فتاوى نور على الدرب [577]


الحلقة مفرغة

السؤال: والدي كثير السباب واللعن حتى أنها أصبحت عادة عنده لا يَشْعُرْ وهو يتلفظ بها وبالأخص إذا كان غضباناً هل في ذلك كفارة عما يبدر عنه عفا الله عنا وعنكم جزاكم الله خيراً؟

الجواب: أقول لأبيك: عليه أن يكون حسن الأخلاق، وعليه ألا يغضب؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال له رجل: ( أوصني يا رسول الله! قال له: لا تغضب فردد مراراً، قال: لا تغضب )، أخرجه البخاري ، وأقول له: إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لـمعاذ بن جبل : ( ألا أخبرك بملاك ذلك كله قال: بلى يا رسول الله فأخذ بلسان نفسه وقال: كف عليك هذا، قال: يا رسول الله! إنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم )، فوصيتي ونصيحتي لأبيك أن لا يغضب وأن يتحلى بالصبر والتحمل، وليعلم أن دوام الحال من المحال وأن مع العسر يسراً كما قال الله عز وجل: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا [الشرح:5-6]، وإذا أصابه الغضب فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم وليجلس إن كان قائماً، وليضطجع إن كان قاعداً، وليتوضأ حتى يذهب ما فيه، وليعلم أن كثيراً من الذين يغضبون إذا زال عنهم الغضب وبردت عروقهم يندمون ندماً عظيماً، ثم إن اللعن والسباب والشتام قد لا يزيد الإنسان إلا إثماً.

أما بالنسبة لكم فعليكم بمناصحة أبيكم وأكثروا من مناصحته حتى يستمر على الخلق الحسن.

السؤال: أستفسر عن الآيات الكريمة التالية، يقول تعالى: وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ [الزخرف:84]، والآية الأخرى الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5] ، يقول: على حُسْنِ قول الناس منهم مَنْ يقول بأن الله موجود في السماء، والبعض يقول بأن الله موجود في كل مكان، اشرحوا لنا ذلك مأجورين.

الجواب: هذه مسألة عظيمة مهمة، وذلك أن الله سبحانه وتعالى وصف نفسه بأنه العلي وأنه الأعلى وأنه القاهر فوق عباده، وأن الأمور تتنزل من عنده، وتعرج إليه، وأنه في السماء وكل هذا يدل على علوه جل وعلا، وأنه فوق كل شيء فأما قوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ [الزخرف:84] فالمراد بذلك الألوهية لا ذات الرب عز وجل، المراد بذلك أن ألوهيته ثابتة في السماء وفي الأرض، فهو كقول القائل: فلان أمير في المدينة وفي مكة مع أنه في إحداهما وليس فيهما جميعا، وإنما إمرته ثابتة في المدينة وفي مكة، فالله تعالى إله مَنْ في السماء وإله مَنْ في الأرض، وأما هو نفسه جل وعلا فإنه فوق سماواته على عرشه، وعلى هذا فلا منافاة بين هذه الآية وبين قول الله تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5] ومعنى قوله تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5] أي: أنه علا على العرش؛ لأن استوى في اللغة العربية إذا عديت بعلى صار معناها العلو كقوله تعالى: فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ [المؤمنون:28] أي: علوت، وقوله تعالى: وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ * لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ [الزخرف:12-13] أي: تعلوا على ظهوره: ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ [الزخرف:13] أي: علوتم عليه، فهو سبحانه وتعالى مستوٍ على العرش أي: عال عليه، وهذا العلو ليس هو العلو العام لجميع المخلوقات بل هو علو خاص مختص بالعرش، ولهذا يقال: استوى على العرش ولا يقال استوى على السماء، ويقال: علا على العرش وعلا على السماء، فالاستواء على العرش علو خاص ليس هو العلو العام لجميع المخلوقات، وقد أخطأ وضل من فسر الاستواء هنا بالاستيلاء والملك، أخطأ من عدة أوجه:

