تفسير سورة الأحزاب [72-73]


الحلقة مفرغة

معنى الأمانة وأحكامها

قال الله تعالى: إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا [الأحزاب:72].

شرحنا في الدرس السابق بعض معاني هذه الآية العظيمة الكريمة، ونحن اليوم نتمم ذلك بعون الله وتوفيقه.

هذه السورة فيها أحكام خاصة بالنبي صلى الله عليه وعلى آله، وفيها أحكام عامة للمؤمنين، فناسب أن تكون خاتمتها أمراً شاملاً لكل تلك الأحكام ولجميع تلك المعاني، فذكرت الأمانة، وقد قيل: (لا إيمان لمن لا أمانة له).

والأمانة كلمة فسرت بتفاسير متعددة، فسرت بكلمة الشهادة، وفسرت بالإسلام، وفسرت بالقيام بالأركان، وفسرت بحفظ ودائع الناس، وفسرت بالعدل ونشره في الأرض ودفع الظلم وقتال الظالمين، وفي الحقيقة أن الأمانة كلمة جامعة شاملة، تشمل الإسلام في جميع أركانه، المؤمن مؤتمن على عقيدته ومؤتمن على طاعة ربه، ومؤتمن على حواسه بألا يرى ما حرم الله، وألا يسمع ما حرم الله، وألا يحل ثيابه فيما حرم الله.

والمرأة مؤتمنة في دينها وعلى نفسها وفي مال زوجها.

والأمّة مؤتمنة على أوطانها وعلى دينها وعلى فقرائها ومساكينها.

والدولة مؤتمنة على رعاياها وعلى حدود بلادها وعلى نشر العدل بينهم.

فإذا زالت الأمانة ضاع الإيمان بين الناس، وضاعت البلاد، وهتكت الأعراض، وضاعت الأموال، وأصبح الإنسان حيواناً في غاب لا يقدم ولا يؤخر ولا يحلل ولا يحرم، شأن الكافرين في أحوالهم وأعمالهم.

هذه الأمانة التي بهذه المعاني قال الله فيها: إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا [الأحزاب:72].

قال ربنا للسماوات: أتحملن الأمانة فإذا أحسنتن أثبتن بالخير وإذا أسأتن عوقبتن؟ فأشفقن وخفن وعجزن وأبين قبول ذلك، وكان عرضاً ولم يكن أمراً، وكان تخييراً ولم يكن إرادة صادرة، وإلا فلو أمر الله فليس لأحد أن يعصيه ولا أن يخرج عن أمره.

وقال جل جلاله مثل ذلك للأرض، وقال مثل ذلك للجبال وهي جزء من الأرض، فامتنع الكل وأبى لا معصية، ولكن خوفاً وعجزاً، خوفاً من الله أن يعجزن عن تحمل هذه الأمانة، فيمحقن ويدمرن ويزلن.

أقوال العلماء في كون الجمادات تعقل الأمر

واختلف العلماء في معنى الآية، هل هو على ظاهره، أمرت الجمادات فأجابت، أو هناك كلمة محذوفة، أو هو ضرب مثل؟

فقد قال بكل ذلك أعلام ومفسرون، وسنعرض لكلامهم لنقبل ونرد، وما لا دليل عليه لا يجوز أن يعمل به، فالذين قالوا: الأمر كان للجمادات؛ وهي قد عقلت أمر الله وليس هذا بالأمر الجديد ولا الشاذ، فقد قال تعالى في كتابه: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ [الإسراء:44].

والسماوات شيء، والأرض شيء، والجبال شيء، وهي تسبح الله، فإذاً تعقل بما أودع الله فيها من حس وعقل، ولكننا لا نفقه ذلك ولا نفهمه، حتى إننا في أنفسنا لا نفهم جميع لغاتنا ولهجاتنا، وإن تعلم أحدنا يتعلم بضع لغات، والأرض فيها مئات من اللغات.

فترى الإنسان يجتمع مع إنسان آخر وهما من أرومة واحدة، ومن أب واحد وأم واحدة، ولا يفهم أحدهما الآخر، فكيف نفهم الجمادات؟!

