فتاوى نور على الدرب [627]


الحلقة مفرغة

السؤال: ما هي مواضع الإجابة الدعوة وأوقاتها؟ وهل قول: يا رب! ثلاث مرات، وقول: يا أرحم الراحمين ثلاث مرات يكون الدعاء بذلك مستجاباً؟

الجواب: من أهم وسائل إجابة الدعوة: الإخلاص لله عز وجل، قال: الله تعالى فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ [غافر:14]، ولهذا إذا أخلص الإنسان الدعاء ولا سيما في حال الشدة استجاب الله دعاءه ولو كان كافراً، كما قال الله تبارك وتعالى: فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ [العنكبوت:65]، فالإخلاص وظهور الافتقار إلى الله عز وجل من أكبر أسباب الإجابة.

ومنها: أن الإنسان إذا دعا ربه فلا يدعوه تجربة فيقول في قلبه: أشوف هل يستجيب الله دعائي أو لا، بل إذا دعا الله يدعو ربه وهو موقن بالإجابة، إلا أن يكون هناك مانع يمنع بسبب فعل العبد.

ومنها: ألا يعتدي في الدعاء بأن يسأل ما لا يمكن، أو ما هو بعيد أن يستجاب، وأريد ببعيد أي: من حيث الشرع، فمثلاً: لو سأل الله تعالى أن يجمع له بين النقيضين؛ فهذا محرم ولا يجوز، لأن هذا غير ممكن عقلاً، أو سأل الله تعالى أن يرزقه نكاح هند وأختها فهو أيضاً محرم؛ لأنه ممتنع شرعاً، وما أشبه ذلك. فلا بد أن يكون الدعاء لا عدوان فيه.

ومن أسباب إجابة الدعاء: أن يفعل الأسباب التي تستجلب الإجابة مثل رفع اليدين، التوسل إلى الله تعالى بربوبيته، التوسل إلى الله بالإيمان والعمل الصالح وما أشبه ذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم حين ذكر الرجل: ( يمد يديه إلى السماء: يا رب .. يا رب وهو قد أطال السفر أشعث أغبر )، هذه من أسباب الإجابة.

ومن أسباب الإجابة: أن يكون الإنسان في وقت ترجى فيه الإجابة وذلك مثل آخر الليل، فإن الله تبارك وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا فيقول: ( من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له ).

ومنها: أن يكون الإنسان ساجداً، فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( أما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم )، وقال: ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ).

لكن هنا شيء مهم وهو: أن أكل الحرام مانع من موانع الإجابة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في ( الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك ) فاستبعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يستجاب للرجل إذا كان يتغذى بالحرام طعاماً وشراباً وكسوة، وهذا يوجب للمؤمن أن يحذر حذراً عظيماً من أكل المحرم. والحرام: كل ما أخذ بغير حق سواءً كان سرقة، أم غصباً، أم زيادة الثمن بالغش، أم زيادة الثمن بالربا، المهم كل مال أخذه الإنسان بغير حق فإنه من الحرام، وإذا تغذى به -والعياذ بالله- فإنه بعيد أن يستجاب دعاؤه ولو كان قد اتصف بالأوصاف الجالبة للقبول.

السؤال: نرجو أن تشرحوا هذا الحديث جزاكم الله خيراً: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا )، والسؤال: اشرحوا لنا هذا الحديث؟

الجواب: أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيكون صنفان من الناس لم يرهم النبي صلى الله عليه وسلم، الصنف الأول: يتضمن العدوان على الناس بغير حق مستخدماً سلطته في العدوان عليهم وهم قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، يعني: بغير حق، قال أهل العلم: وهؤلاء هم شُرَط الظلمة الذين يضربون الناس بغير حق، فهم من أهل النار؛ لأن من أعان ظالماً لحقه من إثمه ما يستحق.

والصنف الثاني: نساء كاسيات عاريات، يعني: عليهن كسوة لكنهن بمنزلة العاريات، قال العلماء: إما لضيق الكسوة، وإما لخفتها حتى يرى من ورائها البشرة، وإما لقصرها.