الوجه الأول: أنه مخالف لمقتضى اللغة العربية فلم تأتِ استوى على كذا بمعنى: استولى عليه في اللغة العربية، وها هو كلام العرب بين أيدينا لا نعلم أنَّ منهم من عبر عن الاستيلاء بالاستواء أبداً، فأما ما قيل:

قد استوى بِشرٌ على العراق من غير سيف أو دم مهراق

فإننا نطالب -أولاً- بصحة النقل عن شاعر عربي من العرب الخُلَّصْ، ولا يمكن لأحد أن يثبت ذلك، ثم على فرض أنه ثبت عن شاعر عربي من العرب الخُلَّصْ فإنَّ هنا قرينةً تمنع أن يكون المراد بذلك العلو على العراق؛ لأن الرجل لا يمكن أن يعلو على العراق علواً ذاتياً، وحينئذٍ يكون المراد به العلو المعنوي وهو الاستيلاء، أما علو الله تعالى نفسه على عرشه فلا مانع منه لا عقلاً ولا سمعاً.

ثالثاً: أن نقول: إن تفسير الاستواء بالاستيلاء مخالف لما كان عليه السلف الصالح وأئمة الخلف فإنهم مجمعون على أن استوى على العرش بمعنى: علا عليه ولم يأت عن أحد منهم حرف واحد يدل على أنهم فسروا الاستواء بالاستيلاء، ومعلوم أن مخالفة السلف ضلال وخروج عن جماعة الحق.

رابعاً: أنه يلزم على تفسير استوى على العرش -استولى عليه- أن يكون العرش قبل هذا ملكاً لغير الله وأن الله تعالى بالمعالجة حصل عليه من غيره، وهذا لازم باطل جد البطلان.

الخامس: أننا إذا فسرنا استوى باستولى لجاز أن نقول: إن الله استوى على الأرض وعلى الإنسان وعلى الجمل وعلى السفينة وعلى كل شيء لأنَّ الله تعالى مستولٍ على كل شيء ومالكٌ له، ومعلوم أنه لا أحد يُسَوِّغ أن يقول القائل: إن الله استوى على الإنسان أو على الأرض أو ما أشبه ذلك.

السادس: أنَّ الذين فسروه بالاستيلاء مضطربون ومختلفون، واضطراب أهل القول فيه يدل على عدم رسوخه وعدم صحته، وعلى هذا فلا يحل لأحدٍ أن يفسر قول الله تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5] أو قوله تعالى: ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ [الأعراف:54] بأن المعنى: استولى عليه من أجل هذه الوجوه التي ذكرناها، فالاستواء على العرش يلزم منه العلو المطلق على جميع المخلوقات، فإن الله تعالى عال بنفسه على جميع المخلوقات ولا يعارضه ما ذكره السائل من قوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ [الزخرف:84] لما ذكرنا في صدر الجواب.

ونظير هذه الآية أعني قوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ [الزخرف:84]، قوله تعالى: وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ [الأنعام:3] فقال: (هو الله في السموات وفي الأرض) وليس المعنى أنه نفسه في السماوات وفي الأرض ولكن المعنى أن ألوهيته ثابتة في السماوات وفي الأرض، وليعلم أن اعتقاد أن الله تعالى نفسه في كل مكان اعتقاد باطل لو شَعُرَ الإنسان بلوازمه الباطلة ما تفوه به؛ لأنه يلزم من هذا القول أن يكون الله تعالى في كل مكان من الأماكن الطيبة والأماكن الخبيثة بل لَلَزِمَ منه أن يكون الله تعالى في أجواف الحيوانات وأجواف الناس وما أشبه ذلك، ثم يلزم من هذا أحد أمرين: إما أن يتعدد بتعدد الأمكنة، وإما أن يكون متجزئاً بعضه هنا وبعضه هناك وكل هذه لوازم فاسدة تصورها كاف في ردها وإفسادها، ومَنْ قال: إن الله تعالى نفسه في كل مكان فهو ضال مبتدع ما قَدَر الله حق قدره ولا عرف عظمته جل وعلا، وكيف يكون في كل مكان وهو الذي قد وسع كرسيه السماوات والأرض: وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ [الزمر:67] فليتق الله قائل هذا وليتب إلى ربه قبل أن يدركه الموت على هذه العقيدة الفاسدة فيلقى ربه على خبث العقيدة وفساد الطوية، نسأل الله السلامة.

