خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/912"> الشيخ أسامة سليمان . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/912?sub=63500"> خطب ومحاضرات عامة
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
طلب العلم ومأساة الأمة
الحلقة مفرغة
الحمد لله رب العالمين، الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِنْ طِينٍ، ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ، ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ، خلق الإنسان من سلالة من طين، ثم جعله نطفة في قرار مكين، ثم خلق النطفة علقة سوداء للناظرين، ثم خلق العلقة مضغة بقدر أكلة الماضغين ، ثم خلق المضغة عظاماً كأساس لهذا البناء المتين، ثم كسا العظام لحماً فهي له كالثوب للابسين، ثم أنشأه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين، ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ، ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا ند له، ولا مثيل ولا نظير له، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ، يؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء، يغني فقيراً، ويفقر غنياً، ويعز ذليلاً، ويذل عزيزاً، ويملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، مستوٍ على عرشه، بائن من خلقه، لا ينام ولا ينبغي له أن ينام.
وأشهد أن نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، فما ترك من خير يقربنا من الجنة إلا وأمرنا به، وما من شر يقربنا من النار إلا ونهانا عنه، فترك الأمة على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، فاللهم صل وسلم وزد وبارك عليه في الأولين والآخرين، والملأ الأعلى إلى يوم الدين.
أما بعد:
فأيها الإخوة الكرام الأحباب! لقاؤنا اليوم مع رحلة من رحلات العلم، بوّب عليها الإمام البخاري في صحيحه في كتاب العلم باباً سماه: باب: الخروج إلى طلب العلم.
ومعناه: الارتحال لأجل طلب العلم، فهل رأيت في زمننا أحداً يرحل لطلب العلم الشرعي؟
الجميع يرحل لقوت الدنيا ولمتاعها ولطلب الرزق وسعة العيش، فهل رأيت إنساناً يرحل من طنطا إلى المنوفية لأجل طلب العلم وهي رحلة داخلية؟ فالرحلة لطلب العلم تنقسم إلى قسمين:
رحلة داخلية -أي: داخل القطر الواحد- ورحلة خارجية، فيمكن أن ترحل من مصر إلى الشام كي تطلب العلم، وانظروا إلى فتور الهمم في زماننا، وإلى ما سنتحدث عنه اليوم كما أخرجه البخاري في صحيحه.
أيها الإخوة الكرام! العلم هو أثمن درة، فمن رزقه الله علماً فهو مؤشر لحب الله له، ليس دليل حب الله لي أنه أعطاني أموالاً وعقارات وأولاداً ومناصب. هذا كذب؛ فإن الله يعطي الدنيا لمن أحب ولمن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا لمن أحب، فإن أحبك الله يسر لك طلب العلم، وليس العلم علماً نظرياً، ليس العلم أن تحفظ النصوص وتهز المنابر، بل العلم هو العمل، فكلما ازددت علماً ازددت لله خشية وعملاً وتواضعاً.
لذلك قالوا: العلم ثلاثة أشبار، من حصل الشبر الأول تكبر، ومن حصل الشبر الثاني تواضع، ومن حصل الشبر الثالث علم أنه لا يعلم، فلا تكن أبا شبر، فصاحب الشبر الأول يتكبر، وصاحب الشبرين يتواضع، وصاحب الثلاثة الأشبار يعلم أنه لا يعلم.
وكذلك قالوا: من دخل إلى العلم وحده خرج من العلم وحده. والمعنى: أنه لا بد لطالب العلم من شيخ، حدثوني عن عالم من السلف لم يكن له شيخ، أما الآن فكل منا يطلب العلم على طريقته، يقرأ الكتب ويتربى على الإنترنت والسيديهات والأشرطة ويكتفي بها. لا يا عبد الله! من كان شيخه كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه، فلا تأخذ العلم من صحفي -تربى على الكتب- ولا القرآن من مصحفي -قرأ القرآن دون أن يتلقاه على يد شيخ- قديماً كان الشيخ يلقن الطلبة القرآن تلقيناً. يعني: معظم القراء الذي نسمعهم لا يعرفون إدغاماً ولا غنة ولا مداً لازماً ولا مداً منفصلاً، ولكنهم يقرءون بالتلقي عن شيوخهم، ونحن لا نقول بهذا، وإنما نقول: لا بد من تلقي العلم على يد شيخ.
إن الإسلام علمنا كيف نحترم العالم في زمن ضاع فيه الأدب إلا من القليل. يقول ابن سيرين : علم بلا أدب كالنار بلا حطب. ولذلك المتأمل في نصوص القرآن الكريم يجد أن قضية الأدب احتلت مساحة كبيرة في القرآن؛ وذلك لأن الأدب مقدم على العلم.
قالوا: فليكن أدبك دقيقاً، وعلمك ملحاً، فأنت حين تصنع الخبز تحتاج إلى الدقيق أكثر من الملح، كذلك نريد للأدب أن يكون دقيقاً، وللعلم أن يكون ملحاً، فإذا كان العلم بغير أدب فإنه لا قيمة له ولا وزن له.
وانظر إلى قول موسى للخضر: هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا [الكهف:66]. هذه الآية تحمل مجموعة من الآداب:
1- التواضع وهضم حق النفس: هَلْ أَتَّبِعُكَ [الكهف:66]، فموسى عليه السلام تابع والخضر متبوع، لم يقل موسى: أنا أعلم منه وأنا كليم الله، وأنا أحد أولي العزم من الرسل. فانظر إلى التواضع قال: عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ [الكهف:66].
2- يقول موسى للخضر عليه السلام: أنا أريد أن أتعلم على يدك، فأنت عالم وأنا متعلم.
