فقه العبادات [28]


الحلقة مفرغة

المقدم: تحدثنا في لقاءاتنا الماضية عن الصلاة، وعرفنا صفتها، ونود في بداية لقائنا هذا أن نعرف ما هي أركان الصلاة؟

الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

صفة الصلاة التي ذكرناها في حلقةٍ سابقة تشتمل على أركان الصلاة وواجباتها وسننها، وأهل العلم رحمهم الله ذكروا أن ما يكون من هذه الصفة ينقسم إلى أركانٍ وواجباتٍ وسنن، على اتفاقٍ فيما بينهم في بعض الأركان والواجبات، وخلاف فيما بينهم في بعضها.

القيام مع القدرة

فنذكر مثلاً من الأركان: القيام مع القدرة، وهذا ركن في الفرض خاصة؛ لقوله تعالى: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ [البقرة:238] ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم لـعمران بن حصين: (صل قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب).

تكبيرة الإحرام

الثاني من الأركان: تكبيرة الإحرام؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم للمسيء في صلاته: (إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة فكبر) ، ولا بد أن نقول: الله أكبر، فلا يجزئ أن يقول: الله أجل، أو الله أعظم، وما أشبه ذلك، وينبغي أن يعلم أنه لا يصح أن يقول: آلله أكبر بمد الهمزة؛ لأنها تنقلب حينئذٍ استفهاماً، ولا أن يقول: الله أكبار بمد الباء؛ لأنها حينئذٍ تكون جمعاً للكبر، والكبر هو الطبل، فهي أكبار كأسباب، جمع سبب، وأكبار جمع كبر، هكذا قال أهل العلم، فلا يجوز أن يمد الإنسان الباء؛ لأنها تنقلب بلفظها إلى جمع كبر، وأما ما يقوله بعض الناس: والله أكبر فيجعل الهمزة واواً فهذا له مساغ في اللغة العربية، فلا تبطل به الصلاة.

قراءة الفاتحة

الركن الثالث: قراءة الفاتحة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) ، ولكن إذا كان لا يعرفها فإنه يلزمه أن يتعلمها، فإن لم يتمكن من تعلمها قرأ ما يقوم مقامها من القرآن إن كان يعلمه، وإلا سبح وحمد الله وهلل.

الركوع

الركن الرابع: الركوع، لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا [الحج:77]، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي أساء في صلاته ولم يصلها على وجه التمام: (ثم اركع حتى تطمئن راكعاً).

الرفع من الركوع

الركن الخامس: الرفع من الركوع؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم للمسيء في صلاته: (ثم ارفع حتى تطمئن قائماً).

السجود

الشيخ: السادس: السجود؛ لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا [الحج:77]، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم للمسيء في صلاته: (ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً).

الجلوس بين السجدتين

الركن السابع: الجلوس بين السجدتين؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم للمسيء في صلاته: (ثم ارفع حتى تطمئن جالساً).

السجود الثاني

الركن الثامن: السجود الثاني؛ لأنه لا بد لكل ركعة من سجودين؛ لقول النبي عليه الصلاة والسلام للمسيء في صلاته: (ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً) بعد أن ذكر قوله: (ثم ارفع حتى تطمئن جالساً).

التشهد الأخير

أما الركن التاسع: فهو التشهد الأخير؛ لقول ابن مسعود رضي الله عنه: (كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهد)، فدل هذا على أن التشهد فرض، ومن ذلك أيضاً: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير على المشهور من مذهب الإمام أحمد .

الترتيب

الركن العاشر: الترتيب بين الأركان: القيام، ثم الركوع، ثم الرفع منه، ثم السجود، ثم الجلوس بين السجدتين، ثم السجود.

فلو بدأ بالسجود قبل الركوع لم تصح صلاته؛ لأنه أخلّ بالترتيب.

الطمأنينة

الحادي عشر: الطمأنينة في الأركان؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم للمسيء في صلاته: (ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تطمئن رافعاً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً) ، والطمأنينة أن يسكن الإنسان في الركن حتى يرجع كل فقارٍ إلى موضعه، قال العلماء: وهي السكون وإن قل، فمن لم يطمئن في صلاته فلا صلاة له ولو صلى ألف مرة، وبهذا نعرف خطأ ما نشاهده من كثيرٍ من المصلين من كونهم لا يطمئنون، ولا سيما في القيام بعد الركوع، والجلوس بين السجدتين، فإنك تراهم قبل أن يعتدل الإنسان قائماً إذا هو راكع، وقبل أن يعتدل جالساً إذا هو ساجد، وهذا خطأٌ عظيم، فلو صلى الإنسان على هذا الوصف ألف صلاةٍ لم تقبل منه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال للرجل الذي كان يخل بالطمأنينة: (ارجع فصل فإنك لم تصل)، وهذا يدل على أن من صلى صلاةً أخلّ فيها بشيءٍ من أركانها أو واجباتها على وجه العمد فإنه لا صلاة له بل ولو كان جاهلاً في مسألة الأركان، فإنه لا صلاة له.

التسليم

والركن الأخير: التسليم، بأن يقول في منتهى صلاته: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله، والصحيح أن التسليمتين كلتاهما ركن، وأنه لا يجوز أن يخل بواحدةٍ منهما لا في الفرض ولا في النفل، وذهب بعض أهل العلم إلى أن الركن التسليمة الأولى فقط في الفرض والنافلة، وذهب آخرون إلى أن الركن التسليمة الأولى فقط في النافلة أما الفريضة فلا بد فيها من التسليمتين، لكن الأحوط أن يسلم الإنسان التسليمتين كلتيهما.

فنذكر مثلاً من الأركان: القيام مع القدرة، وهذا ركن في الفرض خاصة؛ لقوله تعالى: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ [البقرة:238] ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم لـعمران بن حصين: (صل قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب).

الثاني من الأركان: تكبيرة الإحرام؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم للمسيء في صلاته: (إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة فكبر) ، ولا بد أن نقول: الله أكبر، فلا يجزئ أن يقول: الله أجل، أو الله أعظم، وما أشبه ذلك، وينبغي أن يعلم أنه لا يصح أن يقول: آلله أكبر بمد الهمزة؛ لأنها تنقلب حينئذٍ استفهاماً، ولا أن يقول: الله أكبار بمد الباء؛ لأنها حينئذٍ تكون جمعاً للكبر، والكبر هو الطبل، فهي أكبار كأسباب، جمع سبب، وأكبار جمع كبر، هكذا قال أهل العلم، فلا يجوز أن يمد الإنسان الباء؛ لأنها تنقلب بلفظها إلى جمع كبر، وأما ما يقوله بعض الناس: والله أكبر فيجعل الهمزة واواً فهذا له مساغ في اللغة العربية، فلا تبطل به الصلاة.

الركن الثالث: قراءة الفاتحة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) ، ولكن إذا كان لا يعرفها فإنه يلزمه أن يتعلمها، فإن لم يتمكن من تعلمها قرأ ما يقوم مقامها من القرآن إن كان يعلمه، وإلا سبح وحمد الله وهلل.




استمع المزيد من الشيخ محمد بن صالح العثيمين - عنوان الحلقة اسٌتمع
فقه العبادات [40] 3734 استماع
فقه العبادات [22] 3388 استماع
فقه العبادات [31] 3332 استماع
فقه العبادات [14] 3309 استماع
فقه العبادات [33] 3174 استماع
فقه العبادات [43] 3047 استماع
فقه العبادات [27] 2970 استماع
فقه العبادات [59] 2866 استماع
فقه العبادات [52] 2855 استماع
فقه العبادات [18] 2751 استماع