خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/162"> الشيخ محمد بن صالح العثيمين . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/162?sub=8855"> فتاوى نور على الدرب
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
فتاوى نور على الدرب [243]
الحلقة مفرغة
السؤال: لقد جرت العادة عندنا في قرى منطقتنا عندما يتوفى شخص ما من أهل هذه القرى، تقوم النساء القريبات لهذا الشخص وبعض الجيران بالتزام البيوت وعدم مغادرتها سواء لزيارة أصدقائهم أو أقربائهم أو لمناسبات أخرى، وذلك لمدة أربعين يوماً بحجة المجاملة والمداراة لأهل المتوفى ومشاركتهم في مأساتهم فهل يجوز لهن ذلك أم لا؟
الجواب: ما ذكر في هذا السؤال: هو من الإحداد، والإحداد على غير أهل الميت حرام إلا في ثلاثة أيام فأقل؛ وعلى هذا فيجب إنكار هذا العمل والنهي عنه، وبيان أن هذا ليس من الإسلام في شيء حتى ينتهي هؤلاء عن هذا الفعل، ولا أدري لو كان كلما مضى أربعون يوماً مات واحد هل سيبقى هؤلاء في بيوتهم مدى الدهر! إن هذه العادة عادة سيئة منكرة يجب تجنبها والتخلي عنها، ومن أصيب بميت فإن الشارع جعل له ثلاثة أيام فأقل يحد فيها إلا المرأة على زوجها فإنه يجب أن تحد أربعة أشهر وعشرة أيام إن كانت غير حامل، وإن كانت حاملاً فإحدادها إلى وضع الحمل، وعلى هذا فلو أن امرأة توفي عنها زوجها وهي حامل ثم وضعت بعد يوم واحد أو أقل فإنها تنتهي عدتها وإحدادها، وبهذه المناسبة أحب أن أقول: إن بعض العامة يظنون أن المرأة المحادة إذا تمت عدتها فإنها تخرج إلى السوق في تلك الساعة أو في نظير تلك الساعة التي مات زوجها فيها، وتخرج معها بطعام أو دراهم تعطيها أول من تقابل، وهذا بدعة لا أصل لها، وإنما انقضاء العدة معناه: أنها إذا تمت العدة التي أمر الله بها فإن المرأة تنتهي من الإحداد سواء خرجت أو بقيت في بيتها، المهم أنه انتهى منعها من التجمل والتطيب وما أشبه ذلك، هذا هو معنى انتهاء العدة وليس معناه أن تخرج في مثل الساعة التي مات زوجها فيها وتخرج بطعام أو نحوه تعطيه من تلاقيه أولاً، فإن هذا من الأمور العادية التي لا أصل لها في الشرع فهي منكرة.
السؤال: مفهوم الإحداد الذي تفضلتم بذكره على الميت لمدة ثلاثة أيام ما هو مفهومه لغير النساء؟
الجواب: مفهومه أن الإنسان ما دام في حالة المصيبة حزناً، له أن يدع الخروج مثلاً من بيته إلا للجماعة إذا كان رجلاً وله أن يدع الثياب الجميلة، وله أن يدع مجالس أصحابه في هذه المدة فقط هذا معنى الإحداد.
مداخلة: لا يجوز لبس السواد لغير ... ؟
الشيخ: لا. لبس السواد ليس مشروعاً لا للمرأة المتوفى عنها زوجها ولا لغيرها؛ لأن المراد بالنسبة للمرأة المتوفى عنها زوجها ألا تلبس ثوباً جميلاً، ولا يختص ذلك بلون معين بل كل الثياب التي لا تعد تجملاً من أي لون كانت جائز للمرأة أن تلبسها، أما ما يعد تجملاً فإنه لا يجوز من أي لون كان.