3- لا أريد أن تعلمني كل ما علمت، ولكن مما علمت، أي: أعطني شيئاً مما علمك الله. وهذا معناه: أن طالب العلم لا يمكن أن يصل إلى مرتبة العالم حتى يأخذ عن كل أحد.
كذلك قال الله لعيسى عليه السلام: أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ [المائدة:116]، هذا هو السؤال، وكان الجواب المتوقع أن يقول: لم أقل، لكن انظروا إلى هذا الأدب: قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ [المائدة:116-117] إلى أن قال: إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [المائدة:118]، يا له من أدب! كل هذه الإجابة للتأدب مع الله سبحانه.
كذلك فعلها يوسف مع إخوته عندما خرج من السجن، فليس لإخوة يوسف ذنب في قضية السجن، إنما السبب المباشر فيه هو امرأة العزيز، وإخوة يوسف كان لهم ذنب في إلقائه في الجب، فانظر يوم أن التقى مع إخوته بعد طول فراق، وبعد أن تأكد أنهم دبروا له المكيدة قال لهم: لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ [يوسف:92]، ثم قال لهم بعد ذلك: إن الله أحسن إلي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو.
فما علاقة الإخوة بالسجن، هذا معناه: أنه يذكر ما لا يؤرق الإخوة. لأنه لو قال: إذ أخرجني من الجب لذكرهم بفعلهم وهو لا يريد إزعاجهم، فذكر السجن دون أن يذكر الجب.
وحتى نعرف سريعاً بصحيح الإمام البخاري نقول: كتاب البخاري مقسم إلى كتب، والكتب قسمها إلى أبواب:
فبدأ بكتاب بدء الوحي، ثم كتاب الإيمان، ثم كتاب العلم، ثم كتاب الوضوء، ثم كتاب الغسل، ثم الحيض، التيمم، الصلاة، مواقيت الصلاة، وهكذا قسم الكتاب إلى كتب، ثم قسم الكتب إلى أبواب.
وفقه البخاري في تبويبه، أي: أن عنوان الباب يدل على فقهه.
إذاً: البخاري يضع حكماً فقهياً في هذا الباب من وجهة نظره، ثم يأتي بالأحاديث التي تترجم لهذا الباب.
مثلاً: حديث الليلة وهو حديث أبي بن كعب ترجم له البخاري في كتاب العلم بباب: الخروج إلى طلب العلم، ثم أعاده مرة أخرى في باب آخر، وهو باب: من سئل أي الناس أعلم؟ أي: أن البخاري قد يعيد الحديث أكثر من مرة. واللطيف أنه يجعل للمتن عنواناً آخر أي: باباً مختلفاً؛ لأن هذا الحديث يمكن أن تؤخذ منه أحكام كثيرة.
إن حفظ النصوص العلمية سهل، لكن الفهم أن تفهم عن الله وأن تفهم مراده. تقول: اللهم يا معلم آدم وإبراهيم! علمنا، ويا مفهم سليمان! فهمنا.
ومصيبة الأمة الآن تتجسد في كلمة واحدة هي سوء الفهم، ومن صفات الخوارج أنهم يقتلون الموحدين، ويقومون بعمليات ضرب السياح والنسف والقتل، وتكفير عصاة المسلمين، واستحلال الدماء، وهجر المساجد، والصلاة في الصوامع، وتكفير المجتمع، هؤلاء فعلوا كل ذلك بسبب سوء الفهم؛ لذلك نحن أمرنا أن نفهم القرآن والسنة بفهم السلف قاطبة، فـالشافعي وأحمد وأبو حنيفة ومالك وعلماء الأمة كـابن تيمية وابن القيم وابن عبد البر والبغوي وابن قدامة والنووي والشوكاني يقولون في مجلداتهم: أن ختان الذكور والإناث مشروع، وإنما الخلاف في الحكم: هل ختان الإناث مستحب أم واجب؟ فـالشافعي على الوجوب، وأحمد في رواية على الوجوب، ومالك وأبو حنيفة على الاستحباب، ولم يقل أحد من علماء الأمة أنه غير مشروع.
فيأتي أحد الناس ويهمل هذا الفهم، ويشذ ويخرج عن سلف الأمة، ويأتينا بفهم جديد، فإننا نقول له: شققت عصا الطاعة وخالفت الجماعة، وجئت بفهم جديد لمصلحة من؟ ولحساب من؟ فالكتب مليئة بالحكم الشرعي. عد إليها، هل أنت مالكي أم حنبلي أم شافعي أم حنفي؟ هذا إذا كنت تدعو إلى التمذهب، فإن قلت: أنا مذهبي كذا. فإن أئمة المذاهب الأربعة ذهبوا إلى أنه مشروع، واليوم ظهر مذهب جديد في عصرنا، هو مذهب الفتوى حسب الطلب، يعني: نأتي بفتوى واسعة حسب الأحوال، نسأل الله العافية.
أقول هذا الكلام لأني وجدت أمراً عجيباً، ففي المجلد الواحد والعشرين من مجلدات دار الإفتاء المصرية نقلاً عن مجلة اللواء الإسلامي الصادرة في جمادى الآخر سنة (1998م) أن الدكتور سيد طنطاوي سئل: ما حكم ختان الإناث في شرع الله؟ فأجاب: ختان الإناث مشروع بالكتاب والسنة، وقال: وتلك هي الأدلة. فعدد الأدلة من الكتاب والسنة، لكنه سبحان الله! في عام 2003م يأتي بفتوى أخرى، والله المستعان، فيا عبد الله! نحن أمرنا أن نفهم الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح.
