خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/35"> الشيخ محمد صالح المنجد . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/35?sub=11732"> سلسلة القصص
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
قصة الخصومة بين العمرين
الحلقة مفرغة
فرض الله عز وجل على عباده حج بيته من استطاع إليه سبيلاً، تطهيراً لهم من الأدران والآثام والمعاصي، فالحج والعمرة مكفرات لما بينها ما لم تغش الكبائر، وهما واجبان في العمر مرة، ومن زاد فهو تطوع، وللحج والعمرة أركان؛ فأركان الحج الإحرام والطواف والسعي والوقوف بعرفة، وأما العمرة فأركانها الإحرام والطواف والسعي فقط.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فقصتنا في هذا الدرس عن شيء حدث على عهد النبي صلى الله عليه وسلم بين العمرين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
أحداث قصة الخصومة بين العمرين
شرح ألفاظ حديث الخصومة بين العمرين
وفي رواية: (فجلس
ولما تمعر النبي صلى الله عليه وسلم أشفق أبو بكر أن يكون من رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمر ما يكره، فجثا أبو بكر -أي: برك- على ركبتيه، ويقول للنبي صلى الله عليه وسلم: (والله أنا كنت أظلم) وقال ذلك؛ لأنه كان هو البادئ، فجعل أبو بكر يعتذر حتى لا يجد النبي صلى الله عليه وسلم في نفسه على عمر ، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن فضل الصديق ، وقال: (إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذبت، وقال
وواساني من المواساة، وسميت مواساة لأن صاحب المال يجعل يده ويد صاحبه في ماله سواء، ثم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( فهل أنتم تاركون لي صاحبي؟ ) في رواية: ( تاركو ) وجزم بعضهم بأنها خطأ، ووجه بعضهم بوجه من وجوه اللغة لما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فهل أنتم تاركون لي صاحبي؟ فهل أنتم تاركون لي صاحبي؟ فما أوذي بعدها).
وهذه القصة يرويها أبو الدرداء -رضي الله تعالى عنه- يقول: (كانت بين
هذا الحديث فيه وقُوع شيء من الخلاف -كما يقع بين البشر- بين أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما فأخطأ أبو بكر في حق عمر ، ثم ندم أبو بكر فأراد أن يستسمح من عمر فأبي عليه، فذهب أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم حاسراً ثوبه عن ركبتيه، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الحالة قال: ( أما صاحبكم فقد غامر ) أي: دخل في غمرة الخصومة، وقيل: سبق بالخير، (فسلم
وفي رواية: (فجلس
ولما تمعر النبي صلى الله عليه وسلم أشفق أبو بكر أن يكون من رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمر ما يكره، فجثا أبو بكر -أي: برك- على ركبتيه، ويقول للنبي صلى الله عليه وسلم: (والله أنا كنت أظلم) وقال ذلك؛ لأنه كان هو البادئ، فجعل أبو بكر يعتذر حتى لا يجد النبي صلى الله عليه وسلم في نفسه على عمر ، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن فضل الصديق ، وقال: (إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذبت، وقال
وواساني من المواساة، وسميت مواساة لأن صاحب المال يجعل يده ويد صاحبه في ماله سواء، ثم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( فهل أنتم تاركون لي صاحبي؟ ) في رواية: ( تاركو ) وجزم بعضهم بأنها خطأ، ووجه بعضهم بوجه من وجوه اللغة لما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فهل أنتم تاركون لي صاحبي؟ فهل أنتم تاركون لي صاحبي؟ فما أوذي بعدها).
هذه الحادثة يؤخذ منها فوائد متعددة، فمن هذه الفوائد:
فضل الصديق ومكانته في الإسلام
وهو الذي دفع ماله كله في سبيل الله، وحمى النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة، وكان يبذل ماله للمسلمين، وكان يدعو إلى الله، وأسلم على يديه عدد من كبار الصحابة رضي الله تعالى عنهم، وهو الوزير الأول للنبي صلى الله عليه وسلم، وصاحب الرأي الأعظم بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وأفضل الأمة بعد النبي عليه الصلاة والسلام، وهو خليفته من بعده، وهو الذي تصدى للمرتدين لما غُمّي الأمر على عددٍ من الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم فقام بالأمر، وهو الذي وقف ذلك الموقف المشهود، وكان أفقه الصحابة لما مات عليه الصلاة والسلام واضطرب الأمر، ثم تلا عليهم قول الله: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ الزمر:30] فكأن الناس سمعوها لأول مرة، ويظنونها نزلت الآن، فلما تلا عليهم الآية علم الناس أن النبي عليه الصلاة والسلام قد مات، وهو الذي قال في ذلك الموقف العظيم: [والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه للنبي صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه].
