خطب ومحاضرات
تفسير سورة الزمر [20-22]
الحلقة مفرغة
قال الله جل جلاله: لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ [الزمر:20].
بعد أن ذكر الله حال الكافرين وأن من عذابهم، وعقوبتهم أن يكونوا في النار من فوقهم ظلل ومن تحتهم ظلل، ذكر المؤمنين وجزاؤهم من الله أن يكونوا في غرف من فوقها غرف.
لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ [الزمر:20] لكن هنا ليست استدراكاً كما تكون في الغالب، ولكنها كلمة لصرف قصة عن قصة وكلام عن كلام.
قص الله علينا حال الكفار والمشركين وهم يعذبون في النار، ثم انتقل من كلام إلى كلام، وهو أن أهل الجنة وأهل التقوى يسكنون غرفاً في الجنة من فوقها غرف مبنية.
وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الغرف فقال: (هي غرف يرى باطنها من ظاهرها، وظاهرها من باطنها، فسأله بدوي كان حاضراً فقال: لمن هي يا رسول الله؟ قال: هي لمن ألان الكلام وتابع الصيام وأطعم الطعام وصلى بالليل والناس نيام) .
وقد ورد كذلك في الصحيحين أنها غرف تتراءى كما يتراءى الناس الكوكب الدري الغابر في أعلى السماء، وأن الجنة منازل، وأنها مقامات حيث الأنبياء والرسل فيها في الفردوس الأعلى.
فقوله تعالى: لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ [الزمر:20] أي: جعلوا وقاية من الطاعة والإيمان ومن عمل الصالحات بينهم وبين ناره، فجعلوا وقاية بينهم وبين غضبه، فكان جزاؤهم أن يسكنهم الجنان في هذه القصور المشيدة والبيوت الشامخة وهي طبقة على طبق، ومنزلة على منزلة، ومكان فوق مكان.
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ [الزمر:20] وهذه القصور والدور تتخللها المياه الدافقة والجداول، مما يزيد القصور جمالاً وبهاءً، ويزيد الشوق لها من المكرمين بدخولها.
قال تعالى: وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ [الزمر:20] أي: هذا ما وعد الله به، وهو لا يخلف الميعاد، وحاشا الله أن يخلف وعده للمتقين، فقد وعدهم بالجنة وبالغرف المبنية وبالرضا وبالرحمة يوم القيامة، يستحقون ذلك بتوحيدهم وبدينهم وبتقواهم، ذلك وعد وعده الله المؤمنين والله لا يخلف الميعاد، قال تعالى: وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ [التوبة:111] .
كثيراً ما يضرب ربنا الأمثال في الخلق والمعاد، بالممات والحياة، وبالأرض حيث نراها ونعيش على ظهرها، فقال ربنا جل جلاله: ألم تر يا محمد -صلى الله عليه وسلم- أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً [الزمر:21] أي: أنزل من الغمام والسحب ماءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ [البقرة:164] أي: أغاثها بعد جدب وأنبت خيراتها وخضرتها، وأنبت ما فيها من فواكه ومآكل ومشارب، لمن خلقهم الله من عباده من رجال ونساء ومخلوقات أخرى.
قال تعالى: فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الأَرْضِ [الزمر:21] أي: جعله ينابيع؛ جمع ينبوع، وهي الجداول، جعل لها مسالك تحت الأرض، وتحتفظ به الأرض في باطنها، ثم بعد ذلك تتفجر عيوناً وآباراً وأنهراً جارية.
فيسقى به جذور النبات فيحيا النبات بما يحيا به الإنسان والحيوان.
قال تعالى: ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ [الزمر:21] ثم يخرج بهذا الماء الذي سلكه وأدخله في بطن الأرض آباراً وينابيع وجداول فأنبت به جميع أنواع الزروع منها ما يطول سنوات ودهراً، ومنها ما يعيش فصلاً دون آخر، واختلفت ألوان هذه الأشجار، والنباتات، فالماء واحد والزهر أنواع، فنجد هذا النبت بين أحمر وأخضر وأصفر كل ذلك بقدرة الله جل جلاله.