أحبتي الكرام! إن البخاري جاء بحديث في باب: الفهم في العلم، ونفس الحديث أعاده في باب: الإمام يطرح المسألة على أصحابه ليختبر ما عندهم من علم.
فعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: أن النبي صلى الله عليه وسلم: (بينما موسى عليه السلام قام واعظاً في بني إسرائيل)، يعظهم يذكرهم بالله؛ لأن الموعظة من أساليب الدعوة، والنبي عليه الصلاة والسلام كان يعظ أصحابه بين الحين والآخر، ولا نقصر الموعظة على المساجد، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يعظهم وهو على الدابة .. يركب الدابة: (يا
مدرس دخل الفصل فكتب التاريخ الهجري قبل التاريخ الميلادي وقال لتلامذته: السلام عليكم ورحمة الله، ثم بدأ قبل أن يشرح بنقطة في العقيدة، أخذ يعلمهم أن الذي يُسأل هو الله، وأن لله واجباً عليهم هو حق العبادة، ثم بعد ذلك يأخذ في الشرح، يبدأ بالدعوة ويختم بالدعوة، إذا رأى طالباً حلق حلاقة قزع قال له: قم يا بني! هذه الحلاقة منهي عنها، وأنا أحبك وأريد الخير لك، فالنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن القزع، وهو أن تحلق جزءاً وتترك جزءاً آخر، والقزع سمت من لا خلاق له، وأنت مسلم من أبوين مسلمين، فاحذر يا بني أن أراك على هذه الطريقة. فإذا بالطالب يأتي في اليوم التالي وقد ترك القزع.
فإذا رأيت أمراً يخالف الشرع وأنت في موطن سلطة ينبغي عليك أن تغير على حسب الطاقة، كذلك عند الأذان يوقف المدرس الشرح ويقول لتلامذته: رددوا النداء: قال صلى الله عليه وسلم: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول) ، كذلك إذا كانوا لا يعرفون الصلاة يعلمهم في الفصل كيف يصلون؛ لأن المدرس أسوة وداعية إلى الله عز وجل.
فالدعوة إلى الله هي وظيفة الأمة؛ لأنها آخر الأمم؛ ولذلك لما قام موسى عليه السلام يعظ بني إسرائيل ذكرهم أولاً بالله، وأنت تعلم من هم بنو إسرائيل -نعوذ بالله من أفعالهم- فقد فضحهم القرآن الكريم وبين صفاتهم وخصائصهم وما يدور بداخلهم، وبين إلحادهم في جانب الاعتقاد، وخلقهم مع ربهم وأنبيائهم بل مع الفرد، وهذا قول لا يختلف فيه اثنان ولا ينتطح فيه عنزان كما يقولون، فمن صفاتهم:
أولاً: هم قساة قلوب، قال الله في وصفهم: ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ [البقرة:74]، فقلوب اليهود أقسى من الحجارة، والله سبحانه شبهها بالحجارة ولم يشبهها بالحديد؛ لأن الحديد إذا دخل النار لان، لكن الحجارة تزداد صلابة. كذلك قلوب اليهود.
ثانياً: السعي في الأرض بالفساد، قال سبحانه: وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا [المائدة:33]، فما من فساد في الأرض إلا وهم وراءه.
كذلك قال الله سبحانه وتعالى في وصفهم: كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ [المائدة:64]، وقال: أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ [البقرة:100]، والمتتبع لصفات بني إسرائيل سيجعل لهم محاضرة مستقلة بل رسالة دكتوراه، تتبع فقط صفات بني إسرائيل في سورة البقرة، وحدث ولا حرج.
لما قام موسى يعظ بني إسرائيل قام إليه رجل منهم وسأله. يقولون: إن السؤال نصف العلم، والجواب هو النصف الآخر، وحينما يكون السؤال صحيحاً يكون الجواب صحيحاً، والسؤال مع الجواب له أحوال في القرآن والسنة، فقد يكون الجواب أكبر من السؤال، كما قال الله لموسى عليه السلام: وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ [طه:17]، فكان الجواب أكبر من السؤال. قال: عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى [طه:18]، قال ذلك طمعاً في أن يقول له الله: وما هي المآرب الأخرى؟ أراد أن يطيل اللقاء مع الله فأطال الجواب.
وقد يكون الجواب بخلاف السؤال؛ وذلك لأن السائل سأل عن أشياء لا ينبغي أن يسأل عنها، قال تعالى: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ [البقرة:189]، فقال الله: قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ [البقرة:189]، أي: كان ينبغي أن تسألوا عن حكمة الأهلة لا عن شكل الهلال، فالأحرى أن تسأل عن شيء تنتفع به؛ لذلك نهى الإسلام عن الأغلوطات وهي أشياء لم تقع في واقع الناس ويفترضها السائل من عنده كأن يقول: يا شيخ! ما حكم المسح على الرأس لرجل عنده أربعة رءوس؟
أو يقول: ما حكم الصائم الذي أكل وهو نائم؟
لذلك قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم -الحديث في البخاري - قال: يا رسول الله! من أبي؟ فهل هذا سؤال بين مجموعة الصحابة؟ إذا لم يكن حذافة ماذا سيصنع بالجواب؟ لا شيء. غير أنه سيفضح أمه بأنها زانية، فاحمر وجه النبي صلى الله عليه وسلم، وغضب عمر غضباً شديداً، فقال: (أبوك
فلما سأل هذا الرجل موسى عليه السلام: من أعلم الناس؟ قال موسى عليه السلام: أنا، ولم يقل: أنا، والله أعلم، ويرد العلم إلى الله، فعتب الله عز وجل عليه إذ لم يرد العلم إليه.
