أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله -جل جلاله- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يرد عنك وعن أهلك كيد الكائدين وحقد الحاقدين وظلم الظالمين واعتداء المعتدين، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك -ابنتي الكريمة الفاضلة-: فإنه ومما لا شك فيه أن الإنسان إذا وجد بعض التغير في حياته إلى الأسوأ، فإنه يتوقع أن يكون هناك شخص ما قد تدخل لإلحاق الضرر به، وقد يبدأ الإنسان في توجيه أصابع الاتهام إلى بعض الأقارب أو الأباعد أو أيضًا إلى محاولة تحليل الظاهرة التي يعاني منها إما أنها سحر أو عين أو مسّ أو حسد أو غير ذلك، وهذا أمر شائع – مع الأسف الشديد – أن الناس دائمًا يُعلقون الأشياء الخفية الغيبية على السحر والسحرة والكهنة والعرَّافين والجن، وهذا في الغالب ليس صحيحًا، فليس كل تغيُّرٍ في حياة الإنسان يكون سببه شيئا من هذا، لأن الله -تبارك وتعالى- جعل الدنيا دار ابتلاء وامتحان واختبار، كما قال سبحانه وتعالى: {ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا تُرجعون} ولا يلزم أن يكون الشر سببه بعض الأشرار، وإنما قد يكون أمرا جعله الله -تبارك وتعالى- عبرة وعظة ورد فعل وتنبيها وتحذيرا للمسلم، لعله يتذكر أو يخشى.

ولكن إذا ثبت فعلاً يقينًا أن هذا الأمر قد يكون بفعل فاعل، كسحر ساحر أو حسد حاسد، أو عين عائن، أو جنٍّ معتدٍ ظالمٍ غاشم، فلا مانع حقيقة من معالجته، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أوصانا بالتداوي والعلاج، بل وبشرنا بأن الله ما خلق داء إلا خلق له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله.

ولذلك إذا ثبت يقينًا بأن هناك نوعا من السحر - سواء كان مرشوشًا أو غيره – فهذا -ولله الحمد والمنَّة- له علاجه، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- عالج من العين، وعالج من المس، والنبي -عليه الصلاة والسلام- شخصيًا قد سحره بعض اليهود، ورقاه جبريل الأمين -عليه وعلى نبينا صلوات ربي وسلامه-.

ولذلك علاج السحر إذا كان مرشوشًا وتأكدنا من ذلك أننا نأتي بماء أيضًا ونقرأ عليه آيات الرقية، ومن الممكن أن يُضاف إليه بعض المواد كـ (السدر) مثلاً، وقد يُوضع عليه بعض المواد أيضًا كـ (المسك الأحمر) ويُخلط بالماء، ثم يُرش الماء، لأن الشيطان يكره المسك الأحمر كراهية شديدة، ثم يُرشُّ في أركان البيت، ويُقرأ أيضًا في زاوية كل غرفة من الغرف أو كل زوايا البيت عمومًا، يُقرأ فيها آية الكرسي، مع المعوذات الثلاث، وبإذن الله تعالى سيتم القضاء على هذا السحر المرشوش.

وإن كنت أنا أنصح فعلاً مع القراءة المجردة اللفظية باستعمال الماء المقروء عليه بهذه الطريقة، على أن تكون القراءة مكثفة، وأنا أفضل بأن يقرأ أهل البيت بأنفسهم، لأن صاحب العلة أحرص على مصلحة نفسه من غيره، فالأمر ليس سر مهنة، وإنما من الممكن أن يقوم به أي أحد من أفراد الأسرة، بشرط أن يكون محافظًا على الصلوات، وأن يكون على علاقة طيبة مع الله -تبارك وتعالى-، والأمر ليس كما ذكرتُ صعبًا، وإنما الأمر -إن شاء الله تعالى- في غاية السهولة.

نقرأ على الماء ثم نرشه في زوايا البيت كله سواء كان في الغرف أو في الصالات أو في غيرها، ولا مانع أن نرشَّ على باب مدخل البيت، وأن نرشَّ على زوايا البيت من الخارج إذا كان له حوش (مثلا) أو غير ذلك، و-بإذن الله تعالى- سيتم القضاء على هذا الأمر، وسوف نتخلص -إن شاء الله تعالى- من أي آثارٍ له.

بفضل الله تعالى أن علاج السحر بالرقية الشرعية، ولا مانع من تكرارها أيضًا، بمعنى أننا إذا رششنا الماء المقروء عليه ولم نر تحسنًا لا مانع من أن نرش مرة ثانية وثالثة ورابعة، وأنصح أيضًا بالاستماع إلى الرقية الشرعية للشيخ محمد جبريل – هذا المقرئ المصري – وهي موجودة على الإنترنت، الرقية الشرعية الطويلة، لأنها تطهر البيت من مردة الجن، وهي نافعة ومفيدة كما هو مُجرب.

أسأل الله لكم التوفيق والسداد، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.