أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : دوخة ودوار وعدم اتزان وتعب دائم وخمول وضعف تركيز وآلام في الأطراف ... ما التشخيص؟

مدة قراءة السؤال : 8 دقائق

أرجوك, ثم أرجوك, ثم أستحلفك بالله تعالى, لا تهملها أبداً؛ فلعل شفائي على يديك.

أنا مصاب بالسكر من النوع الثاني منذ عامين, وآخر تحليل كان (وأنا صائم 118, وبعد الأكل بساعتين 102, والتراكمي 5.9) ومنذ سنة ونصف كل تحاليل التراكمي -ولله الحمد- 6, علماً بأنني أقوم بالتحليل كل 3 أشهر، ولدي حمية معقولة إلى حد ما, ولا أتناول أدوية للسكر؛ حيث قام الدكتور بإيقاف جميع الأدوية بناءً على التحاليل السابقة, ولأني أصاب بهبوط في مستوى السكر.

وبالنسبة للأعشاب: فمنذ شهرين أتناول:
زبادي, مع الحبة السوداء, مع ملعقة من زيت الزيتون.

الأعراض الجسدية:
أشعر دائماً أن التوازان غير منضبط, وتأتيني دوخة, خصوصاً وأنا أقود السيارة, أو عندما أقف, أو أسجد, أو أركع, أو أنظر -للأسف – وهذه تسبب لي إحراجاً؛ حيث إنني لا أستطيع أن أفعل أي شيء يستدعي النظر إلى أسفل مثل الكتابة, أشعر بزغللة في عيني, وتشويش, وضعف تركيز, وكذلك أشعر بتعب دائم, وخمول, كما أشعر بشكل شبه يومي بحرقان, وآلام في الأطراف, خصوصاً اليدين, وخصوصاً عند النوم عصراً, كما أعاني من آلام بين متوسطة وشديدة في أسناني تأتي وتختفي فجأة, وخصوصاً في أسناني الخلفية, ويصل الألم إلى عظمة الفك والعينين, ويكون شديداً في بعض الأحيان, خصوصاً خلف العين,
وبين الفينة والأخرى أشعر بغثيان شديد يقلب علي حياتي، ودائماً أشعر باضطراب في الجهاز الهضمي, وغازات, وانتفاخ، والبراز – أكرمك الله- متقلب بين إمساك وإسهال, ويأتي على غير موعده, وأحياناً ألم أسفل المعدة, وعلى شكل كهرباء.

أشعر عند الضغط على البطن أو السجود بكتمة, وسرعة ضربات القلب, تعود طبيعية عند تعديل الجلسة, ورفع الرأس.
أشعر بآلام في رقبتي يومية, ومزعجة, وتكون شديدة أحياناً.

أشعر بآلام متفرقة في جسدي كله تأتي وتختفي, ثم تظهر في مكان آخر, وهكذا، أحياناً تكون على صورة كهرباء, وأحياناً ألم في العضلات, وأحياناً ألم في العظام، وأحياناً بمجرد أن أضع أي جزء من جسمي على أي مكان أشعر فيه بألم.
تأتيني حركة لاإرادية في بعض أماكن جسمي, ثم تختفي وتظهر في مكان آخر.

الحالة النفسية:
أشعر بقلق, وتوتر, وخوف دائم, حتى حينما أرى أماكن عالية أو طائرة أتوهم أنني أسقط منها, وكنت أحب السفر بالطائرة, والآن أصبحت لا أحب ذلك خوفاً من الطائرة، وكثيراً ما أتخيل نفسي أنني مغمىً علي, وأسقط ثم يأتي أحدهم ويأخذني إلى المستشفى, وأحياناً أتخيل نفسي أنني أموت, وأتخيل جنازتي وقبري، وتأتيني أوهام غريبة, ولكنني أحاول جاهداً أن أسيطر عليها, وغالباً أستطيع أن أسيطر عليها, وأنا من النوع الذي لا أخاف, لكني أصحبت أخاف من أي صوت, ومن أي حركة حولي.

كما أن لدي توترا وقلقا من أي شيء, فحينما يكون لدي مهمة فإني أحمل همها, وأفكر فيها كثيراً حتى أنجزها.

الحالة الاجتماعية:
جامعي, وموظف أهلي ، محاسب, متزوج منذ 10 سنوات, ولدي 3 أطفال, أحبهم كثيراً، ولا أحب زوجتي, ولا أطيقها أبداً منذ أن ملكت عليها، بسبب الفرق الهائل في المستوى التعليمي والتفكير، ولكني لم أستطع أن أتخذ قرار الطلاق حتى هذه اللحظة بسبب الأولاد, ولكني صابر ومحتسب لأني أنا الذي اتخذت قرار الزواج, ولم يفرضه علي أحد.