لذلك بوب البخاري لذلك باباً وقال: باب من سئل: أي الناس أعلم؟ يقول: فلان. والله أعلم.
لما عتب الله على موسى أوحى إليه: يا موسى! إن لي عبداً هو أعلم منك. قال: يا رب! كيف السبيل إليه؟ قال: عند التقاء مجمع البحرين، وعند انفلات الحوت من غلامك يوشع ، عند ذلك: قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا [الكهف:60] فانظروا إلى الهمة في طلب العلم، يقول: سأظل أسير على قدمي سنوات متتالية حتى أصل إلى مجمع البحرين.
روى البخاري تعليقاً: أن جابر بن عبد الله سمع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يحشر الناس حفاة عراة غرلاً) ، ما معنى غرلاً؟ يعني: غير مختونين، والختان شعار الحنيفية السمحة وعلم على دخولها، والله أمرنا أن نتبع ملة إبراهيم، وإبراهيم عليه السلام اختتن، الحديث في البخاري ومسلم وأحمد ومالك المتفق عليه: (اختتن إبراهيم وهو ابن ثمانين سنة، واختتن بالقدوم) ، رواية مسلم : (بالقَدُوم) ، وفي بعض روايات البخاري : (بالقدُّوم) ، والقَدُوم: آلة النجار، والقَدُّوم: مكان في أرض الشام، والذي نريده من الحديث أن إبراهيم عليه السلام اختتن، وهاجر اختتنت، والمسيح اختتن.
إن الذين يقولون بعدم الختان للإناث الآن لا نفهم منهم إلا معنىً واحداً، وهو أنهم يريدون للفاحشة أن تنتشر؛ لأن عدم الختان معناه: انتشار الفاحشة.
في الأدب المفرد للبخاري : تقول أم المهاجر : أسلمت أنا وجماعة من النسوة كبار، فأمر بنا عثمان بن عفان فاغتسلنا واختتنا.
وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية في المجلد الثاني والعشرين من الفتاوى: هل تختتن المرأة؟ فقال: نعم. ختان الإناث مشروع بالكتاب والسنة، ثم أورد حديث أم عطية الحسن بمجموع طرق يرتقي إلى الصحة. قال الشيخ الألباني : صحيح. وقال ابن حجر في الفتح: صحيح. وقال الهيثمي : صحيح. وقال الطبراني في الأوسط: صحيح.
ثم قال ابن تيمية : ولأن نساء التتار والإفرنج لا يختتن، فتجد الزنا في وسطهن أكثر من النساء المسلمات.
وإن الرجل كان يعير في العرب إن لم تكن أمه مختونة، فيقولون له: يا ابن القلفاء! والقلفاء غير المختونة، والأقلف: غير المختون.
لذلك قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري : (ما رأيت داهية أدهى من هذا الأقلف) يعني: هرقل .
فيا إخواني! لا داعي إلى أن نعقد لهذه المسألة المؤتمرات، وأن تطبع لها المنشورات، وأن تحتل هذه المساحة الكبيرة في هذا الوقت.
لما سمع جابر بن عبد الله هذا الحديث سأل: من الذي سمعه من رسول الله عليه الصلاة والسلام؟ فقيل له: عبد الله بن أنيس . قال جابر : وأين هو؟ قيل له: في أرض الشام. وكان جابر يستطيع وهو في المدينة أن يقول: حدثني فلان أنه سمع عبد الله بن أنيس يقول: قال رسول الله، لكن جابر يريد أن يعلو بالسند، ولا يترك واسطة بينه وبين ابن أنيس فجمع المتاع وأعد العدة وأعد دابته ورحل من المدينة إلى الشام، وطرق الباب فقيل له: من؟ قال: جابر بن عبد الله صحابي النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟ فعانقه عبد الله بن أنيس والحديث فيه مشروعية معانقة القادم من سفر. قال ابن أنيس : ماذا جاء بك يا جابر ؟! قال: يا ابن أنيس ! سمعت أنك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يحشر الناس حفاة عراة غرلاً)، قال: نعم. سمعته بأذني هاتين، فعاد جابر يحدث به.
انظروا إلى همة جابر في قطع المسافة من المدينة إلى الشام؛ حتى يروي الحديث بسند عال، أين هذه الهمم؟ هل نحن الآن نعطي فضل أوقاتنا للدعوة؟
نحن لسنا ضد أن يكون لك عمل تتكسب منه، لكن نحن ضد أن تكون جيفة بالليل حماراً بالنهار، كما جاء في الحديث، بالليل ينام العبد كالجيفة وبالنهار كالترس المعلق.
أخرج البخاري في صحيحه في كتاب العلم باب: التناوب في طلب العلم، يقول عمر بن الخطاب : شغلتني التجارة عن سماع الرسول صلى الله عليه وسلم، ولي جار من الأنصار أيضاً فقلت له: هيا بنا نعقد اتفاقاً: أنا أتخلف عن السوق يوماً وأسمع الحديث، وأنت تتخلف عن السوق يوماً وتسمع الحديث.
فالذي نريده أن تجعل لطلب العلم وقتاً، فالأسبوع سبعة أيام فاترك يوماً من الأسبوع لطلب العلم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب) ، يعني: عندما يصل إلى المليون -ربنا يعافينا وإياكم من رحلة المليون إلا في رضاه عز وجل- يقول: أريد المليون الثاني، وإذا وصل إلى الثاني قال: الثالث.
