وقفة مع سورة الإنسان


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ، وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِنْ طِينٍ.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلق الإنسان من سلالة من طين، ثم جعله نطفة في قرار مكين، ثم خلق النطفة علقة سوداء للناظرين، ثم خلق العلقة مضغة بقدر أكلة الماضغين، ثم خلق المضغة عظاماً كأساس لهذا البناء المتين، ثم كسا العظام لحماً هي له كالثوب للابسين، ثم أنشأه خلقاً آخر، فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ، ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ، ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ.

وأشهد أن نبينا ورسولنا سيدنا محمداً صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الغرِّ الميامين اصطفاه الله على الأنبياء والمرسلين.

ثم أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

وإن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى، وإنكم لتموتن كما تنامون، ولتبعثن كما تستيقظون، وإنها لجنة أبداً أو لنار أبداً.

أيها الإخوة الكرام! نواصل الحديث مع سورة الإنسان في اللقاء الأول، وفي اللقاء الثاني أقف وقفة لا بد منها دفاعاً عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه قد طفح الكيل، ففي الأجهزة المرئية والمسموعة، بل وفي المناهج التي تدرس على أبنائنا في المرحلة الإعدادية سب واضح بيِّن لأصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

فكان لا بد من وقفة؛ لعل من استطاع أن يبلغ أو استطاع التغيير أن يغير، فهذا واجبنا تجاه أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم.

يقول الإمام الطحاوي في العقيدة الطحاوية: ونبغض من أبغض أصحاب رسول الله؛ لأن حبهم إيمان وإحسان، وبغضهم كفر وعصيان.

وسأؤجل الحديث عن هذه القضية إلى اللقاء الثاني، وأقرأ على مسامعكم من كتاب الدراسات الاجتماعية الذي يدرس على الصف الثاني الإعدادي في مصر ما سطر وكتب في شأن عثمان رضي الله عنه، وفي شأن معاوية رضي الله عنه، وفي شأن عمرو بن العاص رضي الله عنه، وهؤلاء هم أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام الأعلام، وقد حذر من سبهم أو التعريض بهم أو الدخول في الخلاف الذي وقع بينهم، فهي فتنة طهر الله منها أيدينا، فعلينا أن نطهر منها ألسنتنا، كما قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عن أصحاب رسول الله.

توقفنا عند قول الله سبحانه: وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً [الإنسان:8]، أي: على حب الطعام، والدليل أنه على حب الطعام: قول الله تبارك وتعالى: وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ [البقرة:177]، وأفضل الصدقة أن تتصدق وأنت شحيح، تأمل الغنى وتخشى الفقر، ولذلك كان الربيع بن خثيم من السلف إذا جاء سائل يطرق بابه، قال: أعطوه سكراً؛ فإن الربيع يحب السكر، فكان يختار ما يحب لينفقه للسائلين والمساكين واليتامى، فيخرج ما يحبه لربه؛ لأن الله تعالى يقول: لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ [آل عمران:92].

وقال تعالى: وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ [البقرة:177]، أي: مع حاجته له، ومع رغبته فيه، ومع ذلك يتصدق به لربه عز وجل.

يختار أصحاب الحاجات: (مسكيناً) وقد عرفنا المسكين في اللقاء السابق، (ويتيماً)، اليتيم: هو من مات أبوه. والذي أعاد البسمة إلى وجوه اليتامى هو سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم، فقد نشأ يتيماً حيث مات أبوه وهو في بطن أمه؛ فقال له ربه: أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى [الضحى:6]، ثم قال له: فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ [الضحى:9].

