ديوان الإفتاء [765]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه, وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد, البشير النذير والسراج المنير, وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:

إخوتي وأخواتي! أحمد الله الذي هيأ لنا اللقاء في هذا اليوم المبارك -الثالث عشر من رمضان- أسأل الله أن يتقبل منا ما مضى, وأن يعيننا على ما بقي, وأبدأ بهذه الأسئلة التي وردت كتابة:

السؤال: حدثنا عن صلة الرحم؟

الجواب: صلة الرحم من خصال أهل الإيمان, وقد قال الله عن أهل الجنة: وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ[الرعد:21], وقد أمرنا ربنا جل جلاله بصلة الأرحام، فقال: وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ [النساء:1], ونهانا عن قطعها، فقال سبحانه: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ[محمد:22-23], وأخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أن الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله, ومن قطعني قطعه الله), فمطلوب من كل مسلم أن يصل رحمه, والأرحام هم جميع الأقارب من جهة الأبوين, ويدخل في ذلك الأجداد والجدات, والأبناء والبنات, ومن تناسل منهم, والأخوال والخالات, والأعمام والعمات ومن تناسل منهم, هؤلاء جميعهم ذكورهم وإناثهم، كبارهم وصغارهم, صلتهم متأكدة وقطيعتهم محرمة, وقد أخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام أن صلة الرحم يحصل معها بركة العمر والرزق فقال: ( من سره أن يبسط له في رزقه, وينسأ له في أثره فليصل رحمه ).

وصلة الرحم تكون بما تيسر: إما بالزيارة, وإما بالمهاتفة, وإما بإرسال الهدايا وما إلى ذلك, أسأل الله أن يعيننا على صلة أرحامنا، أول كلمة تكلم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين هاجر إلى المدينة, أنه قال: ( أيها الناس! أفشوا السلام, وأطعموا الطعام, وصلوا الأرحام, وصلوا بالليل والناس نيام, تدخلوا الجنة بسلام ).

السؤال: هل يجوز أن أعطي الفطرة لأخي، مع العلم أنه صحيح الجسم لكنه لا يعمل؟

الجواب: زكاة الفطر يا إخوتاه! تكون لصنفين من الناس: للفقراء والمساكين, فإذا كان هذا الأخ أحد هذين الصنفين فإنه يعطى, وعلماؤنا رحمهم الله تكلموا عن الفقير الكسوب, بمعنى: أنه قادر على الكسب؛ لكنه لا يجد عملاً يناسبه، فمثل هذا أيضاً يعطى من الزكاة.

السؤال: إذا كنا اثنين نصلي جماعةً, فكيف يكون وضع الإمام يمين أم يسار المأموم؟

الجواب: الإمام يكون عن يسار المأموم, والمأموم عن يمين الإمام, يدل على ذلك حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما حين قال: ( بت عند خالتي ميمونة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فقمت عن يساره, فأخذني من رأسي حتى أقامني عن يمينه من وراء ظهره )، عليه الصلاة والسلام.

السؤال: هل الوضوء قبل النوم يحفظ من الشيطان, وما الدليل على ذلك؟

الجواب: الرسول عليه الصلاة والسلام أخبرنا: ( أن الإنسان إذا توضأ ثم نام بات معه ملك يكلؤه, كلما تقلب على فراشه قال الملك الموكل: اللهم اغفر لعبدك فقد بات الليلة طاهراً ), فالوضوء سبب لوجود الملك معك, ووجود الملك يطرد الشيطان, ومن أراد الحفظ التام فعليه أن يقرأ آية الكرسي: (فإنه لا يزال عليه من الله حفيظ حتى يصبح).

السؤال: ما حكم من لا يصوم رمضان وهو قادر على الصوم؟

الجواب: هذا الإنسان مرتكب لكبيرة, وهو على خطر عظيم, ويخشى عليه سوء الخاتمة والعياذ بالله, فإن صيام رمضان فرض الله الواجب على كل قادر مقيم بالغ عاقل, والإنسان الذي يتعمد الإفطار في نهار رمضان, ما زال المسلمون يظنون به الانحلال والزندقة, كما قال الذهبي رحمه الله.

السؤال: ما حكم مشاهدة المسلسلات في نهار رمضان؟

الجواب: يا إخوتاه! بقي على رمضان سبعة عشر يوماً أو ستة عشر يوماً, ثم ينصرف عنا بما كان من عمل, ولذلك يجب على الإنسان العاقل أن يغتنم هذه الأيام المباركة في طاعة الله عز وجل, ويكثر من ذكر الله وتلاوة القرآن, والصدقات وتفطير الصائمين, ويدع ما سوى ذلك, مما تضيع به الأوقات ولا يحصل به تحصيل واجب ديني ولا دنيوي.. والله المستعان!.

المتصل: نريد أن نعرف الوقت المفروض اتباعه للسواك في رمضان؟

الشيخ: شكراً.

المتصل: عندي خمسة أسئلة:

السؤال الأول: ما حكم مسابقات التلفزيون كالذي يقول: أرسل كلمة كذا تفز بكذا من الملايين.. أو السيارات مثلاً؟

السؤال الثاني: بعض الناس يعتمر أو يحج ويقول: أعتمر أو أحج عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن آدم أو عن خديجة رضي الله عنها، فما حكم هذا العمل؟

السؤال الثالث: ما حكم مسح العينين عند قول المؤذن: أشهد أن محمداً رسول الله, والدعاء بدعاء معين؟

السؤال الرابع: ما حكم فتح المأموم المصحف ليقرأ ورده في صلاة التراويح في غير مكان قراءة الإمام لينتهي من ورده وهو يصلي، ولا يستمع إلى قراءة الإمام؟

السؤال الخامس: التنفل على السيارة داخل المدينة أو على الخطوط الدائرية هل هو صحيح؟ وهل هو من السفر البعيد؟

الشيخ: نعم، وتسمع الإجابة إن شاء الله.

