عنوان الفتوى : ينقطع حكم السفر لمن يريد المكث أكثر من أربعة أيام تامة
عندما أسافر إلى عملي يكون ذلك قبل موعد صلاة الفجر بدقائق، أو ساعة على الأقل. عملي يبعد مسافة أكثر من 800 كيلومتر.
أنوي صلاة القصر للفجر، وأتوكل على الله في سفري. وعندما أصل مكان عملي يكون بعد العصر، فأنوي صلاة القصر للظهر ركعتين، ثم صلاة العصر ركعتين، وعند صلاة المغرب أصليها كما هي 3 ركعات، وعند صلاه العشاء أنوي صلاة القصر ركعتين.
وفي اليوم الثاني أصلي فروضي كما هي خلال فترة عملي.
وعند مغادرتي للعمل والذهاب إلى المنزل أقوم بنفس الشيء في اليوم الأول للسفر فقط، ومن اليوم الثاني أصلي الفروض كما هي. مده العمل 14 يوما، والإجازة 14 يوما.
هل يجوز لو تأخرت ووصلت بعد صلاة العشاء، أن أصلي جميع الفروض في وقت واحد (الظهر ركعتين-العصر ركعتين-المغرب ثلاث ركعات-العشاء ركعتين)؟
وشكرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه المسافة التي تقطعها من مدينتك إلى المدينة الأخرى التي تعمل بها، تبلغ مسافة القصر، فيجوز لك الترخص برخص السفر من قصر وجمع أثناء سفرك.
ولكن ينبغي التنبه إلى أن الصلاة التي يشرع قصرها في السفر هي الصلاة الرباعية فقط، وهي: الظهر والعصر والعشاء، وأما الفجر والمغرب فلا قصر فيهما، فتصلي الفجر ركعتين، والمغرب ثلاثًا سفرًا وحضرًا.
وإذا وصلت إلى المدينة التي تعمل بها فينحل سفرك طالما أنك ستمكث بها أكثر من أربعة أيام تامة؛ إذ ذكرت أن مدة العمل 14 يومًا، والإجازه 14 يومًا.
وعليه؛ فإذا وصلتها فأنت في حكم المقيم بها، وليس لك القصر ولا الجمع، بل تؤدي كل صلاة في وقتها تامة، سواء في اليوم الأول من وصولك أو غيره حتى تنشئ سفرا جديدا، وقد سبق أن بيَّنَّا ذلك في الفتوى: 331423.
هذا، ولا يجوز لك أن تخرج الصلاة عن وقتها فتصليها مجموعة آخر اليوم بحجة السفر، بل الواجب عليك أن تصلي الصلاة في وقتها أثناء سفرك. ولك حينئذ أن تترخص برخص السفر؛ فتقصر الرباعية، وتجمع بين الظهر والعصر في وقت إحداهما، وبين المغرب والعشاء في وقت إحداهما.
والله أعلم.