وضعي المادي متوسط -والحمد لله- ولكني أخاف على مستقبل أولادي.
لدي مهارات كثيرة: القيادة، والخطابة، والقراءة, والكتابة الأدبية، وأنا اجتماعي جداً، ولي مشاركات إعلامية.

أنا أحفظ كتاب الله، ولي ورد يومي جزءين، وارتباطي بالمساجد عريق منذ قبل البلوغ, محافظ على صلواتي -ولله الحمد-، وأكثِر من الذكر والاستغفار.

التحاليل والإشاعات الطبية:
ذهبت إلى 4 أطباء عيون, وقالوا: العين سليمة, وكشفوا على الشبكية, وعصب العين, وقالوا: كله سليم.

ذهبت إلى دكتور أعصاب, وعملت رنينا على المخ, واختبار وظائف وكهرباء المخ وقال الدكتور: كل شيء في المخ سليم.

عملت اختبارا لأعصاب اليدين والرجلين, والنتيجة التهاب متوسط فيهما بسبب السكر.
وعملت رنينا على الرقبة, وقال الدكتور: سليمة, مع أن الأشعة العادية تظهر أن هناك شدا شديدا في عضلات الرقبة -كما قال لي الدكتور- لكنه قال بأنها لا تسبب الدوخة والدوار.

ذهبت إلى دكتور أنف وأذن وحنجرة, عملت إشاعة مقطعية على الجيوب الأنفية, وطلعت سليمة، وعملت اختبار ضغط الأذن واختبار عصب الأذن, وقال الدكتور: الأذن سليمة.

ذهبت إلى استشاري توازن, وعملت اختبارات توازن وغيرها, وقال لي: إن الأذن سليمة تماماً.

عملت تحليلا على المعدة, وقال الدكتور: عندك جرثومة معدة, وأعطاني دواء مكثفا لمدة أسبوع, ثم دواء لمدة شهر, وخف الغثيان قليلاً, ولكني أشعر به بين فترة وأخرى, ثم عملت تحليلا للجرثومة, والنتيجة أنها اختفت.

ذهبت إلى طبيب أسنان, وعملت بانوراما على الأسنان, واتضح أن الأسنان سليمة, ولكن أضراس العقل مطمورة جداً في العظم بشكل أفقي, فنصحني أن أخلعها وخلعت واحداً, ولم يخف الألم, وبقي ثلاثة ونصحني بأن لا أخلعها؛ لأن المشكلة ليست منها، مع أني أشعر بألم على شكل نبضات في أماكن سن العقل.

بالنسبة للتحاليل: الكوليسترول, والدهون الثلاثية, والصوديوم, والغدة الدرقية, والكالسيوم, وفيتامين د, والكلى, والكبد, وغيرها, كلها في حدود الطبيعي.

أيضاً ذهبت إلى عدة شيوخ ليقرأوا علي, وكل منهم يعطيني فتوى، من سحر, إلى عين, إلى حسد, إلى مس, مع أني حال القراءة علي لا أشعر بأي شيء أبداً، وأنا أقرأ القرآن وأستمع إليه, ولا أشعر بضيق, بل أشعر بارتياح شديد.

الأدوية المستخدمة حالياً:
- فيتامين ب كومبلكس 1،6،12 ، إبرة كل 3 أيام.
- صباحاً: ملعقة قرفة مطحونة, مع ماء, أو حليب .
- قبل الغداء وقبل العشاء ملعقة(حلبة مطحونة وترمس مر مطحون)وهي مفيدة بالنسبة للسكر. (والأعراض المذكورة قبل أن أبدأ في تناول هذه الأعشاب).

أنا في حيرة من أمري فما هو السبب؟ من يفيدني, سأدعو له طوال حياتي؛ لأني تعبت من الدوخة, ومن الألم, والقلق, والتوتر.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنقدر رسالتك هذه، ونؤكد لك أنها وجدت الاهتمام التام، وقد اطلع عليها أكثر من طبيب، وأنا بعد أن اطلعتُ عليها ودرستها بكل دقة أقول لك: إن كل أعراضك هي ذات منشأ نفسي، هذه تسمى بالأعراض النفسوجسدية، ويعرف أن القلق في بعض الأحيان يؤدي إلى ما يعرف بالمراء المرضي، وهي أعراض جسدية فسيولوجية متعددة تشمل معظم أجهزة الجسم، وقد تؤدي إلى الدوخة, والغثيان, وأعراض تخص الجهاز الهضمي, وآلام بالجسم, وتنميل, وغيره، اتضح أنها في نهاية الأمر مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بحالة من حالات القلق المعروفة.

فإذن لا تكن في حيرة من أمرك، أنت تنقلت بين عديد من الأطباء، وكان من المفترض أن تقابل الطبيب النفسي، وأنا أرى أنك سوف تجد الحلول الكاملة عندهم.
المكون النفسي لديك أيضًا واضح جدا، وهو الشعور بالقلق والتوتر، ويعرف أن الدوخة, والتي ليس سببها اضطرابات في جهاز التوازن, أو الأذن, أو الجيوب الأنفية، قد يكون سببها علة نفسية بسيطة، والقلق قد يكون معقدا تمامًا، فلا يظهر إلا في شكل أعراض جسدية مثل التي تعاني منها.

