خطب ومحاضرات
الحكمة من وقوع المصائب والكوارث
الحلقة مفرغة
الحمد لله، الحمد لله فاطر السموات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم، ويؤخركم إلى أجل مسمى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، العلي الأعلى الذي خلق فسوى، والذي قدر فهدى، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أنزل الله عليه القرآن تذكرة لمن يخشى، صلى الله وسلم عليه وعلى أصحابه أولي النهى، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ممن تزكى وذكر اسم ربه فصلى.
أما بعد:
فيا أيها المسلمون! اتقوا الله تعالى واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون، في هذه الأيام نتسامع عن بعض سنن الله الكونية في البلاد والعباد، فنتسامع عن حصول بعض الزلازل والأعاصير والفيضانات، التي تسبب إهلاكاً ونقصاً في الأنفس والأموال والثمرات؛ إن سبب ذلك في الجملة كله هو الذنوب والمعاصي، والمجاهرة بذلك من الداني والقاصي، قال الله تعالى: فأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ [الأنفال:54]، وقال تعالى: فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ [آل عمران:11].
ترك العمل بكتاب الله وسنة رسوله
قال الله عز وجل: وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى [طه:134]، وقال سبحانه: فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ [الشعراء:139].
ظلم الناس في أموالهم وأبدانهم وأعراضهم
فاتقوا الظلم أيها المسلمون! فِإن الظلم ظلمات، وسبب الإهلاك وحصول المصيبات، قال تعالى: وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ [القصص:59]، فالله سبحانه وتعالى لا يظلم الناس شيئاً، ولكن الناس أنفسهم يظلمون: وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ [الزخرف:76]، وقال سبحانه: وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنذِرُونَ * ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ [الشعراء:208-209].
ظهور الربا والزنا
أما ظهور الربا في هذا الزمن فهو أمر واضح، فيتعامل به كثير من الناس اليوم، ولا يتورعون عن كثير من المعاملات المشبوهة، يتعاملون به سراً وعلانية، ويتحايلون عليه، والله عز وجل يقول: وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا [البقرة:275]، وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ [البقرة:278-279].
وأما الزنا فسبب ظهوره أمران:
فالأول: تساهل أولياء النساء في الوقاية لهؤلاء النساء، بحيث يترك الرجل زوجته أو ابنته أو موليته تخرج إلى الأسواق والمجامع العامة متبرجة، وكذلك يأذن بإدخال الأجهزة التي تبث الفساد وتحرف العقائد والأخلاق من قنوات فضائية، ونحوها.
وأما الأمر الثاني فكذلك أيضاً: تساهل أولياء النساء في الرقابة، بحيث تفشو المجلات السيئة، وتبث الأفلام الفاسدة، وتذاع الأغاني السافلة، وتترك النصيحة.
عباد الله! من أسباب الإهلاك: ترك العمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فنلاحظ على كثير من المسلمين اليوم عدم العمل بكتاب الله، واتباع أمره واجتناب نهيه، والإيمان بمتشابهه، وكذلك ما يتعلق بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالمصائب والإهلاك يأتي نتيجة للإعراض عن كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الله عز وجل: وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى [طه:134]، وقال سبحانه: فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ [الشعراء:139].
عباد الله! ومن أسباب نقص الأنفس والثمرات والأموال: ظلم الناس في أموالهم وأبدانهم وأعراضهم، قال الله عز وجل: وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ [الأنبياء:11]، فالله يمهل ولا يهمل، بل يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، قال تعالى: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود:102].
فاتقوا الظلم أيها المسلمون! فِإن الظلم ظلمات، وسبب الإهلاك وحصول المصيبات، قال تعالى: وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ [القصص:59]، فالله سبحانه وتعالى لا يظلم الناس شيئاً، ولكن الناس أنفسهم يظلمون: وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ [الزخرف:76]، وقال سبحانه: وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنذِرُونَ * ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ [الشعراء:208-209].
عباد الله! ومن أسباب نقص الأنفس والثمرات والأولاد: ظهور الربا والزنا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما ظهر في قوم الربا والزنا إلا أحلوا بأنفسهم عقاب الله عز وجل)، رواه الإمام أحمد.
أما ظهور الربا في هذا الزمن فهو أمر واضح، فيتعامل به كثير من الناس اليوم، ولا يتورعون عن كثير من المعاملات المشبوهة، يتعاملون به سراً وعلانية، ويتحايلون عليه، والله عز وجل يقول: وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا [البقرة:275]، وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ [البقرة:278-279].
وأما الزنا فسبب ظهوره أمران:
فالأول: تساهل أولياء النساء في الوقاية لهؤلاء النساء، بحيث يترك الرجل زوجته أو ابنته أو موليته تخرج إلى الأسواق والمجامع العامة متبرجة، وكذلك يأذن بإدخال الأجهزة التي تبث الفساد وتحرف العقائد والأخلاق من قنوات فضائية، ونحوها.
وأما الأمر الثاني فكذلك أيضاً: تساهل أولياء النساء في الرقابة، بحيث تفشو المجلات السيئة، وتبث الأفلام الفاسدة، وتذاع الأغاني السافلة، وتترك النصيحة.
استمع المزيد من الشيخ الدكتور خالد بن علي المشيقح - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
أحكام الصيام | 2891 استماع |
حقيقة الإيمان - تحريم التنجيم | 2513 استماع |
مداخل الشيطان على الإنسان | 2493 استماع |
الأمن مطلب الجميع [2] | 2437 استماع |
غزوة الأحزاب | 2375 استماع |
نصائح وتوجيهات لطلاب العلم | 2364 استماع |
دروس من قصة موسى مع فرعون | 2352 استماع |
دروس من الهجرة النبوية | 2350 استماع |
شهر الله المحرم وصوم عاشوراء | 2209 استماع |
حقوق الصحبة والرفقة | 2179 استماع |