فالمسح على رأس اليتيم عبادة، وكفالة اليتيم عبادة، فهل تريد أن تكون بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة؟

أي شرف ومنزلة؟ ومن منا لا يرغب في هذه المكانة؟

اسمع إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: (أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة، وقرن بين السبابة والوسطى)، انظر إلى هذا الشرف! فإن أي كافل يتيم يقف في الجنة بجوار رسول الله، فيا له من شرف! فاطرق أبواب اليتامى، ولذلك لما أنزل الله: إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً [النساء:10]، شق ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والآية فيها زجر وتهديد ووعيد شديد لمن يأكل أموال اليتامى، وقد كان من كان عنده يتيم في حجره يعزله بماله.. بمأكله.. بملبسه، فلم يخالطه؛ فأنزل الله سبحانه فيه رفعاً للحرج: وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنْ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [البقرة:220] عند ذلك عادوا إلى مخالطتهم مرة ثانية، ومخالطة اليتيم تعني: تداخل الأموال، وربما تكون اليتيمة في حجر من يكفلها، فقال الله سبحانه: وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا [النساء:127].

وكفالة اليتيم لا تعني مده بالمال فقط، وإنما تعني: تربية اليتيم، أن تقوم على سلوكه.

فيا عبد الله! اختر يتيماً واكفله، وربه على السلوك الحسن؛ لأنه فقد العائل المربي، ولذلك في السبع الموبقات التي ذكرها سيد البريات صلى الله عليه وسلم فقال: (اجتنبوا السبع الموبقات: وذكر منها: أكل مال اليتيم)، ولذلك الذين يقيمون السرادقات، ويجلبون القراء، ويدفعون الآلاف المؤلفة إنما يأكلون أموال اليتامى ظلماً.

إن المال يوم أن يموت العائل يصبح ليس لك فيه حق التصرف، وإنما هو مقسم حسب الشريعة، حسبما أراد الله سبحانه، وأما كونك تدفع خمسة عشر ألفاً للقراء، فضلاً عن السرادقات، فمن مال من؟

إنه من مال اليتيم المسكين، ولذلك أول إجرام في بدعة إقامة السرادقات والمآتم البدعية: هو أكل مال اليتيم.

ورحم الله السلف، فهذه امرأة من السلف كانت تعجن العجين، فجاءها خبر موت زوجها، فتركت العجين وقالت: مه! الآن أصبح لنا فيك شركاء!

فأين الذين يأكلون أموال اليتامى فلا يتورعون، ويأخذون المال من هنا وهناك، وشعارهم: الحلال ما حل في اليد، أياً كان مصدره؟

قال تعالى: وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً [الإنسان:8]، من المفسرين من قال: المراد الأسير من المشركين الذي يكون بين يدي المسلمين، وفي غزوة بدر أمر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة أن يحسنوا إلى الأسارى المشركين، فكان الصحابة لا يأكلون حتى يأكل الأسارى قبلهم، انظروا إلى حسن المعاملة.

ومنهم من قال: إن الأسير هو العبد.

ومنهم من قال: إن الأسير هي الزوجة؛ لحديث النبي عليه الصلاة والسلام: (إنهن عوان عندكم)، وأياً كان المعنى، فيطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً، واختاروا هؤلاء لأنهم أحوج الناس للطعام؛ ولذلك في حديث البخاري : في كتاب الإيمان (قال رجل: يا رسول الله! أي الإسلام خير؟ قال: أن تطعم الطعام، وتلقي السلام على من عرفت ومن لم تعرف) ، ونحن عندنا السلام بالمعرفة، لا تسلم إلا على من تعرف، وفي الحديث: (أن تلقي السلام على من عرفت ومن لم تعرف).

فإطعام الطعام من الإيمان كما ذكر ذلك البخاري رحمه الله.

قال تعالى: إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً [الإنسان:9]، أي: إنما نطعمكم ابتغاء وجه الله سبحانه، وطلباً لرضا الله، ولا نريد منكم أن تكافئونا على هذا الإطعام، ولا أن تشكرونا بين الناس، لا نريد منكم جزاءً لنا، ولا شكوراً عند الناس، إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ ، وهذا هو الإخلاص.

ولذلك يوم أن يتحقق الإخلاص في قلوبنا تكون الأعمال اليسيرة كثيرة، فكم من عمل صغير عظمته النية، وكم من عمل كبير حقرته النية، ولذلك قالوا: كم من قتيل بين الصفوف الله أعلم بنيته.

اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل.

والإخلاص هو طريق الخلاص، قال تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ [البينة:5]، وكان السلف يتحرون الإخلاص في كل أعمالهم، حتى إنهم كانوا يؤدون الأعمال ولا يعرفها أحد من البشر، ولا تعرف إلا بعد موتهم، فبعد الموت يكتشفون أن فلاناً كان يقوم على رعاية فلان، أما في حال حياته فكان يخفي عمله بينه وبين ربه.

دخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أرض معركة بعد أن وضعت الحرب أوزارها يتعرف على القتلى من المسلمين، فوجد رجلاً مسلماً وقع شهيداً، فنادى على الحضور: من يعرفه؟ فقلبوه، وإذا بالكل لا يعرفه، فبكى عمر وقال: ما ضره أن عمر لا يعرفه، يكفي أن الله يعرفه.

فلا يقدم ولا يؤخر أن يعرفك الناس، ولكن لا بد أن تبتغي بعملك وجه الله، لا أن يقال عنك: العالم العلامة، والحبر الفهَّامة، وأستاذ الأساتذة، فإن كانت نيتك أن تتعلم علماً لتماري به العلماء، أو تجادل به السفهاء، أو لتلفت أنظار الناس إليك؛ فعملك حابط يا عبد الله! فابكِ على عملك وعلى نفسك، وكن على خوف بعد العمل الصالح ألا يتقبله الله عز وجل، وألا يكون عملك كما قال عز وجل: وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً [الفرقان:23].

وقال عز وجل: وَبَدَا لَهُمْ مِنْ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ [الزمر:47].

وقال: إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً [الإنسان:9-10]، قال ابن عباس في قوله: (عبوساً): ضيقاً، وقال في قوله: (قمطريراً): طويلاً، وهذا اختيار الحافظ ابن كثير رحمه الله.

ولذلك تعبس فيه الوجوه، ويتقلص فيه الجبين، من شدة هوله، ولذلك ربنا يقول في هذا الشأن: فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ * عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ [المدثر:10].

ثم قال تعالى: فَوَقَاهُمْ اللَّهُ [الإنسان:11]، دفع عنهم، شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً [الإنسان:11] في وجوههم، وَسُرُوراً [الإنسان:11] في قلوبهم؛ لأن النظرة تكون للوجه، والسرور للقلب، (كان صلى الله عليه وسلم إذا سرَّ استنار وجهه كأنه القمر)، فسرور القلب على التوِّ والفور يعطي نضرة في الوجه؛ كما قال تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [القيامة:22-23].

فقوله تعالى: فَوَقَاهُمْ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً [الإنسان:11]، فجزاهم حسن الظاهر بنضرة الوجه، وجزاهم حسن الباطن بسرور القلب، وكل إنسان يسعى إلى السرور، وكل إنسان يبحث عن السعادة، فجامع المال يظن أن في المال السعادة، والذي يسعى إلى الملك والمنصب والكرسي يسعى إلى تحقيق السعادة، والذي يريد الولد يسعى لتحقيق السعادة، فهل السعادة في كثرة المال؟ وهل السعادة في كثرة الولد؟ وهل السعادة في تحقيق الملك والمنصب؟ وهل حقق المال السعادة لـقارون ؟ قال عز وجل: وَآتَيْنَاهُ مِنْ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ [القصص:76]، يعني: مفاتيح الخزائن يعجز جماعة الرجال عن أن يحملوها، فما بالك بالخزائن؟ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ [القصص:79]، يركب المراكب الفارهة، والحرس عن يمينه وعن يساره، والطبل يدق بين يديه، والعلم يرفع فوق رأسه زينة وبهرجة، والناس ينقسمون إلى قسمين: قسم ينظر ويقول: يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [القصص:79]، وهؤلاء هم طلاب الدنيا، ينظرون إلى الأغنياء فيقولون: يا ليت لنا مثل ما عندكم، فيا عبد الله! لا تتمن هذا، فعنده الكثير الذي يخفى عليك من الهم والمرض، لكنك لا تعرف، ورغم وجود المال فالمال لا يسعد، يقول ربنا سبحانه: فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ * وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ [القصص:81-82]، ثم قالوا: لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا [القصص:82].

