خطب ومحاضرات
رسالة الجهاد 1
الحلقة مفرغة
معاشر المستمعين! الجهاد فرض كفاية إذا قام به البعض سقط الواجب عن الباقين، ويكون فرض عين على من عينه عليه إمام المسلمين، أو إذا داهم العدو قرية أو مدينة في الحدود، فعلى أهل القرية أن يقاوموا حتى تأتي جيوش إمام المسلمين، وعرفنا أنه أفضل الأعمال، وأن الشهيد يتمنى أن يحيا في الدنيا ليجاهد فيقتل عشر مرات وهو في الجنة ونعيمها، ومع هذا يتمنى أن لو يعود إلى الدنيا ليقاتل في سبيل الله ويستشهد.
أيضاً: عرفتم أن أعظم تجارة دل الله تعالى عليها المؤمنين، فقال: هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ [الصف:10] أعظم تجارة أن تقدموا أنفسكم وتأخذوا الجنة بكاملها، أنفسكم بضاعة والجنة هي السلعة التي تأخذونها.
والآن مع الفصل الأول من هذه الرسالة فاسمعوا!.
قال: [ الفصل الأول: فيمن يُجاهَد في سبيل الله]. من هو الذي يُجاهد في سبيل الله؟[ إن من يُجاهَدُ في سبيل الله أربعة أعداء، وهذا بيانهم:] أي: من يُجاهَد في سبيل الله، من يقاتل في سبيل الله أربعة.
أولاً: النفس الأمارة بالسوء
[ النفس الأمارة بالسوء، ويكون جهادها] بماذا؟ [بحملها وهي كارهة على أن تتعلم أمور الدين، عقيدة وعبادة وأحكاماً وآداباً وأخلاقاً، وتعمل بها وافية في حدود قدرتها]. هيا بسم الله. هذا الجهاد ما يريده الناس، كيف أجاهد نفسي؟
أولاً: النفس تُجاهَد، ويكون جهادها بحملها وهي كارهة على ماذا؟ على أن تأكل البقلاوة وتشرب اللبن؟ لا لا لا، بحملها على ماذا؟ على أن تتعلم أمور الدين: عقيدة، وعبادة، وأحكاماً، وآداباً، وأخلاقاً، وتعمل بها وافية كاملة في حدود قدرتها.
يا أصحاب النفوس! جاهدوا أنفسكم، قولوا: جاهدناها، وغلبناها، والحمد لله.
قال: [ في حدود قدرتها. وتعلمها غيرها من المؤمنين والمؤمنات عند حاجتهم لذلك، كما على مجاهدها أن يصرفها عن الهوى، وما يزينه الشيطان لها من ترك الواجبات وفعل المحرمات.
هذا جهاد النفس وهو الجهاد الأكبر، فلنذكر هذا ولا ننسه؛ فإنه جهاد أكبر الأعداء، وقد ورد: ( رجعتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ) وإن كان الحديث ضعيفاً].
عرفتم أول من نجاهدهم؟ النفس.
بم نجاهد النفس؟
بحملها وهي كارهة على أن تتعلم أمور الدين: عقيدة، عبادة، أحكاماً، آداباً، أخلاقاً، وتعمل بها وافية في حدود قدرتها، وتعلمها غيرها من المؤمنين والمؤمنات عند حاجتهم لذلك التعليم، كما على مجاهدها أي: مجاهد نفسه أن يصرفها عن الهوى وما يزينه الشيطان لها من ترك الواجبات وفعل المحرمات. هذا هو جهاد النفس وهو الجهاد الأكبر، فلنتذكر هذا ولا ننسه، فإنه جهاد أكبر الأعداء وأشدهم. من أكبر الأعداء؟ النفس.
ثانياً: الشيطان
فهل تطيع عدوك؟
كيف إذاً تطيعه وتؤخر الصلاة إلى أن يخرج وقتها؟ من أمرك بذلك؟ هو، فأطعته.
كل من يرتكب معصية فقد أطاع الشيطان، لأنه هو الذي أمره بها، ويصرفه عن الطاعة.
قال: [ وجهاد المسلم لهذا العدو يكون بالإعراض عما يوسوس به ويزينه من الذنوب والمعاصي، وعدم الاستجابة له في شيء من ذلك حتى لا يترك المسلم واجباً من واجبات الدين، ولا يفعل محرماً مما حرم الله ورسوله.
ومما يستعان به على دفع شره وأذاه قولك: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ لقول الله تعالى: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [فصلت:36]، فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [الأعراف:200]].
عرفتم العدو الثاني؟ الشيطان.
بم تقاومه؟ بأي سلاح؟ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم برفض ما يزين ويحسن بحال من الأحوال، لو حسن لك تفاحة كأنها من الجنة محرمة عليك لا تأكلها، ولا تقبلها.
ثالثاً: الفساق
رابعاً: الكفار والمحاربون
والله تعالى أسأل أن ينفعنا وإياكم بما ندرس ونسمع.
استمع المزيد من الشيخ ابو بكر الجزائري - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
انتبه .. إنها الساعة الحاسمة | 3860 استماع |
لماذا نصوم - شرح آخر -1 | 3656 استماع |
القرآن حجة لك أو عليك | 3551 استماع |
لماذا نصوم -1 | 3490 استماع |
سر الوجود | 3489 استماع |
الأمة الوسط | 3483 استماع |
وصايا لقمان كما وردت في القرآن | 3348 استماع |
دولة الظلم ساعة ودولة العدل إلى أن تقوم الساعة | 3234 استماع |
مناسك الحج | 3190 استماع |
الذكر والشكر | 3142 استماع |