أبواب الزهد [1]


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

قال المصنف رحمه الله: [ أبواب الزهد.

باب الزهد في الدنيا.

حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا عمرو بن واقد القرشي قال: حدثنا يونس بن ميسرة بن حلبس عن أبي إدريس الخولاني.. ].

والملاحم كلها التي تكون في آخر الزمان كلها بعد زوال المادة والحضارة ويعود الناس إلى ما كانوا عليه في الصدر الأول, وذلك من المراكب والسلاح.

قال: [ عن أبي ذر الغفاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ليس الزهادة في الدنيا بتحريم الحلال، ولا في إضاعة المال، ولكن الزهادة في الدنيا أن لا تكون بما في يديك أوثق منك بما في يد الله، وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أصبت بها، أرغب منك فيها لو أنها أبقيت لك ).

قال هشام: كان أبو إدريس الخولاني يقول: مثل هذا الحديث في الأحاديث، كمثل الإبريز في الذهب.

حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا الحكم بن هشام قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن أبي فروة عن أبي خلاد، وكانت له صحبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا رأيتم الرجل قد أعطي زهداً في الدنيا، وقلة منطق، فاقتربوا منه، فإنه يلقي الحكمة ).

حدثنا أبو عبيدة بن أبي السفر قال: حدثنا شهاب بن عباد قال: حدثنا خالد بن عمرو القرشي عن سفيان الثوري عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي، قال: ( أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله! دلني على عمل إذا أنا عملته أحبني الله وأحبني الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبوك ).

حدثنا محمد بن الصباح قال: أنبأنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن سمرة بن سهم، رجل من قومه، قال: ( نزلت على أبي هاشم بن عتبة وهو طعين، فأتاه معاوية يعوده، فبكى أبو هاشم، فقال معاوية: ما يبكيك؟ أي خال، أوجع يشئزك، أم على الدنيا، فقد ذهب صفوها؟ قال: على كل، لا، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي عهداً، وددت أني كنت تبعته، قال: إنك لعلك تدرك أموالاً تقسم بين أقوام، وإنما يكفيك من ذلك خادم ومركب في سبيل الله، فأدركت فجمعت ).

حدثنا الحسن بن أبي الربيع قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس، قال: ( اشتكى سلمان، فعاده سعد، فرآه يبكي فقال له سعد: ما يبكيك يا أخي؟ أليس قد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أليس، أليس؟ قال سلمان: ما أبكي واحدة من اثنتين، ما أبكي صباً للدنيا، ولا كراهية للآخرة، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلينا عهداً، فما أراني إلا قد تعديت، قال: وما عهد إليك؟ قال: عهد إلينا أنه يكفي أحدكم مثل زاد الراكب ولا أراني إلا قد تعديت، وأما أنت يا سعد، فاتق الله عند حكمك إذا حكمت، وعند قسمك إذا قسمت، وعند همك إذا هممت. قال ثابت: فبلغني أنه ما ترك إلا بضعة وعشرين درهماً من نفيقة كانت عنده ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب الهم بالدنيا.

حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن عمر بن سليمان، قال: سمعت عبد الرحمن بن أبان بن عثمان بن عفان عن أبيه قال: ( خرج زيد بن ثابت من عند مروان بنصف النهار، قلت: ما بعث إليه هذه الساعة إلا لشيء يسأل عنه، فسألته، فقال: سألنا عن أشياء سمعناها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة ).

حدثنا علي بن محمد والحسين بن عبد الرحمن، قالا: حدثنا عبد الله بن نمير عن معاوية النصري عن نهشل عن الضحاك عن الأسود بن يزيد، قال: قال عبد الله: سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول: ( من جعل الهموم هما واحداً هم المعاد، كفاه الله هم دنياه، ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا، لم يبال الله في أي أوديته هلك ).

حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال: حدثنا عبد الله بن داود عن عمران بن زائدة عن أبيه عن أبي خالد الوالبي عن أبي هريرة، قال -ولا أعلمه إلا وقد رفعه- قال: ( يقول الله سبحانه: يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنًى، وأسد فقرك، وإن لم تفعل، ملأت صدرك شغلاً، ولم أسد فقرك ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب مثل الدنيا.

حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا أبي ومحمد بن بشر، قالا: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: سمعت المستورد أخا بني فهر، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ما مثل الدنيا في الآخرة، إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم، فلينظر بم يرجع ).

حدثنا يحيى بن حكيم قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا المسعودي قال: أخبرني عمرو بن مرة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله، قال: ( اضطجع النبي صلى الله عليه وسلم على حصير، فأثر في جلده، فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله! لو كنت آذنتنا ففرشنا لك شيئاً يقيك منه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما أنا والدنيا، إنما أنا والدنيا كراكب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها ).

