خطب ومحاضرات
مباحث النبوة - أحداث في بيت النبي صلى الله عليه وسلم [1]
الحلقة مفرغة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، ورضي الله عن الصحابة أجمعين، وعن من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً, وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً، سهل علينا أمورنا, وعلمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا يا أرحم الراحمين! اللهم زدنا علماً نافعاً, وعملاً صالحاً بفضلك ورحمتك يا أكرم الأكرمين! سبحانك اللهم وبحمدك على حلمك بعد علمك! سبحانك اللهم وبحمدك على عفوك بعد قدرتك! اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد: إخوتي الكرام! كنا نتدارس معاملة نبينا عليه الصلاة والسلام مع زوجاته أمهاتنا الطاهرات المباركات عليه وعليهن صلوات الله وسلامه.
وقد تقدم معنا إخوتي الكرام! أن خير الناس خيرهم لأهله، وبما أن نبينا عليه صلوات الله وسلامه هو خير المخلوقات قطعاً وجزماً، فهو خيرهم للزوجات عليه الصلاة والسلام، وقد تقدم معنا أن نبينا عليه الصلاة والسلام كان يطوف على نسائه أمهاتنا الطاهرات في جميع الأوقات، فيتفقدهن في كل يوم كما مر معنا هذا، وتقدم معنا أيضاً أن نبينا عليه صلوات الله وسلامه كان يحنو عليهن, ويحفظ ودهن في حياتهن وبعد مماتهن، وتقدم معنا أيضاً أنه كان يحسن عشرتهن ومعاشرتهن, وقررت هذا بالأحاديث الصحيحة الصريحة في الدلالة على هذا الأمر.
ووصلنا عند الأمر الرابع, ألا وهو أن نبينا عليه الصلاة والسلام كان يصبر عليهن, ويتحمل منهن قصورهن وتقصيرهن، وقلت: إن هذا الأمر الرابع به يتجلى حسن الخلق على وجه التمام والكمال، فحسن الخلق: أن تبذل الندى, وهو الخير والمعروف والبر والإحسان، وأن تتحمل الأذى، أحسنت إلى عباد الله, ثم بعد ذلك تتحمل الأذى منهم وتصبر عليهم، وهنا أحسنت إلى زوجاتك فلو قدر أنه جرى منهن قصور نحوك فينبغي أن تصبر وأن تحتسب, وأن تحلم وأن ترفق، وهذا هو خلق الكرام الذين يتصفون بالأخلاق الحسنة, ولنبينا عليه الصلاة والسلام من ذلك النصيب الأوفى الذي لا يمكن لبشر أن يصل إلى درجته في ذلك، كيف لا والله يقول في حقه: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم:4]. اللهم صل على نبينا وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الكرام المباركين.
إخوتي الكرام! حسن الخلق يتجلى كما قلت عند هذا الأمر الرابع، فلا بد من الرفق وتحمل الأذى من الزوجات عندما يصدر منهن نحو أزواجهن، وقد ثبت في مسند الإمام أحمد وصحيح مسلم من رواية أمنا عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه ). فعليك بالرفق في جميع حياتك لاسيما مع أهلك وزوجاتك, واضبط أعصابك، فإذا أحسنت ما أحسنت وجرى منها ما جرى من الإساءة فحذاري أن تقابل هذه الإساءة بغضب وبانفعال؛ لئلا تحبط عملك الذي عملته، ولئلا يضيع إحسانك الذي بذلته، ولذلك كان نبينا عليه الصلاة والسلام يوصينا بأن نضبط أنفسنا في جميع أحوالنا، ففي مسند الإمام أحمد وموطأ الإمام مالك ، والحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، والإمام الترمذي في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه: ( أن رجلاً جاء إلى نبينا عليه صلوات الله وسلامه فقال: أوصني، قال: لا تغضب، فردد مراراً: أوصني .. أوصني، يقول: لا تغضب .. لا تغضب ). كلما يكرر طلب الوصية يجيبه نبينا عليه الصلاة والسلام بهذه القضية: (لا تغضب). فإن الغضب يجمع شر الدنيا والآخرة، وسوء الدارين العاجلة والآجلة، فإذا جرى من أهلك نحوك ما جرى لا تغضب.
