أبواب تعبير الرؤيا


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

قال المصنف رحمه الله: [ أبواب تعبير الرؤيا.

باب الرؤيا الصالحة يراها المسلم، أو ترى له.

حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا مالك بن أنس قال: حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح، جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة ).

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة ).

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب، قالا: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا شيبان عن فراس عن عطية عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( رؤيا الرجل المسلم الصالح، جزء من سبعين جزءاً من النبوة ).

حدثنا هارون بن عبد الله الحمال قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن أبيه عن سباع بن ثابت عن أم كرز الكعبية، قالت: ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ذهبت النبوة، وبقيت المبشرات ).

حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا أبو أسامة وعبد الله بن نمير عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءاً من النبوة ).

حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع عن علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عبادة بن الصامت، قال: ( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله سبحانه: لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ [يونس:64], قال: هي الرؤيا الصالحة، يراها المسلم أو ترى له ).

حدثنا إسحاق بن إسماعيل الأيلي قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن سليمان بن سحيم عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس عن أبيه عن ابن عباس، قال: ( كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم الستارة في مرضه، والناس صفوف خلف أبي بكر، فقال: أيها الناس، إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة، يراها المسلم أو ترى له ) ].

الرؤيا يؤمن بها سائر أصحاب الملل والمذاهب بل ربما حتى أرباب العقليات كفلاسفة اليونان ونحو ذلك، بل كانوا يبدعون حتى في التأويل ولهم مصنفات في ذلك، وقد أشار إلى شيء من هذا أرسطو، و أفلاطون، وكذلك أيضاً ثمة كتاب لبعض الفلاسفة في تعبير الرؤى لفيلسوف يسمى أرطميدوس الإفسي، ترجم فيه طرائق اليونان وفلاسفة المتقدمين في تأويل الرؤى, فمرجعية التأويل ترجع إلى حذق الإنسان العقلي، وكذلك أيضاً له شيء من نظر الشرع.

قال المصنف رحمه الله: [ باب رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام.

حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من رآني في المنام فقد رآني في اليقظة، فإن الشيطان لا يتمثل على صورتي ).

حدثنا أبو مروان العثماني قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي ).

حدثنا محمد بن رمح قال: أخبرنا الليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قال: ( من رآني في المنام فقد رآني، إنه لا ينبغي للشيطان أن يتمثل في صورتي ).

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب، قالا: حدثنا بكر بن عبد الرحمن قال: حدثنا عيسى بن المختار عن ابن أبي ليلى عن عطية عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي ).

حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي قال: حدثنا سعدان بن يحيى بن صالح اللخمي قال: حدثنا صدقة بن أبي عمران عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من رآني في المنام، فكأنما رآني في اليقظة، إن الشيطان لا يستطيع أن يتمثل بي ).

حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا أبو الوليد قال: أبو عوانة قال: حدثنا عن جابر عن عمار-هو: الدهني- عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب من لعب به الشيطان في منامه فلا يحدث به الناس.

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير عن عمر بن سعيد بن أبي حسين قال: حدثني عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة، قال: ( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني رأيت رأسي ضرب، فرأيته يتدهده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعمد الشيطان إلى أحدكم، فيتهول له، ثم يغدو يخبر الناس ).

حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر، قال: ( أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل وهو يخطب، فقال: يا رسول الله! رأيت البارحة فيما يرى النائم، كأن عنقي ضربت وسقط رأسي، فاتبعته فأخذته فأعدته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه، فلا يحدثن به الناس ).

حدثنا محمد بن رمح قال: أخبرنا الليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا حلم أحدكم، فلا يخبر الناس بتلعب الشيطان به في المنام ) ].

جاء في الخبر في سبب كذب الرؤيا وصدقها؛ ( أن النبي عليه الصلاة والسلام أنه سئل: الرؤيا تكون صادقة وتكون كاذبة؟ قال: تلك الأرواح تصعد إلى السماء فإذا اجتالتها الشياطين قبل أن تصل إلى السماء كذبت الرؤيا، وإذا وصلت إلى السماء قبل أن تجتالها الشياطين صدقت الرؤيا ).

قال المصنف رحمه الله: [ باب علام تعبر به الرؤيا؟ ].

