عنوان الفتوى : استدعاء التخيلات الجنسية والتلذذ بها
أنا الآن في الثلاثينات، ولم أتزوج بعد لظروفي المادية، ومشكلتي أن إحدى محارمي تحرشت بي وأنا في العشرين من عمري، وكان تحرشًا جسديًّا صريحًا، ولم أطاوعها، وبقي هذا الأمر في مخيلتي، وبين الحين والحين، أتخيل جماعها حتى الإنزال، وقرأت في موقعكم عن حرمة ذلك، ولكن سؤالي: هل هذا من الكبائر أم من الصغائر، خاصة أنني أستغفر في كل مرة، وأريد التوبة، أضف إلى ذلك أني أعتزل هذه المرأة منذ سنوات طويلة، ولا أحاول حتى مقابلتها، فهي مجرد تخيلات لا تصل إلى الهمّ بفعل شيء؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن استدعاء التخيلات الجنسية، والتلذذ بها، غير جائز.
وأما إذا غلبت تلك التخيلات على النفس دون استدعاء، فلا مؤاخذة بها، فقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء: هل يجوز للشاب الأعزب أن يفكر في الجماع، أعني يتخيل أنه يجامع زوجته، وهو لم يتزوج بعد؟
فأجابت: لا يجوز له ذلك؛ لأنه ذريعة إلى ارتكاب الفاحشة، والوقوع في الشر والفساد. اهـ.
لكن ذلك من الصغائر، وليس من الكبائر، قال ابن القيم في مدارج السالكين في قوله تعالى: الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ {النجم:32}، قال: والصحيح قول الجمهور أن اللمم: صغائر الذنوب، كالنظرة، والغمزة، والقبلة، ونحو ذلك، هذا قول جمهور الصحابة، ومن بعدهم، وهو قول أبي هريرة، وعبد الله بن مسعود، وابن عباس، ومسروق، والشعبي. اهـ. وراجع في هذا الفتويين: 111167، 346825.
وعلى كل حال؛ فيجب عليك المبادرة بالتوبة إلى الله، وذلك بالندم، والاستغفار عما مضى، والإقلاع الفوري عن الذنب، وعقد العزم على عدم الرجوع إليه، وراجع الفتوى: 5450.
والله أعلم.