فتاوى نور على الدرب [655]


الحلقة مفرغة

السؤال: سمعت وقرأت قصيدة البردة, والذي أعرفه أن مؤلف هذه القصيدة عالم, فهل تضر في عقيدته؟

الجواب: إني سأتلو من هذه البردة ما يتبين به حال ناظمها, كان يقول مادحاً للنبي صلى الله عليه وسلم.

يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم

إن لم تكن آخذاً يوم الميعاد يدي عفواً وإلا فقل يا زلة القدم

فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم

هل يمكن لمؤمن أن يقول موجهاً الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: مالي من ألوذ به سواك إذا حلت الحوادث؟ لا يمكن لمؤمن أن يقول هذا! ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يرضى بهذا أبداً! إذا كان النبي صلى الله عليه وعلى آله سلم أنكر على الرجل الذي قال له: ما شاء الله وشئت, فقال: ( أجعلتني لله نداً, بل ما شاء الله وحده ) فكيف يمكن أن يقال: إنه يرضى أن يوجه إليه الخطاب بأنه ما لأحد سواه عند حلول الحوادث العامة فضلاً عن الخاصة.

هل يمكن لمؤمن أن يقول موجهاً الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم: إن لم تكن آخذاً يوم الميعاد يدي عفواً وإلا فقل يا زلة القدم, ويجعل العفو والانتقام بيد الرسول عليه الصلاة والسلام؟! هل يمكن لمؤمن أن يقول هذا؟ إن هذا لا يملكه إلا الله رب العالمين.

هل يمكن لمؤمن أن يقول: فإن من جودك الدنيا وضرتها؟! الدنيا ما نعيش فيه وضرتها الآخرة, فإذا كانت الدنيا والآخرة من جود الرسول عليه الصلاة والسلام وليست كل جوده بل هي من جوده, فما الذي بقي لله؟! إن مضمون هذا القول لم يبق لله شيء لا دنيا ولا أخرى, فهل يرضى مؤمن بذلك أن يقول: إن الدنيا والآخرة من جود الرسول عليه الصلاة والسلام, وأن الله جل وعلا ليس له فيها شيء؟! وهل يمكن لعاقل أن يتصور أن الرسول عليه الصلاة والسلام الذي جاء بتحقيق التوحيد يرضى أن يوصف بأن من جوده الدنيا وضرتها؟

هل يمكن لمؤمن أن يرضى فيقول يخاطب النبي صلى الله وسلم: ومن علومك علم اللوح والقلم؟! من علومه وليست كل علومه علم اللوح والقلم! هل يمكن لمؤمن أن يقول ذلك، والله تعالى يقول لنبيه: قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ [الأنعام:50]؟ فأمر الله عز وجل أن يعلن للملأ إلى يوم القيامة أنه ليس عنده خزائن الله, ولا يعلم الغيب, ولا يدعي أنه ملك, وأنه صلى الله عليه وسلم عابد لله تابع لما أوحى الله إليه: إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ [الأنعام:50] فهل يمكن لمن قرأ هذه الآية وأمثالها أن يقول إن الرسول يعلم الغيب, وأن من علومه علم اللوح والقلم؟!

كل هذه القضايا كفر مخرج عن الملة, وإن كنا لا نقول عن الرجل نفسه: إنه كافر -أعني: عن البوصيري - لأننا لا نعلم ما الذي حمله على هذا, لكنا نقول: هذه المقالات كفر, ومن اعتقدها فهو كافر, نقول ذلك على سبيل العموم؛ ولهذا نحن نرى أنه يجب على المؤمنين تجنب قراءة هذه المنظومة لما فيها من الأمور الشركية العظيمة, وإن كان فيها أبيات معانيها جيدة وصحيحة, فالحق مقبول ممن جاء به أياً كان, والباطل مردود ممن جاء به أياً كان.