يقول العلماء: جامع المال كشارب ماء البحر، كلما ازداد شرباً ازداد عطشاً، فجامع المال كشارب ماء البحر كلما أعد رصيداً أراد إضافة، وكلما أعد أراد حتى إذا جاءه الموت قال: يا ليتني! وقال: مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ [الحاقة:28]، وأنت تسمع الآن أن فلان الملياردير مات، ماذا أخذ معه؟ (يتبع الميت ثلاثة: ماله وعمله وأهله، يرجع المال والأهل ويبقى العمل) ويأخذ الورثة المال، كل وارث يأخذ حفنة، وكل واحد منهم يقول: الله يرحمه ويحسن إليه لمدة أسبوع واحد فقط، وبعد ذلك ينسونه.
لكنك لو تركت علماً تدارسه الأجيال من بعدك، ففي كل يوم نقرأ في تفسير ابن كثير ونقول: رحمه الله، ونقرأ في البخاري ونقول: رحمه الله، فـالبخاري مات سنة (256)هـ يعني: في القرن الثاني، بيننا وبينه آلاف السنين، وما زلنا نترضى عليه ونترجم له بسبب العلم الذي تركه لنا، فانشغل بالعلم، واترك علماً ينفع الناس، ربِّ ولدك على العلم، وقل: يا ولدي! أريدك أن تصحح حديثاً، أو تعرف سبب نزول آية، لكننا يا إخوة لا نجد إلا همماً فاترة، فكل بلد فيها عجز تام في العلماء الشرعيين، فلماذا لا يكون هناك خمسة علماء أو عشرة أو عشرون يعرفون الأحكام الشرعية في الفروض وتوزيع الأنصبة؟ لأننا في الحقيقة فترنا عن طلب العلم وانشغلنا بالدنيا، وبجمع المال وتأمين المستقبل، مع أن المستقبل بيد الله ليس بيدي ولا بيدك، فإن أردت رفعة في الدنيا والآخرة فبالعلم.
دخل البخاري إلى بلد، فنثروا عليه الدراهم والدنانير، فقالت أم لابنها: من هذا يا ولدي؟! قال: ذاك محمد بن إسماعيل البخاري يا أمي! قالت: يا ولدي! هذا هو الملك لا الملك قارون .
فالعلماء هم ملوك الدنيا والآخرة، لما مات أحمد بن حنبل في بغداد شيع جنازته ألف ألف رجل أي: مليون، فانظر يا أخي في الله! إلى منزلة العالم بعد موته، ولذلك قطع موسى عليه السلام هذه المسافات من أجل أن يطلب العلم على يد ذلك العبد الصالح الذي قال عنه جمهور العلماء: أنه كان نبياً، قال تعالى: قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا [الكهف:60]، لذلك صدق من قال:
الناس من جهة التمثيل أكفاء أبوهم آدم والأم حواءُ
ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل امرئٍ ما كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداء
فخذ بعلم تعش حياً به أبداً الناس موتى وأهل العلم أحياء
إن أهل العلم إن ماتوا ماتوا لكنهم أحياء؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) .
أيها الإخوة الكرام! ذكر الله فضل العلماء في كتابه، فقال: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ [المجادلة:11]، والعلم لا ينال براحة الجسد، وإنما ينال بجد واجتهاد وبلغة:
أخي لن تنال العلم إلا بستة سأنبيك عن تفصيلها ببيان
ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة وصحبة أستاذ وطول زمان
كان الإمام أحمد يكتب كتبه وصحفه من محبرته فقيل له: يا إمام! متى تترك المحبرة؟ قال: مع المحبرة إلى المقبرة. والمعنى: لن أترك المحبرة حتى أحمل إلى المقبرة.
يقول البخاري : تعلموا العلم قبل أن تسودوا وبعد أن تسودوا، يعني: قبل أن تصبحوا أسياداً وبعد أن تصبحوا أسياداً. وقال بعضهم: قبل أن تتزوجوا؛ لأن الله قال: وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ [يوسف:25]، والزواج بالفعل يجعلك تقل في طلب العلم رغم إرادتك، فابنك يريد كذا، والزوجة تريد كذا، وانشغال بالحياة الزوجية، وهذا مطلوب طبعاً بدون أدنى شك، فاطلب العلم قبل أن تصل إلى سن الزواج.
فقوله: (قبل أن تسود) يعني: قبل أن تكون سيداً، فالمدير العام أعباؤه أكثر من أعباء الموظف الصغير؛ لأن المدير يمر على كل الأقسام ويحقق الحضور والإنصراف، ويسأل عن كل جنيه.
فقبل أن تسودوا يعني: قبل أن تكونوا أسياداً فتزداد المهام الملقاة على عاتقكم.
خشي البخاري أن يفهم أحد أن طلب العلم في الصغر فقط، فقال: وبعد أن تسودوا، يعني: اطلبوا العلم حتى في الكبر، ولنا في أبي هريرة أسوة، أسلم رضي الله عنه سنة 7هـ في عام فتح خيبر، فهو من آخر الصحابة إسلاماً، ولم يلازم النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاث سنوات وبضعة أشهر، وكان أكثر الصحابة بلاغاً لحديث رسول الله، فقد بلغ أكثر من (7000) حديث؛ وذلك لأنه في هذه المدة القصيرة استطاع أن يحصل ما لم يحصله غيره، قال رضي الله عنه: لازمت النبي صلى الله عليه وسلم كظله.
فيا عبد الله! شمر عن ساعد الجد، وابدأ في طلب العلم بالأولويات .. القرآن ثم السنة بفهم السلف الصالح، تعلم أصول الفقه وعلوم القرآن وأصول علم الحديث وعلم العقيدة.. ونحوها من العلوم ثم بعد ذلك تلقى العلم على يد شيخ.