السؤال: لي أخ من الرضاعة متزوج أرضعته أمي فزوجة أخي هذا من الرضاعة أرضعت بنتاً وأنا تزوجت بتلك البنت التي أرضعتها زوجة أخي من الرضاع، ولكني أشك في صحة هذا الزواج، فإذا كانت ابنة لأخي من الرضاعة فهو أخ لي أيضاً فأنا أصبح عماً لهذه البنت أم أنها لا تمت لي بصلة وزواجنا صحيح؟
الجواب: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب )، وهذا الرجل الذي رضع من أمك يكون أخاً لك من الرضاعة، إذا تمت شروط الرضاعة بأن كانت خمس رضعات فأكثر في الحولين أو قبل الفطام فإذا تزوج بزوجة وأرضعت وهي في حباله بنتاً، فإن هذه البنت لا تحل لك؛ لأنها بنت أخيك من الرضاع فهي كبنت أخيك من النسب، فأنت عمها فلا تحل لك؛ وعلى هذا فالنكاح باطل بإجماع المسلمين، فيجب عليك المفارقة، ثمَّ إن كان الله قد قدر بينكما أولاداً فالأولاد ينسبون إليك وأنت أبوهم؛ لأنك حين أتيت هذه المرأة التي تزوجتها وأن تعتقد أنها زوجتك، والعبرة بعقيدتك؛ وعلى هذا فيكون الأولاد أولاداً لها وهم أيضاً أولاد لك، ولكن يجب عليك الآن ومن حين أن تسمع هذا الكلام يجب عليك أن تفارقها وأن تعتبر النكاح الأول باطل وأنها ليست زوجة لك.
السؤال: كيف هي حقيقة حياة الجن؟ وهل بينهم تزاوج شرعي؟ وهل يعيشون ويموتون مثلنا نحن الإنس؟ وهل لهم تأثير على الإنس؟
الجواب: حقيقة حياة الجن الله أعلم بها، ولكننا نعلم أن الجن أجسام لها حقيقة وأنهم خلقوا من النار وأنهم يأكلون ويشربون ويتزاوجون أيضاً ولهم ذرية، كما قال الله تعالى في الشيطان: أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ [الكهف:50] وأنهم مكلفون بالعبادات فقد أرسل إليهم النبي عليه الصلاة والسلام وحضروا واستمعوا القرآن كما قال الله تعالى: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا [الجن:1-2] ، كما قال تعالى: وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ [الأحقاف:29] ، إلى آخر الآيات، وثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال للجن الذين وفدوا إليه وسألوه الزاد قال: ( لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه تجدونه أوفر ما يكون لحماً )، وهم يشاركون الإنسان إذا أكل ولم يذكر اسم الله على أكله؛ ولهذا كانت التسمية على الأكل واجبة وكذلك على الشرب كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم؛ وعليه فإن الجن حقيقة واقعة وإنكارهم تكذيب للقرآن وكفر بالله عز وجل وهم يؤمَرون وينهون ويدخل كافرهم النار كما قال الله تعالى: قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا [الأعراف:38] ، ومؤمنهم يدخل الجنة أيضاً لقوله تعالى: وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * ذَوَاتَا أَفْنَانٍ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن:46-49]، والخطاب للجن والإنس ولقوله تعالى: يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا [الأنعام:130] ، كقوله: يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [الأعراف:35]، إلى غير ذلك من الآيات والنصوص الدالة على أنهم مكلفون يدخلون الجنة إذا آمنوا ويدخلون النار إذا لم يؤمنوا.
مداخلة: تأثيرهم على الإنس؟
الشيخ: أما تأثيرهم على الإنس فإنه واقع أيضاً فإنهم يؤثرون على الإنس، إما أن يدخلوا في جسد الإنسان فيصرع ويتألم وإما أن يؤثروا عليه بالإيحاش والترويع وما أشبه ذلك.
مداخلة: كيف العلاج من تأثيرهم؟
الشيخ: العلاج من تأثيرهم بالأوراد الشرعية مثل: قراءة آية الكرسي فإن: ( من قرأ آية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح ).