وأنت حقيقة إذا ضبطت نفسك ولم تضيع إحسانك فأنت الرجل الشهم وأنت الكريم وأنت صاحب الخلق الحسن، وقد ثبت في المسند وموطأ الإمام مالك والصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ليس الشديد بالصرعة, إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ). ليس الشديد بمن يصرع الرجال، فهو مصارع قوي ماهر، يضجعهم على الأرض ويلقيهم على التراب. ( ليس الشديد بالصرعة, إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ). فأنت قيم وأنت سيد بكتاب الله, وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ [يوسف:25]، وأنت ترعى البيت ومن فيه، لكن ليس معنى هذا أنك ينبغي أن تتصف بالجبروت والغلظة والفضاضة والغضب والحماقة، لا ثم لا، فإذا جرى من هذه المسكينة ما جرى نحو إحسانك ومعروفك وفضلك فقابله بصدر رحب، وصرف الأمور على حسب شرع العزيز الغفور. نعم، أمران لا ينبغي أن تتهاون فيهما إذا صدرا من الأهل والزوجات:
الأول: معصية في حق الله جل وعلا، فلابد من أن تثأر لله كما يثأر الليث الحرب، وأن توقف الأمور عند حدها، وأن لا تتساهل في حقوق الله جل وعلا، أما في حقوقك كلما صفحت فهذا خير لك. والناس عكسوا القضية, يغضبون لحقوق أنفسهم, ويحلمون عند ضياع حقوق ربهم، وهذا هو الضلال المبين.
الأمر الثاني: إذا جرى من زوجة اعتداء على زوجة أخرى حقيقة لا يصلح الحلم أيضاً والصفح في هذا الأمر, فهذا ليس حقك، ينبغي أن تعطي كل زوجة حقها، وأن لا تميل مع واحدة على حساب الأخرى. هذا ليس لك الآن. ثم ما عدا هذين الحقين كلما عفوت وصفحت فأنت أحسن، فإذا أطالت لسانها بل مدت يدها ودفعت بك في صدرك وأحياناً جرى منها ما جرى من هجران ونفور فكل هذا تحمله, وطيب خاطرها بكلام طيب؛ لعل الله جل وعلا يعفو عنك, ويستر الزلات التي تصدر مني ومنك يوم القيامة, فهو أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.
إخوتي الكرام! هذا الأمر الرابع, قلت: سأستعرض نماذج منه مما جرى في بيت نبينا عليه الصلاة والسلام من أمهاتنا نحو نبينا عليه صلوات الله وسلامه, وهو بلا شك كما تقدم معنا قصور منهن، وتقصير نحو نبينا عليه الصلاة والسلام، ولا نقصد بذلك أن نعيرهن كما تقدم معنا, فهن أكمل النساء وأطهر النساء بلا شك، لكن هذه هي الحياة الدنيا كما سيأتينا، وقلت هذه السلبيات التي جرت في بيوت خير البريات عليه الصلاة والسلام إن أحصيت واستوعبت لا تصل إلى عدد أصابع اليدين، ثم هي كما سيأتينا سلبيات ظاهرة, ما دخلت إلى القلب, ولا عشعشت فيه، ونحن عندما ندرس هذا نستفيد فوائد عظيمة أبرزها فائدتان:
الفائدة الأولى: لنعلم أن الدنيا دار كدر، مهما صفت فلا تخلو من عكر وكدر.
والأمر الثاني: لنستفيد معالجة هذا الكدر من بيوت نبينا خير البشر عليه صلوات الله وسلامه، فقد جرى هذا في بيته، وهو عليه صلوات الله وسلامه أسوتنا وقدوتنا وإمامنا في جميع شئوننا, فيما نحب وفيما نكره، فإذا طرأ في بيوتنا شيء مما نكرهه نعالجه كما كان نبينا عليه الصلاة والسلام يعالجه.
حقيقة هذا يدل على حال الدنيا، ثم ما سلم من هذا بيت النبي عليه الصلاة والسلام وإن كانت الحوادث كما قلت بمقدار, وعولجت معالجة حسنة, فلنقتد بنبينا عليه الصلاة والسلام في هذا الأمر.
