دروس من قصة موسى مع فرعون


الحلقة مفرغة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].

تكثر القصص في القرآن بشكل عام وفي كل قصة عبرة، وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ [العنكبوت:43]، وتحكي قصص القرآن صوراً من صور الصراع القديم بين الحق المؤيد من الله، والباطل المؤيد من الشيطان الذي يلوذ به الملأ والكبراء، خداعاً واستكباراً وحفظاً على الذوات، كما تكشف قصص القرآن عن مواقف المؤمنين وفوزهم، ونهاية الظالمين وخسارتهم.

لئن كانت القصص تشغل كثيراً من القرآن، فإن قصة موسى عليه السلام مع فرعون تتميز بكثرة عرضها وتنوع مشاهدها، وهي من أطول قصص الأنبياء عليهم السلام في القرآن، فما الحكمة من ذلك؟

قال المفسرون: لأنها من أعجب القصص، فإن فرعون حذر من موسى كل الحذر، فربى موسى عليه السلام في بيته، وعلى مائدته، وترعرع، وعقد الله له سبباً أخرجه من بين أظهرهم ورزقه النبوة والرسالة والتكليم، وبعثه إليه ليدعوه إلى الله تعالى، فتمرد فرعون واستكبر وأخذته الحمية بالإثم، ولم تزل المجادلة والآيات تقوم على يدي موسى مما يبهر العقول ويدهش الألباب، لكن فرعون يأبى، وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا [الزخرف:48].

وصمم فرعون وملأه قبحهم الله على التكذيب بذلك كله، حتى أحل الله بهم بأسه الذي لا يرد عن القوم الظالمين، فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الأنعام:45].

لقد تعمد فرعون قتل أبناء بني إسرائيل؛ لأن غلاماً منهم سيولد ويكون هلاك ملكه على يديه، فانزعج لذلك، وأمر بقتل كل مولود يولد لبني إسرائيل حذراً من هذا الغلام، ولا يغني الحذر عن القدر، ومع حرص فرعون وطغيانه وجبروته فقد قدر الله أن يولد موسى عليه السلام في السنة التي يقتل فيها كل مولود لبني إسرائيل، وأن ينجو موسى من بأسه وقتله. حزنت أم موسى حين حملت به خوفاً عليه، وحزنت حين وضعت، واستمر بها ذلك إلى أن أوحى الله إليها أن ترضعه، فإذا خافت عليه فلتضعه في صندوق، ثم تلقه في البحر، وسيحفظه الله عز وجل.

ألقته أم موسى في البحر، أمواج البحر تقذف بتابوت الرضيع ذات اليمين وذات الشمال حتى أوصلته الأمواج إلى بيت فرعون، وكأن الله تعالى أراد فيما أراد أن يظهر عجز فرعون وضعفه أمام قوة الله الجبار وقدرته، فإذا كان فرعون يقتل الغلمان من أجل هذا الغلام، فهذا الغلام بين يديه، وسيربى في بيته، ومع ذلك لم يتمكن من قتله، إنها آية من آيات الله الكونية القدرية، إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ [القصص:8]، وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ * وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ * فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ [القصص:11-13].

كبر موسى عليه السلام وخرج إلى مدين بعد أن قتل القبطي، وهم به ملأ فرعون، ثم بعد ذلك تاب الله عليه، وأوحى إليه وجاء إلى فرعون برسالة الله عز وجل، لكن فرعون أبى واستكبر وجادل بالباطل، قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ * قَالَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إنْ كُنتُمْ مُوقِنِينَ * قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ * قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ * قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ * قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ [الشعراء:23-28].

وحين ذاك شعر فرعون أن موسى عليه السلام قد غلبه بالحجة والبرهان، فلجأ إلى القوة والسلطان، وهدد واتهم، هدد موسى بالسجن، قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ [الشعراء:29]، واتهم موسى بالسحر، وجمع له السحرة يوم الزينة، لكن السحرة عرفوا أن ما مع موسى من الآيات، وأنها ليست من السحر، فآمنوا بالله أجمعين، وآثروا الآخرة على الباقية، فأوحى الله إلى موسى أن ينجو ببني إسرائيل من فرعون وجنده.

ويبلغ الكرب بالمؤمنين نهايته؛ البحر أمامهم، والعدو خلفهم، وهم لا يدرون ماذا في غيب الله وعلمه؟ فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ * وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ [الشعراء:61-68].

هذه مجمل قصة فرعون وموسى، وفيها كثير من الدروس والعبر، فمن ذلك: أن نور الله غالب، مهما حاول الظالمون طمس معالمه، وأن الحق منصور، القلوب بيد الله يصرفها كيف يشاء، تأملوا في فرعون وسحرته، وكم وعدوا ومع ذلك انقلبوا فجأة واستهانوا بما وعد به فرعون حين أبصروا دلائل الإيمان، وحين لاذوا بحمى الملك الديان، كانوا أول النهار سحرة، وآخره شهداء بررة، فيؤخذ من ذلك أن قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن، وأن المؤمن الحق هو الذي يلجأ إلى الحق إذا عرفه ويأخذ به، وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ * قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ * وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ [الأعراف:113-122].