وهل حقق الملك السعادة لفرعون؟ قال عز وجل حاكياً عنه: أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي [الزخرف:51]، فكان له ملك مصر، وكل الناس يأتمرون بأمره، ولذلك أرسل الله كل نبي إلى قومه، إلا موسى أرسله إلى فرعون، كما قال تعالى: اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ [طه:24]؛ لأنه في ذلك الوقت كانت الرعية في مصر تأله فرعون، قال عز وجل: فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ [الزخرف:54]، لذلك لما أغرق الله فرعون قال له: فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً [يونس:92]، آية لكل ظالم، وكما قال: وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي [الزخرف:51] أجراها الله من فوقه، والجزاء من جنس العمل، وقد قال قائلهم الظالم للموحدين: لو نزل ربكم لحبس معكم في زنزانة؛ فابتلاه الله بأن كان على طريق الإسكندرية الصحراوي، فدخل بسيارته في سيارة تحمل أسياخ حديد، فقطع الحديد جسده إرباً إرباً، قال عز وجل: وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ [إبراهيم:42]، والقصاص في هؤلاء يكون فيه عبرة وعظة لغيرهم، فحدثني عن أي ظالم لم يكن فيه عبرة وعظة لعباد الله سبحانه؟ فالظلمة وأصحاب المعاصي حياتهم تنتهي بكارثة لا شك، فهذا يقتل زوجته التي تزوجها زواجاً عرفياً، ثم يقتل مدير أعماله، ثم يقتل نفسه؛ ليكون عبرة لمن كان على شاكلته، وهذه هي النهاية، فحياتهم رخيصة، لكن حياة المؤمن غالية، لها ثمن عند الله عز وجل، هذه هي نهاية العصاة، يموتون كالجيف، والله عز وجل لا يرضى عنهم، والناس تلعنهم بما قدموا، وبما كسبت أيديهم، فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ [الحشر:2]، اعتبروا يا شباب! فيا من تبحث عن الشهرة.. ويا من تبحث عن المال، ليست السعادة في المال ولا الشهرة، واسمع إلى قول ربك: مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً [النحل:97]، يا لها من حياة! فحياة المؤمنين.. وحياة الذين يسجدون آناء الليل وأطراف النهار حياتهم هنيئة سعيدة.

قال سبحانه: وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً [الإنسان:12]، الصبر: هو حبس النفس على طاعة الله، أو حبس النفس عن معصية الله، أو حبس النفس على أقدار الله المؤلمة، فهو ينقسم إلى ثلاثة أقسام:

الأول: أن تصبر على الطاعة.

الثاني: أو تصبر عن المعصية.

الثالث: أو تصبر على قدر الله.

والأقدار إما أن تكون مؤلمة، وإما أن تكون ملائمة، وفي الصبر على القدر المؤلم الخير الكثير، (إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه -أي: بعينيه- فصبر عوضته الجنة)، هذا الجزاء لأنه صبر على قضاء ربه سبحانه.

وبعد غزوة حنين أخذ النبي صلى الله عليه وسلم يقسم الغنائم بين أصحابه، ومن الناس من إذا أعطيته رضي، وإن لم يعط يسخط، ويطعن فيك، ويقول: هذا عمل لا يراد به وجه الله عز وجل، فإن أعطيته فأنت نعم الرجل، وإن لم تعطه فأنت بئس الرجل.. وهكذا.