حدثنا هشام بن عمار وإبراهيم بن المنذر الحزامي ومحمد بن الصباح، قالوا: قال: حدثنا أبو يحيى زكريا بن منظور قال: حدثنا أبو حازم عن سهل بن سعد، قال: ( كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي الحليفة، فإذا هو بشاة ميتة شائلة برجلها، فقال: أترون هذه هينة على صاحبها؟ فوالذي نفسي بيده، للدنيا أهون على الله من هذه على صاحبها، ولو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة، ما سقى كافراً منها قطرة أبداً ).

حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي قال: حدثنا حماد بن زيد عن مجالد بن سعيد الهمداني عن قيس بن أبي حازم الهمداني، قال: حدثنا المستورد بن شداد، قال: ( إني لفي الركب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أتى على سخلة منبوذة، قال: فقال: أترون هذه هانت على أهلها؟ قال: قيل: يا رسول الله! من هوانها ألقوها، -أو كما قال- قال: فوالذي نفسي بيده، للدنيا أهون على الله من هذه على أهلها ).

حدثنا علي بن ميمون الرقي قال: حدثنا أبو خليد عتبة بن حماد الدمشقي عن ابن ثوبان عن عطاء بن قرة عن عبد الله بن ضمرة السلولي، قال: حدثنا أبو هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: ( الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ذكر الله وما والاه، أو عالماً أو متعلماً ).

حدثنا أبو مروان محمد بن عثمان العثماني قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ).

حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي قال: حدثنا حماد بن زيد عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر قال: ( أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض جسدي، فقال: يا عبد الله، كن في الدنيا كأنك غريب، أو كأنك عابر سبيل، وعد نفسك من أهل القبور ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب من لا يؤبه له.

حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا سويد بن عبد العزيز عن زيد بن واقد عن بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ألا أخبرك عن ملوك الجنة؟ قلت: بلى، قال: رجل ضعيف مستضعف، ذو طمرين لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبره ).

حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا سفيان عن معبد بن خالد، قال: سمعت حارثة بن وهب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ألا أنبئكم بأهل الجنة؟ كل ضعيف متضعف، ألا أنبئكم بأهل النار؟ كل عتل جواظ مستكبر ).

حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة عن صدقة بن عبد الله عن إبراهيم بن مرة عن أيوب بن سليمان عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن أغبط الناس عندي، مؤمن خفيف الحاذ، ذو حظ من صلاة، غامض في الناس، لا يؤبه له، كان رزقه كفافاً وصبر عليه، عجلت منيته، وقل تراثه، وقلت بواكيه ).

حدثنا كثير بن عبيد الحمصي قال: حدثنا أيوب بن سويد عن أسامة بن زيد عن عبد الله بن أبي أمامة الحارثي عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( البذاذة من الإيمان )، قال: البذاذة: القشافة، يعني: التقشف.

حدثنا سويد بن سعيد قال: حدثنا يحيى بن سليم عن ابن خثيم عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ألا أنبئكم بخياركم؟ قالوا: بلى، يا رسول الله، قال: خياركم الذين إذا رؤوا، ذكر الله عز وجل ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب منزلة الفقراء.

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا محمد بن بشر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم، خمسمائة عام ) ].

وليس المراد بذلك هو التخفف من الدنيا هو الذي عجل بهم لدخول الجنة، ولكن المراد بذلك هي تبعة المال؛ لأن المال ترف، وغنى، وكبر يورث الإنسان, فيحمله إلى الكبر على الحق والعلو عليه، وكذلك الظلم والبغي، والفقير هو متجرد من ذلك كله، وهو أقرب إلى التواضع وعدم الترف؛ ولهذا يغلب سوء الرأي والهوى في المترفين، ويظهر الحق عند الضعفاء وهم أغلب أهل الجنة، وأما بالنسبة لأهل النار فهم المتكبرون والجواظون.

قال: [ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا بكر بن عبد الرحمن قال: حدثنا عيسى بن المختار عن محمد بن أبي ليلى عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله عليه وسلم قال: ( إن فقراء المسلمين أو المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بمقدار خمسمائة سنة ).

حدثنا إسحاق بن منصور قال: أخبرنا أبو غسان بهلول قال: حدثنا موسى بن عبيدة عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر، قال: ( اشتكى فقراء المهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فضل الله به عليهم أغنياءهم، فقال: يا معشر الفقراء! ألا أبشركم، إن فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم، خمسمائة عام, ثم تلا موسى هذه الآية: وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ [الحج:47] ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب مجالسة الفقراء.

حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم التيمي أبو يحيى قال: حدثنا إبراهيم أبو إسحاق المخزومي عن المقبري عن أبي هريرة، قال: ( كان جعفر بن أبي طالب يحب المساكين ويجلس إليهم ويحدثهم ويحدثونه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكنيه: أبا المساكين ).

