ديوان الإفتاء [360]


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير، والبشير النذير، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

إخوتي وأخواتي! سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بالخيرات والمسرات، ومرحباً بكم إلى حلقة جديدة من ديوان الإفتاء.

السؤال: هل يجوز الوضوء للحائض من أجل الحفظ؟

الجواب: نعم، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم شرع الوضوء للجنب، والحائض مثله، فقد ثبت من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: ( يا رسول الله! أيرقد أحدنا وهو جنب؟ قال: نعم، إذا توضأ أحدكم فليرقد ).

السؤال: هل تجوز الصلاة بالنعلين للذي يصلي جالساً؟

الجواب: نعم، وكذلك لمن يصلي قائماً، نقول: لا حرج عليه أن يصلي في نعليه إذا كانتا طاهرتين، وإذا لم يكن فيهما نجاسة، لكن إذا كان كما هو الحال الآن، المساجد مفروشة بهذا السجاد، فما ينبغي للناس أن يصلوا في نعالهم؛ لأن ذلك يؤدي إلى إفسادها.

السؤال: شخص يقطع صلاته وصيامه عشرين سنة وتاب، كيف يقضي؟

الجواب: يتوب إلى الله عز وجل توبة نصوحاً، ثم يأتي بما فاته، الأيام التي أفطرها يصومها، والصلوات التي قطعها أيضاً وضيعها يقضيها، لا يشتغل بنوافل الصلاة ولا الصيام، وإنما يقبل على قضاء تلك الفرائض، فإن الله عز وجل لا يقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة، كما قال أبو بكر رضي الله عنه، فعليه أن يشتغل بقضاء هذه الفرائض، ويكثر من الاستغفار عسى ربنا أن يكفر عنا سيئاتنا ويغفر لنا.

السؤال: هل المرأة تصلي سراً فقط، أم عليها أن تجهر بصوتها قليلاً في صلاة الجهر؟

الجواب: بل عليها أن تجهر، في الصبح والأوليين من المغرب والعشاء، وجهرها أدناه أن تسمع نفسها، وأعلاه أن تسمع من يليها، يعني: أقل الجهر بالنسبة للمرأة أن تسمع نفسها، وأعلاه أن تسمع من يكون إلى جوارها.

السؤال: تقول: أنا منقبة، ودائماً أكون في بيت جدي، ويوجد معي أبناء أخوالي وخالاتي، ولا ألبس نقاباً.

الجواب: الذي أفتي به أنا بأن وجه المرأة ليس بعورة، ولا حرج عليك أن تكشفي وجهك أمام هؤلاء من بني الخئولة وبني العمومة، لا حرج في ذلك إن شاء الله، اللهم إلا إذا كنت تدينين الله عز وجل بوجوب ستر الوجه، كما هو مذهب بعض أهل العلم، وفي هذه الحالة عليك أن تلزمي نفسك بالنقاب إلا أمام المحارم.

السؤال: ما رأي الدين في الذي يذهب للصلاة مع الإمام الذي صوته جميل، أما إذا كان الإمام صوته عادياً فلا يذهب؟

الجواب: لا حرج في ذلك إن شاء الله، من ذهب ليصلي خلف إمام يرى أن قراءته خاشعة، وترتيله حسن، ومخارجه سليمة، ويتلذذ بسماع القرآن منه فلا حرج عليه في ذلك، بل هذا مقصود؛ ( لأن النبي صلى الله عليه وسلم طلب من عبد الله بن مسعود أن يقرأ عليه، فقال له: يا رسول الله! أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: إني أحب أن أسمعه من غيري )، وكذلك النبي عليه الصلاة والسلام لما سمع أبا موسى عبد الله بن قيس الأشعري رضي الله عنه يرتل القرآن بالليل بقي عليه الصلاة والسلام يسمع وبشره في اليوم الذي بعده وقال له: ( لو رأيتني وأنا أسمع قراءتك البارحة، فقال له: يا رسول الله! لو علمت بمكانك لحبرته لك تحبيراً )، أي: لجودت القراءة وحسنت الصوت أكثر وأكثر، وما أنكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، ومعلوم أن الصوت هبة من الرحمن جل جلاله، وبعد ذلك المخارج والتجويد اكتساب من العبد، ومن رزقه الله صوتاً حسناً، وحنجرة قوية، وبعد ذلك اجتهد في أن يتقيد بأحكام التجويد، وأن يخرج كل حرف من مخرجه الصحيح، وأن يعطيه حقه ومستحقه، فقد جمع بين الحسنيين، كما في الحديث: ( ما أذن الله لشيء مثلما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن )، وخير الناس من إذا سمعناه يقرأ القرآن حسبناه يخشى الله.

السؤال: ألبس النقاب عندما أكون ذاهبة للسوق فقط، ما رأي الدين؟

الجواب: أنت حرة، البسي النقاب في السوق، في الجامعة، في غيرها، فالأمر في ذلك واسع إن شاء الله.

السؤال: شخص أعطى كفناً لميت بنية إرجاع الكفن، هل يجوز؟

الجواب: نعم، لا مانع، لو كان في الحي جنازة في الليل البهيم الأليل، فأعطى الإنسان أهل ميت كفناً على أنه دين، هذا طيب، وهذا من صنائع المعروف، وهذا من تنفيس الكربة، وهذا عمل عظيم وهو مأجور، حتى لو كانت نيته أن يستعيد ذلك الكفن منهم، هو مأجور على ذلك.

السؤال: أصلي على كرسي؛ لأني كلما حاولت القيام أشعر بألم، فهل الصلاة صحيحة؟

الجواب: نعم، إن شاء الله الصلاة صحيحة، يقول تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم )، ويقول: ( صل قائماً فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب )، فأنت أيها الشيخ السائل! لا تستطيع القيام حال الصلاة وتشعر بالألم، و لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286]، فصل على الكرسي، لكن إن كنت تستطيع الركوع فقم واركع، وإن كنت لا تستطيع أومئ، وإذا كنت تستطيع السجود فخر على الأرض ساجداً، وإذا كنت لا تستطيع فأومئ بالسجود، واجعل سجودك أخفض من ركوعك.




استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف - عنوان الحلقة اسٌتمع
ديوان الإفتاء [485] 2823 استماع
ديوان الإفتاء [377] 2651 استماع
ديوان الإفتاء [277] 2535 استماع
ديوان الإفتاء [263] 2534 استماع
ديوان الإفتاء [767] 2506 استماع
ديوان الإفتاء [242] 2476 استماع
ديوان الإفتاء [519] 2466 استماع
ديوان الإفتاء [332] 2445 استماع
ديوان الإفتاء [550] 2406 استماع
ديوان الإفتاء [303] 2405 استماع