السؤال: الغلو في محبة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ما حكمه؟

الجواب: الغلو في محبة الرسول صلى الله عليه وسلم -بمعنى: أن يتجاوز الإنسان الحدود, ويقول: إن ذلك من محبة الرسول- محرم؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عن الغلو فيه, ثم إن الذي يغلو في الرسول عليه الصلاة والسلام ويرفعه فوق منزلته التي أنزله الله عز وجل مدعياً أنه يحبه قد كذب نفسه؛ لأن المحب يأخذ بنصائح حبيبه, ويتبع حبيبه, ولا يخالف حبيبه, والغالي في الرسول عليه الصلاة والسلام مخالف للرسول صلى الله عليه وسلم, فكيف يدعي حب الرسول وهو يعصي الرسول؟!

ولهذا نقول: من كان للرسول أشد إتباعاً فهو أصدق محبة, ومن خالف الرسول عليه الصلاة والسلام فقد نقص من محبة الرسول بقدر ما خالف فيه الرسول, ولا تغتر بهؤلاء الغلاة الذين يغلون برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وينتحلون أحاديث لا زمام لها, بل هي مما يعلم بالضرورة من دين الإسلام أنها موضوعة مكذوبة, لا تغتر بهؤلاء, وقل لهم كما قال الله عز وجل: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ [آل عمران:31].

وأما إنشاد القصائد الحزينة وهز الرءوس عندها والتصفيق والخفة بزعم أن هذا من تعظيم الرسول عليه الصلاة والسلام فكل هذا مخالف للرسول عليه الصلاة والسلام، مخالف لهديه, فإن كنت صادقاً في محبته صلوات الله وسلامه عليه فعليك باتباعه لا تتقاصر عنه ولا تتجاوزه, فكل خير في الاتباع, وكل شر في الابتداع, وإذا أردت أن تزن عملك بميزان قسط فانظر إلى الصحابة رضي الله عنهم الذين هم أقرب إلى الحق من غيرهم, وأقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من غيرهم، حيث عايشوه وناصروه, وشرفهم الله تعالى بصحبته, هل عملوا هذا العمل؟ إذا كانوا عملوه فهم على حق, وإذا لم يعملوه فهو باطل؛ لأنه لا يمكن لخلف الأمة أن يكونوا خيراً من سلف الأمة, وكيف يمكن ذلك وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( خير الناس قرني, ثم الذين يلونهم, ثم الذين يلونهم ) وإياك وما أحدث في دين الله من البدع التي مضمونها الغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم, ثم استحضر قول الله تعالى: وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ [التوبة:100] فرضا الله عن الأتباع لا يكون إلا إذا اتبعوا بإحسان, والاتباع بإحسان هو ألا يقصر الإنسان عن هديهم ولا يتجاوز هديهم.

السؤال: كيف يحقق المسلم التوحيد؟

الجواب: يحقق التوحيد بإخلاص شهادة أن لا إله إلا الله, أي: لا معبود حق إلا الله عز وجل, فكل ما عبد من دون الله فهو باطل؛ قال الله تبارك وتعالى: ذلك بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ [لقمان:30] ويحقق التوحيد -وهو توحيد الاتباع- بالتزام سنة النبي صلى الله عليه وسلم, ألا يحيد عنها يميناً ولا شمالاً, وألا يتقدمها إقبالاً ولا يتأخر عنها إدباراً.

السؤال: عندما يدخل الإنسان إلى المسجد, ويشرع في صلاة ركعتي المسجد تحية المسجد, وعندما يصلي الركعة الأولى يسمع صوت المؤذن, ماذا عليه أن يفعل, هل يتم أم يتوقف؟

الجواب: الذي يظهر أن السائل أراد سماع الإقامة, والجواب على هذا التقدير نقول: أن الإنسان إذا شرع في نافلة سواء كانت تحية المسجد أم راتبة الصلاة أم نفلاً مطلقاً ثم أقيمت الصلاة, فإن كان في الركعة الثانية أتمها خفيفة, وإن كان في الركعة الأولى قطعها بدون سلام ودخل مع الإمام, دليل ذلك: قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة ).