فأعطى النبي عليه الصلاة والسلام الأقرع بن حابس مائة من الإبل، والأقرع بن حابس كان حديث عهد بكفر، وأعطى من أعطى ومنع من منع؛ لحكمة ولعلة؛ فقال رجل: هذه قسمة ما أريد بها وجه الله! فوصل ذلك إلى سيد البشر عليه الصلاة والسلام، فأمسك بالرجل وقال له: (ويلك! إن لم أعدل فمن يعدل، رحم الله أخي موسى! لقد أوذي بأكثر من ذلك فصبر)، وفي ذلك يقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً [الأحزاب:69]، فلابد أن تصبر على الطاعة، وتصبر عن المعصية، وتصبر على أقدار الله المؤلمة.

وهكذا تصبر على مجتمعك، فربما إذا كنت ملتزماً يسخر منك الكثير، ويعرضون بك في الكاريكاتيرات، ويعرضون بك في الأفلام والمسلسلات، ويسخرون من الذين آمنوا، ويقولون: أتعرف صاحب اللحية هذا؟ إنه يأخذ بدلاً مادياً بطول اللحية، ثلاثة آلاف جنيه شهرياً للحية، وخمسة آلاف جنيه لتقصير الثياب، وألف جنيه للسواك. فهؤلاء يا عبد الله لا يتورعون في أن يتمضمضوا بأعراض الموحدين ليل نهار، وكلما نزلت إلى الصلاة سخروا منك، قال عز وجل: إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ انقَلَبُوا فَكِهِينَ [المطففين:29-31].

يقول ربنا: وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً [الإنسان:12].

والذي علمنا الصبر في مجال الطاعات والبعد عن المعاصي، والصبر على أقدار الله المؤلمة هو سيد البشر عليه الصلاة والسلام، أرسلت إليه ابنته تقول له: (يا أبت! إن ابني يحتضر الآن، فأريد أن تأتي، فأرسل إليها مع الرسول يقول لها: مرها أن تصبر وأن تحتسب، فحلفت أن يأتي، فجاءها وأخذ الولد على صدره وروحه تقعقع، فسكب الدموع حزناً عليه، فقال له أحد الصحابة: ما هذا يا رسول الله؟! قال: تلك رحمة يجعلها الله في قلب من شاء من عباده).

قال تعالى: وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً [الإنسان:12]، لم يلبسوا الحرير في الدنيا فلبسوه في الآخرة؛ لأنهم التزموا حدود الله، والتزموا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا تلبسوا الحرير، ولا تأكلوا في آنية الذهب والفضة؛ فإنها لهم في الدنيا ولنا في الآخرة)، فكانوا لا يأكلون في آنية الذهب والفضة، ولا يلبسون الحرير، فكان جزاؤهم: وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ [الحج:23].. وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ [الإنسان:21]، وفي الآية الأخرى: يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ [الكهف:31]، ففي الآخرة يحلون من الذهب والفضة، ويلبسون الحرير؛ لأنهم لم يلبسوها لتحريم الله لها، فيا من تلبس دبلة الخطوبة من ذهب أو من فضة، إن كانت من ذهب فهي حرام، وإن كانت من فضة فليست من هدي المسلمين، وإنما هي من هدي أهل الكتاب؛ فالتزم شرع الله سبحانه، لأنهم كانوا يعتقدون أن الدبلة كلما كانت في الإصبع فإنها تتصل بعرق في القلب، ووجودها دليل على الحب، فإذا خلعت الدبلة خلع معها الحب، وهذا كلام لا ينبغي أن يصدقه عاقل، فالإسلام أباح للرجل أن يتزوج من أربع نسوة، فإن تزوج بأربع فأين يلبس الدبل الأربع؟ فهذا تقليد لأهل الكتاب لا ينبغي أن نسير خلفه.

قال تعالى: مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ [الإنسان:13]، والاتكاء: هو التمكن، أو هو التربع، والأريكة لا تطلق إلا على السرير المزين بالستائر، ولا تسمى أريكة إلا إذا زين السرير، مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً [الإنسان:13].

وفي الحديث: (إن الجنة سجسج، لا حر فيها ولا برد)، (سجسج) أي: ليس فيها برد مؤلم، ولا حر مفزع، وإنما كالمدة بين طلوع الفجر إلى شروق الشمس، لا حر فيها ولا برد.