إخوتي الكرام! الناس في هذه الحياة لا ينفك عنهم وصف البشرية، لا يخرجون عن وصف الإنسانية، وفيهم الخطأ والنسيان والذهول والتقصير, هذا لا يمكن أن ينفك عنه بشر مادام في هذه الحياة، وهذه الحياة لا يمكن أن تكون دار صفاء ووفاء، إنما الصفاء والوفاء على وجه التمام هذا في غرف الجنان, هناك لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ [الحجر:48]. هناك الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ [فاطر:34]. هناك: لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ [ق:35]. وأما هنا ما يحصل لك مما تشاؤه أقل بأضعاف مضاعفة مما لا يحصل لك، فأنت تريد أشياء كثيرة ولا يحصل لك منها إلا القليل، فانتبه لهذا الأمر! هذا حال الدنيا, والأمر كما قال بعض الأكياس:
طبعت على كدر وأنت تريدها صفواً من الأقذاء والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها متطلب في الماء جذوة نار
لا يمكن أن تحصله, يعني: جذوة نار .. قطعة نار من جوف الماء لا يمكن هذا، وهذا حال الدنيا، إذا أردت الصفاء والراحة والطمأنينة فيها فهذا خيال ووهم، هذا لا يحصل إلا في الدار التي لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ [الحجر:48]. فهذا نبينا عليه الصلاة والسلام وهو خير عباد الرحمن، وهو خير المخلوقات جرى في بيته عليه صلوات الله وسلامه ما جرى، وتحمل وعفا وصفح، هذه حياة كدر .. حياة عناء .. حياة يقع فيها شيء من الشدة والبلاء، فلا بد من أن تصبر, ولا تقل للزوجة: أنا أفعل وأحسن وأقدم وأنت تقابليني هذا بهذه المعاملة؟ يا عبد الله هذا حال الحياة، لا راحة إلا بلقاء الله جل وعلا.
ثم - كما قلت- هذه الحوادث من أولها لآخرها إذا كانت القلوب طاهرة تبقى انفعالات ظاهرية, تزول بعد ذلك مباشرة، إنما حصل انفعال إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ [الأعراف:201].
ذكرت الحادثة الأولى إخوتي الكرام! في تآمر من تآمر من أمهاتنا على نبينا صلوات الله وسلامه, وكيف تسبب عن هذه المؤامرة أن يحرم نبينا عليه الصلاة والسلام على نفسه سريته، وأن يحرم على نفسه شرب العسل، فعوتب من قبل الله عز وجل، ثم بعد ذلك هجر نساءه شهراً، فكل واحدة تتمنى لو قطعت في ذلك الشهر قطعاً ولم يحصل هذا الهجر من نبينا عليه الصلاة والسلام لها، ثم عندما نزلت آية التخيير وبدأ بأصغرهن أمنا عائشة رضي الله عنهن جميعا، قال: ( سأعرض عليك أمراً لا تستعجلي حتى تستشيري أبويك، ثم تلا الآية، قالت: أفيك أستشير؟ بل أختار الله ورسوله ) على نبينا وآل بيته جميعاً صلوات الله وسلامه. ثم استقرأ نساءه التسع كل واحدة تقول: بل أختار الله ورسوله: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا [الأحزاب:28-29].