فقوله: ( لا صلاة إلا المكتوبة ) يحتمل أن المعنى لا ابتداء صلاة إلا المكتوبة التي أقيمت لها الإقامة, ويحتمل فلا صلاة ابتداءً ولا استمراراً, ولكنا إذا نزلناها على ما دلت عليه السنة من وجه آخر وجدنا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ( من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة ) فيكون هذا المتنفل الذي قام إلى الثانية قد أدرك ركعة من هذه النافلة في حال يجوز له فيها ابتداء النافلة فليستمر وليكمل, وأما إذا كان في الركعة الأولى فهو لم يدرك ركعة فلا يكمل بل يقطعها بدون سلام, ويدخل مع الإمام.

وبهذه المناسبة أود أن أنبه إلى شيء يفعله بعض الناس: تجد المقيم يقيم الصلاة والرجل جالس إلى جنب أخيه يتحدثان ويبقيان في الحديث إلى أن يركع الإمام ثم يقومان ويركعان معه, هذا أنه لا شك حرمان عظيم, حيث إنه فاتهم إدراك تكبيرة الإحرام, وفاتتهم قراءة الفاتحة, وفاتهم الاجتماع إلى المسلمين, وشذوا عن المسلمين, وما يتحدثان فيه يمكنهم مواصلته بعد الصلاة, فليحذر الإنسان من تغرير الشيطان وتثبيطه عن الخير, وليقم إلى الصلاة من حين إقامة الصلاة ليدرك تكبيرة الإحرام مع الإمام ويدرك قراءة الفاتحة وما تيسر.

وشيء آخر -والشيء بالشيء يذكر كما يقولون- أننا نجد بعض الناس يأتون متقدمين إلى المسجد ثم يجلسون في آخر المسجد, فإذا أقيمت الصلاة قاموا ودخلوا في الصف, وهذا من الحرمان أن يتخلفوا عن الصف الأول, مع أن النبي صلى الله عليه وسلم حث عليه -أي: على الصف الأول- وقال: ( لو يعلم الناس ما في النداء -يعني: الآذان- والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا لاستهموا ) يعني: لو لم يجد الناس في الحصول على الصف الأول إلا أن يقترعوا أيهم يكون في الصف الأول لاقترعوا, فكيف والأمر سهل؟!

فنصيحتي لأخواني الذين يتأخرون على الوجه الذي ذكرناه أن يبادروا بالخير, وأن يستبقوا إليه, وأحذرهم من قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين رأى في أصحابه تأخراً: ( لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله ).

السؤال: هل التدخين محرم شرعاً أم مكروه؟

الجواب: التدخين -يعني: شرب الدخان السجائر- محرم؛ لدخوله في عموم نصوص التحريم, وهو وإن لم يذكر في القرآن والسنة بعينه، لكن هذه الشريعة لها قواعد عامة تدخل فيها الجزئيات إلى يوم القيامة, فإذا نظرنا إلى النصوص وجدناها تقتضي تحريم التدخين أي: السجائر, فمن ذلك قول الله تبارك وتعالى: وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا [النساء:5] فنهى سبحانه وتعالى أن نعطي السفهاء أموالنا, وبين أن أموالنا قيام لنا تقوم بها مصالح ديننا ودنيانا, ولا شك أن بذل الإنسان ماله في هذه السجائر سفه لا يستفيد منه, بل يتضرر فيه وبه.

أيضاً ومن ذلك قوله تعالى: وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا [النساء:29] وشرب السجائر من أسباب الأمراض القاتلة التي لا علاج لها, فقد ذكر الأطباء أنها سبب للسرطان الكلي أو العضوي, فيكون المدخن متسبباً لقتل نفسه.

ومن ذلك: قوله تعالى وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ [البقرة:195] وهذا وإن كان نهياً عن التفريط في الواجبات فهو أيضاً شامل للوقوع في المحرمات.

أما السنة: فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( أنه نهى عن إضاعة المال ) ولا يخفى ما في التدخين -أعني: السجائر- من إضاعة المال, فالمبتلى بشربه تجده يقدم درهماً فيه قبل أن يشتري طعاماً لنفسه وأهله, ولا شك أن هذا من إضاعة المال.

