فتاوى نور على الدرب [345]


الحلقة مفرغة

السؤال: نحن نعلم بأن القرآن الكريم نزل مفرقاً, وورد أنه نزل في ليلة القدر, هل معنى ذلك بأنه نزل في كل سنة من ليلة القدر؟

الجواب: لا يخفى علينا جميعاً أن القرآن كلام الله عز وجل؛ لقوله تعالى: وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ [التوبة:6] أي: حتى يسمع القرآن، وليس المعنى أن هذا المستجير يسمع كلام الله نفسه من الله, بل إنما يسمع القرآن الذي هو كلام الله عز وجل, وأن هذا القرآن نزل من عند الله تعالى؛ كما قال الله تعالى: تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ [الزمر:1]، وكما قال تعالى: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ [الشعراء:193-195] فالقرآن نزل من عند الله عز وجل, ونزوله كان مفرقاً كما قال تعالى: وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا [الفرقان:32]، وقال تعالى: وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا [الإسراء:106]، ولنزوله مفرقاً فوائد كثيرة ذكرها أهل العلم في أصول التفسير.

فأما قوله تعالى: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ [القدر:1] فقد اختلف المفسرون فيها، فقال بعضهم: (إنا أنزلناه) أي: ابتدأنا إنزاله في ليلة القدر، فيكون القرآن أول ما نزل في ليلة القدر, ثم نزل متتابعاً حسب ما تقتضيه حكمة الله عز وجل, وقال بعض العلماء: إنه نزل إلى بيت العزة جميعاً في ليلة القدر, ثم نزل إلى النبي صلى الله عليه وسلم مفرقاً بعد ذلك.

لكن الأول أقرب إلى الصواب؛ لأن قوله: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ [يوسف:2] يقتضي إنزاله إلى منتهى إنزاله, وهو قوي, وهو قلب النبي صلى الله عليه وسلم، ومعلوم أنه لم ينزل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم جميعاً في ليلة واحدة, بل نزل مفرقاً, فيكون المعنى إنا أنزلناه أي إنا ابتدأنا إنزاله في ليلة القدر, ثم صار ينزل مفرقاً حسب ما تقضيه حكمة الله تبارك وتعالى.

السؤال: هل يجوز للجنب قراءة القرآن أو المعوذات وآية الكرسي وبعض الأذكار الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم قبل نومه وهو جنب؟

الجواب: قراءة القرآن والإنسان جنب لا تجوز على أصح أقوال أهل العلم, وهو قول جمهور أهل العلم فيما أعلم؛ لأن الجنب بإمكانه أن يغتسل ويزيل عنه المانع بخلاف الحائض, فإن الأصح من أقوال أهل العلم أن الحائض تقرأ القرآن للمصلحة أو الحاجة، فقراءتها إياه للمصلحة كقراءة الأوراد القرآنية كآية الكرسي والآيتين الأخيرتين في سورة البقرة وقل هو الله أحد والمعوذتين, وأما قراءة الحاجة كقراءتها إياه خوفاً من النسيان أو من أجل أداء الاختبار في المدارس أو من أجل تعليم أبنائها أو ما أشبه ذلك.

والفرق بين الحائض الجنب أن الحائض لا يمكنها إزالة المانع بخلاف الجنب, وعلى هذا فنقول للجنب: إذا كنت تريدي أن تقرئي الأوراد القرآنية فاغتسلي ثم اقرأيها, وهذا أفضل وأطيب, وأما الأذكار والأوراد غير القرآنية فإنه لا بأس للجنب أن يقرأها؛ لقول عائشة رضي الله عنها: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه )، ولكن ذكر الله تعالى على طهارة أفضل مما إذا لم يكن على طهارة، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إني أحب أن لا أذكر الله إلا على طهارة ) أو كلمة نحوها ولكن لا يمتنع أن يذكر الإنسان ربه وهو جنب بشيء غير القرآن, وله أيضاً -أي: الجنب- أن يذكر الله تعالى بما يوافق القرآن إذا لم يقصد القراءة, فله أن يقول: بسم الله الرحمن الرحيم, وله أن يقول إذا أصيب بمصيبة: إنا لله وإنا إليه راجعون, وله أن يقول: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين, وله أن يقول: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار إذا لم يقصد القراءة.

