تفسير سورة الزمر [60-67]


الحلقة مفرغة

قال تعالى: وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ [الزمر:60].

يقول ربنا جل جلاله: إن هؤلاء الذين تكبروا على رسل الله، وعلى الإيمان بكتب الله، وعلى الالتزام بأوامر الله ورسله، يأتون يوم القيامة ووجوههم مسودة، قال تعالى: وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ [الزمر:60] أي: هؤلاء الذين كذبوا على الله ونسبوا إليه ولداً وصاحبة وبنات، وقالوا: هو ثالث ثلاثة وغير ذلك، ترى وجوههم مسودة يوم القيامة نتيجة الكذب، فهو سواد الكذب وسواد الكبر واللعنة والحقارة.

قال تعالى: أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ [الزمر:60]، استفهام تقريعي توبيخي، والمعنى: ذلك مقامهم، فقوله: أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى [الزمر:60] أي: مقام ومنزل، لِلْمُتَكَبِّرِينَ [الزمر:60].

هؤلاء الذين كفروا في دار الدنيا وتكبروا وظلموا وعصوا وخالفوا؛ أليس في جهنم مثوىً ومقام لهم؟ فيجاب: بلى، خلقت النار للمتكبر ولأمثاله، فهي تتلذذ بإحراقهم، وتقول: هل من مزيد؟ إلى أن يضع الرحمن جل جلاله قدمه عليها فتقول: يكفيني يكفيني!

فقوله: أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ [الزمر:60] الجواب: بلى! وهو مفهوم من سياق الآية، أي: بلى، خلقت مثوىً ومقاماً لهؤلاء المتكبرين المتعجرفين الكافرين بالحق حين جاءهم، الرافضين له عندما دعوا إلى الله، وأرسلت إليهم رسل الله، وأنزلت عليهم كتب الله.

قال تعالى: وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [الزمر:61].

يقول الله تعالى: إن جهنم هي جزاء الكافرين المتكبرين المشركين الذين هلكوا وماتوا ولم يتوبوا إلى الله، أما أولئك الذين ماتوا وهم مؤمنون مستغفرون تائبون فإن الله تعالى يقول: وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ [الزمر:61] أي: ينجيهم وينقذهم من عذاب الله وغضبه، فيرحمهم ويرضى عليهم ويغفر ذنوبهم.

فقوله تعالى: بِمَفَازَتِهِمْ أي: بما فازوا فيه في حال الدنيا، وفازوا برضا الرحمن وبغفران ذنوبهم، وفازوا بالسكنى في الجنان خالدين فيها أبداً.

قال تعالى: لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ [الزمر:61] أي: لا يؤذيهم سوء ولا عذاب ولا لعنة، أو سكنى في جهنم.

قال تعالى: وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [الزمر:61] أي: لا يحزنون أبداً؛ لأن الله قد أكرمهم وأفرحهم وتاب عليهم وغفر لهم ذنوبهم وأسكنهم في الجنان؛ بتوبتهم وبمغفرة الصغائر من الذنوب، وبسبب ثباتهم على التوحيد، وقد طردوا الشرك عن عقائدهم وإيمانهم، فأنجاهم الله من العذاب ودفع عنهم سوء العذاب، وجعلهم لا يحزنون؛ لأنهم لا يساء إليهم ولا يعذبون نتيجة إيمانهم واستغفارهم.

قال تعالى: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ [الزمر:62].

إن الله سبحانه وتعالى يعلم المؤمنين ليزدادوا إيماناً، وينذر الكافرين ليتركوا شركهم وكفرهم؛ وذلك لأنه سبحانه هو الخالق لكل شيء، خالق السماوات والأرض وما بينهما، وخالق الملائكة والجن والإنس والحيوان والجماد، ليس له شريك ولا مؤازر ولا ند في خلق شيء أو ملك شيء أو مؤازرة في عمل أي شيء، فالله هو المنفرد وحده لا حاجة له إلى شريك ولا مؤازر ولا مصاحب، وهو القادر على كل شيء.

قال تعالى: وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ .

أي: فهو الوكيل والقائم والمدبر على كل شيء في الأرض، وهو الذي توكل في خلق السماوات والأرض، ودبر شئونها ورزق أحياءها، وأمات حياتها، ورزق المحتاجين منها خيراتٍ وطعاماً وشراباً، وأصح أجسامهم مدة حياتهم، حتى إذا قضى قضاءه مرض من مرض، ومات من مات بلا مرض، فهو القيوم والمدبر لكل شيء في الكون؛ لأنه الخالق والرازق وهو على كل شيء قدير، لا شريك له ولا ند.

قال تعالى: لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ [الزمر:63].

المقاليد: المفاتيح، أي: له مفاتيح خزائن السماوات والأرض، فله مخازن الخير من السماء بالأمطار والغيث، وله مخازن الأرض ومفاتيحها بالنبات والإنبات، كما أن في طيها كنوزاً وخيرات، فالله بيده المفاتيح وله المخازن وهو خالقها، يعطي من يشاء مقدراً، ويعطي من يشاء بغير حساب ويرزق من يشاء ويبسط له.

ويقول بعض المفسرين: إن كلمة (مقاليد) أصلها فارسي، وهذا قول صدر منه دون تفكر ولا تمعن، لأنه ليس في القرآن إلا الكلام العربي مفرداتٍ وجملاً، فهو كلام عربي أنزله الله على نبي عربي، وهذا المعنى طالما تصدى له الإمام الشافعي في كتابه الرسالة بأدلة وقوارع لا تقبل جدلاً، ولا نقضاً.

وكون الكلمة توجد في القرآن ولها ما يشبهها في لغات أخرى ليس ذلك دليلاً، ولم لا نقول: تلك اللغات أخذت عن لغة العرب؟ أو أن هذه الكلمات تشابهت في لغات مختلفة، وهذا كثير في اللغات، وأصلها من لغة واحدة، ثم خلق منها زوجها، ثم بث منهما رجالاً كثيراً ونساء، ثم تبدلت اللغات وتكاثرت حسب الحاجة والمصلحة للناس.

أما أن تكون لغة القرآن فيها فارسي وحبشي وفيها كلمات من لغات مختلفة فلا، وإنما هي أقوال يقول بها مفسر فارسي، ومفسر حبشي، ومفسر رومي وليس لذلك أصل، وعلامة ذلك الاتفاق في أصل الكلمة، فمقاليد هي من مادة: قلد يقلد تقليداً، يقال: قلدت غلاماً، ويقال: قلدت لي غلاماً ووضعت في عنقه قلادة، والقلادة والتقليد هو من الفعل: قلد يقلد تقليداً، والاسم منها: قلادة، وقلده بها في عنقه، فهذه الاشتقاقات من فاعل ومفعول وفعل ومصدر تدل الدلالة القاطعة على أن الكلمة عربية بمشتقاتها وبأصلها وبما يتفرع منها.

وإذا كان مثل هذا يوجد في اللغة الفارسية فلم لا نقول: إنهم أخذوها عن العربية، ولم لا نقول: إن بين اللغتين في بعض الكلمات اشتراكاً، وهذا يعلمه علماء اللغات، فلغات الأرض في أصلها لغة واحدة تشعبت وتبلبلت وتثاقلت ثم تناثرت، وبقي من أفعلها كلمات يشبه بعضها البعض، ككلمة أم وأب مثلاً، هذه الكلمة في جميع لغات الأرض كلمة واحدة.

ولبعض علماء مصر كتاب في هذا مطبوع، وقد ذكر الكلمات المتشابهة في كثير من لغات أهل الأرض، وأن لها أصلاً في العربية، وكونهم أخذوها عن العربية فهو الأرجح، وهو الأكثر قبولاً.

فمثلاً: أمريكا تم اكتشافها منذ ستمائة عامة، وقد وجدوا في الحفريات -والحفريات أصدق دليل في التاريخ- آثاراً، ووجدوا كتابة في حجارة وفي بيوت بلغة العرب، فذاك دليل على أن العرب وصلوا إلى هناك قبل أن تكتشف هذه الأرض وقبل أن تعرف، وبه نعلم يقيناً أن عرب الأندلس هم الذين اكتشفوها.