إنه موقف من المواقف الحاسمة التي ينبغي أن تكون في تاريخ كل مسلم أن ينتصر على نفسه وهواه وشيطانه، إنه موقف حاسم بانتصار حزب الله على حزب الشيطان، لقد وجد في بيت فرعون مؤمنون، ومع ضعف النساء فقد صبرت آسية امرأة فرعون على أذى زوجها، وشمخت بإيمانها، ولم تفتنها الدنيا ومباهجها، وضرب الله بها مثلاً للمؤمنين وقالت: رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنَ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [التحريم:11]، بل وجد في آل فرعون وهم الكبراء والعلية مؤمنون ناصحون، رغم العنت والأذى، وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ [غافر:28].

بل وجد سوى هؤلاء من آل فرعون آمنوا بموسى رغم الخوف والفتنة في الدين، فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ [يونس:83].

إن الحق إذا تبين أخذ به حقيق الإيمان من وقر الإيمان في قلبه ولو كان من العلية ودافع عنه وناصره.

قال ابن كثير رحمه الله تعالى: إن الذرية التي آمنت لموسى من أناس غير بني إسرائيل من قوم فرعون يسير، منهم امرأة فرعون، ومؤمن آل فرعون، وخازن فرعون، وامرأة خازنه.

عباد الله! ومن الدروس أيضاً: أن المسلمين في أيام فرعون عاشوا ظروفاً عصيبة ملؤها الخوف والأذى، ووصل بهم الأمر أن يسروا بصلاتهم، ويتخذوا أماكن الصلاة في بيوتهم، قال الله عز وجل: وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّأَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ [يونس:87].

قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: قالت بنو إسرائيل لموسى: لا نستطيع أن نظهر صلاتنا مع الفراعنة، وأذن الله لهم أن يصلوا في بيوتهم.

وقال مجاهد: لما خاف بنو إسرائيل من فرعون أن يقتلوا في الأماكن الجامعة أمروا أن يجعلوا بيوتهم مساجد مستقبلة الكعبة، يصلون فيها سراً، وكذا قال قتادة والضحاك، وفي ظل هذه الظروف العصيبة والمحن أمر المسلمون أن يستعينوا بتجاوزها بأمور منها الصبر والصلاة، قال الله تعالى: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ [البقرة:43]، قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا [الأعراف:128]، وقال لهم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [البقرة:153].

فالصلاة سمة المسلم حين الرخاء، وهي ملاذه حين الشدة والضراء، ومما يستعان به في حال الضراء: الإيمان بالله، والتوكل عليه في كل حال، وهما في حال الشدة عدة، وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ [يونس:84].

وكذلك الدعاء وصدق اللجوء إلى الله مخرج من الضيق، وفرج من الكروب، وخلاص من الفتن، قال الله عز وجل: فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ [يونس:85-86]، ومع ذلك فلا بد من الاستقامة على الخير، وعدم الاستعجال في حصول المطلوب، فذلك أمر يقدره الله أنى شاء وكيف شاء.

ومن الدروس عباد الله: قصة الحوار بين موسى عليه السلام وفرعون، فقد سلك فرعون الخداع والتدليس الذي يمارسه بعض الناس لتغطية الحق، إن الخداع والتدليس سنة فرعونية، قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ [الأعراف:123]، وقال: إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ [الشعراء:49].

قال ابن كثير رحمه الله تعالى: وفرعون يعلم، وكل من له لب أن هذا الذي قاله من أبطل الباطل، فإن موسى عليه السلام بمجرد ما جاء من مدين دعا فرعون إلى الله، وأظهر له من المعجزات ما جعله يبعث في مملكته لجمع السحرة لإبطال سحر موسى كما زعم.

ومن الدروس: أن اتهام الأبرياء محرم ولا يجوز، بل هو من صنيع الظالمين، كما فعل فرعون مع موسى، فاتهمه بالسحر، ومن الجلوس أن من الأصحاب والأصدقاء والجلساء من يعين جليسه على الباطل، قال الله عز وجل: وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ [الأعراف:127].

اللهم انصر دينك وسنة نبيك وعبادك المرسلين، اللهم انصر من نصر الدين، واخذل من خذل الدين يا قوي يا عزيز.

أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد.

عباد الله! ومن الدروس: أن الصراع مهما امتد بين الحق والباطل، ومهما طالت الفتنة واستحكمت حلقاتها، فإن العاقبة للمتقين، لكن ذلك يحتاج إلى صبر ومصابرة واستعانة بالله، قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [الأعراف:128].

فلا ينبغي أن يخالج قلوب المؤمنين أدنى شك بموعود الله، ولا يجوز أن يساورهم القلق وهم يصبرون على الضراء، ولا ينبغي أن يخدعهم أو أن يغرهم تقلب الذين كفروا في البلاد، فيظنوه إلى الأبد، وما هو إلا متاع قليل، ثم يكون النصر للمؤمنين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، اللهم عليك بأعداء الدين، اللهم عليك باليهود الظالمين، والنصارى الحاقدين، والرافضة المعتدين.

اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم اجعلهم محكمين لكتابك وسنة رسولك محمد صلى الله عليه وسلم، آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر.

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وارض اللهم عن صحابته أجمعين، وأخص منهم الأئمة المهديين، والخلفاء الراشدين: أبا بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن بقية صحابة نبيك أجمعين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم فرج كرب المكروبين، ونفس عسرة المعسرين، واقض الدين عن المدينين.

اللهم اشف مرضى المسلمين، اللهم اشف مرضى المسلمين، اللهم اشف مرضى المسلمين، اللهم فرج المكروبين، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.