كيفية تعامل النبي مع موقف عائشة من حمل متاع صفية على جملها في الحج
بلغ الأمر بأمنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها أن قالت لنبينا عليه الصلاة والسلام: ( أنت تزعم أنك رسول الله؟ -فتحمل النبي عليه الصلاة والسلام هذا منها- وقال: أوفي ذلك شك يا
تقول أمنا عائشة رضي الله عنها -وهذا حصل في حجة الوداع-: كان متاعي فيه خصف، المتاع الذي يحمل على الراحلة البعير أو الناقة، وكان على جمل ناج، أي: عندها أمتعة خفيفة وجملها قوي مسرع نشيط سريع، وكان متاع صفية فيه ثقل، وكان على جمل ثفال، ثفال أي: بطيء ضعيف في المشي، ولو ضبط ثقال لكان من حيث اللغة صحيحاً, لكن الرواية الواردة بالفاء على جمل ثفال .. ثقال, أي: ثقيل في المشي، ثفال أي: ضعيف ما يسرع ولا يلحق بالركب، أمتعتها كثيرة وعلى جمل ثفال، وتلك أمتعتها خفيفة وعلى جمل ناج، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( حولوا متاع
( يا لعباد الله! غلبتنا هذه اليهودية على رسول الله عليه الصلاة والسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا
وكلمة الزعم إخوتي الكرام تأتي غالباً في القول المشكوك فيه الذي لا يثبت, وقد تأتي في القول الحق الصدق الذي لا شك في وقوعه وفي حقيقته, وهنا كذلك قد ثبت في صحيح مسلم في حديث أنس رضي الله عنه عندما جاء ضمام بن ثعلبة إلى نبينا عليه الصلاة والسلام فقال له: ( أتانا رسولك فزعم أن الله أرسلك، قال: صدق ). فهنا أطلق الزعم والنبي عليه الصلاة والسلام أقر عليه وقال: هذا كلام حق. ثم إلى آخر الحديث: ( قال: من خلق السماء؟ قال: الله، قال: فمن خلق الأرض؟ قال: الله، قال: فمن خلق هذه الجبال وجعل فيها ما جعل؟ قال: الله، قال: أسألك بالذي خلق السماء والأرض والجبال وجعل فيها ما جعل آلله أرسلك؟ قال: نعم. قال: صدقت، ثم قال: وزعم رسولك أن الله افترض علينا خمس صلوات في اليوم والليلة؟ قال: صدق ). قال الإمام النووي عند شرح هذا الحديث في شرح صحيح مسلم في الجزء الأول صفحة سبعين ومائة: نبينا عليه الصلاة والسلام قال: (صدق) لـضمام مع قوله: (زعم) وفي ذلك دليل على أن لفظ الزعم ليس مخصوصاً بالكذب والقول المشكوك فيه، بل يطلق أيضاً على القول المحقق والصدق الذي لا شك فيه. قال: وقد أكثر سيبويه إمام العربية في كتابه -الكتاب الذي سمي بهذا الاسم الكتاب- من قول: زعم الخليل .. زعم الخليل ، بمعنى: قال الخليل ، وقرر الخليل ، وذكر الخليل.
وهنا قالت عائشة : (ألست تزعم)، يعني: ليس المراد أنك تدعي زوراً وكذباً، هذا لا يمكن أبداً، يعني: ألست تقول أنك رسول الله عليه الصلاة والسلام؟ كيف أنت رسول الله عليه الصلاة والسلام وخير خلق الله وتأمر بالعدل ثم تأخذ المتاع الثقيل لـصفية تضعه على جملي, ومتاعي الخفيف تحوله إلى جمل صفية ؟ ألست تزعم أنك رسول الله عليه صلوات الله وسلامه، قالت: ( فتبسم، فقال: أفي شك أنت يا
قالت: (ألست تزعم أنك رسول الله عليه صلوات الله وسلامه؟ وهذا الكلام يقابل بالتبسم, لا بانفعال, الكلام من حبيبك خلاص يتسع صدرك له, يزول عما قريب، وهي تأتي بعد ذلك تقول: أنا أخطأت في هذه الكلمة، أنا لا أشك بأنك رسول الله عليه الصلاة والسلام, وأجزم أنك رسول الله أكثر مما أجزم أنني أنا عائشة .
