خطب ومحاضرات
فتاوى نور على الدرب [581]
الحلقة مفرغة
السؤال: شاب في الثانية والعشرين من العمر، أصلي والحمد لله على ذلك، ولكن في الفترة الأخيرة أصبت بحالة نفسية وهو داء الغرور أي: الكبر، ومن طبيعة المصاب بهذا المرض أن يكون فيه النفاق والرياء وكثير من هذه الأمور، حاولت أن أعالج نفسي عند الدكتور وبالقرآن ولكن دون فائدة، والسؤال: هل تقبل صلاتي وصيامي وأنا بهذه الحالة مع العلم بأني أكره هذه الصفات المذمومة ولكن لم استطع التخلص منها لأنها بدون إرادتي وجزاكم الله خيرا؟
الجواب: الواجب على من ابتلي بمرض نفسي من وسواس أو غيره أن يلجأ إلى ربه عز وجل، ويكثر السؤال بإلحاح وطمع في الإجابة وحسن ظن بالله عز وجل، وإذا غلب هذا الأمر على نفسه ولم يستطع مدافعته فإنه لا شيء عليه في ذلك لقول الله تبارك وتعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286] ، ولقوله تبارك وتعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] ؛ ولأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سئل عن مثل هذه الأمور فقال: ( ذلك صريح الإيمان )، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم من أصيب بوساوس في ما هو أعظم مما ذكره السائل أن يستعيذ بالله وينتهي، أي: يستعيذ يعتصم به جل وعلا، وينتهي أي: يعرض ويتغافل عما يقع في نفسه من مثل هذه الوسائل، فليستعمل هذا الرجل السائل الاستعاذة بالله عز وجل من الشيطان الرجيم، وينتهي عما يصيبه من هذه الوساوس، ويعرض ويتلهى فإنها بإذن الله تزول، ولئن تأخر زوالها فلا ييأس؛ لأن اليأس من رحمة الله تعالى من كبائر الذنوب، ولا ييأس أحدٌ من رحمة الله هو يحسن الظن به أبداً، بل اليأس من رحمة الله سوء ظن بالله عز وجل، وأسأل الله لهذا السائل أن يعصمه من الفتن ويعيذه من الشيطان الرجيم.
السؤال: لدينا طلاب متفقهين في الشرع ويقولون بأن الله عز وجل سيُرى يوم القيامة فهل هذا صحيح مع الدليل من الكتاب والسنة، وكذلك فهم يدخلون المساجد بلبس الحذاء والصلاة فيها أفتونا بهذا جزاكم الله خيراً؟
الجواب: أما المسألة الأولى: وهي رؤية الله تعالى يوم القيامة فهذا صحيح ثابت بالقرآن والسنة وإجماع السلف، فمن أدلة ذلك في كتاب الله قول الله تبارك وتعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [القيامة:22-23] فناضرة الأولى بمعنى: حسنة، وناظرة الثانية: من النظر بالعين، ولهذا أضيف النظر إلى الوجوه التي هي محل الأعين، ومن ذلك قول الله تبارك وتعالى: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ [يونس:26] فقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الحسنى بالجنة والزيادة بالنظر إلى وجه الله عز وجل، ومن ذلك قول الله تبارك وتعالى: كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ [المطففين:15] يعني بذلك: الفجار، وهذا دليل على أن الأبرار يرون الله عز وجل؛ لأن الله تعالى لما حجب هؤلاء في حال سخط كان المفهوم أن الله تعالى لا يحجب هؤلاء في حال الرضا أعني: الأبرار، ومن ذلك قول الله تبارك وتعالى وهي الآية الرابعة: لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ [ق:35] فإن المزيد ينبغي أن يفسر بما فسرت به الزيادة في قوله تعالى: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ [يونس:26] والذي فسر الزيادة بأنها النظر إلى وجه الله هو النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بمراد الله تعالى في كلامه.
وأما السنة فالأحاديث في ذلك متواترة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقد تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله يرى بالعين يوم القيامة فمن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا )، والصلاة التي قبل طلوع الشمس هي صلاة الفجر والتي قبل غروبها هي صلاة العصر، وهاتان الصلاتان أفضل الصلوات، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: ( من صلى البردين دخل الجنة )، وقد صرح النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث أخرى تصريحاً بالغاً من أقوى التصريحات فقال: ( إنكم سترون ربكم يوم القيامة عيانا بأبصاركم كما ترون الشمس صحوا ليس دونها سحاب ).