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعبد الله بن سعيد، قالا: حدثنا أبو خالد الأحمر عن يزيد بن سنان عن أبو المبارك عن عطاء عن أبي سعيد الخدري، قال: ( أحبوا المساكين، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: اللهم أحيني مسكيناً، وأمتني مسكيناً، واحشرني في زمرة المساكين ).

حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان قال: حدثنا عمرو بن محمد العنقزي قال: حدثنا أسباط بن نصر عن السدي ].

أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان هذا لم يخرج له إلا ابن ماجه من رواته من الكتب الستة، تفرد بإخراجه وهو ثقة.

قال: [ عن أبي سعد الأزدي -وكان قارئ الأزد- عن أبي الكنود عن خباب ( في قوله تعالى: وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ [الأنعام:52], إلى قوله: فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ [الأنعام:52], قال: جاء الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصن الفزاري، فوجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع صهيب وبلال وعمار وخباب، قاعداً في ناس من الضعفاء من المؤمنين، فلما رأوهم حول النبي صلى الله عليه وسلم حقروهم، فأتوه فخلوا به وقالوا: إنا نريد أن تجعل لنا منك مجلساً، تعرف لنا به العرب فضلنا، فإن وفود العرب تأتيك فنستحيي أن ترانا العرب مع هذه الأعبد، فإذا نحن جئناك فأقمهم عنك، فإذا نحن فرغنا فاقعد معهم إن شئت، قال: نعم، قالوا: فاكتب لنا عليك كتاباً، قال: فدعا بصحيفة، ودعا عليا ليكتب، ونحن قعود في ناحية، فنزل جبريل عليه السلام فقال: وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ [الأنعام:52], ثم ذكر الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن، فقال: وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ [الأنعام:53], ثم قال: وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ [الأنعام:54], قال: فدنونا منه حتى وضعنا ركبنا على ركبته، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس معنا، فإذا أراد أن يقوم قام وتركنا، فأنزل الله: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ [الكهف:28], ولا تجالس الأشراف, تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا [الكهف:28], يعني: عيينة والأقرع، وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا [الكهف:28], قال: هلاكاً. قال: أمر عيينة والأقرع، ثم ضرب لهم مثل الرجلين ومثل الحياة الدنيا. قال خباب: فكنا نقعد مع النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا بلغنا الساعة التي يقوم، قمنا وتركناه حتى يقوم ).

حدثنا يحيى بن حكيم قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا قيس بن الربيع عن المقدام بن شريح عن أبيه عن سعد قال: ( نزلت هذه الآية فينا ستة: في وفي ابن مسعود وصهيب وعمار والمقداد وبلال. قال: قالت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا لا نرضى أن نكون أتباعاً لهم، فاطردهم عنك، قال: فدخل قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك ما شاء الله أن يدخل، فأنزل الله عز وجل: وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ [الأنعام:52], الآية ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب في المكثرين.

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب، قالا: حدثنا بكر بن عبد الرحمن قال: حدثنا عيسى بن المختار عن محمد بن أبي ليلى عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ( ويل للمكثرين، إلا من قال بالمال هكذا وهكذا وهكذا وهكذا, أربع: عن يمينه، وعن شماله، ومن قدامه، ومن ورائه ).

حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري قال: حدثنا النضر بن محمد قال: حدثنا عكرمة بن عمار قال: حدثني أبو زميل -هو: سماك- عن مالك بن مرثد الحنفي عن أبيه عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الأكثرون هم الأسفلون يوم القيامة، إلا من قال بالمال هكذا وهكذا، وكسبه من طيب ).

حدثنا يحيى بن حكيم قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الأكثرون هم الأسفلون، إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا, ثلاثاً ).

حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد عن أبي سهيل بن مالك عن أبيه عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما أحب أن أحداً عندي ذهباً، فتأتي علي ثالثة وعندي منه شيء، إلا شيء أرصده في قضاء دين ).

حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا صدقة بن خالد قال: حدثنا يزيد بن أبي مريم عن أبي عبيد الله مسلم بن مشكم عن عمرو بن غيلان الثقفي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اللهم من آمن بي وصدقني، وعلم أن ما جئت به هو الحق من عندك، فأقلل ماله وولده، وحبب إليه لقاءك، وعجل له القضاء، ومن لم يؤمن بي ولم يصدقني، ولم يعلم أن ما جئت به الحق من عندك، فأكثر ماله وولده، وأطل عمره ).