المتصل: عندي ثلاثة أسئلة:

السؤال الأول: أنسى كثيراً في الصلاة, وأعيد ما نسيت أكثر من مرة، فماذا أعمل؟

السؤال الثاني: ما حكم تقبيل المصحف؟

السؤال الثالث: حصلت لي مشكلة مع جارتي, وكانت هي المخطئة, وأصبحت لا تتكلم معي ولا تسلم علي, فهل أذهب إليها في بيتها وأسلم عليها؛ لأجل أن ترد علي السلام، ولا يهمني أن تتكلم معي؟

الشيخ: جيد، وتسمعين الإجابة.

المتصل: زوجتي مريضة بجلطة, ومفطرة لرمضان، وأريد أن أعمل لها كفارة، فقال لي أحد الأشخاص: لا تعمل لها, ممكن تقوم بهذه الكفارة هي؟

الشيخ: نجيبك إن شاء الله.

المتصل: عندي ثلاثة أسئلة:

السؤال الأول: لما أصلي التراويح أقرأ من المصحف, فهل صلاتي صحيحة أم غير صحيحة؟

السؤال الثاني: أريد أن أعرف كيفية سجدة التلاوة؟

السؤال الثالث: كم أفضل شيء يصلي الشخص التراويح، هل يصليها ركعتين, أو أربع ركعات، أو ثمان ركعات؟

الشيخ: تسمعين الإجابة عن أسئلتك.

المتصل: عندي ثلاثة أسئلة:

السؤال الأول: أنا قبل كذا سنة كنت مسافراً لبور سودان في رمضان، وكنت صائماً, لكن قلت: لو أعطوني وجبة فسأفطر, وإذا لم يعطوني وجبة فلن أفطر, على أساس أني أنا صائم, فلم أعط وجبة, وما أفطرنا إلا مع أذان المغرب, فهل أنا أعتبر مفطراً أم صائماً؟

السؤال الثاني: أريد أن أخرج زكاة الفطر دقيقاً, فهل أجعله دقيق قمح أو دقيق ذرة؟

السؤال الثالث: زوجتي عندها ذهب للزينة, فهل فيه زكاة, وإذا كان فيه زكاة فكم مقدارها؟

الشيخ: شكراً يا عمر .

السؤال: هبة من الجزيرة, تسأل عن وقت السواك في رمضان؟

الجواب: يستعمل في كل وقت, ممكن الإنسان يستاك في الصباح, ويستاك في وقت الظهيرة, ويستاك بعد العصر, وقبيل الإفطار، في كل وقت, ومن كره من أهل العلم السواك بعد الزوال, علل ذلك بأنه مذهب للخلوف, ولكن جمهور العلماء قالوا: الخلوف سببه خلو المعدة من الطعام, وليس سببه السواك أو عدمه.

السؤال: أخونا أبو القاسم من السعودية يسأل عن التنفل في السيارة داخل المدينة؟

الجواب: لا يشرع هذا, فإن نبينا عليه الصلاة والسلام ما كان يتنفل على راحلته إلا في السفر, أما بالنسبة للحضر فشروط صلاة النافلة هي شروط الفريضة, لا بد من استقبال القبلة, والإتيان بها على ما شرع الله.

أما بالنسبة للسفر فيمكن للإنسان أن يتنفل في السيارة وفي الطيارة، أو يتنفل وهو راكب بعيره أو وهو راكب الباص.. هذا كله يتأتى.

السؤال: بعض الناس يفتح المصحف في صلاة التراويح ليقرأ ورده, ولا يتابع الإمام, يعني: مثلاً هو يقرأ في كل يوم جزءاً, وجزؤه في هذا اليوم مثلاً بدايته من قوله تعالى: وَقَالَ المَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي [يوسف:54], الجزء الثالث عشر, فالإمام يقرأ مثلاً في سورة الإسراء أو في سورة الكهف, وهو يقرأ سورة يوسف لورده؟!

الجواب: لا شك أن هذا إنسان مخالف للسنة, ومحدث في الصلاة ما لم يشرعه الله؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إنما جعل الإمام ليؤتم به, فإذا كبر فكبروا، وإذا قرأ فأنصتوا ), وقال: ( إنما جعل الإمام ليؤتم به, فلا تختلفوا عليه ), وليس للمرء من صلاته إلا ما عقل, وهذا الإنسان ما عقل من قراءة الإمام شيئاً؛ لأنه مشغول بقراءته هو؛ ولذلك هذا الإنسان قد يخرج من الصلاة ولم يكتب له إلا عشرها.

السؤال: ما حكم مسح العينين عند قول المؤذن: أشهد أن محمداً رسول الله؟

الجواب: هذه قد ورد فيها حديث, لكنه لا يصح، (من قال حين يقول المؤذن: أشهد أن محمداً رسول الله: وأنا أشهد أن محمداً رسول الله، ثم تفل على إبهاميه ومسح بهما عينيه لم تعميا ولم ترمدا أبداً بإذن الله), هذا الحديث ليته صح! لكنه لا يصح, ولذلك لا يشرع فعل هذا الشيء؛ لأن العبادات مبناها على التوقيف وصحة النص.