خطب ومحاضرات
حقوق الصحبة والرفقة
الحلقة مفرغة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].
عباد الله! خلق الله عز وجل هذا الإنسان مدنياً بطبعه اجتماعياً ببني جنسه، فهذا الإنسان من بني آدم لا بد له من رفيق يرافقه، وصاحب يؤانسه، وعشير يأنس به، ومن هذا جاءت شرائع الإسلام ببيان هذه الصحبة والرفقة، وجاءت بتعاليمها وحقوقها وآدابها.
فالإنسان في هذه الحياة سواء كان صغيراً أو كبيراً، ذكراً أو أنثى، لا بد له من صديق ورفيق، وقد جاء الإسلام بهذا الخلق وبين حقوقه، وحث على ما فيه مصلحة المسلم في هذه الحياة، وسعادته فيها، فلقد أصل الإسلام وقعد قواعد الصحبة، ولقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصحبة الصالحة، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تنكح المرأة لأربع: لدينها، ومالها، وجمالها، وحسبها، فاظفر بذات الدين تربت يداك).
ولما كانت المرأة أعظم مصاحب لزوجها، وكان الزوج أعظم مصاحب لامرأته، وكان الزوجان أعظم مصاحبين لأولادهما حث النبي صلى الله عليه وسلم على اختيار المرأة ذات الخلق والدين؛ لما لها من الأثر العظيم على زوجها وأولادها.
وكذلك أيضاً حث النبي صلى الله عليه وسلم على الزوج ذي الخلق والدين؛ لما له من أثر عظيم على زوجته وأولاده، ففي حديث أبي هريرة في الترمذي وغيره، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه).
وفي السنن يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل).
وفي الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن تبتاع منه، وإما أن يحذيك -أي: أن يعطيك- وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، وأما نافخ الكير فإما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة).
من خلال هذه النصوص أيها الأحبة نجد عناية الشارع الحكيم بما يتعلق بالرفقة والصحبة؛ لما لها من أثر عظيم على دين وأخلاق المصاحب، فحري بالمسلم وجدير به وقمن أن يختار الصحبة الصالحة.
إن للصحبة آداباً وحقوقاً وواجبات ينبغي للمسلم أن يُعنى بها، فمن قواعدها وأصولها: أن يختار المسلم الصالح الصالح، ففي السنن: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تصاحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي)، والله عز وجل يقول في كتابه: لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ [المجادلة:22].
وإن من حقوق هذه الصحبة والرفقة: أن تحسن أخلاقك مع رفيقك وصديقك، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن المسلم ليدرك بحسن خلقه درجة القائم الذي لا يفتر، ودرجة الصائم الذي لا يفطر).
والله عز وجل يقول لما بين الأخوة والرفقة العامة التي تكون بين المسلمين: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ [الحجرات:10-11]، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ * يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات:12-13].
فمن حقوق الصحبة والرفقة أن تحسن أخلاقك مع صديقك ورفيقك، والجامع لمعنى حسن الخلق هو كف الأذى، وبذل الندى، وطلاقة الوجه وبشاشته.
كذلك أيضاً من عظيم حق الرفقة والصحبة أمره بالمعروف، ونهيه عن المنكر، ولذلك لما ذكر الله عز وجل الأخوة والرفقة العامة التي تكون بين المسلمين ذكر هذا الحق بعد ذلك، فقال سبحانه وتعالى: وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا [آل عمران:103]. ثم قال سبحانه: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [آل عمران:104].
فمن حق أخيك عليك وصديقك وصاحبك أن تسارع إلى توجيهه وإلى أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر.
ومن حق الإخوة والرفقة والصحبة: أن تكون هذه الصحبة لله وفي الله، قال الله عز وجل: أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ [الزمر:3]، وقال سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ [البينة:5]، فهذه الأخوة والرفقة نوع من العبادة، فحري بالمسلم أن يجعلها خالصةً لله عز وجل، وألا يشوبها بعرض من أعراض الدنيا، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من أحب في الله، وأبغض في الله، ووالى في الله، وعادى في الله، فإنما تنال ولاية الله بذلك). وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: وكانت أكثر مؤاخاة الناس على أمر الدنيا، وذلك لا يجدي على أهله شيئاً.
ومن حقوق هذه الأخوة والرفقة: زيارة الإخوان والأصحاب في الله عز وجل، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رجلاً خرج إلى قرية لكي يزور أخاً له في الله، فأرصد الله على مدرجته ملكاً، فسأله ذلك الملك عن زيارته، فقال: أحببته في الله، فأخبره الملك أن الله أحبه بمحبته له فيه.
وفي السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من زار أو عاد أخاً له في الله ناداه مناد من السماء: أن طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلاً).
ومن حقوق هذه الأخوة: القيام بحقوقها العامة التي جاء بها الإسلام. ففي حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (حق المسلم على المسلم خمس، وفي رواية ست: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا مرض فعده، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته).
كذلك أيضاً من حقوق الصحبة والرفقة: أن يتناسى الرفيق والصاحب ما قد يحصل من إخوانه وأصحابه شيء من الأذى والمكروه، وقد قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: السلامة تسعة أعشارها في التغافل، ومن أراد مودة إخوانه فليتناسى ما قد يحصل منهم.
هذه أيها الأحبة شيء من آداب وحقوق الرفقة والصحبة الخاصة، وإذا لاحظنا وتأملنا تعاليم الإسلام نجد أن الإسلام جعل المسلمين إخوةً وصحبةً ورفقة من حيث العموم، وكما سمعنا قوله سبحانه في سورة آل عمران: وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا [آل عمران:103]، وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [آل عمران:104]، وقال سبحانه وتعالى في سورة الحجرات: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الحجرات:10].