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عفان قال: حدثنا غسان بن برزين (ح)، وحدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي قال: حدثنا غسان بن برزين قال: حدثنا سيار بن سلامة عن البراء السليطي عن نقادة الأسدي، قال: ( بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل يستمنحه ناقة، فرده، ثم بعثني إلى رجل آخر فأرسل إليه بناقة، فلما أبصرها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم بارك فيها، وفيمن بعث بها, قال نقادة: فقلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: وفيمن جاء بها! قال: وفيمن جاء بها, ثم أمر بها فحلبت فدرت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم أكثر مال فلان - للمانع الأول - واجعل رزق فلان يوماً بيوم, للذي بعث بالناقة ).

حدثنا الحسن بن حماد قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد القطيفة وعبد الخميصة، إن أعطي رضي، وإن لم يعط لم يف ).

حدثنا يعقوب بن حميد قال: حدثنا إسحاق بن سعيد عن صفوان بن سليم عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب القناعة.

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس ).

حدثنا محمد بن رمح قال: حدثنا عبد الله بن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر و حميد بن هانئ الخولاني أنهما سمعا أبا عبد الرحمن الحبلي يخبر عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( قد أفلح من هدي إلى الإسلام، ورزق الكفاف، وقنع به ).

حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع قال: حدثنا الأعمش عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً ).

حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا أبي ويعلى عن إسماعيل بن أبي خالد عن نفيع عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من غني ولا فقير إلا ود يوم القيامة أنه أتي من الدنيا قوتاً ).

حدثنا سويد بن سعيد ومجاهد بن موسى، قالا: حدثنا مروان بن معاوية قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي شميلة عن سلمة بن عبيد الله بن محصن الأنصاري عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أصبح منكم معافى في جسده، آمناً في سربه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا ).

حدثنا أبو بكر قال: حدثنا وكيع وأبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فإنه أجدر ألا تزدروا نعمة الله ). قال أبو معاوية: ( عليكم ) ].

فإن الإنسان إذا نظر إلى من دونه شكر، وإذا نظر إلى من فوقه كفر، وهذا غالباً.

قال: [حدثنا أحمد بن سنان قال: حدثنا كثير بن هشام قال: حدثنا جعفر بن برقان قال: حدثنا يزيد بن الأصم

عن أبي هريرة رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن إنما ينظر إلى أعمالكم وقلوبكم ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب معيشة آل محمد صلى الله عليه وسلم.

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الله بن نمير وأبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، قالت: ( إن كنا، آل محمد صلى الله عليه وسلم لنمكث شهراً ما نوقد فيه بنار، ما هو إلا التمر والماء، إلا أن ابن نمير قال: نلبث شهراً ).

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن عائشة، قالت: ( لقد كان يأتي على آل محمد صلى الله عليه وسلم الشهر ما يرى في البيت من بيوته الدخان. قلت: فما كان طعامهم؟ قالت: الأسودان، التمر والماء، غير أنه كان لنا جيران من الأنصار جيران صدق، وكانت لهم ربائب، فكانوا يبعثون إليه ألبانها. قال محمد: وكانوا تسعة أبيات ).

حدثنا نصر بن علي قال: حدثنا بشر بن عمر قال: حدثنا شعبة عن سماك عن النعمان بن بشير، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتوي، في اليوم من الجوع، ما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه ).

حدثنا أحمد بن منيع قال: حدثنا الحسن بن موسى قال: حدثنا شيبان عن قتادة عن أنس بن مالك، قال: ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مراراً: والذي نفس محمد بيده، ما أصبح عند آل محمد صاع حب ولا صاع تمر, وإن له يومئذ لتسع نسوة ).

حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا أبو المغيرة قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن علي بن بذيمة عن أبي عبيدة عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما أصبح في آل محمد إلا مد من طعام ), أو: ( ما أصبح في آل محمد مد من طعام ).

حدثنا نصر بن علي قال: أخبرني أبي عن شعبة عن عبد الأكرم -رجل من أهل الكوفة- عن أبيه عن سليمان بن صرد، قال: ( أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمكثنا ثلاث ليال لا نقدر - أو لا يقدر- على طعام ).

حدثنا سويد بن سعيد قال: حدثنا علي بن مسهر عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، قال: ( أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً بطعام سخن، فأكل، فلما فرغ قال: الحمد لله، ما دخل بطني طعام سخن منذ كذا وكذا ) ].


استمع المزيد من الشيخ عبد العزيز الطَريفي - عنوان الحلقة اسٌتمع
أبواب الأذان والسنة فيها 2550 استماع
أبواب التجارات [1] 2407 استماع
أبواب الوصايا 2393 استماع
أبواب الطهارة وسننها [3] 2382 استماع
أبواب الأحكام 2344 استماع
أبواب الجنائز [2] 2271 استماع
أبواب الحدود 2230 استماع
أبواب الزكاة 2225 استماع
أبواب المساجد والجماعات 2217 استماع
أبواب الرهون 2171 استماع