فقوله: ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ [الزمر:21] أي: بالماء الذي أنزل من السماء.
زَرْعًا [الزمر:21] أي: ما يزرع في الأرض من كل أنواع المزروعات.
مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ [الزمر:21]، ألوان: جمع لون. اختلفت الألوان بين حلو وحامض ومر، وبين أحمر وأصفر وأسود وما بين ذلك، أخرج هذه الألوان وهذه الطعوم المختلفة والألوان المختلفة بماء واحد أنزله من السماء فسلكه ينابيع في الأرض.
قال تعالى: ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا [الزمر:21] هذا الزرع المختلف ألوانه، تراه بعد زمن قد يبس وأخذ يتحات، وأخذ يتغير لون خضرته ولون حمرته ولون زرقته إلى اصفرار، أي: إلى شيخوخة النبات ونهايته كما قال تعالى بعد ذلك: ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا [الزمر:21] .
يجعله يتناثر فيصير حطاماً كأنه لم يكن هذا الذي حدث، فمن الذي خلقه؟ ومن الذي أحدثه؟ هو الله جل جلاله. وهكذا الإنسان نراه طفلاً، فنغيب عنه سنوات وإذا به أصبح شاباً، فنغيب عنه زمناً وإذا به أصبح كهلاً، ثم نغيب عنه سنوات وإذا به أصبح شيخاً، ثم نغيب سنوات وإذا به قد ذهب إلى ربه.
فجاء من الفناء وذهب إلى الفناء، وضرب الله المثل بهذا النبات، نمر على الأرض أيام الشتاء وإذا بها أراض بلقع، لا ترى فيها نبتاً يتحرك، فيأتي الربيع وإذا بالأرض تهتز بأنواع من النباتات: أزرق وأخضر وأحمر، وإذا بها تثمر وتصير بين حلو وحامض، وإذا بها بعد زمن تصفر، ثم نراها قد أخذت تيبس وتميل وتنتهي، وإذا بعد مدة تجدها تتساقط وتتناثر وتصبح حطاماً وكأنها لم تكن.
وهكذا يضرب الله هذا المثل للكافر، وقد ضربه في غير ما سورة وآية، والمعنى: فيا من تنكر المعاد والبعث والنشور ألا ترى هذا في الأرض الذي أنت على ظهرها، والذي منها خرجت، والذي إليها تعود؟!
ألم ترها يوماً وليس عليها نبت، ثم جئت فوجدتها قد أنبتت ثم أثمرت ثم أخذت تصفر ثم تحطمت؟
وهكذا الإنسان، أين آباؤنا وأجدادنا وقد كانوا مثلنا أحياء يأكلون ويشربون، يضحكون ويبكون، يسرون ويألمون وإذا بهم لم يبقوا، وكذلك نحن.
وهذا البيت الحرام كم مضى عليه؟ كم داسته من أقدام؟ كم صلى إلى كعبته من الخلق؟ يتجاوزون مئات الملايين فأين هم؟ جاءوا من التراب وذهبوا إلى التراب، ولذلك قال الشاعر الحكيم:
خفف الوطء ما أظن أديم الأرض إلا من هذه الأجساد
يا من تتعاظم وتتكبر على الله، والذي كأني بك وأنت تمشي على الأرض رأسك في السماء ورجلك في الأرض السابعة، ألا تدري على من تتكبر؟ ألا تدري هذه القدم التي ترفعها وتضعها بعنف وتعال وكبرياء تضعها على رمم آبائك وعلى جثث أجدادك؟ فيجري عليك يوماً من الأيام ما جرى لهم، وكما تفعل يفعل بك.
فإذا أنت تواضعت لخلق الله، وتأدبت بآداب الإنسان فضلاً عن آداب الإسلام، لن يكون الأمر كذلك، ولا شك أن هذا الذي ضربه الله مثلاً للإنسان واقع تراه العين وتسمعه الأذن وتحسه البشرة، ولا ينكره إلا أعمى البصيرة قبل أن يكون أعمى البصر.
ها نحن كذلك من طفولة إلى شباب إلى كهولة إلى شيخوخة، ثم كما يقول ربنا: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ [الزمر:30] .