الذي أريده منك هو أن تذهب إلى الطبيب النفسي، سوف تجد -إن شاء الله- عندهم فوائد كثيرة، هنالك الإرشادات, وهنالك أدوية فعالة جدًّا.

من ناحيتي أقول لك: إنك يجب أن تتجاهل هذه الأعراض، وإن لم تتمكن من الذهاب إلى الطبيب النفسي فهنالك أدوية ممتازة ومفيدة، لكنها تتطلب الالتزام في تناولها لتستفيد منها.

الدواء الأول يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس), وجرعة البداية هي نصف حبة – أي خمس مليجرامات – تتناولها يوميًا بعد الأكل، استمر عليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تجعلها حبة كاملة، تناولها يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم تجعلها نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أما الدواء الآخر - والذي نعتبره داعمًا ومساعدًا للسبرالكس - فهو يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل), ويعرف علميًا باسم (سلبرايد), جرعته هي خمسون مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم خمسون مليجرامًا مساءً لمدة شهرين آخرين، ثم يتم التوقف عن تناول هذا الدواء، ولكن استمر على السبرالكس كدواء أساسي.

هذه الأدوية أدوية سليمة, وفعالة, وممتازة, وغير إدمانية، ومن المعروف عنها أن فائدتها العلاجية الحقيقية تبدأ بعد ثلاث إلى أربع أسابيع من بداية العلاج.

أنت أيضًا مطالب بالقيام بتمارين رياضية، الرياضة أيًّا كان نوعها تفيد، خاصة رياضة المشي أو الجري، والرياضة تجعل الإنسان يتخلص من الطاقات النفسية والجسدية والفسيولوجية السلبية, الرياضة لا شك أنها مزيلة للقلق، محسنة للمزاج، تجعل الإنسان يشعر بطاقات جسدية ونفسية إيجابية، وهذا هو المطلوب؛ فاحرص على ممارستها.
أزعجني بعض الشيء أنك لا تحب زوجتك، وأنت رجل تحفظ كتاب الله، فأعتقد أنك ينبغي أن تحب زوجتك، وفوارق التعليم وغيره ليست قضية، الدين والخلق وحسن الأدب هو الحب الحقيقي، المرأة الصالحة أعطاك الله منها الولد، ويجب أن تنظر إلى إيجابياتها، ولا تركز فقط على سلبياتها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقًا رضي منها آخر), وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وكسرها طلاقها), فحاول أن تصلح ما بينكما، وسل الله تعالى أن يجعل بينكما مودة ورحمة وسكينة.

تحاليلك كلها طيبة وممتازة, وموضوع السكر يظهر أنه قد حُسم تمامًا، كل الذي تحتاجه هو المراقبة من وقت لآخر, والقيام بالفحوصات المطلوبة, لا توسوس حول الأمراض، اسأل الله أن يعافيك, وأن يعطيك الصحة، وأرجو أن تلتزم بالتعليمات والإرشادات التي ذكرناها لك، وإن تيسر لك أمر الذهاب إلى الطبيب النفسي فهذا جيد، وإن لم تستطع فتناول الأدوية التي ذكرناها لك، وكن إيجابيًا, ومارس الرياضة, وعش حياتك بصورة طبيعية، ويجب أن تدير وقتك بصورة صحيحة وجيدة؛ لأن هذا يساعدك في إدارة الحياة, أرجو أن تحب زوجتك وأم أولادك, وانظر وتأمل في إيجابياتها سوف تجدها كثيرة -بإذن الله تعالى-، ولن تجد امرأة ليس بها عيوب، وكذلك الرجال، وهنا حقيقة يكون المردود إيجابي هو الرضا النفسي.

ولمزيد من الفائدة انظر منهج السنة النبوية لعلاج الأمراض النفسية: ( 272641 - 265121 - 267206 - 265003 )

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء, والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أشكو من عدة أعراض نفسية وجسدية، فكيف أعالجها؟ 803 الأحد 09-08-2020 05:16 صـ
كيف يتم استخدام دواء الرهاب والاكتئاب.. وكيف يتم إيقافة؟ 3530 الاثنين 27-07-2020 04:17 صـ
هل القلق والتوتر الحاد يؤدي إلى الوفاة المبكرة؟ 1161 الخميس 16-07-2020 06:05 صـ
كيف أمارس حياتي بشكل طبيعي وأتخلص من الأمراض؟ 1532 الخميس 16-07-2020 06:08 صـ
أشكو من أعراض جسدية رغم سلامة التحاليل، فهل ما أشكو منه مرض نفسي؟ 1935 الأربعاء 15-07-2020 06:16 صـ