
وفي غير هذا الأمر، في الغالب دائماً أموري متعسرة في الحياة بدون مبالغة، ولكن اليوم كنت أقرأ سورة الليل، وقرأت قوله سبحانه: وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى. صدق الله العظيم.
يا شيخ هل أفهم أن جميع أعمالي لم يقبلها الله، وأن أمري عسر، وليس يسرا. أستغفر الله العظيم وأتوب إليه.
أتمنى إجابة وافية، كعادتكم.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا علاقة للآية المذكورة بما تواجهه من عسر في الأمور الدنيوية، فالآية نزلت فيمن كفر وكذب بالدار الآخرة، وجمع مع كفره البخل بما أعطاه الله من المال.

وليس المقصود بالعسرى فيها تعسير أموره الدنيوية، بل العسرى: النار، وقيل الشر فيعمل بالشر، وكم من مؤمن يعاني ويبتلى في دنياه، وكم من كافر هيأ الله له ما يريد من متاع الدنيا استدراجا، قال الله تعالى: وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى. {سورة الليل: 8 ــ 10}.
قال ابن كثير في تفسيره: {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ} أَيْ: بِمَا عِنْدَهُ، {وَاسْتَغْنَى} قَالَ عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَيْ بَخِلَ بِمَالِهِ، وَاسْتَغْنَى عَنْ رَبِّهِ، عَزَّ وَجَلَّ. رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ {وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى} أَيْ: بِالْجَزَاءِ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} أَيْ: لِطَرِيقِ الشَّرِّ. اهــ.
إذا تبين هذا، فلا تفتح على نفسك باب الوسوسة، ولا تنزل على نفسك الآيات التي نزلت في الكافرين لمجرد تعسير الأمور الدنيوية، واستعن بالله -تعالى- ولا تعجر، واحرص على ما ينفعك في دينك ودنياك. واجتهد في الدعاء، وستجد العون من الله تعالى.
والله أعلم.