وأما قوله: ( مميلات مائلات ) فالمعنى: أنهن يملن الثياب أو المشطة أو يملن الرجال بفتنتهم، وهن مائلات عن الحق بسبب فعلهن.

( رءوسهن كأسنمة البخت المائلة ) يعني: أن الواحدة منهن تتزيا بهذا الزي، تجعل شعرها كبة فوق هامتها حتى يميل يميناً أو شمالاً كسنام البعير.

والبخت: نوع من أنواع الإبل معروفة بعظم السنام وميله إلى أحد الجانبين.

والخلاصة: أن هؤلاء النساء يفعلن ما فيه الفتنة لأنفسهن ولغيرهن.

السؤال: هل الشفع والوتر تجوز فيه صلاة الجماعة في غير التراويح؟

الجواب: الشفع والوتر والتهجد أيضاً تجوز فيه الجماعة أحياناً لا دائماً، ودليل ذلك: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى جماعة ببعض أصحابه، فمرة صلى معه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، ومرة صلى معه عبد الله بن مسعود ، ومرة صلى معه حذيفة بن اليمان ، لكن هذا ليس راتباً، أي: لا يفعله كل ليلة ولكن أحياناً، فإذا قام الإنسان يتهجد وقد نزل به ضيف وصلى معه هذا الضيف جماعة في تهجده ووتره فلا بأس به، أما دائماً فلا، وهذا في غير رمضان؛ لأن رمضان تسن فيه الجماعة من أوله إلى آخره، في التراويح ومنها الوتر.

السؤال: أنا شاب من جمهورية مصر العربية، وعندي مشكلة أريد أن أعرف حلها من فضيلتكم إن شاء الله، وهي: أني شاب في بداية حياتي وأبي وأخي قاموا بتكاليف زواجي، وبعد زواجي أراد أهل زوجتي أن أسكن في بيت بعيد عن أبي أنا وزوجتي، وأنا أريد أن أجلس مع أخي لكي أقوم برعاية والدي، خصوصاً وأنه وحيد بعد وفاة والدتي، وبدأت المشاكل بين زوجتي وأبي، وبعد فترة لا تزيد عن شهر ذهبت زوجتي إلى بيت أهلها وذهبت أنا لآخذها بعد صعوبة وإلحاح فأصرت على أن تجلس في بيت أهلها، والآن أنا موجود في المملكة في جدة وقد هدتني الهموم والمشاكل وأريد في رسالتي هذه أن تنصحوني هل أطلقها، أم أصبر عليها، أم ماذا أفعل؟

الجواب: الذي أرى أن تصبر عليها وأن تخاطبها بالتي هي أحسن، مرة بالترغيب ومرة بالترهيب لعل الله يهديها، وأنت يجب أن تنظر إلى شدة العلاقة بينك وبينها من وجه وإلى كثرة الخصومة وضراوتها بينها وبين أهلك وتقارن بين المصالح والمضار وتفعل ما هو خير، وإن أمكن أن ترسل إليها من يقنعها من معارفها ومن يقنع والديها كذلك فهو خير، كما أن الواجب عليك أيضاً أن تسبر الأمر حقيقة، فإذا كان الخطأ من أهلك فاجعلها في بيت وحدها، وإذا كان الخطأ منها فيجب عليها أن تتقي الله عز وجل وأن تقوم بواجب زوجها.

السؤال: قمت بأداء فريضة الحج العام الماضي بإذن الله تعالى، وقد وقع مني خطأ وهو: بعدما وقفنا بعرفة وبعد رمي الجمرات أردت أن أطوف طواف الإفاضة وذهبت في ساعة متأخرة من الليل ولم أتمكن من الانتهاء من الطواف -أي: طواف الإفاضة- إلا بعد أداء صلاة الفجر، فهل علي كفارة؟

الجواب: الذي يظهر من السؤال أنه لا كفارة عليه؛ لأن الرجل طاف طواف الإفاضة في وقته، أي: بعد الوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة، ولا أعلم عليه شيئاً إذا كان الأمر كما وصف في سؤاله.