أيها الإخوة الكرام! أسأل الله سبحانه أن يرزقنا علماً نافعاً، اللهم إنا نسألك علماً نافعاً، ونعوذ بك يا رب! من علم لا ينفع، اللهم إنا نسألك علماً نافعاً، ونعوذ بك من علم لا ينفع، وقلب لا يخشع، ودعوة لا يستجاب لها. آمين آمين آمين.
وجوب الالتزام بشعائر الدين لمن أراد الجهاد في سبيل الله
الجواب: هذه الأبيات تتعلق بأناس يرفعون شعار الجهاد لكنهم يضيعون الجماعات، ويفرطون في الواجبات، ويرتكبون بعض المحرمات قال:
لا بد من صنع الرجال ومثله صنع السلاح
لا يصنع الأبطال إلا في مساجدنا الفساح
في روضة القرآن في ظل الأحاديث الصحاح
شعب بغير عقيدة ورق يذريه الرياح
من خان حي على الصلاة يخون حي على الكفاح
فالذي لا يستجيب لحي على الصلاة لن يستجيب لحي على الكفاح، وهذا واضح بين في كتاب ربنا في قصة طالوت وجالوت ، لما كتب الله عليهم القتال تولوا إلا قليلاً منهم رغم هتافاتهم ومظاهراتهم وأناشيدهم وأشعارهم، قال الله عز وجل: أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ [البقرة:246]، فهم الذين طلبوا أن يقاتلوا، فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا [البقرة:246]. والله تعالى أعلم.
حكم التصوير الفوتوغرافي
الجواب: نعم. يندرجون بدون أدنى شك، فالتصوير حرام فوتوغرافي أو غير فوتوغرافي إلا لضرورة: بطاقة، جواز، سفر، شهادة، رخصة، فما سوى ذلك لا يجوز، فالتصوير للذكرى الخالدة لا يجوز، وهل من اللائق أن تضع صورة الممثل أو الممثلة على؟! بل إن البعض لا يتقي الله، في ليلة عرسه يأخذ الزوجة ويذهب إلى الأستوديو ويلتقط له صورة مع زوجته، ثم يأخذ الصورة ويبروزها ويضعها في الصالون، فيدخل الضيف ويقول: ما شاء الله! إنها جميلة! وزوجها الديوث في المطبخ يعد الشاي، نسأل الله العافية.
فالتصاوير حرام بالجملة إلا للضرورة الشرعية، ومن قال: إن التصاوير هي التماثيل، فالنص واضح أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل عند عائشة وجد عندها ستارة فيها تصاوير، فجذبها ومزقها وجعلها تحت رأسه وسادة وقال: (إنها شغلتني عن صلاتي)، فالستارة كان بها تصاوير، فلا يجوز أبداً أن تصور ما فيه روح، فإن أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون، يطالب المصور يوم القيامة بنفخ الروح فيما صوره وهو ليس بفاعل.
طبعاً وأول ما وقع الشرك وقع عن طريق هذه التصاوير والتماثيل، فبعض المتصوفة -وأنا أعرفهم- يضع في بيته صورة لشيخه، فإذا أتاه كرب قال: يا مولانا! فرج الكرب، يكلم الصورة! وهناك رجل آخر وضع صورة لأبيه قد مات منذ عشرين سنة، وكان يقول للصورة: الله يرحمك يا أبي! ألا ترى ما الذي أنا فيه؟ يكلم الصورة!
ومن تقاليدنا -للأسف- أن الرجل إذا التزم بشرع الله وأنزل صورة أبيه قال الناس فيه: هذا رجل لا يحب أباه؛ لأنه أنزل صورة أبيه، هذا دليل على عدم حبه لأبيه، فهذه التصاوير تجر علينا الوبال.
لذلك إخوتي الكرام! أقول: نعم. ينطبق على التصاوير الفوتوغرافية ما ذكره البخاري في صحيحه.
مشروعية الزيادة في الدعاء
الجواب: نعم. يجوز؛ لأن الصلاة لغة بمعنى: الدعاء، والدعاء مطلوب في الصلاة، تأتي بالدعاء المسنون ثم تزيد ما تريد، اللهم إني أعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات، ومن عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن شر فتنة المسيح الدجال، ثم إذا أردت أن تسأل الله عز وجل حسن الخاتمة أو تسأله ما شئت فلا تحجر واسعاً، والله تعالى أعلم.
حكم أخذ الحق من المحاكم الوضعية إذا رفض الخصم شرع الله
الجواب: نعم. يجوز طالما رفض الشرع، وإذا كانت المحاكم الوضعية ستعطيك الحق فلا بأس في أن يأخذ حقه، مع عدم قبولك لهذا الحكم الوضعي وعدم إيمانك به.
حكم قص الشعر بالتدريج
الجواب: الشعر لا بد أن يسوى كله مع بعضه البعض، لا تختلف بقعة عن بقعة.
الكتب النافعة والمحذرة من الصوفية
الجواب: كتب كثيرة، من أفضلها: كتاب الفكر الصوفي للشيخ: عبد الرحمن عبد الخالق مجلد.
وكتاب: حقيقة الصوفية، وكتاب: مصرع التصوف، وكتاب: هذه هي الصوفية للشيخ الوكيل ، وحوار مع الصوفية، وكتب كثيرة جداً موجودة في السوق، ولعل الدكتور عمر بن عبد العزيز القرشي له كتاب طيب جداً في هذا المقام أنصحك أن تقرأه، اسمه: شبهات حول التصوف وهو مجلد، والدكتور عمر من مناقب كتابه أنه متخصص باحث، والباحث في عرضه يلتزم النقد العلمي، فالدكتور عمر رجل تدرب على كتابة الرسائل العلمية، فأنصحك أن تقرأ كتاب الدكتور عمر: شبهات حول التصوف.
