فتاوى نور على الدرب [59]


الحلقة مفرغة

السؤال: إذا حج الرجل أو الإنسان منفرداً وتروش ثلاث مرات وهو محرم، هل يجوز التروش وهو محرم.

وأيضاً أرجو أن تفيدوني عندي جدي متوفى له الرحمة من الله ولم يحج، هل يجوز لي أن أحج عنه أم لا؟

الجواب: أما الاغتسال للمحرم فلا بأس به، لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ وسواء اغتسل مرة أو مرتين أو أكثر، ولكنه يجب أن يغتسل إذا احتلم وهو محرم.

وأما الحج عن جده الذي لم يحج فلا حرج عليه أيضاً أن يحج عنه، لأن ذلك قد جاءت به السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

السؤال: في إحدى المرات صليت صلاة الظهر قبل موعدها بخمس دقائق لعدم علمي بالوقت، فهل صلاتي مقبولة أم لا؟

الجواب: الصلاة قبل وقتها لا تجزئ حتى ولو كانت قبل الوقت بدقيقة واحدة، ولو كبر للإحرام قبل الوقت فإنها لا تصح الصلاة لأن الله تعالى يقول: إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا [النساء:103] يعني: موقتاً محدداً، فلا تصح الصلاة قبل وقتها، وعلى هذا فيجب عليك إعادة الصلاة التي صليتها قبل الوقت بخمس دقائق.

مداخلة: أليس في تعليق على قول بعض السائلين: هل حجي مقبول، أو هل صلاتي مقبولة، أو هل صيامي مقبول؟ في كلمة (مقبول)؟

الشيخ: ليس في هذا شيء، لأن المراد بمقبول أنه جار على المناهج الشرعية، وأما قبول العمل ذاته من هذا الشخص المعين فهو عند الله، لكن كلامه على أنه مقبول بحسب الظاهر على ما تقتضيه قواعد الشريعة، هذا المراد بالمقبول.

السؤال: في بعض المرات تصادف صلاة العصر وأنا في المدرسة ولا يسمح لي الوقت أن أصليها في وقتها، وأن الجامع بعيد عن المدرسة، فهل أصليها مع المغرب؟

الجواب: لا يجوز أن تصليها مع المغرب، بل الواجب عليك أن تصليها في وقتها، لما أشرنا إليه سابقاً في قوله تعالى: إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا [النساء:103] .

وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( وقت العصر ما لم تصفر الشمس).

وقال: ( من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر)، لأن ذلك يدل على أن تأخيرها إلى ما بعد الغروب لا يجوز ولا تصح.

السؤال: عندما يحتلم الشخص فهل يغسل جميع جسمه أم لا؟

الجواب: إذا احتلم الرجل أو المرأة، فإن رأيا آثار المني بعد اليقظة وجب عليهما الغسل، ويجب تعميم البدن بالماء.

أما إذا احتلم الإنسان ولم ير شيئاً فإنه لا يجب عليه الغسل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم: ( سئل عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل هل عليها الغسل؟ قال: نعم، إذا هي رأت الماء )، فقيد النبي صلى الله عليه وسلم وجوب الغسل بما إذا رأت الماء.

السؤال: هل تجوز العمرة بعد مناسك الحج وقبل طواف الوداع، حيث أني لم أنو إلا بالحج فقط، وبعد نويت للعمرة وأحرمت للعمرة من جدة؟ أفيدونا وفقكم الله.

الجواب: العمرة بعد الحج إذا حصل مثل ما حصل لـ عائشة رضي الله عنها حينما أحرمت بالعمرة فحاضت قبل أن تصل إلى مكة، فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تحرم بالحج ففعلت، وبعد انتهاء الحج طلبت من النبي صلى الله عليه وسلم أن تعتمر، فأمر أخوها عبد الرحمن بن أبي بكر أن يخرج بها إلى التنعيم، فأحرمت منه، فإذا جرى لامرأة مثل ما جرى لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ولم تطب نفسها إلا بفعل العمرة بعد الحج، فهذا لا بأس به لورود السنة به، وأما ما سواها فإن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يقم أحد منهم بعمل عمرة بعد أداء الحج، بل هذا عبد الرحمن بن أبي بكر كان مصاحباً لأخته وخارجاً إلى التنعيم، ومع ذلك ما أتى بعمرة، ولو كانت العمرة بعد الحج من الأمور المشروعة لكان عبد الرحمن بن أبي بكر يفعلها؛ لأنها متيسرة عليه حيث إنه قد ذهب مع أخته إلى التنعيم، فهذا دليل على أنه لا يشرع للحاج أن يأتي بالعمرة بعد الحج إلا إذا رجع إلى بلده، ثم أتى بها من بلده مثل لو كان من أهل جدة، فلما انتهى الحج خرج إلى جدة، ثم رجع محرماً بالحج فلا حرج عليه هنا؛ لأنه أتى بالعمرة من بلده، نعم.