وسيأتينا إخوتي الكرام! هذه الانفعالات التي ستجري سأختمها بحادثة, كل واحدة منهن تتمنى لو اقترن معها أقرب الناس إليها بالنسب مع نبينا عليه الصلاة والسلام؛ لتنال أعلى الرتب، سيأتينا أن كل واحدة كانت تعرض قريباتها وأخواتها على نبينا عليه الصلاة والسلام. وهذا ثابت في الصحيح. تقول أمنا رملة أم حبيبة رضي الله عنها وأرضاها كما سيأتينا: ( هل لك في أختي؟ ) وهل هي عزة أو درة كما سيأتينا اسمها. قال: ( أعمل فيها ماذا؟ قالت: تنكحها ) تعرض أختها على نبينا عليه الصلاة والسلام. قال: ( وتحبين ذلك؟ قالت: خير من شاركني في خير أختي ). هذه تأتي بأختها، وتقول: أنا ما عندي شك أن صحبتك خير لنا، وأنا أريد الخير لأختي، فأريد أن تتزوج أختي معي، قال: ( إنها لا تحل لي ). لا يجوز أن نجمع بين الأختين, هذه من المحرمات. لكن انظر مع انفعالهن أيضاً عندما تروق، وهذه ليست هي الخط العام لحياتهن. هذه في التسع سنوات تسع انفعالات من تسع زوجات، ولذلك قلت: ما يقف عند هذه السلبيات ويضخمها ويجعلها صورة لبيت نبينا عليه الصلاة والسلام إلا من لعنه الله وغضب عليه؛ لأنه يريد أن يجعل هذا الأمر الذي هو في حكم الشذوذ والنادر يريد أن يجعله هو المسلك العام الذي يخيم على بيت نبينا عليه الصلاة والسلام. أليس كذلك؟ المسلك العام ( قالت: هل لك في
تحكيم النبي وعائشة لأبي بكر للفصل في بعض ما يجري بينهما
فلما استجارت برسول الله صلى الله عليه وسلم وقعدت خلف ظهره قال نبينا عليه الصلاة والسلام لـأبي بكر : ( يا
الأثر قال عنه الإمام العراقي - كما قلت رواه الطبراني والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد- قال: بسند ضعيف عن أمنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها.
لكن مثل هذا وقع كثيراً في بيت نبينا عليه الصلاة والسلام, والكثرة دون العشرة أيضاً. فاستمعوا لبعض الحوادث عدا عما ذكرت:
تعامل النبي مع موقف حفصة من صفية ووصفها لها بأنها ابنة يهودي
ثم التفت نبينا عليه الصلاة والسلام إلى حفصة وقال: ( يا
فاستمع الآن لهذا التوجيه من نبينا عليه الصلاة والسلام, أصلح بين الزوجتين وأعطى حفصة حقها من النصح والزجر, ( اتقي الله )! فهذا الكلام خروج عن التقوى. وتلك طيب خاطرها: لا تتأثري, أنت بنت نبي، أنت عمك نبي، وأنت تحت نبي.
ومن جملة اللطائف حول هذه القصة، كان بعض إخواننا عندما كنا في أيام الدراسة يقول لي مقولة، وهي في الحقيقة نكتة، لكن كانت بمنتهى الغرابة, وننكرها عليه، ثم تبين صحتها. يقول: أنا ولي ابن نبي، نقول: اتق الله يا رجل! اتق الله! قال: أنا ما أشك أنني ولي ابن نبي، قلت: يا عبد الله! كيف هذا؟ قال: أنا مؤمن, والمؤمنون إن شاء الله أولياء الله، وكلنا ننتمي لآدم, وآدم من تراب, وهو نبي الله، فأنا ولي ابن نبي.
وهنا كذلك من باب تطييب خاطر أمنا صفية قال النبي: ( أنت ابنة نبي ). حتماً ليس هو الأب الأقرب، إنما بينها وبين هارون مسافة, ( وعمك نبي )، وأفضل الفضائل: ( وأنت تحت نبي )، خير خلق الله عليه صلوات الله وسلامه، ( فبم تفخر
استمع المزيد من الشيخ عبد الرحيم الطحان - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
مباحث النبوة - الرضاعة حق للطفل | 3297 استماع |
مباحث النبوة - أزواج المؤمنين في جنات النعيم | 3252 استماع |
مباحث النبوة - النكاح مفتاح الغنى [1] | 3230 استماع |
مباحث النبوة - الآفات الردية في الشهوة الجنسية [1] | 3207 استماع |
مباحث النبوة - النكاح مفتاح الغنى [3] | 3166 استماع |
مباحث النبوة - صفات النبي صلى الله عليه وسلم خلقاً وخلُقاً | 3152 استماع |
مباحث النبوة - الآفات الردية في الشهوة الجنسية [2] | 3121 استماع |
مباحث النبوة - كرم النبي صلى الله عليه وسلم وجوده | 3095 استماع |
مباحث النبوة - قوت النبي صلى الله عليه وسلم [1] | 3005 استماع |
مباحث النبوة - ضرب المرأة بين المنع والإباحة | 2950 استماع |