فراق الأحبة
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
بوح القلم(تأملات في النفس والكون والواقع والحياة)
فراق الأحبة
• اليُتْم في اللُّغة: الانفراد، واليتيم: الفرد، ويتضمَّن معنى اليتيم أيضًا
الغفلة، فاليتيم حينما يفقد مَنْ يرعاه يجد نفسه في حاجة إلى من
يهتمُّ به في وقت يتغافل فيه الناس عنه بانشغال كل واحد منهم بما
يعنيه، وكذلك يتضمَّن معنى اليُتْم الفَقْد، فاليتيم يفقد ما يجد غيره
من العناية والاهتمام.
• هذه المعاني تتجلَّى بأبلغ أوصافها وأصدق مدلولاتها فيمن يفقد
ويفارق والديه أو أحدهما بالموت أو الهجرة أو السفر أو الغربة.
• يعيش المرء لاهيًا في ملذَّات الحياة، سائحًا في متاعها، متقلِّبًا بين
محبوباتها، حتى تفْجَأه ساعة الفراق، وتهزَّه لحظات الوداع، فيستيقظ
حينها من رقدته، ويصحومن غفلته، موقِنًا بالحقيقة الغائبة (عِشْ ما شئتَ فإنَّكَ ميِّتٌ، وأحبِبْ من شئتَ فإنَّك مُفارقه).
• كثير من الألفاظ والمفاهيم؛ كـ (الحياة والموت والدنيا والآخرة،
والأم والأب، والبر والصلة، والحب والرحمة، والصحة والمرض، واللقاء والفراق، والأنس والسعادة)
تكشَّفت حقائقُها، واتَّضحَتْ معانيها، وبانَتْ أسرارُها مع لحظات الوداع.
• يستطيع كل فرد أن يدبج الألفاظ ويُرصِّع الكلمات في وفاة عزيز، وفراق حبيب، ولا ينطق إلا القلب، ولا يهمس إلا الفؤاد عند فراق الوالدين.
• تتلاشى معاني اللذة، وتخفت مشاعر المتعة، ويضعف مفهوم
السعادة، حينما نفقد سبب اللذة والمتعة والسعادة، بوداع الأبوين.
• ومضة:
وتركتُ رأسي فوق صدرك
ثم تاه العمرُ منِّي في الزحام
فرجعتُ كالطفل الصغير
يُكابدُ الآلامَ في زمنِ الفطام
والليلُ يلفح بالصقيع رؤوسَنا
ويُبعثرُ الكلماتِ منَّا في الظَّلام
وتلعثمت شفتاك يا أُمِّي وخاصمها الكلام
ورأيتُ صوتك يدخل الأعماق يسري في شجن
والدَّمْع يجرح مقلتيك على بقايا من زمن
قد كان آخر ما سمعت مع الوداع
الله يا ولدي يبارك خطوتك
الله يا ولدي معك.