السؤال: هناك صلاة بين المغرب والعشاء من غير سنة المغرب كم عدد ركعاتها؟ وما هو اسمها؟ وهل هي صلاة الأوابين؟

الجواب: صلاة الأوابين صلاة الضحى إذا أخرت إلى آخر وقتها حين ترمض الفصال كما جاء ذلك مبيناً في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأما ما بين المغرب والعشاء ففيه راتبة المغرب ركعتان والباقي ليس فيه تحديد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فليصل ما شاء إلى آذان العشاء وإقامة صلاة العشاء، وإذا كان في هذا الوقت جلسات ذكر وعلم يستفيد منها فإن الأفضل حضور هذه المجالس؛ لأن طلب العلم أفضل من صلاة النافلة كما نص على ذلك أهل العلم رحمهم الله، أما إذا كان لا يستفيد من مجالس العلم ويطمئن إلى الصلاة ويحبها فليستغرق هذا الوقت في الصلاة، وإذا كان لا يتيسر له أن يجلس إلى أهله وإلى أولاده إلا في هذا الوقت فجلوسه معهم وتذكيرهم وتوجيههم وتأديبهم خير من الصلاة.

السؤال: لدي صديق بدأ بالصلاة منذ فترة قصيرة، أي: أنه لم يصل في السنين الماضية، وقد كانت الصلاة واجبة عليه من ذلك الوقت وهو بالغ عاقل، هل يقضي ما فاته من السنين السابقة أم لا؟

الجواب: في هذا خلاف بين العلماء رحمهم الله، فأكثر العلماء على وجوب قضاء الصلاة الفائتة عليه؛ لأنه بالغ عاقل لا عذر له، والصلاة لا تسقط بالعذر، يجب على الإنسان أن يصلي ولو كان مريضاً على قدر حاله، وإذا نام عن صلاة أو نسيها صلاها إذا ذكرها أو استيقظ.

وقال بعض العلماء: إن الإنسان إذا ترك الصلاة حتى خرج وقتها بدون عذر من نوم أو نسيان أو نحوهما فإنه لا يقضيها؛ لأنه لو قضاها لم تقبل منه، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد )، ومن أخر الصلاة عن وقتها حتى خرج بدون عذر ثم صلاها فقد أتى بها على وجه غير مأمور به فتكون باطلة، وحينئذٍ لا فائدة من صلاته إياها.

وهذا القول هو الراجح أنه لا قضاء عليه، أي: ليس عليه قضاء ما مضى مما تركه من صلاته، لكن عليه أن يتوب توبة نصوحاً وأن يكثر من العمل الصالح والاستغفار والتوبة إلى الله.

السؤال: ما هي المواقف التي إذا مات فيها الشخص أو إذا مات فيها الإنسان يكون شهيد؟

الجواب: الرسول عليه الصلاة والسلام ذكر أن المطعون والمبطون والحريق والغريق وما أشبههم هؤلاء كلهم من الشهداء، وكذلك المقتول ظلماً هو شهيد، لكن هؤلاء ليسوا كشهيد المعركة، أي: ليسوا كالشهيد الذي قتل في سبيل الله؛ لأن الشهيد الذي قتل في سبيل الله وصف الله تعالى ثوابهم بقوله: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ [آل عمران:169-171]، ولهذا لا يصلى عليهم ولا يكفنون، بل يدفنون في ثيابهم التي استشهدوا فيها بدون صلاة؛ لأن بارقة السيوف على رأس أحدهم وعرض رقبته لعدوه وعدو الله كافية في الامتحان والشفاعة، لكن هؤلاء نطلق عليهم أنهم شهداء كما أطلق عليهم النبي صلى الله عليه وسلم: ( من قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد )، ولكن لا نلحقهم بالشهداء الذين قتلوا في سبيل الله؛ لأن هؤلاء أتوا إلى المعركة باختيارهم مع علمهم بشراسة العدو، وأما أولئك فإنهم قتلوا بغير اختيار منهم ولهذا تجدهم يدافعون عن أنفسهم.

