أبواب اللباس


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

قال المصنف رحمه الله: [ أبواب اللباس.

باب لباس رسول الله صلى الله عليه وسلم.

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة، قالت: ( صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في خميصة لها أعلام، فقال: شغلني أعلام هذه، اذهبوا بها إلى أبي جهم وأتوني بأنبجانية ).

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو أسامة قال: أخبرني سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن أبي بردة، قال: ( دخلت على عائشة، فأخرجت لي إزاراً غليظاً من التي تصنع باليمن، وكساءً من ) ].

إنما يؤخر العلماء كتاب اللباس إلى آخر الكتب تقديماً للباس التقوى الذي هو خير، وكذلك أيضاً فإن لباس التقوى ستر للإنسان في الدنيا والآخرة، وأما لباس البدن ستر للإنسان في دنياه ولا يستره في أخراه؛ ولهذا يقول النبي عليه الصلاة والسلام: ( أيقظوا صواحب الحجر حتى يصلين, فرب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة ), والمراد بـ ( عارية في الآخرة ), التعري الذي يستره التقوى التي يفقدها الإنسان؛ ولهذا نقول: إن التقوى تستر الإنسان في الدنيا والآخرة، أما لباس الإنسان فيستره في دنياه ولا يستره في أخراه.

قال: [ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو أسامة قال: أخبرني سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن أبي بردة، قال: ( دخلت على عائشة، فأخرجت لي إزاراً غليظاً من التي تصنع باليمن، وكساءً من هذه الأكسية التي تدعى الملبدة، وأقسمت لي: لقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهما ).

حدثنا أحمد بن ثابت الجحدري قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن الأحوص بن حكيم عن خالد بن معدان عن عبادة بن الصامت: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في شملة قد عقد عليها ).

حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثنا مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك، قال: ( كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، وعليه رداء نجراني، غليظ الحاشية ).

حدثنا عبد القدوس بن محمد قال: حدثنا بشر بن عمر قال: حدثنا ابن لهيعة قال: حدثنا أبو الأسود عن عاصم بن عمر بن قتادة عن علي بن الحسين عن عائشة، قالت: ( ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسب أحداً، ولا يطوى له ثوب ).

حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد الساعدي: ( أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببردة -قال: وما البردة؟ قال: الشملة- قالت: يا رسول الله! نسجت هذه بيدي لأكسوكها. فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم محتاجاً إليها، فخرج علينا فيها، وإنها لإزاره، فجاء فلان بن فلان، رجل سماه يومئذ- فقال: يا رسول الله! ما أحسن هذه البردة! اكسنيها. قال: نعم، فلما دخل طواها وأرسل بها إليه، فقال له القوم: والله ما أحسنت، كسيها النبي محتاجاً إليها، ثم سألته إياها! وقد علمت أنه لا يرد سائلاً. فقال: إني والله ما سألته إياها لألبسها، ولكن سألته إياها لتكون كفني ).

فقال سهل: فكانت كفنه يوم مات.

حدثنا يحيى بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي قال: حدثنا بقية بن الوليد عن يوسف بن أبي كثير عن نوح بن ذكوان عن الحسن عن أنس، قال: ( لبس رسول الله صلى الله عليه وسلم الصوف، واحتذى المخصوف، ولبس ثوباً خشناً خشناً ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب ما يقول الرجل إذا لبس ثوباً جديداً.

حدثنا أبو بكر قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: حدثنا أصبغ بن زيد قال: حدثنا أبو العلاء عن أبي أمامة، قال: ( لبس عمر بن الخطاب ثوباً جديداً، فقال: الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي، وأتجمل به في حياتي، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من لبس ثوباً جديداً فقال: الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي، وأتجمل به في حياتي، ثم عمد إلى الثوب الذي أخلق، أو ألقى، فتصدق به، كان في كنف الله، وفي حفظ الله، وفي ستر الله، حيا وميتاً. قالها ثلاثاً ).

حدثنا الحسين بن مهدي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر، ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى على عمر قميصاً أبيض، فقال: ثوبك هذا غسيل أم جديد؟ قال: لا، بل غسيل. قال: البس جديداً، وعش حميداً، ومت شهيداً ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب لبس الصوف.

حدثنا أبو بكر قال: حدثنا الحسن بن موسى عن شيبان عن قتادة عن أبي بردة عن أبيه قال: ( قال لي: يا بني، لو شهدتنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصابتنا السماء، لحسبت أن ريحنا ريح الضأن ).

حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة قال: حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا الأحوص بن حكيم عن خالد بن معدان عن عبادة بن الصامت، قال: ( خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وعليه جبة رومية من صوف ضيقة الكمين، فصلى بنا فيها، ليس عليه شيء غيرها ).

حدثنا العباس بن الوليد الدمشقي، وأحمد بن الأزهر، قالا: حدثنا مروان بن محمد قال: حدثنا يزيد بن السمط قال: حدثني الوضين بن عطاء عن محفوظ بن علقمة عن سلمان الفارسي: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فقلب جبة صوف كانت عليه، فمسح بها وجهه ).

