شرح لمعة الاعتقاد [14]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومن اتبع سنته بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فيقول المصنف رحمه الله تعالى: [ويشفع نبينا صلى الله عليه وسلم فيمن دخل النار من أمته من أهل الكبائر، فيخرجون بشفاعته بعدما احترقوا وصاروا فحماً وحمماً؛ فيدخلون الجنة بشفاعته.

ولسائر الأنبياء والمؤمنين والملائكة شفاعات، قال تعالى: وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ [الأنبياء:28].

ولا تنفع الكافر شفاعة الشافعين].

هذا المقطع من كلام المؤلف رحمه الله فيه بيان لما يكون من أنواع الشفاعة في ذلك اليوم العظيم، وقد تقدمت لنا إحدى الشفاعات التي تكون في ذلك اليوم، وهي شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في أهل الموقف في أن يأتي الله جل وعلا لفصل القضاء، ومن الشفاعات التي تكون يوم القيامة: ما ذكره المؤلف رحمه الله في قوله: (ويشفع نبينا صلى الله عليه وسلم فيمن دخل النار من أمته من أهل الكبائر).

معنى الشفاعة لغة واصطلاحاً

الشفاعة في اللغة: من الشفع، وهو جعل الفرد زوجاً، ولذلك تسمى الركعتين شفعاً؛ فالشفع: هو جعل الفرد زوجاً. هذا من حيث اللغة.

وأما من حيث المعنى الاصطلاحي: فالشفاعة هي التوسط في جلب الخير أو دفع الضر؛ فتكون الشفاعة دائرة على أمرين: جلب المنفعة ودفع البلاء، وشفاعة نبينا صلى الله عليه وسلم وشفاعة من يشفع يوم القيامة هي لدى الله جل وعلا في أن يجلب الخير للمشفوع ويدفع عنه البلاء والشر، وهذه الشفاعة التي تكون يوم القيامة أنواع ودرجات:

منها: ما هو للمؤمنين جميعاً؛ وإن كانوا يتفاوتون في نصيبهم منها.

ومنها: ما يكون للأنبياء.

ومنها: ما يكون للنبي صلى الله عليه وسلم دون غيره.

فشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم تنقسم إلى قسمين:

1- شفاعة خاصة به لا يشركه فيها غيره .

2- شفاعة له ولغيره، أي: تكون منه ومن غيره.

الشفاعات التي اختص بها النبي صلى الله عليه وسلم

أما الشفاعة التي اختص بها النبي صلى الله عليه وسلم دون غيره فهي أنواع:

النوع الأول: هو شفاعته في فصل القضاء، وهي الشفاعة العظمى التي يشفع فيها النبي صلى الله عليه وسلم عند الله جل وعلا في فصل القضاء وإراحة الناس من الموقف، وقد جاء خبرها في الصحيحين وغيرهما من المسانيد والسنن، وهو أمر مجمع عليه، ولا خلاف فيه بين أهل الإسلام.

النوع الثاني: شفاعته صلى الله عليه وسلم في دخول الجنة لأهل الجنة، كما في حديث أنس عند مسلم : (أنا أول شفيع في الجنة)، وقد جاء في حديث أبي هريرة في صحيح مسلم: أن أهل الإيمان يأتون إلى آدم يطلبون منه الشفاعة في دخول الجنة، فيعتذر ويحيلهم إلى نوح، ونوح يحيلهم إلى إبراهيم، وإبراهيم يحيلهم إلى موسى، وموسى يحيلهم إلى عيسى، وعيسى يحيلهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم في الشفاعة التي تكون في أرض المحشر في فصل القضاء. على أن بعض العلماء يقول: هذه هي تلك؛ لأنه بعد ذكر هذه الشفاعة جاء ذكر الصراط، وما يكون من أحوال الناس في مرورهم عليه.

لكن مما لا شك فيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي يشفع لأهل الجنة في دخولها، ويدل على ذلك ما في صحيح مسلم من أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (آتي باب الجنة فأستفتح، فيقول الخازن: من؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك)؛ فدل ذلك على أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم شفيع لأهل الجنة في دخول الجنة . هذا ثاني ما اختص به صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الشفاعات.

