فقه العبادات [50]


الحلقة مفرغة

المقدم: سألنا عن الأخطاء التي تقع من بعض الحجاج في الإحرام ودخول الحرم والطواف، وبقي علينا ركعتا الطواف، هل هناك أخطاء يقع فيها الحجاج يبلغكم بها أيضاً؟

الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

بقي علينا أخطاء يفعلها الحجاج في ركعتي الطواف وفي غيرها أيضاً، فنبدأ بالأخطاء في ركعتي الطواف.

اعتقاد أن صلاة الركعتين لا تصح إلا خلف المقام

من الأخطاء أن بعض الناس يظنون أن هاتين الركعتين لا بد أن تكون خلف المقام أو قريبة منه أيضاً؛ ولهذا تجدهم يزاحمون زحاماً شديداً، يؤذون الطائفين، وهم ليس لهم حق في هذا المكان؛ لأن الطائفين أحق به منهم ما دام المطاف مزدحماً؛ لأن الطائفين ليس لهم مكان سوى هذا، وأما المصلون للركعتين بعد الطواف فلهم مكان آخر، المهم أننا نجد بعض الناس -نسأل الله لنا ولهم الهداية- يتحلقون خلف المقام، ويشغلون مكاناً كبيراً واسعاً من أجل رجل واحد أو امرأةً واحدة تصلي خلف المقام، ويحصل في ذلك من قطع الطواف للطائفين وازدحامهم؛ لأنهم يأتون من مكانٍ واسع، ثم يضيق بهم المكان هنا من أجل هذه الحلقة التي تحلق بها هؤلاء، فيحصل بذلك ضنكٌ وضيق، وربما يحصل مضاربة ومشاتمة، وهذا كله إيذاءٌ لعباد الله عز وجل، وحجرٌ لمكان غيره فيه أولى، وهذا الفعل لا يشك عاقلٌ عرف مصادر الشريعة ومواردها أنه محرم وأنه لا يجوز؛ لما فيه من إيذاء المسلمين، وتعريض طواف الطائفين للفساد أحياناً؛ لأن الطائفين أحياناً باشتباكٍ مع هؤلاء يجعلون البيت إما خلفهم وإما أمامهم مما يخل بشرط من شروط الطواف، فالخطأ هنا أن بعض الناس يعتقد أنه لا بد أن تصلي الركعتين خلف المقام أو قريباً منه، والأمر ليس كما ظن هؤلاء، فالركعتان تجزئان في كل مكان من المسجد، ويمكن للإنسان أن يجعل المقام بينه وبين البيت، أي: بينه وبين الكعبة ولو كان بعيداً منه، ويحصل بذلك على السنة من غير إيذاء للطائفين ولا لغيرهم.

إطالة ركعتي الطواف

ومن الأخطاء في هاتين الركعتين: أن بعض الناس يطولهما، يطيل القراءة فيهما، ويطيل الركوع والسجود، والقيام والقعود، وهذا مخالفٌ للسنة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخفف هاتين الركعتين، ويقرأ في الأولى: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1] ، وفي الثانية: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] ، وينصرف من حين أن يسلم تشريعاً للأمة؛ ولئلا يحجز المكان الذي هو أحق به منهم، فإن هذا المكان إنما يكون للذين يصلون ركعتين خلفه بعد الطواف، أو للطائفين لازدحام المطاف؛ ولهذا يخطئ بعض الناس الذين يطيلون الركعتين خلف المقام لمخالفتهم السنة، وللتضييق على إخوانهم من الطائفين إذا كان الطواف مزدحماً، والابتداء بالمكان الذي غيرهم أولى به ممن أتموا طوافهم ويريدون أن يصلوا ركعتين خلف المقام.

الدعاء بعد ركعتي الطواف

ومن الأخطاء أيضاً في هاتين الركعتين: أن بعض الناس إذا أتم الركعتين هنا جعل يرفع يديه ويدعو دعاءً طويلاً، والدعاء بعد الركعتين هنا ليس بمشروع؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفعله، ولا أرشد أمته إليه، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، فلا ينبغي للإنسان أن يبقى بعد الركعتين يدعو؛ لأن ذلك خلاف السنة؛ ولأنه يؤذي الطائفين إذا كان الطواف مزدحماً؛ ولأنه يحجز مكاناً غيره أولى به ممن أتموا الطواف وأرادوا أن يصلوا في هذا المكان.

دعاء المقام

ومن البدع أيضاً هنا: ما يفعله بعض الناس يقوم عند مقام إبراهيم ويدعو دعاءً طويلاً، يسمى دعاء المقام، وهذا الدعاء لا أصل له أبداً في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو من البدع التي ينهى عنها، وفيه مع كونه بدعة -وكل بدعةٍ ضلالة- أن بعض الناس يمسك كتاباً فيه هذا الدعاء ويبدأ يدعو به بصوت مرتفع ويؤمّن عليه من خلفه، وهذا بدعة إلى بدعة، وفيه أيضاً تشويش على المصلين حول المقام، والتشويش على المصلين سبق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنه، وكل هذه الأخطاء التي ذكرناها في الركعتين وبعدهما تصويبها أن الإنسان يتمشى في ذلك على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن خير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، فإذا تمشينا عليه زالت عنا هذه الأخطاء كلها.

من الأخطاء أن بعض الناس يظنون أن هاتين الركعتين لا بد أن تكون خلف المقام أو قريبة منه أيضاً؛ ولهذا تجدهم يزاحمون زحاماً شديداً، يؤذون الطائفين، وهم ليس لهم حق في هذا المكان؛ لأن الطائفين أحق به منهم ما دام المطاف مزدحماً؛ لأن الطائفين ليس لهم مكان سوى هذا، وأما المصلون للركعتين بعد الطواف فلهم مكان آخر، المهم أننا نجد بعض الناس -نسأل الله لنا ولهم الهداية- يتحلقون خلف المقام، ويشغلون مكاناً كبيراً واسعاً من أجل رجل واحد أو امرأةً واحدة تصلي خلف المقام، ويحصل في ذلك من قطع الطواف للطائفين وازدحامهم؛ لأنهم يأتون من مكانٍ واسع، ثم يضيق بهم المكان هنا من أجل هذه الحلقة التي تحلق بها هؤلاء، فيحصل بذلك ضنكٌ وضيق، وربما يحصل مضاربة ومشاتمة، وهذا كله إيذاءٌ لعباد الله عز وجل، وحجرٌ لمكان غيره فيه أولى، وهذا الفعل لا يشك عاقلٌ عرف مصادر الشريعة ومواردها أنه محرم وأنه لا يجوز؛ لما فيه من إيذاء المسلمين، وتعريض طواف الطائفين للفساد أحياناً؛ لأن الطائفين أحياناً باشتباكٍ مع هؤلاء يجعلون البيت إما خلفهم وإما أمامهم مما يخل بشرط من شروط الطواف، فالخطأ هنا أن بعض الناس يعتقد أنه لا بد أن تصلي الركعتين خلف المقام أو قريباً منه، والأمر ليس كما ظن هؤلاء، فالركعتان تجزئان في كل مكان من المسجد، ويمكن للإنسان أن يجعل المقام بينه وبين البيت، أي: بينه وبين الكعبة ولو كان بعيداً منه، ويحصل بذلك على السنة من غير إيذاء للطائفين ولا لغيرهم.