السؤال: هل يجوز أن تؤدى صلاة الجمعة في البيت إذا كان المسجد بعيداً أو يقتدي في أدائها بالصلاة المنقولة عبر الإذاعة؟
الجواب: لا يجوز أن تؤدى صلاة الجمعة إلا مع المسلمين في المسجد، ولكن إذا امتلأ المسجد واتصلت الصفوف بالشوارع فلا حرج في الصلاة بالشوارع لأجل الضرورة، وأما أن يصلي الإنسان في بيته أو في دكانه فإنه لا يجوز ولا يحل له ذلك؛ لأن المقصود من الجمعة ومن الجماعة أيضاً أن يحضر المسلمون بعضهم إلى بعض، وأن يكونوا أمة واحدة فيحصل فيهم التآلف والتراحم ويتعلم جاهلهم من عالمهم، ولو أنَّا فتحنا الباب لكل أحد وقلنا: صلِّ على المذياع أو صلِّ على مكبر الصوت وأنت في بيتك لم يكن لبناء المساجد وحضور المصلين فائدة، فيجب على المرء أن يسعى إلى المساجد ليصلي فيها مع المسلمين.
مداخلة: حكم الاقتداء بالمذياع في الصلاة سواء الجمعة أو غيرها؟
الشيخ: كما علمت أنه لا يصح ولا يجوز الاقتداء به؛ لأنه يؤدي إلى ترك الجمعة والجماعة في الحقيقة لو فتح هذا الباب.
السؤال: لدينا مسجد تقام فيه الصلاة ويؤمنا فيه عمي ولكنه جاهل بأحكام الصلاة، فهو لا يطمئن في ركوع ولا سجود، وقد نصحناه كثيراً ولكنه لم يستجب للنصح فماذا نفعل معه؟ وهل تجوز الصلاة خلفه؟
الجواب: إذا كان الإمام لا يطمئن في صلاته الطمأنينة الواجبة فإن صلاته باطلة؛ لأن الطمأنينة ركن من أركان الصلاة، وقد ثبت في الصحيحين في غيرهما من حديث أبي هريرة : ( أن رجلاً جاء فصلى صلاة لا يطمئن فيها، ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه فرد عليه السلام وقال: ارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ -فعل ذلك معه ثلاثاً ولم يقم الصلاة- ثم قال الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم: والذي بعثك بالحق لا أحسن غير هذا فعلمني. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تطمئن قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، وافعل ذلك في صلاتك كلها )، فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا الرجل لا صلاة له؛ لأنه لم يطمئن وكرره ثلاثاً ليستقر في ذهنه أن صلاته غير مجزئة ولأجل أن يكون مستعداً تمام الاستعداد لتلقي ما يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم؛ وإذا كان كذلك فإن هذا الإمام الذي لا يطمئن في صلاته لا تصح صلاته ولا يصح الاقتداء به، وعليه أن يتقي الله عز وجل في نفسه وفي من خلفه من المسلمين حتى لا يوقعهم في صلاة لا تنفعهم، وإذا دخلت مع الإمام ثم رأيته لا يطمئن فإن الواجب عليك أن تنفرد عنه وتتم الصلاة لنفسك بطمأنينة حتى تكون صلاتك صحيحة، وهذه المسألة -أعني: عدم الطمأنينة- ابتلي بها كثير من الناس في هذا الزمن ولا سيما في الركنين اللذين بعد الركوع وبين السجدتين، فإن كثيراً من الناس من حين ما يرفع من الركوع يسجد ومن حين ما يقوم من السجدة الأولى يسجد الثانية بدون طمأنينة، وهذا خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم وخلاف ما أمر به الرجل حيث قال: ( ثم ارفع حتى تطمئن قائماً)، وقال: ( ثم ارفع حتى تطمئن جالساً)، وكان أنس بن مالك رضي الله عنه يصلي فيطمئن في هذين الركنين حتى يقول القائل: قد نسي من طول ما يطمئن فيهما، عكس ما عليه الناس اليوم نسأل الله لنا ولهم الهداية.
مداخلة: لا يؤمرون بإعادة الصلاة؟
الشيخ: أما ما مضى فهم على جهل في الأمر فلا يلزمهم قضاء ما مضى، ولهذا لم يأمر النبي عليه الصلاة والسلام هذا الرجل بقضاء ما مضى، وأما بعد أن يبلغهم العلم ثم يصلون بعد العلم بأن صلاته لا تصح فإنه يلزمهم قضاء ما صلوا.
