ديوان الإفتاء [344]


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، ملك يوم الدين، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. أما بعد:

إخوتي وأخواتي! بقيت أسئلة كثيرة من الحلقة التي مضت، ووردت عبر الشريط الأخضر، وما أتيح الجواب عنها لضيق الوقت، ثم وردت أسئلة أخرى في حلقة هذا اليوم، فأبدأ بها إن شاء الله قبل أن أتلقى اتصالاتكم.

كنت قد أجبت على خمسة أسئلة، وبقيت بعد ذلك أسئلة لم أجب عليها.

السؤال: يقول السائل: حدثنا عن جماعة أنصار السنة، وما هي عقيدتهم؟

الجواب: نقول بأن الإنسان ينبغي له أن يحسن الظن بالمسلمين جميعاً، وأن يبذل لهم حبه ومودته، وأن يظن بهم خيراً، هذا الذي أمرنا به ربنا جل جلاله في كتابه، وهذا الذي حثنا عليه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم حين قال: ( المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضاً )، وحين قال صلوات ربي وسلامه عليه: ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ).

وقضية الجماعات إذا كانت سبيلاً للتعاون على البر والتقوى، والتعاضد على نصرة الدين، وإحقاق الحق وإبطال الباطل فهي محمودة مطلوبة، أما إذا كانت سبيلاً للتعصب والجمود والبغض لمن لم يكن مع الحزب أو مع الجماعة؛ فلا شك أن هذا من غير سبيل المؤمنين، وإخواننا في جماعة أنصار السنة ما نظن بهم إلا خيراً، وعقيدتهم هي عقيدة المسلمين في الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وفي التصديق بالقرآن، وإحياء السنة، والتحذير من البدع والتنفير عنها، ودعوة المسلمين إلى الخير ودلاتهم على الهدى، ثم هم كسائر الجماعات فيهم الظالم لنفسه، وفيهم المقتصد، وفيهم السابق بالخيرات بإذن الله، ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى.

السؤال: أنا امرأة منقبة وأجدادي وأعمامي يزوروننا ويسلمون علي وألف يدي بالثوب وأسلم، فما رأي الدين في هذا؟

الجواب: الأمر في ذلك واسع؛ لأن هؤلاء كبار في السن وعسير عليهم أن يستوعبوا قضية أن المصافحة ليست من السنة وإنما هي ممنوعة، ولعل امتناعك عن مصافحتهم يجر إلى شر عظيم وقطيعة للرحم، وبعضهم قد لا يتورع عن أن يطلق ألفاظاً لا تليق، ولربما تجاوز إلى ما هو أبعد من ذلك، فإذا رأيت بأن هذا من باب ارتكاب أخف الضررين، وأدنى المفسدتين فلا حرج عليك إن شاء الله.

السؤال: من هم أخوال النبي صلى الله عليه وسلم؟

الجواب: أخوال النبي صلى الله عليه وسلم هم بنو زهرة، الذين كانت منهم آمنة بنت وهب ، أم النبي عليه الصلاة والسلام، وأخواله الأعلون هم بنو النجار، وبنو النجار فخذ من فخوذ الخزرج رضوان الله عليهم وكانوا أخوالاً للنبي صلى الله عليه وسلم باعتبار أن أم عبد الله والد النبي عليه الصلاة والسلام من بني النجار؛ ولذلك عبد الله أبو النبي عليه الصلاة والسلام توفي في طريق عودته من المدينة بعدما زار أخواله من بني النجار، وأمه آمنة أيضاً توفيت بالأبواء في طريق عودتها من المدينة، وكان بصحبتها نبينا المختار عليه الصلاة والسلام.

السؤال: شخص كان معي في السيارة، وكنا في سفر، وحصل حادث مروري، وتوفي هو، فهل علي كفارة؟

الجواب: نعم، عليك كفارة، وهذا هو القتل الخطأ أنت متسبب فيه، ومن ناحية الإثم ليس عليك إن شاء الله؛ لأن الله تعالى قال: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ [الأحزاب:5].