ومن الأدلة على تحريمه: أن المبتلى بشربه تثقل عليه العبادات ولا سيما الصيام, أضرب لك مثلاً برجل تاقت نفسه إلى شرب السيجارة, وقد حانت الصلاة, فماذا تكون الصلاة عليه الآن؟ تكون ثقيلة أم خفيفة؟ ستكون ثقيلة بلا شك, وربما يدع الصلاة حتى يشرب السيجارة, أرأيت الرجل يكون صائماً ماذا يكون الصيام عليه؟ أيكون خفيفاً أم ثقيلاً؟ إنه سيكون ثقيلاً عليه, ثم إن شرب السجائر عند الناس يؤذيهم بالرائحة, وربما يضرهم الدخان الذي يتصاعد من السيجارة ويخرج من فم وأنف الشارب فيؤدي ذلك إلى أمرين أو أحدهما, إما إلى الإضرار والإيذاء, وأما إلى الإيذاء فقط, وإما إلى الإضرار.

ولهذا نحذر إخواننا من شرب السجائر, ونقول لهم: افرض أنك في حج أو عمرة تشرب السجائر ألم تعلم أن هذا ينقص أجر الحج والعمرة؛ لأن الله تعالى قال: فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ [البقرة:197] وشرب هذه السجائر فسوق؛ فيكون المحرم الذي يشرب سجائر واقعاً فيما نهى الله عنه, وهذا ينقص أجر حجه وعمرته.

ولكن يقول المبتلون به: كيف نتخلص من هذا وأنفسنا قد تعلقت به ودماؤنا قد امتزجت به, نقول: الأمر يحتاج إلى عزيمة صادقة وإلى توبة نصوح وإلى إقبال إلى الله عز وجل واستعانة به, وإلى البعد عن شاربيه, فلا يجلس إليهم ولا يتمشى معهم, ويفتقر أيضاً إلى التحمل والصبر حتى وإن ضاق نفسه وضاق صدره فليصبر, ولقد سمعنا كثيراً ورأينا أن الإقلاع عنه سهل مع العزيمة الصادقة, لكن كثير من الذين ابتلوا به يكونون ضعاف النفوس لا يتحملون الصبر, ويمنون أنفسهم, والتمني ضياع النفس وضياع الوقت, نسأل الله لنا ولإخواننا الهداية والعصمة عما حرم الله علينا.

السؤال: بعض المدخنين قد يحملون هذا البكت إلى المسجد في ثوبه, فما حكم حمل هذا البكت؟

الجواب: أنا لا أدري: هل أقول: إن حمله حلال؟ إن قلت حمله حلال معناه: شربه حلال, إن قلت: حمله حرام فقد يظن الناس أننا إذا قلنا: إن حمله حرام, يعني: أن الصلاة لا تصح وهو حامل له, ولكني أقول: الصلاة تصح ولو كان حاملاً له, وذلك لأنه ليس بنجس, إذ ليس كل حرامٍ يكون نجساً, وأما النجس فهو حرام، فهاتان القاعدتان ينبغي لطالب العلم أن يفهمهما, ليس كل حرام نجساً, والقاعدة الثانية: كل نجس فهو حرام, فالقاعدة الأولى: أنه ليس كل حرام نجساً, أننا نرى أن السم حرام وليس بنجس, أكل البصل لمن أراد أن يأكله ليتخلف عن الجماعة حرام والبصل ليس بنجس, وأما أكل البصل للتشهي أو التطبب فلا بأس به, ولو أدى ذلك إلى ترك الجماعة؛ لأنه لم يقصد بأكله أن يتخلف عن الجماعة, نجد أن الدخان -السيجارة- حرام وليس بنجس.

أما القاعدة الثانية: وهي أن كل نجس حرام؛ فدليلها قول الله تبارك وتعالى: قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ [الأنعام:145] فبين تبارك وتعالى أن علة التحريم كونه رجساً أي: نجساً, فيستفاد من ذلك أن كل نجس فهو حرام.