عنوان الفتوى : حكم خروج المرأة للجهاد في غير بلدها وتركها زوجها وأطفالها
هل يجوز لأم لطفلين أن تتركهما لأبيهما في مصر، وتذهب إلى فلسطين للقيام بعملية استشهادية من أجل المسجد الأقصى أم لا؟ أرجو الإجابة بوضوح، مع العلم برغبتها في الاستشهاد رغبة في الجنة ولتشفع لسبعين من أهلها منهم أولادها يوم القيامة ـ بإذن الله ـ وجزاكم الله كل الخير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن الأمور الحسنة ما ذكر من رغبة هذه المرأة في الشهادة في سبيل الله، فنسأله تعالى أن يحقق لها ذلك، ولتعلم أن من رغب في الشهادة صادقا من قلبه كتب له أجر الشهداء وإن لم يقتل في ميدان الجهاد، ثبت في صحيح مسلم عن سهل بن حنيف ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه.
وذهاب المسلم من بلده إلى فلسطين للجهاد هنالك في واقع الحال ليس من مصلحة الفلسطينيين أنفسهم، يعرف ذلك كل من كان له إلمام بالواقع، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنهم أحوج إلى مساعدة المسلمين لهم وتقديم الدعم لهم ماديا ومعنويا لكفالة أيتامهم ومواساة أراملهم ومساكينهم وعلاج مرضاهم، وهذا في حد ذاته نوع من الجهاد، كما سبق وأن نبهنا في الفتوى رقم: 8509.
علما بأن حق زوج هذه المرأة في الطاعة وحق أبنائها عليها في التربية والرعاية آكد من الجهاد عليها، إذ الجهاد لا يجب على النساء، نسأل الله العلي القدير أن يرد الأقصى إلى المسلمين ردا جميلا، وأن يطهره من دنس اليهود الغاصبين، إنه على ما يشاء قدير، ولمزيد الفائدة نرجو مراجعة الفتوى رقم: 214390.
والله أعلم.