السؤال: إمام مسجد لم يتزوج هل تجوز إمامته لأن الزواج تمام الإيمان نرجو منكم الإفادة؟

الجواب: نعم يجوز للإنسان أن يؤم الناس وهو غير متزوج، وهو أحقهم بالإمامة إذا كان أقرأهم لكتاب الله لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله )، إلا أنه إذا كان في مسجد له إمام راتب فالإمام الراتب أحق منه لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( لا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه )، وإمام المسجد سلطان في مسجده، ولا تعجب أن يكون الصغير إماماً للكبير فإنه قد ثبت في صحيح البخاري أن عمرو بن سلمة الجرمي أمّ قومه وهو ابن ست أو سبع سنين، فهذا الصحابي الذي أم قومه وهو في هذه السن في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أمَّ قومه وهم قبيلة ولم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولا نزل القرآن بالإنكار عليه، ولهذا كان القول الراجح من أقوال العلماء: أنه يجوز أن يكون الصغير الذي لم يبلغ إماماً للكبير البالغ بل هو أحق منه بالإمامة إذا كان أقرأ منه لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( يؤم القوم أقرأهم لكتاب الله ).

وأما قول السائل: قبل أن يكمل دينه أو قبل أن يكمل إيمانه، فيقال: لا شك أن النكاح مع الشهوة من أفضل العبادات حتى قال بعض أهل العلم: إنه أفضل من نوافل العبادة أي: أفضل من الصدقة وأفضل من صلاة التطوع وأفضل من قراءة القرآن غير الواجبة لما فيه من امتثال أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حيث قال: ( يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء )، فالشاب من ذكر وأنثى مأمور أن يتزوج، وإذا تزوج فهذا امتثال لأمر الله ورسوله وامتثال أمر الله ورسوله عبادة يثاب الإنسان عليه، وقد ذهب بعض العلماء يرحمهم الله إلى وجوب النكاح على الشاب القادر عليه؛ لأن الأصل في أوامر الله ورسوله الوجوب ولما يترتب عليه من المصالح وكف المفاسد.

وإنك لتعجب من قوم يستطيعون النكاح ولكنهم لا يتزوجون بحجة أنهم يريدون أن يكملوا الدراسة، وهذا قصور نظر بل نقول: تزوج فإن النكاح قد يزيد في انطلاقك للدراسة، وقد توفق بامرأة صالحة متعلمة تعينك على ما تريد، وكذلك بالنسبة للنساء فإن بعضهن يقول: لا أتزوج حتى أتخرج من الثانوية أو من الكلية أو ما أشبه ذلك وهذا خطأ، وهذا وإن كان قد لا يقع من المرأة نفسها لكن يقع من بعض الأولياء الأشقياء الذين يريدون أن يتخذوا بناتهم مطية للكسب المادي، فتجده يبقي بنته لا يزوجها من أجل أن تتخرج ثم تتوظف ثم يستلب رواتبها، وليته يفعل ذلك عن فقر وحاجة لكان الأمر أهون لكنه يفعل هذا استكثاراً والعياذ بالله، على أنه وإن كان فقيراً لا يجوز له أن يجعل ابنته سلعة يبيع ويشتري بها، بل الواجب عليه أن ينظر ما هو أصلح لها فمتى خطبها الكفء الصالح في خلقه ودينه فليزوجها وإن كانت تدرس، وإذا كانت البنت ترغب الدراسة فلتشترط على الزوج ألا يمنعها من مواصلة الدراسة، وإذا اشترطت ذلك لنفسها لزم الزوج الوفاء به لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إن أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج )، وإذا أسقطت هذا الشرط بعد النكاح فلا اعتراض لأحد على ذلك لا أبوها ولا أخوها ولا أحد من أوليائها؛ لأن الحق لها، وكثير من الناس في مثل هذه الأمور يضيعون أمانتهم ويخونون أمانتهم من أجل المصالح المادية أو الأغراض الشخصية، وهذا من خيانة الأمانة وقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ [الأنفال:27-28].