هذه أخوة وصحبة عامة بين عموم المسلمين لها حقوقها، ولها واجباتها، وإذا تأملنا سائر شرائع الإسلام نجد أنها تؤكد هذه الصحبة العامة والصحبة الخاصة، ففي العبادات نجد أن المسلمين يقفون صفاً واحداً في مكان واحد خلف إمام واحد يدعون رباً واحداً، لا يتمايز بعضهم عن بعض، وفي الزكاة نجد أن المسلم يعطي إخوانه شيئاً من ماله فيستل ما قد يجدونه في قلوبهم عليه، وفي الصيام كذلك، وفي الحج كذلك، فنجد أن الإسلام أكد هذه الأخوة بمعنييها العام والخاص.
وفي مجال المعاملات: (نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يبيع المسلم على بيع أخيه، وأن يشتري على شرائه، وأن يصوم على صومه، وأن يخطب على خطبته)، كل ذلك لأنه يولد البغضاء والشحناء والتناحر والفرقة، فحري بنا وجدير أن نعنى بهذه المعاني والأصول التي جاء بها الإسلام.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلني وإياكم إخوةً وصحبةً متآلفين غير متفارقين، متحابين غير متباغضين، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد.
أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.
عباد الله! والصحبة ليست مقصورةً على بني الناس، بل الصحبة تشمل صحبة الأعمال الصالحة، وتشمل صحبة الجمادات، فحري بالمسلم وجدير به أن يختار لمصاحبته الأعمال الصالحة والفاضلة التي تكون سبباً لسعادته ونجاته في الدنيا والآخرة.
خرج مسلم في صحيحه من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله تعالى عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو حجة عليك، كل الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها).
فعلينا أيها الأحبة أن نصحب هذه الأعمال الصالحة؛ أن نصاحب الطهارة، وأن نصاحب ذكر الله عز وجل، وأن نصاحب الصلاة، وأن نصاحب الصدقة والصبر، وأن يكون القرآن العظيم صاحباً لنا ومرافقاً، بأن نكثر من تلاوته، وأن نقوم بحقوقه.
كذلك أيضاً: أن نصاحب من الجمادات ما هو أنفعها وأصلحها لنا في هذه الحياة، فقد كثرت مصاحبة كثير من الناس اليوم لكثير من الجمادات والآلات، فمن ذلكم وسائل الاتصال والإعلام، فعلينا أن نصاحب من القنوات ما يكون عوناً لنا في حفظ ديننا وأخلاقنا، وأن نتجنب من تلكم القنوات ما تكون سبباً في هدم الدين والأخلاق، وأن نصاحب من آلات الاتصال والهواتف النقالة ما يكون عوناً لنا على حفظ الدين والخلق، وأن نتجنب ما يكون عوناً على نقص الدين والخلق، وأن نصاحب من الصحف والمجلات والجرائد والكتب ما يكون عوناً لنا على حفظ ديننا وأخلاقنا.
وإنني في نهاية خطبتي هذه أوجه الشباب المسلم على أن يعنوا بالصحبة الصالحة، وأن يمتثلوا قول النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل الجليس الصالح وجليس السوء) وأن يترسم هذا الحديث في حياتهم: (فالمرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل)، وكثير ما أدى ضياع كثير من الشباب ووقوعهم في بعض الموبقات والمهلكات من الصحبة الفاسدة، سواء كانت هذه الصحبة من الناس، أو كانت من الأعمال، أو كانت من الآلات.
فلنتق الله عباد الله، وليحرص أولياء الأمور على توجيه أولادهم، ونصحهم وإرشادهم إلى الصحبة الصالحة، وأن يراقبوا من يعاشرونهم ويماشونهم ويجلسون معهم، وأن يوجهوهم إلى حلق العلم وتحفيظ القرآن العظيم، فهي من أعظم الصحبة الصالحة التي تكون سبباً لهدايتهم، وحسن أخلاقهم، وسلامة أديانهم.
أسأل الله سبحانه وتعالى بمنه وكرمه أن يرزقنا الصحبة الصالحة، وأن يجنبنا الصحبة الفاسدة، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، اللهم عليك بأعداء الدين، اللهم عليك باليهود الظالمين، والنصارى الحاقدين، اللهم إنا ندرأ بك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم، اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا، وإن أردت بقوم فتنة أن تقبضنا إليك غير مفتونين، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم اجعلهم محكمين لكتابك وسنة رسولك محمد صلى الله عليه وسلم، آمرين بالمعروف، ناهين عن المنكر، اللهم أصلحنا وأصلح بنا وأصلح لنا، اللهم فرج كرب المكروبين، ونفس عسرة المعسرين، واقض الدين عن المدينين، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم اشف مرضى المسلمين، اللهم اجعل ما أصابهم كفارةً لسيئاتهم، ورفعةً لدرجاتهم، ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين، واجعلنا للمتقين إماماً، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
استمع المزيد من الشيخ الدكتور خالد بن علي المشيقح - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
أحكام الصيام | 2892 استماع |
حقيقة الإيمان - تحريم التنجيم | 2514 استماع |
مداخل الشيطان على الإنسان | 2495 استماع |
الأمن مطلب الجميع [2] | 2438 استماع |
غزوة الأحزاب | 2376 استماع |
نصائح وتوجيهات لطلاب العلم | 2366 استماع |
دروس من قصة موسى مع فرعون | 2354 استماع |
دروس من الهجرة النبوية | 2352 استماع |
شهر الله المحرم وصوم عاشوراء | 2211 استماع |
أضرار شرب الخمر والقات والشيشة | 2148 استماع |