عنوان الفتوى : العادة السرية .. وغشاء البكارة
اعذروني إذا طال
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنود أن ننبه في البدء إلى أن من الخطأ أن يعتبر البالغ نفسه طفلا، فإن مرحلة الطفولة تنتهي بالبلوغ؛ كما سبق وأن بينا في الفتوى رقم: 43190. وشعور البالغ بأنه ما يزال طفلا قد تترتب عليه بعض المفاسد؛ كأن يغفل عن كونه مكلفا يجب عليه أن يتعلم ما يحتاج إليه من أمور دينه، أو أنه يتساهل في جانب الأوامر والنواهي فنرجو الانتباه لهذا.
والاستمناء ( العادة السرية ) محرم، وتترتب عليه أضرار في دين المرء ودنياه، وسبق لنا بيان ذلك في الفتوى رقم: 7170.
وزوال البكارة واحد من هذه الأضرار، ولكن لا يلزم أن يكون ذلك مما حدث لك حقيقة، فقد يكون الأمر مجرد أوهام ووساوس كما ذكرت لك الطبيبة، وما ذكرت من تخوفك من أن يكون لها تأثير على النشاط الجنسي فلا يبعد أن يكون أيضا من الهواجس التي لا أساس لها.
ولو قدر أن تبين زوال البكارة، فلا يلزمك أن تبيني أمر زوالها للخاطب، وإن سأل بعد الزواج عن سبب زوالها فلا يجوز لك إخباره بارتكابك العادة السرية؛ لأن ستر المذنب على نفسه واجب؛ كما هو مبين في الفتوى رقم: 33442. فأخبريه بأنك ما زنيت، وأن الأسباب العادية لزوال البكارة كثيرة كالرياضة ونحوها، وانظري الفتوى رقم: 366625.
وقد أحسنت بالإقبال على التوبة عندما تكرر منك الذنب، وهكذا ينبغي أن يفعل المسلم، فلا يقنط من رحمة الله، بل يرجو أن يقبل الله توبته، وأن يقبل ويتوب إذا ضعف، وأزله الشيطان، وأوقعه في الذنب مرة أخرى. وانظري للمزيد الفتوى رقم: 369268، ورقم: 5524، وفي الفتوى الأخيرة بعض التوجيهات النافعة والتي تعين على التخلص من هذه العادة.
واعلمي أن الغسل لا يجب بمجرد فعل العادة السرية، وإنما يجب بنزول المني، ولمعرفة حكم قضاء ما فاتك من صلوات بسبب الجهل بوجوب الغسل من الجنابة راجعي الفتوى رقم: 201754.
والله أعلم.