السؤال: ما حكم رفع اليدين في الصلاة؟ ومتى ترفع عند التكبيرات غير تكبيرة الإحرام؟

الجواب: رفع اليدين يكون في أربعة مواضع: عند تكبيرة الإحرام, وعند الركوع, وعند الرفع منه, وعند القيام من التشهد الأول, ويكون ابتداء الرفع مع ابتداء التكبير, وله أن يرفع ثم يكبر, وأن يكبر ثم يرفع, فبكل منها جاءت السنة, وأما عند الركوع فإذا أراد أن يهوي إلى الركوع يرفع يديه ثم أهوى ووضع يديه على ركبتيه, وعند الرفع من الركوع يرفع يديه عن ركبتيه ويستمر رافعاً لهما حتى يستتم قائماً ثم يضعهما على صدره, وفي القيام من التشهد الأول إذا قام رفع يديه إلى حذو منكبيه كما يكون ذلك عند تكبيرة الإحرام، وما عدا هذه المواضع الأربعة فإنه لا يرفع يديه فيها.

وأما رفع اليدين في الصلاة على الجنازة فإنه مشروع في كل تكبيرة؛ كما صح ذلك عن عبد الله بن عمر من فعله, بل قد روي عنه مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم بسند لا بأس به عند تأمله, فالمشروع أن يرفع الإنسان يديه في تكبيرات الجنازة كلها في التكبيرة الأولى وغيرها.

السؤال: ما حكم من قال: آمين, أو أعوذ بالله من النار, أو سبحان الله, والإمام يقرأ في صلاة جهرية عندما يسمع المأموم آيات تستوجب التعوذ أو التسبيح أو التأمين؟

الجواب: أما الآيات التي تستوجب التسبيح أو التعوذ أو السؤال إذا مر بها القارئ في صلاة الليل فإنه يسن له أن يفعل ما يليق, فإذا مر بآية وعيد تعوذ, وإذا مر بآية رحمة سأل, وأما إذا كان مستمعاً للإمام فإن الأفضل ألا يتشاغل بشيء غير الإنصات والاستماع, نعم إذا قدر أن الإمام وقف عند آخر الآية وهي آية رحمة فسأل المأموم أو هي آية وعيد فتعوذ أو آية تعظيم فسبح فهذا لا بأس به.

وأما إذا فعل ذلك والإمام مستمر في قراءته فأخشى أن يشغله هذا عن الاستماع إلى قراءة الإمام, وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام حين سمع أصحابه يقرءون خلفه في الصلاة الجهرية، قال: ( لا تفعلوا إلا بأم القرآن, فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها )، وبه نعرف أن ما يقوله بعض العامة عند قول الإمام: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5] فيقول: استعنا بالله أنه لا أصل له, ولا ينبغي أن يقال؛ لأن المأموم مأمور بالإنصات من وجه, ولأنه سوف يؤمن على قراءة الإمام في آخر الفاتحة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إذا أمن الإمام فأمنوا, فإن من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه )، وفي لفظ: ( إذا قال الإمام: وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7], فقولوا: آمين ) فلا حاجة إذاً إلى أن تقول: استعنا بالله إذا قال إمامك: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5].