حدثنا سويد بن سعيد قال: حدثنا موسى بن الفضل عن شعبة عن هشام بن زيد عن أنس بن مالك، قال: ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسم غنماً في آذانها، ورأيته متزراً بكساء ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب لبس البياض من الثياب.

حدثنا محمد بن الصباح قال: أخبرنا عبد الله بن رجاء المكي عن ابن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( خير ثيابكم البياض، فالبسوها، وكفنوا فيها موتاكم ).

حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن ميمون بن أبي شبيب عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( البسوا ثياب البياض، فإنها أطهر وأطيب ).

حدثنا محمد بن حسان الأزرق قال: حدثنا عبد المجيد بن أبي رواد قال: حدثنا مروان بن سالم عن صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد الحضرمي عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن أحسن ما زرتم الله به في قبوركم ومساجدكم البياض ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب من جر ثوبه من الخيلاء.

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو أسامة (ح)، وحدثنا علي بن محمد قال: حدثنا عبد الله بن نمير، جميعاً عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الذي يجر ثوبه من الخيلاء، لا ينظر الله إليه يوم القيامة ).

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من جر إزاره من الخيلاء، لم ينظر الله إليه يوم القيامة.

قال: فلقيت ابن عمر بالبلاط، فذكرت له حديث أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال وأشار إلى أذنيه: سمعته أذناي، ووعاه قلبي ).

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا محمد بن بشر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة، قال: ( مر بـأبي هريرة فتًى من قريش يجر سبله، فقال: يا ابن أخي، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من جر ثوبه من الخيلاء، لم ينظر الله إليه يوم القيامة ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب موضع الإزار أين هو؟

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن مسلم بن نذير عن حذيفة، قال: ( أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسفل عضلة ساقي أو ساقه، فقال: هذا موضع الإزار، فإن أبيت فأسفل، فإن أبيت فأسفل، فإن أبيت، فلا حق للإزار في الكعبين ).

حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا سفيان بن عيينة قال: حدثني أبو إسحاق عن مسلم بن نذير عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.

حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه، قال: ( قلت لـأبي سعيد: هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً في الإزار؟ قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، لا جناح عليه ما بينه وبين الكعبين، وأسفل من الكعبين في النار، يقول ثلاثاً: لا ينظر الله إلى من جر إزاره بطراً ).

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا شريك عن عبد الملك بن عمير عن حصين بن قبيصة عن المغيرة بن شعبة قال: قال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم: ( يا سفيان بن سهل! لا تسبل فإن الله لا يحب المسبلين ) ].

إسبال الثياب محرم سواء كان لخيلاء أو لغيرها، فإذا كان لخيلاء فإنه يكون أغلظ؛ وذلك لاختلاف العلة الواردة في الخبر عن رسول الله عليه الصلاة والسلام وأيضاً للعقوبة، فإذا تنوعت العقوبة والعلة دل على أن كل واحد منهما قد حرمه الشارع لأمر منفك عن الآخر.

وكذلك أيضاً: إن الله سبحانه وتعالى حرم ذلك على الرجال، فهل يقال: إن المرأة لا يدعوها ذلك إلى الكبر؟ نقول: إن دواعي الكبر في الرجال أقرب وأوفر من دواعي الكبر في النساء، وهذا أمر ظاهر، ثم إن الشارع قد قدم الستر على غيره، وهذا دليل على عظم الستر، ثم أيضاً: إن التبعة في أمر الكبر في الرجال أعظم من التبعة في أمر الكبر في النساء؛ وذلك لأن الكبر في الرجال له أثر من جهة القوامة والولاية وغير ذلك ففيه ضرر متعدٍ, فجاءت الشريعة بتهذيب نفوس الرجال من الكبر أكثر من غيرهم ليستقيم ناموس الحياة وتستقيم أمور الولاية الخاصة، والولاية العامة.

قال المصنف رحمه الله: [ باب طول القميص كم هو؟

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا الحسين بن علي عن ابن أبي رواد عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الإسبال في الإزار والقميص والعمامة، من جر شيئاً خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة ).

قال أبو بكر: ما أغربه! ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب كم القميص كم يكون؟

حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي قال: حدثنا أبو غسان، وحدثنا حسن بن صالح (ح)، وحدثنا سفيان بن وكيع قال: حدثنا أبي عن الحسن بن صالح عن مسلم عن مجاهد عن ابن عباس، قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس قميصاً قصير اليدين والطول ) ].


استمع المزيد من الشيخ عبد العزيز الطَريفي - عنوان الحلقة اسٌتمع
أبواب الأذان والسنة فيها 2550 استماع
أبواب التجارات [1] 2408 استماع
أبواب الوصايا 2393 استماع
أبواب الطهارة وسننها [3] 2382 استماع
أبواب الأحكام 2344 استماع
أبواب الجنائز [2] 2271 استماع
أبواب الحدود 2230 استماع
أبواب الزكاة 2225 استماع
أبواب المساجد والجماعات 2217 استماع
أبواب الرهون 2171 استماع