وأمَّا إجماع السلف فهو أمر مشهور لا يخفى على أحد، ولهذا صرح بعض العلماء بأن من أنكر رؤية الله في الجنة فهو كافر؛ لأنه كذب القرآن والسنة وخالف إجماع السلف وقد قال الله تعالى: وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا [النساء:115] ، ولولا أننا نفضل الدعاء للمهتدين على الدعاء عليهم لقلنا: نسأل الله تعالى أن يحتجب عن من أنكروا رؤيته في الآخرة، ولكننا لا نفضل ذلك بل نقول نسأل الله تعالى الهداية لمن التبس عليه الأمر، وأن يقر ويؤمن بما جاء في الكتاب والسنة، والعجب أن من الناس من ينكر رؤية الله في الآخرة بشبه يأتي بها من القرآن والسنة، أو بشبه عقلية لا أساس لها من الصحة، فمنهم من قال: إن رؤية الله تعالى غير ممكنة في الآخرة لأن موسى عليه الصلاة والسلام قال: قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي [الأعراف:143] ، وقرروا دليلهم ذلك بأنّ لنَّ [البقرة:8] تفيد التأبيد، والتأبيد يقتضي أن يكون هذا عاماً في الدنيا والآخرة، فيكون قوله: لن تراني، أي: في الدنيا وفي الآخرة، ولا شك أن هذا لبس وإلباس وتخبيط؛ لأن موسى إنما سأل الله الرؤية في تلك الساعة بدليل أن الله تعالى قال له: لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ، وسؤال موسى الرؤية يدل على إمكانها إذ لو لم تكن ممكنة عقلاً ما سألها موسى عليه الصلاة والسلام، لكن الإنسان في الدنيا لا يستطيع أن يرى الله عز وجل وذلك لقصوره وضعفه، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( واعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا )، ويدل لهذا أن الله تعالى لما تجلى للجبل اندك الجبل وهو الحجر الأصم، فكيف يمكن لجسم ابن آدم الضعيف أن يثبت لرؤية الله عز وجل في هذه الدنيا، أما في الآخرة فشأنها غير شأن الدنيا وفي الآخرة من الأمور ما لا يمكن إطلاقاً في الدنيا، دنو الشمس قدر ميل يوم القيامة لو حدث ذلك في الدنيا لاحترقت الأرض ومن عليها، كون الناس في الموقف يختلفون، يعرقون فيختلفون في العرق، منهم من يصل إلى كعبيه، ومنهم من يصل إلى ركبتيه، ومنهم من يصل إلى حقويه، هذا أمر لا يمكن في الدنيا لكنه في الآخرة ممكن، كون الناس يمشون على الصراط وهو كما جاء في مسلم بلاغاً: ( أدق من الشعر وأحد من السيف )، أمر لا يمكن في الدنيا ويمكن في الآخرة، كون الناس يقفون خمسين ألف سنة لا يأكلون ولا يشربون حفاة عراة غرلاً هذا لا يمكن في الدنيا وأمكن في الآخرة، فإذا كانت رؤية الله في الدنيا لا تمكن فإنه لا يلزم من ذلك ألا تمكن في الآخرة.
وأما دعواهم أن (لن) تفيد التأبيد فدعوى غير صحيحة، فإن الله تعالى قال في أهل النار: إنهم لن يتمنوا الموت أبدا بما قدمت أيديهم، قال ذلك في اليهود، وقال عن أهل النار يوم القيامة: وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ [الزخرف:77] أي: ليهلكنا ويمتنا حتى نستريح، فهنا تمنوا الموت وسألوا الله تعالى أن يقضي عليهم ولكن لا يتسنى لهم ذلك قال: إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ [الزخرف:77] ، ولهذا قال ابن مالك رحمه الله في الكافية:
ومن رأى النفي بلن مؤبداً فقوله اردد وسواه فاعضدا
والمهم أن من العقيدة عند السلف الواجبة أن يؤمن الإنسان بأن الله تعالى يُرى يوم القيامة، ولكن متى يرى؟ يُرى في الجنة إذا دخل أهل الجنة الجنة فإن الله تعالى يكشف لهم كما شاء، ومتى شاء، وكيف شاء فيرونه، في عرصات القيامة لا يراه الكافرون، يراه المؤمنون والمنافقون ثم يحتجب الله تعالى عن المنافقين.
