تأملات في سور القرآن - الأحقاف


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

فأسأل الله سبحانه أن يجعلنا من المقبولين.

سورة الأحقاف هي آخر سورة في آل (حـــم)، فعندنا في القرآن الكريم سور سبع، افتتحت بــ(حم) وهي على التوالي: غافر وفصلت والشورى والزخرف والدخان والجاثية والأحقاف.

تحدي الله للمشركين أن يأتوا ببرهان على صحة معتقدهم

هذه السورة المباركة التي هي مكية باتفاق أهل التفسير تناولت جملة من القضايا العقدية المهمة، والله عز وجل في بدايتها يطرح سؤالاً على المشركين: قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنْ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [الأحقاف:4]، يقول: يا من تدعون الأصنام والأوثان! يا من تدعون المسيح ابن مريم! يا من تدعون عزيراً! يا من تدعون فلاناً أو فلاناً من الأولياء أو الصالحين أو الصديقين أو القديسين! أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنْ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَوَاتِ، وهذا السؤال طرح في موضع آخر من القرآن، قال الله عز وجل: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [الروم:40]، وفي موضع ثالث يقول الله عز وجل: أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ [النحل:17].

ما عرفت الدنيا على تاريخها ناساً زعموا بأن الشمس خلقها الله والقمر خلقه فلان، أو أن السموات خلقها الله والأرض خلقها فلان، ما يدعون لأحد خلقاً سوى الله عز وجل، فإذا كان سبحانه هو الخالق فينبغي أن يكون هو المعبود، أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف:54].

كشف الله سبحانه وتعالى لحقيقة معبودات أهل الشرك

ثم يقول الله عز وجل مبيناً أن هؤلاء الذين يدعون ويرجون من دون الله ليسوا بشيء: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ [الأحقاف:5-6]، يعني هؤلاء الذين يدعون من دون الله لن يستجيبوا لهم، ولو بلغ جؤار هؤلاء الداعين عنان السماء، كما قال ربنا: إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ [فاطر:14]، وهذه الآيات يقرع بها سمع كل من يدعو غير الله عز وجل من أجل أن يفيق، ومن أجل أن يرجع إلى رشده.

هذه السورة المباركة التي هي مكية باتفاق أهل التفسير تناولت جملة من القضايا العقدية المهمة، والله عز وجل في بدايتها يطرح سؤالاً على المشركين: قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنْ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [الأحقاف:4]، يقول: يا من تدعون الأصنام والأوثان! يا من تدعون المسيح ابن مريم! يا من تدعون عزيراً! يا من تدعون فلاناً أو فلاناً من الأولياء أو الصالحين أو الصديقين أو القديسين! أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنْ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَوَاتِ، وهذا السؤال طرح في موضع آخر من القرآن، قال الله عز وجل: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [الروم:40]، وفي موضع ثالث يقول الله عز وجل: أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ [النحل:17].

ما عرفت الدنيا على تاريخها ناساً زعموا بأن الشمس خلقها الله والقمر خلقه فلان، أو أن السموات خلقها الله والأرض خلقها فلان، ما يدعون لأحد خلقاً سوى الله عز وجل، فإذا كان سبحانه هو الخالق فينبغي أن يكون هو المعبود، أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف:54].

ثم يقول الله عز وجل مبيناً أن هؤلاء الذين يدعون ويرجون من دون الله ليسوا بشيء: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ [الأحقاف:5-6]، يعني هؤلاء الذين يدعون من دون الله لن يستجيبوا لهم، ولو بلغ جؤار هؤلاء الداعين عنان السماء، كما قال ربنا: إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ [فاطر:14]، وهذه الآيات يقرع بها سمع كل من يدعو غير الله عز وجل من أجل أن يفيق، ومن أجل أن يرجع إلى رشده.