وذلك أن الرؤيا لها اتجاهاتها, وقد تحتمل أكثر من تأويل، وربما كل التآويل تصدق، فإذا أولت وسبق إليها وجه ليس بخير ربما سبق وقوع الشر على الإنسان، وهي شبيهة بالمرآة أو الزجاجة المقعرة التي لها جهات متعددة تري الإنسان جهات متعددة وكلها صحيحة، فما أول منها كان صواباً؛ ولهذا ينبغي للإنسان ألا يعبرها إلا عند حاذق عارف واد, وألا يعبرها كذلك عند من يكره فربما حملها على معنى آخر مما يحذره الإنسان.

قال: [ حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الأعمش عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اعتبروها بأسمائها، وكنوها بكناها، والرؤيا لأول عابر ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب من تحلم حلماً كاذباً.

حدثنا بشر بن هلال الصواف قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من تحلم حلماً كاذباً، كلف أن يعقد بين شعيرتين، ويعذب على ذلك ) ].

والكذب في الرؤيا كبيرة من الكبائر، بل أعظم من الكذب بالكلام في الإخبار ونحو ذلك؛ لماذا؟ لأن الرؤى وحي, وهذا عبث بشيء من جزء من النبوة, فلا يجوز للإنسان أن يكذب في رؤياً أو أن يزيد فيها شيئاً ليس فيها، وإنما يحدث بها كما رآها.

قال المصنف رحمه الله: [ باب أصدق الناس رؤيا أصدقهم حديثاً.

حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح المصري قال: حدثنا بشر بن بكر قال: حدثنا الأوزاعي عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا قرب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب، وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثاً، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب تعبير الرؤيا.

حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب المديني قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس، قال: ( أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل منصرفه من أحد، فقال: يا رسول الله! إني رأيت في المنام ظلة تنطف سمناً وعسلاً، ورأيت الناس يتكففون منها، فالمستكثر والمستقل، ورأيت سبباً واصلاً إلى السماء، ورأيتك أخذت به فعلوت به، ثم أخذ به رجل بعدك فعلا به، ثم أخذ به رجل بعده فعلا به، ثم أخذ به رجل بعده فانقطع به، ثم وصل له فعلا به. فقال أبو بكر: دعني أعبرها يا رسول الله، قال: اعبرها, قال: أما الظلة فالإسلام، وأما ما ينطف منها من العسل والسمن فهو القرآن حلاوته ولينه، وأما ما يتكفف منه الناس فالآخذ من القرآن كثيراً وقليلاً، وأما السبب الواصل إلى السماء، فما أنت عليه من الحق، أخذت به فعلا بك، ثم يأخذه رجل من بعدك فيعلو به، ثم آخر فيعلو به، ثم آخر فينقطع به، ثم يوصل له فيعلو به. قال: أصبت بعضاً، وأخطأت بعضاً, قال أبو بكر: أقسمت عليك يا رسول الله! لتخبرني بالذي أصبت من الذي أخطأت. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقسم يا أبا بكر ).

قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس، قال: كان أبو هريرة يحدث: ( أن رجلاً أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إني رأيت ظلة بين السماء والأرض تنطف سمناً وعسلاً ). فذكر الحديث نحوه.

حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال: حدثنا عبد الله بن معاذ الصنعاني عن معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر، قال: ( كنت غلاماً شابا عزباً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكنت أبيت في المسجد، فكان من رأى منا رؤيا يقصها على النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: اللهم إن كان لي عندك خير فأرني رؤيا يعبرها لي النبي صلى الله عليه وسلم، فنمت فرأيت ملكين أتياني، فانطلقا بي، فلقيهما ملك آخر، فقال: لم ترع، فانطلقا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا فيها ناس قد عرفت بعضهم، فأخذوا بي ذات اليمين، فلما أصبحت ذكرت ذلك لـحفصة، فزعمت حفصة أنها قصتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إن عبد الله رجل صالح، لو كان يكثر الصلاة من الليل ).

قال: فكان عبد الله يكثر الصلاة من الليل.

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا الحسن بن موسى الأشيب قال: حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن المسيب بن رافع عن خرشة بن الحر، قال: ( قدمت المدينة فجلست إلى شيخة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء شيخ يتوكأ على عصاً له، فقال القوم: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا، فقام خلف سارية، فصلى ركعتين، فقمت إليه، فقلت له: قال بعض القوم كذا وكذا، قال: الحمد لله، الجنة لله يدخلها من يشاء، وإني رأيت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا، رأيت كأن رجلاً أتاني فقال لي: انطلق، فذهبت معه، فسلك بي في منهج عظيم، فعرضت قال: قصصتها على النبي صلى الله عليه وسلم، قال: رأيت خيراً: أما المنهج العظيم فالمحشر، وأما الطريق التي عرضت عن يسارك فطريق أهل النار، ولست من أهلها، وأما الطريق التي عرضت عن يمينك فطريق أهل الجنة، وأما الجبل الزلق فمنزل الشهداء، وأما العروة التي استمسكت بها، فعروة الإسلام، فاستمسك بها حتى تموت، فأنا أرجو أن أكون من أهل الجنة. وإذا هو عبد الله بن سلام ).

حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا بريد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب وهلي إلى أنها يمامة أو هجر، فإذا هي المدينة يثرب، ورأيت في رؤياي هذه أني هززت سيفاً فانقطع صدره، فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد، ثم هززته فعاد أحسن ما كان، فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين، ورأيت فيها أيضاً بقراً، والله خير، فإذا هم النفر من المؤمنين يوم أحد، وإذا الخير ما جاء الله به من الخير بعد، وثواب الصدق الذي آتانا يوم بدر ).

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا محمد بن بشر قال: حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( رأيت في يدي سوارين من ذهب، فنفختهما، فأولتهما هذين الكذابين: مسيلمة والعنسي ).

حدثنا أبو بكر قال: حدثنا معاوية بن هشام قال: حدثنا علي بن صالح عن سماك عن قابوس، قال: ( قالت أم الفضل: يا رسول الله! رأيت كأن في بيتي عضواً من أعضائك. قال: خيراً رأيت، تلد فاطمة غلاماً فترضعيه, فولدت حسيناً أو حسناً فأرضعته بلبن قثم، قالت: فجئت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فوضعته في حجره فبال، فضربت كتفه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أوجعت ابني، رحمك الله! ).

حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا أبو عاصم قال: أخبرني ابن جريج قال: أخبرني موسى بن عقبة قال: أخبرني سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر عن رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ( رأيت امرأة سوداء ثائرة الرأس، خرجت من المدينة حتى قامت بالمهيعة، وهي الجحفة، فأولتها وباءً بالمدينة، فنقل إلى الجحفة ).

حدثنا محمد بن رمح قال: أخبرنا الليث بن سعد عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن طلحة بن عبيد الله: ( أن رجلين من بلي قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان إسلامهما جميعاً، وكان أحدهما أشد اجتهاداً من الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستشهد، ثم مكث الآخر بعده سنة، ثم توفي. قال طلحة: فرأيت في المنام: بينا أنا عند باب الجنة، إذا أنا بهما، فخرج خارج من الجنة فأذن للذي توفي الآخر منهما، ثم خرج فأذن للذي استشهد، ثم رجع إلي فقال: ارجع، فإنك لم يأن لك بعد، فأصبح طلحة يحدث الناس، فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحدثوه الحديث، فقال: من أي ذلك تعجبون؟ قالوا: يا رسول الله! هذا كان أشد الرجلين اجتهاداً، ثم استشهد ودخل هذا الآخر الجنة قبله, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أليس قد مكث هذا بعده سنة؟ قالوا: بلى, قال: وأدرك رمضان فصلى وصام كذا في سجدة في السنة؟ قالوا: بلى, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض ).

ثم حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا أبو بكر الهذلي عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أكره الغل وأحب القيد، القيد ثبات في الدين ) ].

الرؤيا يكتنفها عدة أمور حتى تكون صادقة أو واقعة:

أول هذه الأمور: هو صدق هذه الرؤيا من جهة كونها رؤيا وليست بحلم.

الثاني: دقة الرائي بحكايتها من غير زيادة ولا نقصان.

الثالث: معرفة المعبر بحال الرائي.

الرابع: حذق الرائي ودقته.

وإذا اختل واحد من هذه الأشياء أو شيء منها فإنه يختل حينئذٍ مسألة الوقوع، والنبي عليه الصلاة والسلام كان يحث إذا رأى أحد رؤيا وأراد أحد أن يعبرها له أن يسأله عن حال الرائي ما هو؟ وما هي حاله؟ وهل هو رجل أو امرأة أو غير ذلك، أما تعبير الرؤيا كنص فارق من الواقعة أو من حال الرائي ونحو ذلك فهذا يعطى الإنسان نتيجة في ذلك قاصرة.

وكذلك أيضاً فإن الرؤيا لها قرائن يعرف فيها الصدق ويعرف فيها الكذب، والرؤيا قد تصدق من كافر وقد تصدق من مؤمن, وقد يراها الصغير وقد يراها الكبير، وقد يعبر الكافر ويكون حاذقاً في ذلك, وقد يخطئ المؤمن، وهي من المعارف التي يصل الإنسان إلى نتيجتها، منها ما يوصل إليه بالعقل، ومنها ما يوصل إليه بالنقل.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.