السؤال: مسافر نزل على قرية وبات فيها وهذا اليوم يوم جمعة وقدموه جماعة القرية للصلاة بهم وصلى بهم الجمعة هل تجوز صلاة المسافر بالمقيمين؟

الجواب: يريد السائل هل يجوز أن يكون المسافر إماما للناس في صلاة الجمعة، والجواب على هذه المسألة أن العلماء اختلفوا في ذلك: فمنهم من يقول إن المسافر لا يصح أن يكون إماماً في الجمعة؛ لأنه ليس من أهل الوجوب إذ إن المسافر لا تجب عليه الجمعة، ومنهم من قال: إنه يصح أن يكون المسافر إماماً في الجمعة وخطيباً فيها، وهذا القول هو الصحيح، وعلى هذا فنقول لهذا السائل لا بأس أن تصلي إماما في الجمعة وأنت مسافر.

وبهذه المناسبة أقول إن من كان في بلد وهو مسافر وأقيمت الجمعة فإن عليه أن يصلي الجمعة مع الناس ولا يحل له أن يتخلف عن الجمعة بحجة أنه مسافر وذلك لعموم قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ [الجمعة:9] ، والمسافر داخل في هذا الخطاب؛ لأنه من الذين آمنوا، فإذا كان من الذين آمنوا فقد أُمِرَ أن يسعى إلى ذكر الله إذا نودي للجمعة، ومثل ذلك صلاة الجماعة أيضاً، فإن على المسافر إذا نزل في بلد وأذن للصلاة وقد سمع النداء عليه أن يجيب النداء ويصلي مع الجماعة؛ لأن الجماعة لا تسقط عن المسافر لقول الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ [النساء:102] إلى آخر الآية، فأمر بصلاة الجماعة في حال الخوف وكان ذلك في السفر ففي حال الأمن من باب أولى، وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر )، وهذا عام في المسافر وغير المسافر، وأما ما اشتهر عند العامة أن المسافر لا جمعة عليه ولا جماعة فهذا ليس بصحيح بل المسافر كالمقيم في وجوب صلاة الجمعة والجماعة ولا فرق.

السؤال: بعض الناس يجعل من يوم الجمعة موعداً لرحلاته ونزهاته هل لكم توجيه في ذلك؟

الجواب: نعم، إني أوجه النصيحة لهؤلاء القوم الذين يجعلون يوم الجمعة محلا أو وقتاً للرحلات والبعد عن صلاة الجمعة نصيحتي لهؤلاء أن يتقوا الله عز وجل، وأن يحمدوا الله تعالى على نعمه وعلى ما نحن فيه من رخاء ورغد وأمن، وأن يشكروا الله عز وجل ثم الحكومة التي جعلت للناس متسعاً في الإجازة الأسبوعية حيث أضافت إلى يوم الجمعة يوم الخميس، وبالإمكان أن يجعل الإنسان يوم الخميس هو يوم رحلاته، ويجعل يوم الجمعة هو يوم شراء حاجاته الأسبوعية؛ لأن بعض الناس يقول: إني في يوم الخميس أتفرغ لشراء الحاجات الأسبوعية فنقول: اجعل يوم الجمعة هو يوم التفرغ لشراء الحاجات الأسبوعية واجعل يوم الخميس يوم رحلات، أما أن تجعل ذلك يوم الجمعة وتواظب على هذا وكل جمعة تخرج من بلدك وتترك صلاة الجمعة فهذا يفوتك خير كثير وربما تقع في إثم.