فلما رأى عمر إصرار أبي بكر علم أنه هو الحق، وأن الله قد شرح صدر أبي بكر للحق، وهو الذي أنقذ المسلمين في سقيفة بني ساعدة من التفرق رضي الله عنه، وهو الذي استتب بسببه الأمن في الجزيرة لما كفر العرب أجمعون، إلا أهل المدينة ومكة ، وطائفة قليلة من العرب.
وبدأ في عهده التجهيز لغزو بلاد فارس والروم.
هذا الصديق هو أحب الرجال إلى النبي عليه الصلاة والسلام، وبنته أحب النساء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، حدث بينه وبين عمر هذه الخصومة.
ترك إغضاب الفاضل لمن هو أفضل منه
جواز مدح المرء عند أمان الفتنة
مفاسد الغضب
الرجوع عن الخطأ من صفات الفضلاء
فالمشكلة حصلت بين أبي بكر وعمر ولكن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما رجعا بسرعة، فندم أبو بكر ليس بعد هذه الخصومة بساعات طويلة أو أيام أو شهور وإنما ندم مباشرةً، فرجع إلى بيت عمر ، ولما أخطأ عمر ولم يقبل اعتذار أبي بكر ، ندم عمر بسرعة وذهب إلى بيت الصديق ، وهذه السرعة العجيبة في الرجوع إلى الحق هي التي ميزت أولئك القوم؛ حتى صاروا أفضل هذه الأمة، واختارهم الله لصحبة نبيه ونصرة دينه، والجهاد مع محمدٍ صلى الله عليه وسلم ومعايشة التنزيل ونزول الوحي، فهم أنصاره ووزراؤه رضي الله تعالى عنهم، وهم أفقه الأمة وأعلمها بالحلال والحرام وأبرها قلوباً، ولا يبغضهم إلاَّ منافق ولا يسبهم إلا ملعون.
وينطبق في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما قول الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ [الأعراف:201] أي: هؤلاء المتقون إذا مسهم طائف من الشيطان كغضب في خصومة، أو سوء تفاهم فإنهم سرعان ما يرجعون، ولذلك قال الله: تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ [الأعراف:201] وسرعة رجوعهم إلى الحق هذه من مناقبهم وفضائلهم رضي الله تعالى عنهم.
إن الصحابة بشر يخطئون، وهل هناك أعظم من أبي بكر وعمر -رضي الله تعالى عنهما- بعد النبي صلى الله عليه وسلم؟!! ومع ذلك حصل منهم ما يحصل من البشر من سوء التفاهم والخصومة، فهم بشر! وليسوا ملائكة، وهم يخطئون ويقع منهم الخطأ، لكنهم رجاعون إلى الحق، وهذه هي الميزة العظيمة التي عندهم.
التحلل من المظالم
ترك ذكر الاسم مباشرة عند الغضب
الركبة ليست عورة
قبول اعتذار المخطئ
معرفة النبي صلى الله عليه وسلم لحال أصحابه بالتوسم
الإتيان إلى البيت للاعتذار
اللجوء إلى أهل العلم في حل المشاكل
تواضع الصديق رضي الله عنه
حفظ حق الفاضل وترك أذيته
خشية المخطئ على نفسه من العقوبة
استرضاء العالم والقدوة حال غضبه
الإعلان بالرجوع عن الخطأ
أخطاء العمرين لا تنقص من قدرهما
أهمية تقديم المال للدعوة إلى الله
فإذاً: تصديق أبي بكر للداعية الأول عليه الصلاة والسلام، ومواساته بالنفس؛ حيث عرض نفسه للخطر في عدد من المواضع من أجل النبي صلى الله عليه وسلم، وواساه -كذلك- بماله، فالتقديم للدعوة كتقديم النفس والمال، والجهد، والتضحية لا شك أن لها فضلاً عظيماً؛ لأن الدعوة مجالٌ لهداية الناس، ونشر النور إلى الآخرين.
فضل السابقين في الدعوة
ولذلك فإنه كلما أمكن الإنسان أن يبكر بالتقديم والعطاء والدعوة في سبيل الله يكون أجره أكبر -ولا شك في ذلك- وكلما كان العطاء في وقت الشدة، وفي وقت مبكر يكون أفضل قال تعالى: لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا [الحديد:10] وكلهم له أجر وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى [الحديد: 10].