قال تعالى: لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً [الإنسان:13]، أي: لا يرون فيها حراً ولا برداً، وإنما هو جو يناسب النعيم الذي هم فيه.

قال تعالى: وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا [الإنسان:14]، تظلل الأشجار على أهل الجنة مع هذا الجو.

قال تعالى: سوَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً [الإنسان:14]، إذا نظر إلى غصن يريد أن يأخذ منه ثمرة أو فاكهة في الجنة يتدلى فوق رأسه فيأخذه، وإذا كان مضطجعاً يتدلى إليه، وإذا كان جالساً يأتيه، ولذلك ربنا يقول: قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ [الحاقة:23]، يأخذ منها فلا يمنع أيديهم شوك، ولا يمنعهم شيء، ولذلك قال: مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً * وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً * وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ * قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً * وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً * عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً * وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنثُوراً * وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً * عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً * إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً [الإنسان:13-22].

وللحديث بقية إن شاء الله.

أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، صلى الله عليه وعلى أصحابه الغر الميامين.

وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وخالق الخلق أجمعين ورازقهم.

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله.

أيها الإخوة الكرام الأحباب! لا قيمة للأقزام إن ناطحوا السحاب، فأصحاب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يكفيهم شرف أن الله أثنى عليهم، والآيات في الثناء عليهم كثيرة، كفى أن تعلم أن الله قال في حقهم: رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ [المائدة:119].

وكفى أن تعلم أن الله قال في حقهم: وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا [الفتح:26].

وكفى أن تعلم أن الله قال فيهم: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ [آل عمران:110] والبعض يقول: إنها نزلت في أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام.

وكفى أن تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال فيهم: (أنتم شهداء الله في الأرض).

بالأمس عرض مسلسل رجل الأقدار! عمرو بن العاص .

وأعيد ويعاد؛ لفرط إعجابهم به، وفيه حوار بين عمرو بن العاص وبين معاوية ، يقول عمرو : يا معاوية ! لن أقبل أن توليني على مصر إلا أن أستأثر بخراجها فلا تأخذ منه جنيهاً واحداً، أي: أن عمراً يسعى للدنيا، ويحب المال، فيصورون الصحابة على أن كل صحابي يريد الدنيا لنفسه، ولا يتأدب مع أخيه، وهذا إجرام أيما إجرام.

واسمع إلى ما كتب هذا المصنف فيما يدرس على أبنائنا، يقول هداه الله: لم تلق سياسة عثمان قبولاً من بعض المسلمين في الأمصار، فعابوا عليه أنه عزل الولاة، وأنه أحل أقاربه. يعرضون به أنه ولى ابن أبي السرح أخاه من الرضاعة على مصر، وولى معاوية الشام، وأخذ يعزل من عينهم عمر ، وعين الأقارب رغم عدم كفاءتهم، ولم يكن على هدي أبي بكر وعمر ، يقول هذا في عثمان ، وأنه يحابي أقاربه على حساب دين الله، هكذا يكتب!

ثم انظروا إلى ما كتب المؤلف في حق عمرو بن العاص : اتفق الطرفان -معاوية وعلي - على أن يختار كل منهما رجلاً، فاختار علي أبا موسى ، واختار معاوية عمرو بن العاص .. إلى أن قال: فرفض أبو موسى حكم عمرو بن العاص ؛ لأنه غدر به وخانه. فـعمرو كائد وخائن، ويحب الدنيا! هكذا يصورون لنا أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

يطعنون في عثمان الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (ما ضر عثمان ما صنع بعد اليوم).

والذي قال النبي صلى الله عليه وسلم في حقه: (لو كان عندي ثالثة لزوجتها عثمان).