وما ضرب الله الأرض والنبات والمياه مثلاً للإنسان إلا لأنه يرى الحياة ويرى القيامة ويرى الموت، في هذه الأرض التي يمشي على ظهرها من مشارق الأرض ومغاربها.
قال تعالى: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُوْلِي الأَلْبَابِ [الزمر:21] إن في الذي قصه الله علينا من نزول الماء من السماء ومن إنبات الأرض، وجعل ذلك أشكالاً وألواناً وأنواعاً، ثم تصير بعد ذلك يابسة متغيرة ثم تتحطم وتتناثر، هذا الذي يحدث ونراه كل عام سواءً كنا في مشرق الأرض أو في مغربها، فيه ذكرى للإنسان؛ ليفكر في ذلك ساعة من زمن، ويوماً من الأيام، كيف حصل هذا؟ من الذي صنعه؟ وبيد من؟
قد يقول الكافر: الطبيعة، وما الطبيعة؟ إن كان الماء فالله خلقه، وإن كانت الشمس فالله خلقها، إن كان الليل والنهار فالله قد خلقهما، فما الطبيعة إذاً؟ فمن قال: الطبيعة كمن جعل لله شريكاً من خلقه، فلا جواب إلا أن تقول: الله الذي خلق هذا الذي نراه كما خلقنا.
قال تعالى: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى [الزمر:21] أي: لتذكيراً وعبرة لكل مفكر وعاقل من ذوي العقول السليمة، والألباب: جمع لب وهي العقول.
فمن كان عاقلاً ومفكراً واعياً يجب عليه أن يتفكر، وكل إنسان كذلك إلا من نزع الله عنه عقله، فإذ ذاك أخذ ما وهب فأسقط ما أوجب، ولكن هذا بالنسبة للخلق من أقل القليل وأندر النادر، فقد حفظ الله علينا عقولنا وديننا.
قال تعالى: أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ [الزمر:22] .
هذا السلسلة من الآي هي أسئلة تقريرية فيها لفت نظر أولي الألباب والعقول، ودعوا الجواب للسامع العاقل كما مضى من بداية السورة إلى هنا.
فقوله: أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ [الزمر:22] سؤال تقريري.
قال: (أَفَمَنْ شَرَحَ) أي: هل من شرح الله صدره وفتحه للإسلام وأنار به بصيرته وتفتحت له سريرته كمن أغلق قلبه عن الإسلام وكفر به ولم ينشرح له ولم يستنر قلبه له، بل كان في ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج الرجل يده لم يكد يراها؟
معناه: هل الذي شرح الله صدره للإسلام ووسعه فصار مؤمناً عاقلاً واعياً خير، أم هذا الذي أخذته ظلمات فأغلق قلبه عن الإيمان وصعد الران على قلبه فكان مشركاً كافراً؟
ولن يتردد العاقل ولا المؤمن أن يقول: من شرح الله صدره للإيمان خير وأفضل وأكرم، وهو الإنسان الذي يجب أن يقتدى به.
عندما نزلت هذه الآية سأل العباس بن عبد المطلب رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم -وروايته عزيزة- فقال: (يا رسول الله! ما معنى شرح الله صدري للإسلام؟ قال: يفتحه، قال: وما علامة ذلك؟ قال: الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن الدنيا، والإعداد للموت قبل الموت) فعلامة انشراح صدر الإنسان وتوسيعه وتفتحه أن تراه مع نفسه يفكر: ما العاقبة يوم نقبل على الله؟ هل سنبقى مؤمنين إلى أن نلقاه؟ نرجو الله ذلك حتى يتقبلنا الله برحمته ورضاه.
ولذلك فهو يفكر باستمرار أنه ما عاش إلا ليموت، والعقلاء يعجبون من إنسان حكم الله بموته وهو مع ذلك يلهو ويلعب، وكلنا نعلم وكل حي على وجه الأرض يعلم أنه ميت لا محالة، وهو حكم صدر عن الله جل جلاله.
