ديوان الإفتاء [237]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى جميع المرسلين.

أما بعد:

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

إخوتي وأخواتي مستمعي إذاعة طيبة، ومشاهدي قناتها! أسأل الله عز وجل أن يتقبل منا صالح العمل، وأن يغفر لنا التقصير والزلل، وأن يعفو عنا إنه أرحم الراحمين، وأكرم الأكرمين، ومرحباً بكم في حلقة جديدة، ومرحباً بأولى اتصالات هذه الحلقة.

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: أنا عندي دكان والناس يضعون أموالهم عندي، فمنهم من يأذن لي بالتصرف في ماله، ومنهم من لا يأذن، وأحياناً أتعامل مع النصارى وبعضهم يضع عندي مالاً لكن ماله من بيع الخمور، فما حكم ذلك؟

السؤال الثاني: أسأل عن الاحتلام في نهار رمضان هل يفسد الصوم أم ماذا؟

الشيخ: أبشر نجيبك إن شاء الله.

السؤال: ما حكم زكاة الفطر لمن ولد له ولد صباح يوم العيد؟

الجواب: من ولد له ولد قبل صلاة العيد فلا بد أن يزكي عنه، وهذا على سبيل الوجوب، وتقدم معنا الكلام في أن الزكاة عن الحمل مستحبة، ولذلك الأولى أنك تزكي عنه حتى لو لم يولد قبل صلاة العيد.

السؤال: هل يشرع حمد الله والصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم قبل دعاء السجود، أي: بالدعاء الذي قبل السلام؟

الجواب: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لا تشرع في السجود، وإنما محلها في الجلوس، ولذلك أنت لو دعوت بعد التشهد قبل السلام، فقد صليت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما بالنسبة للسجود فلا؛ لأنك أصلاً بدأت صلاتك بحمد الله عز وجل، والثناء عليه، وستصلي على رسوله صلى الله عليه وسلم في خاتمة صلاتك.

السؤال: تحدثت مع امرأة أجنبية فأمذيت، فما حكم صومي؟

الجواب: أولاً: يلزمك التوبة إلى الله عز وجل؛ لأنك تتلذذ بكلام أجنبية لا يحل لك التلذذ بالحديث معها، وأما صومك فقد فسد، ويلزمك القضاء.

السؤال: أخونا السر يقول: ما حكم قتل النمل بالمبيد البودرة؟

الجواب: لا مانع، إذا كان النمل مؤذياً تتضرر من وجوده، لكونه يسطو على السكر مثلاً، أو لكونه يؤذيكم في الفراش ونحو ذلك، فحرمة المسلم أعظم عند الله من حرمة النمل، ولا مانع من قتله بأي وسيلة مميتة والإحراق بالنار لا يجوز، أما أن تقتله بالبودرة، أو تغرقه بالماء مثلاً، فهذا كله لا مانع منه.

السؤال: هل الكحل يفسد الصوم؟

الجواب: ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث يأمر فيه باتقاء الكحل للصائم.

السؤال: أخونا عصام يسأل: ما تفسير قول ربنا جل جلاله: رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ [غافر:11]؟

الجواب: الآية في الحديث عن الكفار قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ [غافر:10] فيوم القيامة ينادون بهذا النداء، نسأل الله العافية، ويخبرهم ربهم جل جلاله أنه يمقتهم، ويبغضهم، ثم يقولون: قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ [غافر:11]، الإماتة الأولى قبل أن يوجدوا أصلاً، قال تعالى: هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا [الإنسان:1]، ثم الإحياء الأول لما نفخ فيهم الروح، ثم أماتهم ثانية، ثم أحياهم في قبورهم، وقيل: بل الإماتة الأولى لما كانوا في دار الدنيا، ففارقت أرواحهم أجسادهم، ثم الإماتة الثانية بعد ما أحيوا في قبورهم أميتوا ثانية، وقيل: بل الحياتان؛ لأنهم أحيوا في قبورهم أولاً، ثم أحيوا يوم القيامة ثانياً، هذا كله مما قال به أهل التفسير رحمة الله عليهم أجمعين.