السؤال: امرأة متزوجة وزنت -نعوذ بالله- وولدت من زنيتها تلك مولوداً، فهل لها من توبة؟ وهل من شروط توبتها أن تخبر زوجها؟ أم تتركه يربي ويجد ويجتهد ويورث ولداً ليس من صلبه؟

الجواب: الزنا من كبائر الذنوب، بل هو أعظم الكبائر بعد الشرك بالله، وقتل النفس، وزنا المحصنة أشد من زنا البكر؛ لأن المتزوجة قد عصت ربها، ودنست فراش زوجها، وخانت الأمانة التي كلفت بحفظها، وجلبت العار على نفسها وعلى زوجها، وبعد ذلك أدخلت عليه من ليس منه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أيما امرأة أدخلت على زوجها من ليس منه فضحها الله على رءوس الأولين والآخرين ) ؛ ولذلك هذه المرأة يلزمها أمور:

أولاً: التوبة النصوح بالإقلاع عن الذنب، والعزم على عدم العود، والندم على ما فات.

ثانياً: أن تخبر بحقيقة الأمر بأن هذا الولد ليس من صلب ذلك الرجل، وتطلب منه الستر، ولكن لا بد من إخباره؛ لأنها لو لم تخبره فإن ذلك سيجر إلى مفاسد عظيمة.

من ذلك: أن يكون لهذا الولد إناث يعتبرهن محارم ولسن بمحارم، ومن المفاسد أن يرث هذا الولد مالاً ليس حقاً له، ومن المفاسد كذلك أن يكلف الزوج بالإنفاق على من لا تجب النفقة عليه، إلى غير ذلك من المفاسد العظيمة، فلا بد أن تبحث عن مخرج من هذا الإثم الكبير الذي وقعت فيه.

السؤال: إذا أخذت مبلغاً من المال، وكنت محتاجة إليه من غير علم زوجي وأبيه؛ لأنه حقهم، وتصرفت فيه، وبعد ذلك أخبرتهم، وعفوا عني، فهل علي ذنب؟

الجواب: ليس عليك ذنب، توبي إلى الله عز وجل طالما أنهم قد عفوا وطابت نفوسهم فهذا ديوان يغفره الله، وقد أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن الدواوين ثلاثة: ديوان لا يغفره الله أبداً، وديوان لا يبالي الله به، وديوان لا يترك منه شيئاً، فأما الديوان الذي لا يغفره الله فهو الشرك والعياذ بالله إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48] ، وأما الديوان الذي لا يبالي الله به فما كان بين العبد وربه من الآثام والذنوب فهذه يغفرها الله عز وجل متى ما استغفر العبد ربه، وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئاً فما يتعلق بحقوق الناس، فلو أن إنساناً ظلم إنساناً في ماله أو دمه أو عرضه، فالله عز وجل لا يغفر له حتى يغفر صاحب الحق.

السؤال: جاءني رصيد باثنين جنيه قبل خمسة عشر يوماً من رقم لا أعرفه، وعندما أردت إرجاعه وجدت التليفون مغلقاً فماذا أفعل؟

الجواب: إذا وجدته مغلقاً ستجده مفتوحاً فيما بعد، وإذا لم تجده مفتوحاً تصدق بالمال، وقد برئت ذمتك.

السؤال: هل الرقية الشرعية في التلفاز تعالج من السحر والشيطان في المنزل؟

الجواب: إن شاء الله، وعلى كل حال تسجيل أو تشغيل القرآن في المسجل أو الإذاعة أو التلفاز خير.

السؤال: أسكن في داخلية، ووجدت عباءة وبحثت عن صاحبها ولم أجده، وحتى الآن وقد تم عام منذ وجدتها فماذا أفعل؟

الجواب: انتفعي بها، فهذه لقطة، وطالما أنه قد أتى عليها حول ولم يظهر لها صاحب فيصح للملتقط أن ينتفع بها.


استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف - عنوان الحلقة اسٌتمع
ديوان الإفتاء [485] 2824 استماع
ديوان الإفتاء [377] 2651 استماع
ديوان الإفتاء [263] 2536 استماع
ديوان الإفتاء [277] 2536 استماع
ديوان الإفتاء [767] 2509 استماع
ديوان الإفتاء [242] 2477 استماع
ديوان الإفتاء [519] 2466 استماع
ديوان الإفتاء [332] 2445 استماع
ديوان الإفتاء [550] 2408 استماع
ديوان الإفتاء [303] 2407 استماع