وقال الله عن الحجارة: وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ [البقرة:74] يعني: أن الحجارة تخشى الله وتخافه وتهبط وتدهده.

وقال الله عن الجمادات: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ [الحج:18] فذكر الله الجبال والشجر والشمس والنجوم والقمر، وغير ذلك من الجمادات، ذكر أنها تسبحه سبحانه وتسجد له وتعبده وتوحده، فهي إذاً تعقل.

بل وفي دنيانا في قصة المنبر النبوي عندما حن عندما تركه النبي عليه الصلاة والسلام، فهو خشب قد قطع من شجر وهو جماد في الأصل والفرع، ومع ذلك عندما تركه عليه الصلاة والسلام شعر بذلك وحن وصوت حتى سمعه جميع من في المسجد.

والقصة صحيحة في جميع أمهات كتب السنة لم ينكرها أحد، ويبقى المعنى في الآية على ظاهره: بأن الله عرض على السماوات وعلى الأرض وعلى الجبال حمل الأمانة، عرضها عليها ولم يأمرها، فمع عظم الأمانة امتنعن عن حملها إشفاقاً وخوفاً، لا معصية ولا خلافاً.

أما من قال: إن هناك كلمة محذوفة يدل عليها المعنى، فقدرها وقال: (إنا عرضنا الأمانة على أهل السماوات وعلى أهل الأرض وعلى أهل الجبال) نقول: هذا كلام لا يستقيم، وأعجب كيف ذكر هذا في كتب التفسير منسوباً لأعلام وأئمة، فأهل السماوات هم الملائكة، والملائكة محملون بأمانة تخصهم، لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6].

وأهل الأرض نحن، ونحن قد تحملنا الأمانة عن عجز منا وجهل وظلم، وأهل الجبال كذلك.

فإذاً: هذا المعنى لا يستقيم، وهي زيادة على الآية لم ترد عن صحابي فضلاً عن الله ورسول الله عليه الصلاة والسلام.

وقال القفال : هو ضرب مثل.

والأمثال يضربها الله للناس، ومعناه: نحن أمرنا السماوات والأرض والجبال على عظم أجرامها وعلى ما فيها من عرض وطول وسعة، ومع ذلك عجزت عن حملها وقال لسان حالها: نحن نشفق عن أن نحمل ذلك ونعجز.

نقول: هذا التقدير لا حاجة إليه، ما دام قد ثبت قرآناً وسنةً أن الذي أنطقنا ونحن نوع من أنواع الجمادات عندما نموت، وهذه الروح المزروعة فينا هي من أمر الله، ولا يعلم كنهها إلا الله، قال تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا [الإسراء:85] هذه الروح عندما يأخذها واهبها يعود الإنسان تراباً وجماداً كما كان، كذلك هذه الأرض أعطاها الله حساً وإدراكاً مع غيرها من الجمادات كالسماوات والجبال، فهي تدرك بما تسبح الله وتسجد له، وهذا تأكد في القرآن باليقين في غير ما آية، وتأكد في السنة المتواترة المستفيضة، فلا حاجة إلى تأويل ولا إلى زيادة كلمة.

ظلم الإنسان لنفسه بتحمله الأمانة وعدم القيام بها

قال تعالى: إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا [الأحزاب:72] أي: امتنعن عن حملها شفقةً عن كونها تعجز عن حملها.

قال تعالى: وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ [الأحزاب:72] أي: الإنسان الأول آدم عليه السلام، عرض الله عليه الأمانة فقبلها، ولكنه ما كاد ينتهي ما بين الظهر إلى العصر وهو في الجنة إلا وقد ارتكب الخطيئة، فأكل من الشجرة المحرمة، واغتر بوسواس الشيطان هو وأمنا حواء.

فكان بهذا عاجزاً عن حمل الأمانة ظالماً لنفسه في قبوله للأمانة، وهو لم يستطع منذ الساعات الأولى تقبلها، ثم قد جهل في نفسه حقيقة هذه الأمانة ومسئولياتها وعظمة ما فيها مدى الحياة.