وجوب حمل هم الدين وتغيير المنكر
الجواب: هذه مصيبة كبيرة، لا بد للمسلم أن يكون هم الدين في قلبه، فإذا رأى منكراً يغيره بالحكمة والموعظة الحسنة، ولا يغير المنكر بمنكر أشد، لكن ينبغي عليه أن تكون قضية الدين هي شغله وشاغله، والله تعالى أعلم.
معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (أن تلد الأمة ربتها)
الجواب: للعلماء فيها أقوال ذكرها الحافظ ابن حجر في فتح الباري، وهي كثيرة ومتعددة منها:
أن يعامل الولد أمه معاملة الأمة، أي: إشارة إلى العقوق في آخر الزمان، أن تلد الأمة يعني: المملوكة، ربتها يعني: سيدتها.
المعنى الثاني: انتشار الحروب وأن الأمة المملوكة تلد سيدها، وترى الحفاة العراة رعاة الشاة يتطاولون في البينان.
حكم صلاة من وضع السجائر أمامه وأخذ يصلي والنصيحة التي توجه إليه
الجواب: صلاته صحيحة بدون أدنى شك، لكن تنصحه أن هذا حرام، وأن هذا من أعمال الشيطان، وأن هذا تدمير للصحة والمال، فلا ينبغي أن تدخل بمحرم إلى بيت الله سبحانه، وأن تضع الحرام بين يديك وأنت تصلي، هذا لا يليق بك أبداً.
إن هذه ظاهرة غريبة وعجيبة من إخواننا الذين نحبهم، بعض الناس طبعاً عندهم فلسفة، منهم من يقول: إن كان حراماً حرقها حلالاً شربها، يحاول أن يحلل لنفسه الأشياء، أقول: هل تجد عاقلاً يقول عند شرب السيجارة: باسم الله، وعند الانتهاء يقول: الحمد لله؟ لن تجد هذا؛ لأنه يعلم أن ما يتجرعه هو سم، بل إنه عند دخول المسجد يطفئها قبل دخوله، وإن دخل دورة المياه يشعلها؛ لأن مقرها الحمامات مع الخبث والخبائث.
فحينما تجد شخصاً يشعل السيجارة كأنه يشعل في الأموال حريقاً، لو أخرجت الآن كبريتاً، وأشعلت بها نقوداً في يدي ماذا ستقولون؟ تقولون: الشيخ في عقله خلل، يشعل في الأموال النار! وكذلك الذي يشعل السيجارة، أتي برجل مدخن بعد أن مات، أخرجوا رئته وأخذوا يعصرونها، فخرج منها النيكوتين والقطران سائلاً أسود وإذا أتيت بشاشة تلفزيون بيضاء، وأتيت بمدخن وأمرته أن ينفخ الدخان على الشاشة فإنك ستجد الشاشة سوداء معتمة كذلك الدخان ينزل في الرئة ويغلق مسامها، فتجد المدخن لا يستطيع أن يتنفس إلا بجهد.
هل رأيتم رجلاً عاقل يقتل نفسه بالتدرج؟ فالدخان يسبب السرطان في الحنجرة والرئة، وضرراً في الأحبال الصوتية، ومع ذلك إذا نصح المدخن بترك الدخان يقول: أنا لا أستطيع، أعرف أنها حرام لكن لا أستطيع. يا رجل! أليس لك إرادة؟ أليس لك عزيمة؟ فلا بد أن تقلع من الآن.
إن علبه السيجارة قيمتها (6.5) جنيهات، فإن كنت تدخن علبتين في اليوم ضيعت مالاً قدره (13) جنيهاً ولو ضربت (13) جنيهاً في ثلاثين يوماً كان مقدار المال المضيع (390) جنيهاً، هذا للسجائر فقط، فما يأكل الأولاد؟ يا رجل! هذه إضاعة للمال.
كذلك حين تركب سيارة تجد أحدهم يدخن بجانبك، فتقول: لو سمحت أطفئ السيجارة، فيقول: انزل إن لم يعجبك ذلك، أنا حر! انظر إلى أسلوب النقص، لست حراً إن لم تحترم حرية الآخرين، تلوث الجو والهواء وتقول: أنا حر؟ الذي يدخن بجوارك يؤذيك بنسبة 100% وكأنك تدخن أيضاً، فهذه مصيبة كبيرة، ومن الأشياء المضحكة أنهم يكتبون على علبة السجائر: التدخين ضار جداً بالصحة، بما أنه مضر للصحة لماذا تروجون بيعه؟ لا حول ولا قوة إلا بالله.
قام محاسب بإحصائية لما ينفقه العالم في السجائر، فوجد أنه ينفق بلايين الدولارات، ميزانية دولة كاملة تنفق في السجائر! فنحن نحتاج إلى حملة لدحض هذه المسألة، ونأخذ بيد المدخن شيئاً فشيئاً، ولا بأس أن يذهب إلى طبيب ويطهره ويأخذ بيده.
في صلاة المغرب رأيت رجلاً أفطر عند أذان المغرب بسيجارة وهو يقول: اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت. نسأل الله العافية.