النوع الثالث: شفاعته في عمه أبي طالب أن يخفف الله عنه من العذاب، كما في الصحيحين من حديث العباس بن عبد المطلب : أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله! عمك أبو طالب كان يحوطك وينصرك ويغضب لك، ما أغنيت عنه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار)، والضحضاح: هو الماء الرقيق على وجه الأرض الذي لا عمق له، والأصل في الضحضاح ما لا قعر له، وقد جاء في بيان ذلك: (أنه في ضحضاح من نار إلى كعبيه)، فهو أهون أهل النار عذاباً ممن يخلد فيها، وهذا التخفيف لا يفيده من حيث الواقع؛ فإنه: (عليه نعلان من نار يغلي منهما دماغه) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا إكرام للنبي صلى الله عليه وسلم في تخفيف العذاب وتهوينه؛ فهذا النوع من الشفاعة خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم.

إذاً هذه الأنواع الثلاثة هي مما اختص به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

شفاعة الأنبياء وقت اجتياز الصراط

وهناك نوع من الشفاعة خاص بالأنبياء والرسل لا يشركهم فيه غيرهم، وهو شفاعتهم للناس عندما يجوزون الصراط، فإنه عندما يجوز الناس الصراط لا يتكلم أحد إلا الرسل ودعواهم: (اللهم سلم سلم) كما الصحيحين، وفي رواية سهيل قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وعند ذلك حلت الشفاعة)، وهذا النوع من الشفاعة هو شفاعة لأهل الإيمان، ولكنها شفاعة خاصة بالرسل، وما جاء في جامع الترمذي من حديث المغيرة بن شعبة : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (شعار المؤمنين على الصراط يوم القيامة: اللهم سلم سلم)؛ فهذا لا يعارض ما جاء من أنه لا يتكلم أحد على الصراط إلا الرسل؛ فإن الرسل يصدق عليهم وصف الإيمان.. بل هم أعلى المؤمنين إيماناً، فيكون شعار المؤمنين -الرسل- الذين يتكلمون على الصراط ولا يتكلم أحد من الناس سواهم، شعارهم ودعواهم: اللهم سلم سلم؛ لعظم الأمر وشدة الكرب؛ فهم يدعون لأنفسهم ولأممهم ولمن آمن بهم بالسلامة.

هذه شفاعات ثلاث:

الشفاعات المشتركة بين الأنبياء وغيرهم

وهناك شفاعات للنبي صلى الله عليه وسلم يشركه فيها غيره من الرسل والأنبياء، وسائر أهل التقى من الصديقين والشهداء والصالحين، وذلك كشفاعته في قوم استحقوا النار أن يدخلوها فيشفع لهم ألا يدخلوها، وكذلك شفاعته وشفاعة أهل الإيمان في قوم دخلوا النار أن يخرجوا منها، وكذلك شفاعته صلى الله عليه وسلم وشفاعة أهل الإيمان في رفع درجات أهل الجنة، فهذه الأنواع الثلاثة من الشفاعات تكون للأنبياء صلى الله عليهم وسلم وتكون لغيرهم من المؤمنين، لكن نصيبه صلى الله عليه وسلم وما يكون له منها هل هو مثل غيره أو أعلى؟

الجواب: نصيبه منها أعلى من نصيب غيره، فحظه من هذه الشفاعة أعلى من سائر الخلق.

وهذه الشفاعات كلها جاءت بها النصوص، وأجمع عليها سلف الأمة وعلماؤها وأثبتها أهل السنة والجماعة، وخالفت فيها ثلاث طوائف.

المعتزلة والخوارج: فهؤلاء لا يثبتون الشفاعة للنبي صلى الله عليه وسلم في أهل الكبائر؛ لأن من دخل النار عندهم لا يخرج منها أبداً.

ووافقهم في إنكار الشفاعة المرجئة الغلاة: فإنه لا يدخل عندهم النار مؤمن، ولو ارتكب ما ارتكب من الموبقات والسيئات والأعمال القبيحة، فهؤلاء وافقوا الخوارج في نفي الشفاعة، وقالوا: لا شفاعة، وما جاء من نصوص الشفاعة جعلوها في رفع الدرجات، وهذا تكذيب لما دلت عليه النصوص من شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وغيره في أهل النار الذين استحقوها، أو الذين دخلوها أن يخرجوا منها.