والخلاصة: أنه يجب علينا أن نؤمن بأن الله تعالى يرى يوم القيامة رؤية حق بالعين فإن قال قائل: وإذا رؤي هل يدرك كما يدرك الرائي وجه مرئيه قلنا: لا. لا يمكن أن يدرك؛ لأن الله تعالى قال: لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الأنعام:103] ، والعجب أن المنكرين لرؤية الله في الآخرة استدلوا بهذه الآية على أنه لا يرى، وهو استدلال غريب، فإن الآية تدل على أنه يرى أكثر مما تدل على أنه لا يرى بل إنه ليس فيها دلالة إطلاقاً على أنه لا يرى؛ لأن الله تعالى إنما نفى الإدراك ولإدراك أخص من الرؤيا، ونفي الأخص لا يستلزم نفي الأعم بل إنما يقتضي وجود الأعم، فنفي الإدراك دليل على وجود أصل الرؤية ولهذا جعل السلف هذه الآية من الأدلة على ثبوت رؤية الله عز وجل في الآخرة وهو استدلال صحيح واضح.
السؤال: إذا كان مع الرجل أموال يدخرها لحاجته وحاجة أهله وبيته وأولاده ولا يتاجر بها ولا يبيع ولا يشتري بها، ولكن متى ما صادفته حاجة ضرورية يخرج ما يكفيه من الأموال لذلك فهل على هذه الأموال زكاة؟
الجواب: يقال في هذا تفصيل: فإن كانت الأموال أموال زكوية كالذهب والفضة والنقود ففيها الزكاة على كل حال إذا بلغت النصاب، وأما إذا كانت الأموال أعياناً أو عقارات أو أراضي وكلما احتاج باع منها وأنفق على نفسه فليس فيها زكاة.
السؤال: إذا وقع التخاصم بين الزوج والزوجة وانتهى بهم ذلك إلى الطلاق فهل يجوز أن يردوا من الزوجة للزوج شيئاً مما أعطاها من المهر؟
الجواب: إذا طلق الرجل زوجته فليس له حق من المهر إن كان قد خلا بها أو جامعها، وإن طلقها قبل ذلك أي: قبل أن يحصل جماع أو خلوة فإن له نصف المهر لقول الله تبارك وتعالى: وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ [البقرة:237] ، ولكن لكل من الزوج والزوجة أن يعفو عن الآخر ويتسامح معه، ولا سيما إذا اقتضت الحاجة ذلك فمثلاً إذا طلق الرجل بعد الدخول أي بعد الجماع أو بعد الخلوة فليس له حق في المهر، لكن لو أن المرأة وافقت على أن يعطى شيئاً من المهر تطييباً لقلبه فلا حرج، وكذلك لو أن الرجل طلق قبل الدخول والخلوة وعفا عن نصفه فلا حرج.
السؤال: أعمل في محل تجاري وأحيانا أجد بعض الهوام من جرذان أو فئران أو غيرها حاولت القضاء عليها بالقتل مباشرة فلم استطع لصعوبة ذلك، اشتريت مادة غراء لاصقة لإمساكها فتسبب ذلك بأضرار في البضاعة، اهتديت إلى مصيدة على شكل صندوق مخرم تدخل فيه تلك الحشرات والحيوانات فتنطبق عليها وهي حية ثم بعد ذلك أقوم بقتلها بواسطة سيخ أو آله حادة مع العلم بأن ذلك يحدث بعض العذاب لها أثناء القتل وإذا لم أقتلها أقوم برميها في إناء فيه ماء فلا تستطيع الخروج منه وتبقى كذلك حتى تموت فهل علي حرج في ذلك؟
الجواب: أولاً: السائل يقول بأنه من المدينة المنورة، وهذه كلمة شائعة بين الناس أن يسموا المدينة بأنها المدينة المنورة، وحقيقة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة أضاء منها كل شيء لكن لما توفي أظلم منها كل شيء، هكذا جاء الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه وهي مدينة منورة بلا شك بالعلم والإيمان، وكذلك كل مدينة دخلها الإسلام فإنها منورة بالعلم والإيمان، والذي ينبغي أن تسمى المدينة (المدينة النبوية) كما كان سلفنا المؤرخين يسمونها بذلك أي: بالمدينة النبوية، وهذه الخصيصة -أعني: كونها- نبوية خاصة بالمدينة؛ لأنها البلد التي هاجر إليها رسول صلى الله عليه وسلم واختارها موطنا له ومات فيها، فوصف المدينة بأنها نبوية أولى من وصفها بأنها المنورة.