أما كولومبوس فلم يكن إلا إنساناً اطلع على مخططات المسلمين ورحلاتهم وأين وصلوا فيها، واستغل هذه المعلومات بعدهم بزمن بعد أن ضاعت الأندلس، وقد نقلت بعض الآثار التاريخية أنه كان هناك جماعة من الشباب الجغرافيين، اقترحوا على ملوك طوائفهم أن يبحروا في المحيط ليكتشفوا ما وراءه، فقيل لهم: إن البحر محيط بالأرض، فقال هؤلاء الشباب: ليس هذا البحر محيطاً، بل وراءه عمار آخر، فذهبوا، ذهبت مائتا سفينة ولم تعد إلا سفينة واحدة، والقصة طويلة ذكرت في بعض المناسبات، وعادوا بهم بعد أن قال لهم أمير تلك البلدة التي وصلوا إليها -بلاد أمريكا-: إنكم لشباب مغرورون، فأعادوهم في السفن إلى أن وصلوا إلى شاطئ، ففتحوا أعينهم هناك فانتبهوا ورأوا ناساً، فقالوا: أين نحن؟ قالوا: أنتم على شاطئ أرض المغرب الأقصى.

اللغة العربية انتشرت في الأرض قبل الإسلام وكانت أوسع اللغات على الإطلاق، دليل ذلك: سعتها في القرآن الكريم، فإن كلام الله العظيم بما اشتملت عليه من معانٍ عامة وخاصة، دنيوية وأخروية، وفيما يتعلق بذات الله وبصفاته، وبأمور الآخرة وأمور الدنيا.

فكلمة مَقَالِيدُ كلمة عربية أصيلة وليس في القرآن كلمة واحدة ليست بعربية.

قوله: لَهُ مَقَالِيدُ أي: مفاتيح السماوات والأرض، ومقادير السماوات والأرض.

قال تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ [الزمر:63].

أي: والذين كفروا بعلامات قدرة الله وبمعجزات وحدانية الله، والذين أعموا بصائرهم قبل أن يعموا أبصارهم عن رؤية الأدلة الواضحة البينة، أولئك الذين كذبوا والذين لم يؤمنوا و أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ، أي: الذين خسروا دنياهم ثم خسروا آخرتهم، ثم خسروا أنفسهم وأصبحوا من أهل النار.

قال تعالى: قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ [الزمر:64].

قل يا محمد لهؤلاء الذين قالوا لك: اعبد آلهة آبائنا، فإن فعلت عبدنا إلهك، وكانوا قد طلبوا ذلك من أبي طالب ليأمر ابن أخيه محمداً صلى الله عليه وسلم، فقال الله له: قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ .

أي: أتامروني أن أعبد غير الله، أيخطر في بال إنسان عاقل أن نبياً جاء يأمركم بالتوحيد وبالقضاء على الأوثان والأصنام، يعبد آلهتكم التي نهاكم عن عبادتها، ألهذه الدرجة ضاعت عقولكم وجننتم؟

فقوله: (تأمروني) مخففة النون، وقرئت بالتشديد عوضاً عن النون، وأصلها: تأمرونني، وكل ذلك فصيح في لغة العرب التي بها نزل القرآن.

فقوله تعالى: قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ ، أي: أتنتظرون مني أن أعبد غير الله كيف ذلك؟! أضاعت عقولكم أجننتم؟

قال تعالى: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الزمر:65].

أي: لقد أوحينا إليك وإلى من سبقك: لئن اتخذتم مع الله شريكاً ليحبطن أعمالكم، فيحبط عملك يا محمد كما حبط عمل غيرك ممن أشركوا بالله.

قال تعالى: وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ، الذين خسروا حياتهم ودنياهم وأخراهم ورسالتهم، قال هذا خطاباً لنبي الله، ولكن الأنبياء معصومون عن الكبائر فضلاً عن الشرك، فهذا القول إخبار لنا بأن الشرك يحبط الأعمال؛ لأن الله أمرنا بالتوحيد وجميع الأنبياء السابقين، فأنذرهم إن هم أشركوا مع الله أن تحبط أعمالهم وتترك وتكون كلها ضائعة ويكونوا من الخاسرين.