يقول المؤلف رحمه الله: (ويشفع نبينا صلى الله عليه وسلم فيمن دخل النار من أمته من أهل الكبائر)، أي: أهل الذنوب الكبيرة الموجبة لدخول النار، والكبائر: جمع كبيرة، وهي: كل ما جاءت النصوص بلعن صاحبه، أو التبري منه، أو ذكر عقوبة له في الدنيا أو الآخرة. هذا أقرب ما يقال في ضابط وحدِّ الكبيرة، فهؤلاء أصحاب الكبائر يستحقون النار إن لم يتوبوا منها وكانت سيئاتهم راجحة على حسناتهم، فإذا دخلوها ليمحصوا فقد يشفع فيهم النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد أهل الإيمان ليخرجوا منها، وأدلة أحاديث الشفاعة أكثر من أن تحصى.

يقول رحمه الله: (فيخرجون بشفاعته بعد ما احترقوا وصاروا فحماً وحمماً)، يخرجون بعدما احترقوا وعذبوا وعوقبوا وصاروا إلى هذه الحال.. فيخرجون فحماً وحمماً من جراء الاحتراق بالنار والاصطلاء بها. نسأل الله السلامة والعافية، فيلقون في نهر الحياة عند أبواب الجنة، فينبتون فيه كما تنبت في حميل السيل، فينتعشون ويحيون ويكونون من أهل الجنة، فيدخلون الجنة بشفاعته صلى الله عليه وسلم.

ثم قال رحمه الله: (ولسائر الأنبياء والمؤمنين والملائكة شفاعات)، وإنما قدم شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم مع أن غيره يشركه في هذا النوع من الشفاعة؛ لكونه صلى الله عليه وسلم أعظم الناس شفاعة، وأعظم الخلق شفاعة، فشفاعته فوق كل شفاعة، وإلا فإن الأنبياء والمؤمنين يشفعون والملائكة تشفع.

شروط الشفاعة

قال رحمه الله: ( قال الله تعالى: وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ [الأنبياء:28])، هذا فيه بيان أن أهل الإيمان والملائكة يشفعون، وأنهم لا يشفعون إلا لمن رضي الله عنه، وهذا فيه بيان شرط الشفاعة، وأنه لا يُشفع إلا فيمن رضي الله عنه، فمن لم يرض الله عنه لا تنفع فيه شفاعة.

(وهم)، أي: هؤلاء الشافعون وهم الملائكة (من خشيته مشفقون)، وهذا يبين لنا أن شفاعة الشافعين لا تكون عن استحقاق للشفاعة وإنما هي محض فضل الله عز وجل على الشافع والمشفوع.

ولذلك كانت حقيقة الشفاعة: إكرام الله عز وجل للشافع في أن يخلص المشفوع فيه؛ فهي كرامة للشافع بسبب توحيده، وإقراره لله بالإلهية، فيكرمه الله عز وجل بالشفاعة وينفع بها المشفوع، لكن لا يمكن أن تكون الشفاعة إلا بشرطين: برضا الله جل وعلا عن الشافع والمشفوع وبإذنه، قال تعالى: وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى [الأنبياء:28]، مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ [البقرة:255] وقال تعالى: وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى [النجم:26]، فتبين لنا من هذا: أن الشفاعة لا تكون إلا لمن رضي الله عنه، ولمن أذن له جل وعلا في أن يشفع.

الشفاعة المنفية في القرآن عن الكافرين

قال رحمه الله: (ولا تنفع الكافر شفاعة الشافعين)، قال الله تعالى في ذلك: فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ [المدثر:48]، ونفى الله عز وجل الشفاعة في مواضع كثيرة من كتابه، والشفاعة المنفية في القرآن العظيم هي الشفاعة في أهل الشرك، أو الشفاعة التي يزعمها من يزعمها من المشركين، أو التي يظنها ويتوهمها من لم يفهم كلام الله وكلام رسوله من أن أحداً يشفع فيه دون إذنه ورضاه.