السؤال: يقول الله تعالى في سورة الكهف: قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا [الكهف:109] فما معنى هذه الآية؟ وإلى ماذا تشير؟
الجواب: تشير هذه الآية إلى بيان عظمة الله عز وجل، وأنه سبحانه وتعالى لم يزل ولا يزال متكلماً؛ لأنه لم يزل ولا يزال فعالاً، وكل فعل فإنه بإرادة منه جلا وعلا، وإذا أراد أن يخلق شيئاً فإنما يقول له: كن فيكون، ومخلوقات الله عز وجل لا تزال باقية، فإن الجنة فيها خلود ولا موت والنار فيها خلود ولا موت، وحينئذٍ يكون الله عز وجل دائماً أزلاً وأبداً ولا حصر لكلماته ولا منتهى لكلماته، فلو كان البحر مداداً لكلمات الله أي: حبراً تكتب به كلمات الله عز وجل لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات الله؛ لأن البحر له أمد ينتهي إليه وكلمات الله عز وجل لا أمد لها، وقد قال الله تعالى في آية أخرى: وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ [لقمان:27]
السؤال: ما معنى قول الله تعالى في سورة التوبة إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ [التوبة:37] الآية؟
الجواب: قوله تعالى: إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ [التوبة:37] النسيء معناه: التأخير، وكانوا في الجاهلية يعتقدون تحريم شهر صفر؛ لأنه أحد الأشهر الحرم الأربعة التي ذكرها الله تعالى في قوله: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ [التوبة:36] ، وهي ثلاثة متوالية وشهر منفرد فالمتوالية: هي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، والمنفرد: هو شهر رجب، فكانوا في الجاهلية يؤخرون شهر المحرم يحلونه ويجعلون التحريم في شهر صفر ويقولون: نحن جعلنا أربعة أشهر في السنة محرمة فوافقنا ما حرم الله، ولكنهم في الحقيقة أحلوا ما حرم الله تعالى وهو شهر المحرم، وتأخيرهم له إلى صفر ضلال منهم وزيادة في الكفر ولهذا قال الله عز وجل: زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ [التوبة:37] .
السؤال: هل إذا صليت صلاة الظهر أو العصر أو أي فرض منفرداً، وذهبت إلى مكان آخر بعد الصلاة مباشرة، فوجدت الصلاة تقام جماعة هل يجب علي أن أدخل مع المصلين وأصلي معهم أم أكتفي بصلاتي وحدي؟
الجواب: إذا صليت وحدك فقد أبرأت ذمتك وسقطت عنك الفريضة، ولكن لا يحل لك أن تصلي وحدك مع قدرتك على الجماعة؛ لأن صلاة الجماعة واجبة حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم همَّ أن يحرق المتخلفين عنها بالنار، يحرق عليهم بيوتهم بالنار، ولكن إذا حصل في يوم من الأيام عذر وصليت وحدك ثم ذهبت إلى مسجد الجماعة ووجدتهم يصلون فصلِّ معهم، وليس ذلك بواجب عليك وإنما هو نافلة؛ لقول النبي عليه الصلاة والسلام للرجلين اللذين لما يصليا معه في مسجد الخيف في صلاة الفجر قال لهما صلى الله عليه وسلم: ( إذا صليتما في رحالكما ثم أتيتما مسجد جماعة فصليا معهم فإنها لكما نافلة ).
السؤال: من هم هؤلاء القوم الذين أرسل الله عليهم هذا العقاب المذكور في هذه الآية: فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ [الأعراف:133] ؟
الجواب: هؤلاء فرعون وقومه، أرسل الله عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم، أما الطوفان: فهو الماء الذي يغرق زروعهم، وأما الجراد: فهو معروف يرسله الله تعالى فيأكل الزرع وهو أخضر، وأما القمل: فإنها دودة تأكل الحب بعد أن يدخر، وأما الدم: فالصواب فيه أنه نزيف يخرج من أبدانهم، وأما الضفادع: فإنه تلك الحشرة المشهورة المعروفة تفسد عليهم المياه، فيكون الله تعالى قد أصابهم بطعامهم وشرابهم بل حتى بمادة حياتهم وهي الدم، وهذا والعياذ بالله من العقوبات التي تصيبهم، بل التي أصابتهم حتى لجئوا إلى موسى عليه الصلاة والسلام وطلبوا منه أن يسأل الله تعالى أن يرفع ذلك عنهم.