وإحباط الأعمال بالشرك هو ما عليه جماهير الفقهاء، ومن يرتد من المسلمين يحبط عمله؛ وإذا كان متزوجاً فسخ عقد زواجه، وأصبحت المرأة محرمة عليه، وتعتبر طلقةً بائنة لا تعود إليه ولو أسلم إلا بعقد جديد، فإن كان قد حقق هدى الإسلام ورجع وتاب جاز له أن يعيدها، هكذا تكون أعماله في الدنيا، وأعماله في الآخرة أكثر وأشد، وكذلك لا توارث بينه وبين ورثته، فلا توارث بين دينين.

قوله: (ليحبطن عملك) اللام للتوكيد موطئة للقسم، أما التوكيد فالمعنى: إن أشركت حبط عملك وذهب، وهذا أمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر لأتباعه؛ لأن الرسل معصومون لا يشركون بالله سبحانه.

قال تعالى: بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ [الزمر:66].

يقول الله لنبيه جواباً عن أولئك الذين قالوا: لن نعبد الله وحده، قال الله: بل، أي: فاضرب عن قول أولئك وأهمله، ولا تلتفت إليه.

وفي قوله: بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ ، قُدِّم المعمول على العامل، وهذا يفيد الحصر، أي: لا تعبد إلا الله، ولا تخلص إلا لله، واحصر عبادتك لله الواحد بإخلاص لا رياء فيه ولا سمعة، وهو أمر لرسول الله وأمر لجميع المؤمنين.

قال تعالى: وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ أي: اشكر الله على ما وفقك إليه من إجابته وعبادته وحده والإيمان به وبرسله وبالكتب المنزلة عليه.

قال تعالى: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [الزمر:67].

يقول جل جلاله عن هؤلاء الكافرين الذين أشركوا مع الله غيره وعبدوا سواه: إنهم ما قدروا الله حق قدره، أي: ما عظموه ولا سبحوه ولا بجلوه ولا نزهوه حق قدره.

وحق قدره من التبجيل ومن التعظيم أن يفرد بالألوهية وبالعبودية، وأن يفرد بالخلق والأمر، فهو سبحانه القادر على كل شيء، وهو الله الواحد لا شريك له في ذات ولا في صفات ولا أفعال، هو الله الذي يخلق ولا يُخلق، يرزق ولا يُرزق، ولا يحتاج إلى مساعد ولا معين، أما هؤلاء الذين أشركوا به ما قدروه قدره وما عظموه عظمته وما بجلوه تبجيله.

قال تعالى: وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فالأرض جميعاً من سبع أرضين وما فيها وما عليها هي بيد الله يوم القيامة، هو الذي يحييها ويفنيها، وتكون باليد، أي في منتهى تصرفه ومنتهى إرادته وقدرته فيها فيفنيها، قال تعالى: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ [الرحمن:26]، كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ [القصص:88]، وقال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ [آل عمران:185].

فلا يبقى إلا الله وحده جل جلاله والدنيا ستفنى، ويوم القيامة يأمر الله الأرضين السبع والسماوات السبع أن تتصدع فيجعلها هباءً منبثاً، وكلها تكون في يمينه، وهي كلمات متشابهة، نقول: لله يمين ولله عين، ولله قدم، ولله وجه، ولكن كل ذلك ليس كما هي للخلق، قال تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [الشورى:11]، بل وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:4]، فكل ما يخطر على بالك فالله بخلاف ذلك، لا نؤول ولا نفسر بظاهر القول، والظاهر من السياق أن السماوات والأرضين التي في قبضة الله وفي قدرته وإرادته يفنيها ويدمرها ويهلكها، ويعيد الحياة من جديد يوم القيامة في الدار الآخرة التي لا تفنى ولا تزول.


استمع المزيد من الشيخ محمد المنتصر بالله الكتاني - عنوان الحلقة اسٌتمع
تفسير سورة الزمر [1-5] 1914 استماع
تفسير سورة الزمر [42-46] 1902 استماع
تفسير سورة الزمر [20-22] 1875 استماع
تفسير سورة الزمر [36-42] 1842 استماع
تفسير سورة الزمر [47-52] 1765 استماع
تفسير سورة الزمر [9-12] 1633 استماع
تفسير سورة الزمر [71-75] 1548 استماع
تفسير سورة الزمر [13-20] 1201 استماع
تفسير سورة الزمر [30-35] 1143 استماع
تفسير سورة الزمر [23-29] 922 استماع