وقوله رحمه الله: (ولا تنفع الكافر شفاعة الشافعين)، موافقة لقوله تعالى: فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ [المدثر:48] فنفى الله عز وجل عن أهل الكفر نفع الشفاعة، وهل هذا نفي للنفع بالكلية؟

الجواب: هذا هو الأصل، إلا أن السنة دلت على أن من الكفار من ينتفع بالشفاعة لكنه ليس نفعاً تاماً، إنما هو نوع تخفيف، ومن ذلك الشفاعة الخاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم في عمه أبي طالب ، وقد وسع بعض أهل العلم الدائرة فجعلها شفاعة تشمل كل من نصر النبي صلى الله عليه وسلم من الكفار، ومعلوم أن الكفر درجات، وليس على مرتبة واحدة، فكما أن الإيمان شعب ودرجات؛ فكذلك الكفر يتفاوت فيه أهله، قال الله عز وجل: إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ [التوبة:37]، فجعل النسيء : وهو تأخير الأشهر الحرم وتقديمها والتلاعب بها مما يزيد كفر الكافر، والنار معلوم أنها دركات، وهذا التفاوت في دركات النار إنما هو بتفاوت درجات الكفر، فالكفار لا تنفعهم شفاعة الشافعين في رفع العذاب وإزالته، ولكن في تخفيفه، وذلك في مثل عم النبي صلى الله عليه وسلم، وهو واضح؛ حيث بين النبي صلى الله عليه وسلم نفعه له حيث قال: (إنه في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار)، والحديث في الصحيحين.

ومن التخفيف للكفار: حديث الشفاعة العظمى؛ فإن الناس يجتمعون يوم القيامة ويأتون إلى الأنبياء طالبين منهم الشفاعة عند رب العالمين في فصل القضاء، هذه الشفاعة هل الذي يطلبها الكفار أو أهل الإيمان؟

كثير من النصوص جاءت مطلقة: (أن الناس يأتون إلى آدم)، ولفظ الناس يصدق على المسلم والكافر، وفي بعض روايات الحديث عند الإمام مسلم في صحيحه قال: (فيجتمع المؤمنون؛ فيأتون آدم) فيكون الطالب للشفاعة هم أهل الإيمان، لكن حتى على هذه الرواية فإن طلب الشفاعة فيه نوع شفاعة للكفار، لكنها شفاعة تخفيف وليست شفاعة رفع؛ لأن ما يقبلون إليه أعظم وأشد مما أدبروا عنه، والمراد أن قوله تعالى: فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ [المدثر:48]، هل يدخلها التخفيف أو لا يدخلها؛ لأن تخفيف العذاب لا ينتفع به الكافر انتفاعاً تاماً، وإنما يحصل النفع الكامل في رفع العذاب وإزالته.

فـأبو طالب مع عظيم نفع النبي صلى الله عليه وسلم له في هذه الشفاعة نصيب؛ حيث إنه صار أهون أهل النار عذاباً، فهل ينتفع بهذا؟ لا، فهو يرى أنه أعظم أهل النار عذاباً، وهذا مصداق قول الله تعالى: فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ [المدثر:48].

الشفاعة في اللغة: من الشفع، وهو جعل الفرد زوجاً، ولذلك تسمى الركعتين شفعاً؛ فالشفع: هو جعل الفرد زوجاً. هذا من حيث اللغة.

وأما من حيث المعنى الاصطلاحي: فالشفاعة هي التوسط في جلب الخير أو دفع الضر؛ فتكون الشفاعة دائرة على أمرين: جلب المنفعة ودفع البلاء، وشفاعة نبينا صلى الله عليه وسلم وشفاعة من يشفع يوم القيامة هي لدى الله جل وعلا في أن يجلب الخير للمشفوع ويدفع عنه البلاء والشر، وهذه الشفاعة التي تكون يوم القيامة أنواع ودرجات:

منها: ما هو للمؤمنين جميعاً؛ وإن كانوا يتفاوتون في نصيبهم منها.

ومنها: ما يكون للأنبياء.

ومنها: ما يكون للنبي صلى الله عليه وسلم دون غيره.

فشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم تنقسم إلى قسمين:

1- شفاعة خاصة به لا يشركه فيها غيره .

2- شفاعة له ولغيره، أي: تكون منه ومن غيره.