السؤال: هل تجوز ضحية واحدة لأخوين شقيقين في بيت واحد مع أولادهم أكلهم وشربهم واحد؟

الجواب: نعم يجوز أن يقتصر أهل البيت الواحد ولو كانوا عائلتين على أضحية واحدة، ويتأذى بذلك فضيلة الأضحية.

السؤال: هل يجوز قص الأظافر وحلق الشعر في العشر من ذي الحجة أفيدونا جزاكم الله عنا خيراً؟

الجواب: يجوز ذلك لمن لا يريد الأضحية، أما من كان يريد أن يضحي فإنه إذا دخل العشر لا يأخذ من شعره ولا من بشرته ولا من أظفاره شيئاً حتى يضحي؛ لحديث أم سلمة في ذلك.

السؤال: أسأل فضيلتكم عن الغيبة من ناحية غيبة الصغير الذي لم يبلغ سن البلوغ، فهل يكتب علينا ذنب إن نحن اغتبناه خاصة الصغير دائماً يسبب لنا الانفعال الشديد الذي يخرج الإنسان من طوره، فيشتمه أو بالأصح يغتاب مثل الكلام فيه؟

الجواب: الغيبة: هي ذكر الإنسان بما يكره في غيبته، لأنها فعلة من الغيب، أما إذا كان حاضراً فإن ذكره بما يكره لا يسمى غيبة، وإنما يسمى سباً وشتماً، ولا ينبغي أن يسب الصغير أو يشتم، بل الواجب على المرء أن يمنع نفسه بما لا يجوز له فعله، سواء كان قولاً أم فعلاً، ومن الآداب العالية الفاضلة: أن يكتم غيظه ويحبس غضبه لا سيما في معاملة الصغار، لأن الصغار إذا رأوا من يعاملهم بمثل هذا من الغضب والسب والشتم تعودوا عليه، ورأوه أمراً لا بأس به، ولهذا سب الصغير كسب الكبير، بل ربما يكون أشد؛ لأن تربية الصغير مما يقال أو يفعل عنده، أو تربي الصغير على ما يقال أو يفعل عنده أشد من تربي الكبير على ذلك.

السؤال: عند آخر يوم في الحج وهي النفرة طفنا طواف الحج وسعينا، ورحنا من مكة إلى جدة والمدينة في نفس اليوم عند خروجنا من المسجد الحرام، وما طفنا طواف الوداع حيث قال جميع الإخوة معنا: يكفي طواف الإفاضة عن طواف الوداع؟

الجواب: نعم طواف الإفاضة إذا أخره الإنسان إلى حين خروجه من مكة ثم طاف وسعى وخرج في الحال، فإن ذلك يجزئه عن طواف الوداع، لأن طواف الوداع المقصود به أن يكون آخر عهد الإنسان بالبيت، وهذا حاصل بالطواف المستقل الذي هو طواف الوداع، وبطواف الإفاضة الذي هو ركن من أركان الحج، ونظير ذلك أن الرسول عليه الصلاة والسلام نهى داخل المسجد أن يجلس حتى يصلي ركعتين، ومع ذلك إذا دخل والإمام في فريضة ودخل مع الإمام بنية هذه الفريضة سقطت عنه تحية المسجد فهذا مثله، إذا طاف طواف الإفاضة عند خروجه سقط عنه طواف الوداع، لأنه حصل المقصود بكون آخر عهده بالبيت الطواف.

السؤال: عندنا في العشائر يوم يموت الميت نذبح له عشاء يكلف أربعة آلاف ليرة سورية، ونعمل له سبع جمعات وتكلف الجمعة له ثلاث مائة ليرة سورية، هل يجوز هذا الأمر أم لا؟

الجواب: هذا الأمر لا يجوز، أولاً: لأنه من البدع.

وثانياً: لأن فيه إتلافاً للمال، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال.

وثالثاً: أنه لا يخلو غالباً من أمور محرمة كالندب والنياحة وشبه ذلك، فالواجب على المسلمين أن لا ينظروا إلى ما هم عليه الآن، بل ينظروا إلى ما تقدم عن سلفهم الصالح، فإنهم خير القرون، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم )، وهم قدوة هذه الأمة، فيجب على المسلم أن يكف عن مثل هذه الأعمال التي ذكرها الأخ في سؤاله.




استمع المزيد من الشيخ محمد بن صالح العثيمين - عنوان الحلقة اسٌتمع
فتاوى نور على الدرب [707] 3902 استماع
فتاوى نور على الدرب [182] 3690 استماع
فتاوى نور على الدرب [460] 3640 استماع
فتاوى نور على الدرب [380] 3496 استماع
فتاوى نور على الدرب [221] 3493 استماع
فتاوى نور على الدرب [411] 3474 استماع
فتاوى نور على الدرب [21] 3432 استماع
فتاوى نور على الدرب [82] 3431 استماع
فتاوى نور على الدرب [348] 3415 استماع
فتاوى نور على الدرب [708] 3337 استماع