يطعنون في الصحابة الذين منهم من غسلته الملائكة، ومنهم من اهتز عرش الرحمن لموته، ومنهم من كان يفر الشيطان من طريقه، ومنهم من يدخل من أبواب الجنة الثمانية؛ هؤلاء هم أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، لكن الأقزام ومرضى القلوب يطعنون في هديهم، حتى وإن حدث شجار بين صحابي وآخر، فهذا اختلاف نقول فيه: المجتهد فيهم إن أصاب له أجران، وإن أخطأ له أجر.

فهذا سب لـمعاوية .. وسب لـعثمان .. وسب لـعمرو بن العاص من أرباب الفن.

والطامة تزيد حينما يدرس على أبنائنا هذا الكلام، حينما يدرسون اتهاماً لـعمرو بالخيانة والمكيدة، واتهاماً لـعثمان أنه حابى أقاربه.

فيا قوم! عودوا إلى كتاب (العواصم من القواصم) لـابن العربي ، فقد ردَّ على هؤلاء جميعاً، وهكذا (منهاج السنة النبوية) لـابن تيمية ، وما ولى عثمان معاوية الشام منفرداً، إنما تولى معاوية الشام في عهد عمر ، فقد ولاه عمر الشام، وسار عثمان على هديه.

قال: وولى الوليد بن عقبة وكان سكيراً، وطعنوا في الوليد ، وهذا إجرام، قال: وخان وولى فلاناً وعزل فلاناً، واستأثر بالخراج، وطعن في نيته.. إلى غير ذلك.

وعلماء السلف يقولون: نكف عما شجر بين الصحابة من خلاف.

فلا تعرض نفسك أبداً لخلاف كان بينهم؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (لا تسبوا أصحابي)، واحذر من الوقوع فيهم، ومن التعرض لأحدهم، وأما هل يجوز تمثيل الصحابي؟

فهذا ما أجيب عنه في اللقاء القادم إن شاء الله.

ففي حكم تمثيل الصحابي فتوى لدار الإفتاء أستصحبها معي، وفي التمثيل ترى زوجة عمرو أو ابنة عمرو كاشفة الشعر.. كاشفة الصدر، ويصورون للناس أن نساء الصحابة كن متبرجات، وأن بنات الصحابة كن بهذا الإسفاف وبهذا التدني في الأخلاق، فتجد ممثلة هابطة تقوم بدور زوجة عمرو أو ابنة عمرو ولا تلبس على رأسها شيئاً يواري الشعر، وإنما ترخي الشعر خلف ظهرها، وهذه مصيبة ما بعدها مصيبة، حتى في المظهر العام لم يتقوا الله في أصحاب رسول الله، فهؤلاء جهّال، ومن كتب لهم أجهل.

وهكذا إخوتي الكرام! الكل يقع في عرض أصحاب رسول الله، والأمة ساكتة، فيا علماءنا! إنها مسئولية، يا من تملكون قرار التغيير! أقول لكم: سيسألكم ربكم يوم القيامة: لمَ تسكتون عن الدفاع عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لم تتركوهم يطعن فيهم؟ اتقوا الله في أنفسكم، اقرءوا عقيدة أهل السنة والجماعة إن كنتم لا تعرفون.

إن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم

اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا.

اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا.

اللهم إنا نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار.

اللهم احشرنا مع أصحاب نبينا إنك ولي ذلك والقادر عليه.

اللهم من نال من أعراضهم فاجعله نكاية لكل الخلق يا رب العالمين! إنك على كل شيء قدير، وأنت حسبنا ونعم الوكيل.

اللهم ارحمنا فإنك بنا راحم، ولا تعذبنا فأنت علينا قادر.

نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار.

ونسألك علماً نافعاً، ونعوذ بك من علم لا ينفع.

اللهم يا مثبت القلوب! ثبت قلوبنا على دينك، ويا مصرف القلوب! صرف قلوبنا إلى طاعتك.

اللهم إنا نعوذ بك من السلب بعد العطاء، ومن الذل بعد العز.

اللهم اشف مرضانا، ولا تخيب فيك رجاءنا.

اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، وأذل الشرك والمشركين، يا قوي يا متين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.