ونحن إذا رأينا إنساناً حكم عليه بالموت فكيف ينبغي أن يكون؟ ينبغي أن تجده في ذكر واستغفار فلا يكاد يبتسم، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً) .
ولكننا مع ذلك ونحن محكوم علينا بالموت تجدنا نتناسى ونتغافل ونلهو ونلعب، والقليل القليل منا من يقوم بواجباته، من يقوم بصلواته وصيامه.
القليل في الدنيا من يوحد الله ويقول: لا إله إلا الله، ومع ذلك نجد الناس يموتون يومياً صباحاً، ويموتون ظهراً، ويموتون ليلاً، ونحن نعلم أن يوماً من الأيام سيقال: كان فلان رحمه الله، إن فعل خيراً لله وإلا فقد يقولون: لا رده الله، لقد كان بلاءً على الناس.
وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (من شهدتم له بخير فهو في الجنة) ولذلك قال للمؤمنين من أصحابه عندما أثنوا على جنازة مضت: (وجبت، ثم مضت جنازة أخرى فأثنوا عليها شراً فقال: وجبت، فسئل المصطفى عليه الصلاة والسلام: ما وجبت الأولى وما وجبت الثانية؟ قال: عندما أثنيتم على الجنازة الأولى بالصلاح وبالخير قلت: وجبت، أي: وجبت له الجنة، وعندما أثنيتم شراً على الجنازة الثانية قلت: وجبت، أي: وجبت له النار، أنتم شهداء الله على خلقه) .
فقوله تعالى: أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ [الزمر:22] أي: مستنير بدينه وبأدلته على يقين تام أنه على الحق وغيره على الباطل، فهو مؤمن عن دليل ويقين وانشراح قلب وخاطر.
قال تعالى: فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ [الزمر:22] فالذين لم تنشرح صدورهم للإيمان هم قساة القلوب، وقد قال مالك بن دينار : أشد بلاء يبتلى به الإنسان على وجه الأرض أن يعاقب بقسوة القلب.
وقاسي القلب لا يفتح صدره للإسلام ولا لموعظة من كتاب أو سنة أو عارف من العارفين، فتجده قد صعد الران على قلبه، فلا يتأثر بآية ولا بحديث ولا يتأثر بموت، فهو من القسوة كالحجارة، بل إن من الحجارة ما يتفجر منه الأنهار، فهو أقسى من الحجارة، كما وصف الله اليهود لعنات الله عليهم تترى.
فقوله: فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ [الزمر:22] أي: يا ويل قساة القلوب الذين قلوبهم لم تنشرح للإسلام ولا لموعظة ولا لآية ولا لحديث ولا لحكمة يسمعونها.
والويل: وادٍ في جهنم. يا ويلهم يوم يدخلون إليه يشربون من حميمه فتتساقط أمعاؤهم من شربة واحدة، ثم تعاد ليعاد عذابهم.
قال: مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ [الزمر:22] أي: عن ذكر الله، وحروف الجر ينوب بعضها عن بعض. هؤلاء القاسية قلوبهم إذا ذكر الله لا تنفتح قلوبهم ولا تنشرح، فلا يتأثرون، ولا يتعظون ولا يعون.
قال تعالى: أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ [الزمر:22] أي: هؤلاء القساة قلوبهم التي صعد الران عليها، ولم تنشرح صدورهم لذكر لله، وللإسلام، هم في ضلال واضح بين يراه من يعلم ومن لا يعلم.
استمع المزيد من الشيخ محمد المنتصر بالله الكتاني - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
تفسير سورة الزمر [60-67] | 1923 استماع |
تفسير سورة الزمر [1-5] | 1913 استماع |
تفسير سورة الزمر [42-46] | 1901 استماع |
تفسير سورة الزمر [36-42] | 1842 استماع |
تفسير سورة الزمر [47-52] | 1764 استماع |
تفسير سورة الزمر [9-12] | 1633 استماع |
تفسير سورة الزمر [71-75] | 1548 استماع |
تفسير سورة الزمر [13-20] | 1201 استماع |
تفسير سورة الزمر [30-35] | 1143 استماع |
تفسير سورة الزمر [23-29] | 922 استماع |