كان السلف يعيشون مئات السنين، وقد قص الله علينا قصة نوح وأنه مكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً، وتحكي التوراة والإنجيل عن أنبياء بني إسرائيل أنهم عاشوا مئات السنين، كذلك يؤكد ذلك إخبار الله تعالى في كتابه المهيمن على الكتب السماوية في قصة نوح في القرآن الكريم.

فقوله: (الإنسان) ذكرت هذه الكلمة بالألف واللام فهي وإن خص بها الإنسان الأول آدم عليه السلام، فإنما خصته لأنه كان مفرداً، ولكنها بعد ذلك عمت كل من يمكن أن يطلق عليه إنسان، فآدم إنسان وزوجته إنسان وأولاده وإلى يوم القيامة من ذكور وإناث كذلك أناسي، فحملها الكل.

قال تعالى: إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا [الأحزاب:72].

أي: ظلم نفسه بتحمل الأمانة وعجز عن تحملها، فآدم ارتكب ما ارتكب وغفر الله له كما أخبرنا ربنا جل جلاله، أما ولداه قابيل وهابيل فصنعا ما لا يزال القاتل منهما يتحمل الإثم إلى يوم القيامة.

كما قال عليه الصلاة والسلام: (من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة)، فهو قد قتل روحاً ظلماً وعدواناً حسداً وتكبراً، وعلم الإنسان بعده القتل والظلم وإزهاق الأرواح بغير حق، فهو مع تحمله الأمانة ظلم نفسه فارتكب كبيرةً من الكبائر بقتل أخيه، وقطع رحمه حيث ارتكب معه ما لا يرتكبه عدو مع عدوه.

وعدد الناس اليوم في الأرض ما يقرب من أربعة مليارات من البشر، ومليار أو قريب منه هم مسلمون، والباقون بين وثني يعبد الحجارة ويعبد الخلق ويعبد الطبيعة ويعبد ماركس ولينين ، وبين طبقة تعبد العزير والعجل، وطبقة تعبد عيسى ومريم.

والمسلمون حملوا الأمانة فيما زعموه، ومع ذلك هذا المليار من الخلق منهم من أصبح شيوعياً، ومنهم من أصبح اشتراكياً، ومنهم من أصبح ماسونياً، وما بقي من المؤمنين -وهم قلة- إلا من رحم ربك.

ولذلك قال الله عن المؤمنين الحق: ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ [الواقعة:13-14]، فهؤلاء وإن كانوا ينسبون إلى الإسلام فهم مع كفرهم بالله وارتدادهم وخروجهم من الإسلام أفواجاً كما دخل آباؤهم في الإسلام أفواجاً، عادوا فألغوا الأمانة كلها.

كذلك الأتقياء من المسلمين قد يعصون وقد يخالفون وقد يرتكبون، ولكن إذا سلمت لهم العقيدة، وإذا سلمت لهم الأركان الخمسة من الشهادتين والصلاة والزكاة والصيام والحج فهم على خير على كل حال، وما سوى ذلك، فإن الحسنات يذهبن السيئات.

فالإنسان المتحمل للأمانة قد حمل نفسه ما لا تطيق، كما رأينا الأولين وقرأنا عنهم في كتاب ربنا، وكما رأينا المعاصرين وقد غلب عليهم الخيانة في تحمل الأمانة، ومن هنا وصف الله الإنسان بظلم نفسه.

فقوله: وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا [الأحزاب:72] أي: كان جاهلاً بحقيقة ما تحمّل، كان جاهلاً أن من تحمل الأمانة يجب أن يحملها ما دام فيه عرق ينبض وإلى أن يلقى الله، فهو في صحوه ونومه، وهو في شبابه وشيخوخته، وهو في حضره وسفره، وهو في مرضه وصحته كان الواجب عليه أن يلتزم بهذا الذي احتمله والذي التزمه، ولكن لم يلتزم ذلك، بل كان ظالماً لنفسه، ومن هنا وصفه الله بأنه ظلوم كثير الظلم لنفسه؛ لأنه التزم شيئاً ولم يقم به.