السؤال: زوجتي مرضعة، وعمر المولود خمسة أشهر، فهل تفطر؟

الجواب: لا، إذا كانت مطيقة للصوم، ولا تتضرر هي، ولا يتضرر مولودها فما ينبغي لها أن تفطر؛ لأنها مخاطبة بالصوم شأنها شأن سائر الناس.

السؤال: عندي سؤالان:

السؤال الأول: نسأل عن زكاة الفطر هل تكون نقدياً أو حبوباً؟ والواحد زكاته كم؟

السؤال الثاني: أسأل عن التهجد هل يصح في الجامع أم لا يكون إلا في المنزل؟

الشيخ: أجيبك إن شاء الله.

السؤال: أخونا عبد الله بالأمس سأل عن إنسان تزوج امرأة، وهناك ابن غير شرعي من غيره، وهو يريد أن يربيه؟

الجواب: أما تربيتك لهذا الإنسان، فأنت مأجور عليها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن ( في كل كبد رطبة أجراً )، وإحسانك إليه موجب لإحسان الله عز وجل إليك؛ لأن الجزاء من جنس العمل، خاصة إذا ربيته على مبادئ الإسلام، ومكارم الأخلاق ومحاسن العادات، فأنت في ذلك كله مأجور إن شاء الله، لكنني أكرر بأنه لا يجوز للمسلم أن يتزوج بكتابية غير عفيفة؛ لأن الله عز وجل قد اشترط الإحصان، فقال: وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ [المائدة:5].

السؤال: القلب كثيراً ما يذكر في القرآن، ويضرب به المثل، فما الحكمة من ذلك؟

الجواب: القلب كما قال علماؤنا مع الأعضاء بمنزلة القائد مع الجنود، فباستقامته تستقيم الأعضاء، وباعوجاجه تعوج الأعضاء، وهذا المعنى أشار إليه نبينا صلى الله عليه وسلم كما في حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما في الصحيحين: ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب )، ونحن نعتقد بأن القلب هو مكان العقل، فليس العقل في الدماغ كما يظن كثير من الناس، ومنطوق القرآن أن العقل مركزه القلب، قال الله تعالى: وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ [الأعراف:179]، فمن قال: إن العقل ليس في القلب فهو بمنزلة من قال: إن البصر ليس في العين، أو إن السمع ليس في الأذن.

وأيضاً: قول ربنا جل جلاله: أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [الحج:46] إلى غير ذلك من أدلة كثيرة، وهذه المسألة ذكرها أهل العلم في تفسير هذه الآيات، وأيضاً كتبت فيها بحوث معاصرة، ومنها البحث الذي ذكرته في حلقة الأمس، بحث أخينا البروفيسور عمر عبد العزيز موسى عميد كلية الطب بجامعة الرباط الوطني.

الشيخ: أخونا النور من كسلا يقول: إن بعض الناس يستودعه مالاً، ويتيح له التصرف فيه شريطة أن يرد إليه عينه متى ما طلب، وبعض الناس يستودعه مالاً إلى آخر ما قال.

أقول: كلا الأمرين جائز إن شاء الله، تعاملك مع النصارى لا حرج فيه؛ لقول ربنا جل جلاله: لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ [الممتحنة:8]، أما من يتجرون في الخمور، فما ينبغي لك أن تقبل وديعتهم، ولا أن تثمر أموالهم، ولا أن تتعامل معهم؛ لأن أموالهم مكتسبة من طريق حرام، ولأن الله تعالى إذا حرم شيئاً حرم ثمنه، فالخمر محرمة، وبائعها ملعون، وكذلك صانعها عاصراً لها كان أو معتصراً.




استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف - عنوان الحلقة اسٌتمع
ديوان الإفتاء [485] 2824 استماع
ديوان الإفتاء [377] 2652 استماع
ديوان الإفتاء [277] 2537 استماع
ديوان الإفتاء [263] 2535 استماع
ديوان الإفتاء [767] 2507 استماع
ديوان الإفتاء [242] 2477 استماع
ديوان الإفتاء [519] 2467 استماع
ديوان الإفتاء [332] 2446 استماع
ديوان الإفتاء [550] 2407 استماع
ديوان الإفتاء [303] 2406 استماع