السؤال: لقد داومت على قراءة درة الناصحين في الوعظ والإرشاد وتأثرت به, ولكنني أحس أن فيها أشياء مكذوبة وتأكدت من ذلك, فما رأيكم في هذا الكتاب يا فضيلة الشيخ؟

الجواب: رأيي في هذا الكتاب وفي غيره من كتب الوعظ أن يقرأها الإنسان بتحفظ شديد؛ لأن كثيراً من المؤلفين في الوعظ يأتون بأحاديث لا زمام لها ولا قياد لها ولا أصل لها عن الرسول صلى الله عليه وسلم، بل هي أحاديث موضوعة أحياناً وضعيفة جداً أحياناً, يأتون بها من أجل ترقيق القلوب وتخويفها وهذا خطأ عظيم, فإن فيما صح من سنة الرسول عليه الصلاة والسلام من أحاديث الوعظ كفاية, والقرآن العظيم أعظم ما توعظ به القلوب كما قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [يونس:57] , فلا واعظ أعظم من القرآن الكريم ومما صح من السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فإذا عرف الإنسان حال هذه الكتب المؤلفة في الوعظ, وأن فيها أحاديث موضوعة أو ضعيفة جداً فليحترز من هذه الأحاديث, ولا حرج عليه أن ينتفع منها بما فيها من كلمات الوعظ التي يكتبها الكاتبون, ولكن بالنسبة للأحاديث ليكن منها على حذر, وليسأل عنها أهل العلم, وإذا بين له حال الحديث فليكتب على هامش الكتاب: هذا الحديث ضعيف أو موضوع أو ما أشبه ذلك لينتفع به من يطالع الكتاب بعده.

السؤال: في كلام الإنسان وحين مزحه مع أصدقائه وأحبابه يدخل شيء من الكذب للضحك, هل هذا محظور في الإسلام؟

الجواب: نعم هو محظور في الإسلام؛ لأن الكذب كله محظور, ويجب الحذر منه, قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( عليكم بالصدق؛ فإن الصدق يهدي إلى البر, وإن البر يهدي إلى الجنة, ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً, وإياكم والكذب؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور, وإن الفجور يهدي إلى النار, ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً )، وورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( ويل لمن يكذب ليضحك به القوم ويل له ثم ويل له ).

وعلى هذا فيجب الحذر من الكذب كله، لا لأجل أن يضحك به القوم ولا مازحاً ولا جاداً, وإذا عود الإنسان نفسه على الصدق وتحرى الصدق صار صادقاً في ظاهره وباطنه؛ ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام: ( ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً ).

ولا يخفى علينا جميعاً ما يحصل من نتائج الصدق فها هو كعب بن مالك وصاحباه هلال بن أمية و مرارة بن الربيع رضي الله عنهم صدقوا رسول الله صلى الله وسلم حين تخلفوا عن غزوة تبوك, وأخبروه بأنه لا عذر لهم, فماذا كان في حقهم؟ كان أن نزلت آيات من كتاب الله فيها الثناء عليهم, والأمر بالاقتداء بهم قال الله تعالى: لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ * وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا [التوبة:117-118] فأفرد ذكر التوبة على هؤلاء مع أن القصة واحدة لما حصل منهم من الصدق العظيم, وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ [التوبة:118-119] فحصل لهؤلاء الثلاثة النفر الذين صدقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نزلت فيهم هذه الآيات, والآية الوسطى من هذه الآيات الثلاث نزلت فيهم خاصة في أن الله تعالى تاب عليهم, ونوه بذكرهم في كتاب يتلى حتى في الصلوات والخطب إلى يوم القيامة.

فيا أخي المسلم! عليك بالصدق وتحري الصدق فيما بينك وبين الله, وفيما بينك وبين عباد الله, وإياك والكذب فإن الكذب كما أخبر به النبي عليه السلام يهدي إلى الفجور, والفجور يهدي إلى النار, ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً, ولا تقل: إنني أدخل السرور على الناس فيما آتي به من القصص الكاذبة ليضحكوا بذلك, فإن مضرة هذا عظيمة عليك وعليهم, أدخل عليهم السرور بما تعرف من القصص النافعة والواقعة التي تنفعهم بزيادة إيمانهم ورغبتهم في الخير, مثل: أن تذكر لهم ما تعرفه من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين ومن غير ذلك مما هو معلوم في الكتب المؤلفة في ذلك.