فمن حين نصبح إلى أن نمسي وربنا يدعونا إلى أوقات معهودة نؤدي الصلاة فيها والوقوف بين يديه، مناجين قائمين راكعين ساجدين ذاكرين، ومن حين نصبح إلى حين نمسي وعلينا مسئوليات أنفسنا ولأزواجنا ولأولادنا ولمجتمعنا، ولعموم مسلمي الأرض، وعلينا واجبات كثيرة، من أهمها أن نعلن كلمة الله وأن نقاتل أعداء الله إلى أن نلقى الله، ويفعل ذلك من أكرمه الله وأعانه الله وحرص على ذلك وهم قلة، ومع ذلك تجدهم ارتكبوا ما يخالف الأمانة، ولكن الحسنات يذهبن السيئات.

أي: أن الله تعالى جل جلاله أظهر لنا ميزة الأمانة وقيمتها، وأنها الكلمة الجامعة الشاملة لكل ما أمر به المسلم في دنياه إلى أن يلقى ربه، ومع ذلك وصف الله الإنسان بالظلم لنفسه في تحمله الأمانة، وبالجهل في معرفته بحقيقة الأمانة وعاقبتها، ولكون هذه السماوات العلا وهذه الأرض السفلى وهذه الجبال وما خلق الله فوقنا وتحتنا على عظمة أجرامها عجزت وخافت وخشيت من التحمل، فامتنعت وأبت مع خضوعها لأمر الله، وهي لم تؤمر ولو أمرت لنفذت على قدر ما تستطيع.

قال الله تعالى: إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا [الأحزاب:72].

شرحنا في الدرس السابق بعض معاني هذه الآية العظيمة الكريمة، ونحن اليوم نتمم ذلك بعون الله وتوفيقه.

هذه السورة فيها أحكام خاصة بالنبي صلى الله عليه وعلى آله، وفيها أحكام عامة للمؤمنين، فناسب أن تكون خاتمتها أمراً شاملاً لكل تلك الأحكام ولجميع تلك المعاني، فذكرت الأمانة، وقد قيل: (لا إيمان لمن لا أمانة له).

والأمانة كلمة فسرت بتفاسير متعددة، فسرت بكلمة الشهادة، وفسرت بالإسلام، وفسرت بالقيام بالأركان، وفسرت بحفظ ودائع الناس، وفسرت بالعدل ونشره في الأرض ودفع الظلم وقتال الظالمين، وفي الحقيقة أن الأمانة كلمة جامعة شاملة، تشمل الإسلام في جميع أركانه، المؤمن مؤتمن على عقيدته ومؤتمن على طاعة ربه، ومؤتمن على حواسه بألا يرى ما حرم الله، وألا يسمع ما حرم الله، وألا يحل ثيابه فيما حرم الله.

والمرأة مؤتمنة في دينها وعلى نفسها وفي مال زوجها.

والأمّة مؤتمنة على أوطانها وعلى دينها وعلى فقرائها ومساكينها.

والدولة مؤتمنة على رعاياها وعلى حدود بلادها وعلى نشر العدل بينهم.

فإذا زالت الأمانة ضاع الإيمان بين الناس، وضاعت البلاد، وهتكت الأعراض، وضاعت الأموال، وأصبح الإنسان حيواناً في غاب لا يقدم ولا يؤخر ولا يحلل ولا يحرم، شأن الكافرين في أحوالهم وأعمالهم.

هذه الأمانة التي بهذه المعاني قال الله فيها: إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا [الأحزاب:72].

قال ربنا للسماوات: أتحملن الأمانة فإذا أحسنتن أثبتن بالخير وإذا أسأتن عوقبتن؟ فأشفقن وخفن وعجزن وأبين قبول ذلك، وكان عرضاً ولم يكن أمراً، وكان تخييراً ولم يكن إرادة صادرة، وإلا فلو أمر الله فليس لأحد أن يعصيه ولا أن يخرج عن أمره.

وقال جل جلاله مثل ذلك للأرض، وقال مثل ذلك للجبال وهي جزء من الأرض، فامتنع الكل وأبى لا معصية، ولكن خوفاً وعجزاً، خوفاً من الله أن يعجزن عن تحمل هذه الأمانة، فيمحقن ويدمرن ويزلن.