معتقدات الشيعة الفاسدة وأباطيلهم
الجواب: الحقيقة يا إخواني! هناك مسألة تسمى بخلط الأوراق بين المسلم السني السلفي والمسلم غير السني السلفي، فالشيعة فرقة ضالة، وقد سمعت للأسف بعض الذين يعملون في الحقل الإسلامي يهتفون في اجتماعاتهم ويقولون:
مسلم سني مسلم شيعي
أرضك أرضي دينك ديني
فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون. هؤلاء يلبسون على الناس، لو قرأت في كتب الشيعة ومعتقداتهم فإنك تجد العجب العجاب، فالشيعة يسبون أبا بكر وعمر ، ويحكمون على الصحابة بالكفر، ويتهمون عائشة بالزنا، ويقولون بتحريف القرآن الكريم، وأن القرآن الموجود بين أيدينا الآن ليس هو القرآن الحقيقي، ويقولون بعقيدة الرجعة، يعني: المهدي المنتظر عندهم اسمه: محمد بن الحسن العسكري ، دخل سرداباً في سامراء عاصمة الخلافة العباسية بعد بغداد، كانت مدينة مهجورة، وفي عهد الخلافة العباسية زينوها وزخرفوها فسموها: (سر من رأى) يعني: سرت من رآها، وبعد أن خربت سموها: (ساء من رأى) يعني: ساءت من رآها، واختصاراً سموها: سامراء، يقولون: المهدي دخل السرداب في سامراء، وهم الآن ينتظرون أن يخرج كل يوم، ومعه المصحف الحقيقي.
وتعتقد الشيعة بعقيدة البداء، ومعنى عقيدة البداء: أن الله كان لا يعلم ثم علم، وهذه الأشياء موجودة في معتقدات الشيعة الإسماعيلية. وقال بعضهم: إن الولاية الإمامة؛ لأنهم يقولون بعصمة الإمام، والخميني يقول: زيارة قبر الإمام عندنا تعدل حج البيت سبعين مرة. يعني: أفضل من حج البيت بسبعين مرة، والإمام عندهم معصوم، بل الإمامة أعلى من النبوة عندهم. ويقولون: إن الإمامة كانت للولد الأكبر من ذرية الحسن ، فأعطوها للولد الأصغر، فلما سئلوا عن سبب ذلك قالوا: إن الله أعطاها للأكبر، ثم بدا له أن يغير رأيه. يعني: ربنا يغير رأيه عند الشيعة، هذه عقيدة البداء والرجعة ونكاح المتعة والتقية وحدث ولا حرج، والطعن في السنة والصحابة.
لكن عند مداهمة العدو لأرض المسلمين يتحد المسلم مع الشيعي في الدفاع عن الأرض، هذا هو الواجب المفروض ولا شك في هذا، لا شك أننا في هذه الحالة نقول: الدفاع عن أرضنا واجب على الجميع، فقضية الدفاع شيء وقضية أن تكون عالماً بمعتقدك شيء آخر، أرجو أن يكون هذا واضحاً.
التحذير من منهج الصوفية في تلقي العلم
الجواب: لا. أنا أقول: اقرأ لكن راجع فهمك على يد شيخ، وهل أنا صوفي أقول بالعلم اللدني، أو العلم الذي ينزل من السماء، لا بخاري ولا مسلم ولا كتاب عقيدة؟ وهل نحن نأخذ العلم بالتجافي؟ هل أنتم لكم علم الورق ونحن لنا علم الخرق؟ أنتم لكم العلم الظاهر ونحن لنا العلم الباطن؟ هل أقول: حدثني قلبي عن ربي؟ قيل لرجل منهم: ألا ترحل لتسمع الحديث من عبد الرزاق في اليمن؟ قال: وما يصنع بالسماع من عبد الرزاق من يتلقى من الخلاق؟
يعني: يتلقى العلم مباشرة من الله عز وجل، وهذا موجود الآن عندهم، يقول لك: بخاري من؟ مسلم من؟ كتب من؟ ابن كثير من؟ شيخهم العلم اللدني والعلم الباطن وعلم الفتوحات والإشراقات، ضلوا بها عن الطريق وأضاعوا بها العلم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
حكم البيع والشراء في الموالد التي تشد إليها الرحال
الجواب: لا يجوز.
حكم الطلاق عند الغضب والإكراه
الجواب: طلاق المكره لا يقع، والطلاق عند الغضب لا بد أن يعرف حد الغضب، فالغضب عند العلماء: ألا يشعر بما قال، وألا يشعر بما قيل له، تحدثه فلا يسمع ولا يعي ما يقول، ليس الغضب معناه: أن يصل إلى درجة الاستفزاز ثم يطلق، وهو يعي أن اللسان أخرج هذا اليمين، فالطلاق يقع.
أما طلاق المكره فلا يقع، وهذه الفتوى هي التي جلد من أجلها الإمام مالك ، لما سئل في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم: هل طلاق المكره يقع؟ فقال: طلاق المكره لا يقع. والمشكلة في ذلك: أن ولي أمر المدينة بايعه الناس بالإكراه، فطالما طلاق المكره لا يقع إذاً: بيعة المكره لا تقع، فأرسل إليه ولي الأمر وقال: يا مالك ! عد إلى مجلسك وقل: بل طلاق المكره يقع، غيّر رأيك؛ لأنك تعرف كيف توليت أنا الإمارة. قال: لا يمكن أن أقول هذا، فأمر به ولي الأمر فجلدوه، فمحنة الإمام مالك في فتوى ليست فتوى حسب الطلب، وإنما فتوى شرعية يتقي الله عز وجل فيها.
معنى تجديد الخطاب الديني والتحذير منه
الجواب: تجديد الخطاب الديني مصطلح جديد ابتدعوه؛ ليقضوا به على المنهج الأصيل والأصولية والمرجعية، وهو كلام خبيث يريدون به أن نتنازل عن الثوابت، فكلمة التجديد كلمة حق أريد بها باطل.
حكم الدعاء بقولك اللهم إني أدعوك بنبيك
الجواب: لا يجوز، المعنى الصحيح أن تقول: اللهم إني نسألك بحق إيماني بنبيك صلى الله عليه وسلم.