السؤال: ما رأيكم فيما يتداول بين أيدي الشباب من قصص أجنبية؟

الجواب: رأيي في القصص الأجنبية على سبيل العموم أنه ينبغي لنا إن لم أقل: يجب علينا أن نتجنبها؛ لأن فيما ذكر من قصص سلف هذه الأمة وخير هذه الأمة كفاية ودراية وهداية, أما ما يذكر من قصص الأجانب فإن غالبها سم أو دسم أكثره سم, وفيها من الشر والفساد وتعلق القلب بهؤلاء الأجانب ما يوجب صرف الإنسان عن دينه وعن سلفه الصالح.

فنصيحتي لكل إخواني المسلمين الذين يريدون أن يحققوا إيمانهم أن يتجنبوا مثل هذه القصص, وأن يستغنوا بقصص أسلافنا ذات المجد والعزة والكرامة والإيمان الصادق, وأن يستغنوا بها عما سواها, وليعلم هؤلاء أن أعداءنا من الأجانب إذا رأوا أن قصصهم متداولة بين أيدينا فإنهم يكتسبون بذلك عزاً ورفعة, ويعرفون أننا أتباع لهم ومقلدون لهم, وأننا نتتبع سيرهم وأخلاقهم وآدابهم فيزدادون بذلك عزة علينا وعلواً وفخراً, لكن إذا علموا أننا قد هجرناها ونبذناها واستغنينا بما ينفع من قصص أسلافنا وخيرة أمتنا عرفوا قدر منزلتهم في أعيننا، ولست أعني في ذلك أن نعرض عن كل ما يرد من الأجانب من المنافع والمصالح كدراسة ما يشتمل على علم الطب أو علم الصناعة أو غير ذلك من العلوم النافعة, فإن هذا مما جاء به الشرع ولا حرج أن نستعين بخبرة الكافر ولو كان كافراً.

وها هو النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر من مكة إلى المدينة استأجر رجلاً يقال له عبد الله بن أريقط من بني الديل يهديه الطريق من مكة إلى المدينة, فاستعان بخبرة الكافر لكنها استعانة نافعة لنا وليست ضارة لنا في ديننا, فإذا استعان الإنسان بخبرة الكافرين فيما ينفع فإن هذا لا بأس به, قد يكون عند الكفار من الخبرة في مثل هذه الأمور ما ليس عندنا لتفرغهم لها وتخصصهم بها.

لكني أحذر عندما ننتفع بخبراتهم ومعلوماتهم أحذر من أن يقع في نفوسنا محبة لهم ومودة لهم, بل ننتفع بهم أو ننتفع بعلومهم وخبراتهم على وجه مجرد من المحبة والموالاة والمودة؛ لأن موالاة أعداء الله مخالفة لدين الله عز وجل، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [المائدة:51]، وقال تعالى: لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [المجادلة:22]، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ [الممتحنة:1].

السؤال: هل يجوز أن نصلي فريضتين بوضوء واحد دون نية؟

الجواب: نعم يجوز للإنسان إذا توضأ لصلاة الظهر مثلاً ثم حضرت صلاة العصر وهو على طهارة أن يصلي صلاة العصر بطهارة الظهر وإن كان لم ينوها حين تطهره؛ لأن طهارته التي تطهرها لصلاة الظهر رفعت الحدث عنه, وإذا ارتفع حدثه فإنه لا يعود إلا بوجود سببه وهو أحد نواقض الوضوء المعروفة, بل إن الإنسان لو توضأ بغير نية الصلاة إنما توضأ بنية رفع الحدث فقط فإنه يصلي بذلك ما شاء من فروض ونوافل حتى تنتقض طهارته.