السؤال: الدعاء بين الأذان والإقامة مستجاب، هل أستطيع أن أرفع يدي بالدعاء أم لا أستطيع؟

الجواب: التعبير بهذا (هل أستطيع أو لا) غير سليم؛ لأنه يستطيع أن يرفع يديه، لكن لو قال: هل يستحب أن أرفع يدي؟ فجوابه: نعم، يستحب أن الإنسان إذا دعا بين الأذان والإقامة أن يرفع اليدين؛ لأن الأصل أن رفع اليدين في الدعاء مشروع ومن آداب الدعاء ومن أسباب الإجابة، لكن ما لم ترد السنة برفع الأيدي فيه لا ترفع فيه الأيدي، وهذه المسألة النصوص فيها على ثلاثة أقسام:

القسم الأول: ما علمنا أنه لا رفع فيه وذلك مثل الدعاء أثناء خطبة الجمعة؛ فإنه لا ترفع فيه الأيدي لا من الإمام الخطيب ولا من المستمعين، إلا في حال واحدة: إذا دعا في الاستسقاء، يعني: دعا الله تعالى أن يغيث الخلق فهنا يرفع يديه ويرفع الناس أيديهم أيضاً، وكذلك إذا دعا بالاستصحاء فإنه يرفع يديه، ودليل ذلك: حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: ( أن رجلاً دخل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال: يا رسول الله! هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال: اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا ورفع الناس أيديهم معه، فما نزل من منبره إلا والمطر يتحادر من لحيته عليه الصلاة والسلام ) بقي المطر على المدينة أسبوعاً كاملاً لم يروا الشمس وسالت الأودية، فدخل رجل يوم الجمعة الثانية أو الرجل الأول وقال: ( يا رسول الله، غرق المال وتهدم البناء فادعو الله يمسكها عنا، فرفع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يديه وقال: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والضراب وبطون الأودية ومنابت الشجر، فانفرج السحاب عن المدينة وصار المطر حولها وخرج الناس يمشون في الشمس )، ما عدا ذلك فإن الخطيب لا يرفع يديه أثناء الدعاء في الخطبة. علمنا ذلك من أن الصحابة رضي الله عنهم أنكروا على بشر بن مروان حينما رفع يديه في الدعاء حال الخطبة.

كذلك نعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه في الدعاء في التشهد ولا في الجلوس بين السجدتين، بل يداه موضوعتان على فخذيه عليه الصلاة والسلام.

القسم الثاني: ألا نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه ولا يكون هو ظاهر الحديث؛ فحينئذٍ لا نرفع الأيدي، وذلك مثل الدعاء عند القبر؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال: ( استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل )، ولم يرد في ذلك رفع يدين فالظاهر عدم الرفع.

القسم الثالث: ما عدا ذلك، فالأصل فيه الرفع، أي: في الدعاء؛ لأن الرفع من آداب الدعاء، أعني: رفع اليدين من آداب الدعاء وأسباب الإجابة.

هذه هي خلاصة رفع اليدين في الدعاء، وعلى هذا نقول: إن الدعاء بين الأذان والإقامة من هذا النوع أن الإنسان يرفع يديه ويدعوا الله تعالى بما أحب من خير الدنيا والآخرة.

السؤال: كما نعلم بأن الأضحية توزع إلى ثلاثة أقسام: ثلث يتصدق به، وثلث يهدى، وثلث لأهل الميت، ولكن لي تسعة من أبناء العم يقوم كل منهم بعمل أضحيته في المطبخ وتقديمها لجميع الإخوان دون أن نتصدق بثلث أو أن نهدي ثلثاً، فهل يجوز ذلك؟

الجواب: الصدقة بالثلث من الأضحية ليست بواجبة، لك أن تأكل كل الأضحية إلا شيئاً قليلاً تتصدق به والباقي لك أن تأكله، لكن الأفضل أن تتصدق وتهدي وتأكل، ثم إن الإهداء والصدقة إنما يكون باللحم النيء دون المطبوخ، وهذا سهل والحمد لله إذا كان يوم العيد وضحيت فأرسل إلى الفقراء ما تيسر، وأهدي إلى جيرانك وأصدقائك ما تيسر، وكل الباقي سواء أكلته في يوم العيد أو أيام التشريق أو ادخرته إلى أكثر من ذلك.