وأما ما يتعلق بسؤاله عن هذه الحشرات والجرذان فإن له أن يقتلها بأهون وسيلة سواء أن كان ذلك باللاصق لكن إذا كان باللاصق فلابد أن يلاحظها ويكرر ملاحظتها لئلا تموت جوعاً أو عطشاً فيقتلها من حين أن يراها أو كان ذلك بما ذكره من وضع فخ تدخل فيه ثم يقضي عليها بالقتل، أو كان ذلك بإلقائها بالماء حتى تموت لكن يجب أن يسلك أسهل طريق يحصل به الموت لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتل وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ).
السؤال: لي أخ كان يصلي مع الجماعة في المسجد، وعندما رحلنا إلى بيت آخر لم يوجد بالقرية مسجد، وطريق البيت صعبة جدا بحيث تتواجد في هذا الطريق حيوانات مؤذية مع العلم بأنه شاب هل يجوز له أن يصلي في البيت؟
الجواب: لا يجوز له أن يصلي في البيت مع قدرته على الصلاة في المسجد، فإن رجلاً أعمى أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال: ( يا رسول الله! إني رجل أعمى ليس لي قائد يلائمني، فقال له النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: هل تسمع النداء؟ قال: نعم قال: فأجب )، أما إذا كان لا يستطيع الوصول إلى المسجد لكونه مريضاً أو أعرج لا يستطيع الوصول إلى المسجد إلا مع مشقة شديدة فهنا تسقط عنه الجماعة ويصلي في بيته للعذر.
السؤال: هل السبعون ألفاً الذين يدخلون الجنة هؤلاء إيمانهم كامل، وأناس يعذبون في النار ويدخلون الجنة وأناس يبقون في النار خالدين فيها؟
الجواب: أما الناس الذين يبقون في النار خالدين فيها فهؤلاء الكفار الذين ليس لهم حسنات كما قال الله تبارك وتعالى: إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا [الأحزاب:64-65] ، وقد ذكر الله تعالى خلود الكافرين الأبدي في القرآن في ثلاثة مواضع:
الأول في النساء في قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا * إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا [النساء:168-169] .
والثاني: في الأحزاب في قول الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا [الأحزاب:64-65] .
والثالث: في سورة الجن في قوله تعالى: وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا [الجن:23]، وأما أهل المعاصي من المؤمنين فهؤلاء مستحقون لدخول النار والعذاب فيها بقدر ذنوبهم، ولكن قد يغفر الله لهم فلا يدخلون النار، وقد يشفع لهم فلا يدخلون النار، وهناك أناس يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب وهم الذين وصفهم النبي عليه الصلاة والسلام بقوله: ( لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون ).
السؤال: لي أم لا تركع ولا تسجد في الصلاة بسبب آلام في المفاصل والأرجل، وإنما تهز رأسها هل صلاتها صحيحة في مثل هذه الحالة؟
الجواب: نعم صلاتها صحيحة، من لم يستطع الركوع فليومئ به قائماً ومن لم يستطع السجود فليومئ به قاعداً لقول الله تبارك وتعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286] ، ولقوله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] ، ولقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لـعمران بن حصين : ( صلِّ قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب ).
السؤال: هل هناك زمن محدد لذبح العقيقة ثم متى يحلق شعر المولود مأجورين؟
الجواب: شعر المولود يحلق في اليوم السابع إذا كان ذكراً، وأما الأنثى فلا يحلق رأسها، وإذا حلق شعر الرأس فإنه يتصدق بوزنه فضة كما جاء في الحديث.
وأما العقيقة فالأفضل أن تكون في اليوم السابع قال العلماء: فإن فات اليوم السابع ففي اليوم الرابع عشر، فإن فات ففي اليوم الحادي والعشرين، فإن فات ففي أي وقت، على أنه لا حرج أن يذبح العقيقة في اليوم السادس أو الخامس أو العاشر أو الثاني عشر لكن هذه أوقات مفضلة فقط وهي ثلاثة: السابع والرابع عشر والحادي والعشرين.
المقدم: شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين!
استمع المزيد من الشيخ محمد بن صالح العثيمين - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
فتاوى نور على الدرب [707] | 3913 استماع |
فتاوى نور على الدرب [182] | 3693 استماع |
فتاوى نور على الدرب [460] | 3647 استماع |
فتاوى نور على الدرب [380] | 3501 استماع |
فتاوى نور على الدرب [221] | 3496 استماع |
فتاوى نور على الدرب [411] | 3478 استماع |
فتاوى نور على الدرب [21] | 3440 استماع |
فتاوى نور على الدرب [82] | 3438 استماع |
فتاوى نور على الدرب [348] | 3419 استماع |
فتاوى نور على الدرب [708] | 3342 استماع |