شرح ألفية ابن مالك [45]


الحلقة مفرغة

صياغة اسم الفاعل من فَعُل

ولهذا قال المؤلف:

[ وفعل أولى وفعيل بفعُل كالضخم والجميل والفعل جَمُل ].

قال تعالى: (بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ [طه:96]، اسم الفاعل من بصر: بصير.

قال المؤلف:

[وأفعل فيه قليل وفعل وبسوى الفاعل قد يغنى فعل ].

فقوله: (وأفعل فيه قليل): أي: في الثلاثي المضموم العين ترد أفعل لكنها قليلة.

وقوله: (فَعَل) مثل: بَطُل فهو بَطَل.

وقوله: (وبسوى الفاعل قد يغنى فعل).

القياس أن اسم الفاعل من فَعَلَ على وزن فاعل، لكن أحياناً لا يكون على وزن فاعل وهذا قليل.

وبهذا علمت أن اسم الفاعل من الثلاثي لا يكون مطرداً على وزن فاعل وعليه يكون هذا ضابطاً أغلبياً.

صياغة اسم الفاعل من غير الثلاثي

ثم قال:

[ وزنة المضارع اسم فاعل

من غير ذى الثلاث كالمواصل ].

زنة اسم الفاعل من غير الثلاثي، وهو الرباعي، والخماسي، والسداسي؛ يكون على وزن المضارع تماماً، مثال ذلك من الرباعي: أكرمَ اسم الفاعل: مكرِم؛ لأن المضارع يكرم.

ودحرج اسم فاعله: مدحرج؛ لأن مضارعه يدحرجُ.

وإذا قلت: اصطفى، فمصطفى اسم فاعل، لأن المضارع يصطفي.

واجتبى اسم الفاعل منه مجتب؛ لأن المضارع يجتبي.

قال المؤلف:

[ مع كسر متلو الأخير مطلقاً

وضم ميم زائد قد سبقا ]

إذا قلنا: يستغفر، فاسم الفاعل مستغفر.

وقوله: (مع كسر متلو الأخير مطلقاً).

الذي يتلوه الأخير هو ما قبل الأخير، فيكون مكسوراً.

وقوله: (وضم ميم زائد قد سبقا).

يعني: سبق الحروف، فالميم في أوله.

إذاً: زد ميماً مضمومة واكسر ما قبل الآخر، واستمر على هذه القاعدة: واصل مُواصل، طارد مُطارد، داهن مُداهن، وعلى هذا فقس.

فصار وزنه وزن المضارع إلا أنه يكون بدل حرف المضارعة ميماً مضمومة، ويكسر ما قبل الآخر على كل حال.

صياغة اسم المفعول

قال:

[ وإن فتحت منه ما كان انكسر صار اسم مفعول كمثل المنتظر ].

إذا أردت أن تصيغ اسم المفعول من الزائد على الثلاثة فافتح ما قبل الآخر، وهو ما كان مكسوراً في اسم الفاعل، مثاله:منتظِر منتظَر، مكرِم مكرَم، مستخرِج مستخرَخ.

قال:

[ وفي اسم مفعول الثلاثي اطرد

زنة مفعول كآت من قصد ]

اسم المفعول الثلاثي مطرد على زنة مفعول، تقول: ضُرِبَ فهو مضروب، وأُكل فهو مأكول، خرجَ مخروج، تقول: هذا الباب مخروج منه.

دخل مدخول، تقول: البيت مدخول.

وقوله: (كآت من قصد).

(آتٍ): يعني: كاسم المفعول الآتي من قصدَ، وهو مقصود.

نيابة فعيل عن مفعول في الدلالة على معناه

قال المؤلف رحمه الله تعالى:

[ وناب نقلا عنه ذو فعيل

نحو فتاة أو فتى كحيل ]

(ناب عنه): أي: عن اسم المفعول في الثلاثي.

قوله: (

نحو فتاة أو فتى كحيلِ)

وهذا كثير في اللغة العربية، فكحيل بمعنى: مكحول، وقتيل بمعنى: مقتول، وذبيح بمعنى: مذبوح، وليد بمعنى: مولود.

ولهذا قال المؤلف:

[ وفعل أولى وفعيل بفعُل كالضخم والجميل والفعل جَمُل ].

قال تعالى: (بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ [طه:96]، اسم الفاعل من بصر: بصير.

قال المؤلف:

[وأفعل فيه قليل وفعل وبسوى الفاعل قد يغنى فعل ].

فقوله: (وأفعل فيه قليل): أي: في الثلاثي المضموم العين ترد أفعل لكنها قليلة.

وقوله: (فَعَل) مثل: بَطُل فهو بَطَل.

وقوله: (وبسوى الفاعل قد يغنى فعل).

القياس أن اسم الفاعل من فَعَلَ على وزن فاعل، لكن أحياناً لا يكون على وزن فاعل وهذا قليل.

وبهذا علمت أن اسم الفاعل من الثلاثي لا يكون مطرداً على وزن فاعل وعليه يكون هذا ضابطاً أغلبياً.