أبواب الطب


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

قال المصنف رحمه الله: [ أبواب الطب.

باب ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاءً ].

بعدما انتهى المصنف رحمه الله من طب الأديان بدأ بطب الأبدان، وهذه لطيفة، أن يقدم ما يتعلق بطب الدين وكذلك المعاني والعقول بإصلاحها وتقويمها، فجاء بالأحكام الشرعية الواردة عن النبي عليه الصلاة والسلام في ذلك في أمور السنة والتوحيد والعبادات من الطهارة والصلاة والصيام والزكاة والحج وما يلي ذلك مما يتعلق بدين العبد.

ومعلوم أن العلم هو شفاء لأمراض الجهل، وكذلك فإن الطب فيما يسمى بطب الأبدان هو شفاء لأمراض الجسد.

قال: [ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وهشام بن عمار، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك، قال: ( شهدت الأعراب يسألون النبي صلى الله عليه وسلم: أعلينا حرج في كذا؟ أعلينا حرج في كذا؟ فقال لهم: عباد الله، وضع الله الحرج إلا من اقترض من عرض أخيه شيئاً، فذاك الذي حرج, قالوا: يا رسول الله! هل علينا جناح أن نتداوى؟ قال: تداووا عباد الله، فإن الله سبحانه لم يضع داءً إلا وضع معه شفاءً، إلا الهرم, قالوا: يا رسول الله! ما خير ما أعطي العبد؟ قال: خلق حسن ).

حدثنا محمد بن الصباح قال: أخبرنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن ابن أبي خزامة عن أبي خزامة، قال: ( سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت أدوية نتداوى بها، ورقى نسترقي بها، وتقى نتقيها، هل ترد من قدر الله شيئاً؟ قال: هي من قدر الله ).

حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا سفيان عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما أنزل الله داءً إلا أنزل له دواءً ).

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإبراهيم بن سعيد الجوهري، قالا: حدثنا أبو أحمد عن عمر بن سعيد بن أبي حسين قال: حدثنا عطاء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاءً ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب الحمية.

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا يونس بن محمد قال: حدثنا فليح بن سليمان عن أيوب بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة ح وحدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا أبو عامر وأبو داود، قالا: حدثنا فليح بن سليمان عن أيوب بن عبد الرحمن عن يعقوب بن أبي يعقوب عن أم المنذر بنت قيس الأنصارية، قالت: ( دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي بن أبي طالب، وعلي ناقه من مرض، ولنا دوالي معلقة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل منها، فتناول علي ليأكل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مه يا علي، إنك ناقه, قالت: فصنعت للنبي صلى الله عليه وسلم سلقاً وشعيراً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لـعلي: من هذا فأصب، فإنه أنفع لك ).

حدثنا عبد الرحمن بن عبد الوهاب قال: حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا ابن المبارك عن عبد الحميد بن صيفي - من ولد صهيب - عن أبيه عن جده صهيب، قال: ( قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم وبين يديه خبز وتمر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ادن فكل, فأخذت آكل من التمر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: تأكل تمراً وبك رمد؟ قال: قلت: إني أمضغ من ناحية أخرى. فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب لا تكرهوا المريض على الطعام.

حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا بكر بن يونس بن بكير عن موسى بن علي بن رباح عن أبيه

عن عقبة بن عامر الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تكرهوا مرضاكم على الطعام والشراب، فإن الله يطعمهم ويسقيهم ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب الحبة السوداء.

حدثنا محمد بن رمح، ومحمد بن الحارث المصريان، قالا: حدثنا الليث بن سعد عن عقيل عن ابن شهاب قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب أن أبا هريرة أخبرهما ( أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن في الحبة السوداء شفاءً من كل داء، إلا السام ).

والسام: الموت، والحبة السوداء: الشونيز.

حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف قال: حدثنا أبو عاصم عن عثمان بن عبد الملك، قال: سمعت سالم بن عبد الله يحدث عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( عليكم بهذه الحبة السوداء، فإن فيها شفاءً من كل داء إلا السام ).

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبيد الله قال: أخبرنا إسرائيل عن منصور عن خالد بن سعد، قال: ( خرجنا ومعنا غالب بن أبجر، فمرض في الطريق، فقدمنا المدينة وهو مريض، فعاده ابن أبي عتيق وقال له: عليكم بهذه الحبة السوداء، فخذوا منها خمساً أو سبعاً، فاسحقوها، ثم اقطروها في أنفه بقطرات زيت، في هذا الجانب وفي هذا الجانب، فإن عائشة حدثتهم أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء، إلا أن يكون السام. قلت: وما السام؟ قال: الموت ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب العسل.

حدثنا محمود بن خداش قال: حدثنا سعيد بن زكريا القرشي قال: حدثنا الزبير بن سعيد الهاشمي عن عبد الحميد بن سالم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من لعق العسل ثلاث غدوات كل شهر، لم يصبه عظيم من البلاء ).

حدثنا أبو بشر بكر بن خلف قال: حدثنا عمر بن سهل قال: حدثنا أبو حمزة العطار عن الحسن عن جابر بن عبد الله، قال: ( أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم عسل، فقسم بيننا لعقة لعقة، فأخذت لعقتي، ثم قلت: يا رسول الله! أزداد أخرى؟ قال: نعم ).

حدثنا علي بن سلمة قال: حدثنا زيد بن الحباب قال: حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( عليكم بالشفاءين: العسل والقرآن ) ].

العسل شفاء بلا بيان مقدار في ذلك عن النبي عليه الصلاة والسلام، وإنما جاء فيه الشربة، وأما مقدار ذلك عن رسول الله عليه الصلاة والسلام فجاء فيه جملة من الأخبار لا تخلو من علة.

قال المصنف رحمه الله: [ باب الكمأة والعجوة.

حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا أسباط بن محمد قال: حدثنا الأعمش عن جعفر بن إياس عن شهر بن حوشب عن أبي سعيد، وجابر، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين، والعجوة من الجنة، وهي شفاء من السم ).

حدثنا علي بن ميمون ومحمد بن عبد الله الرقيان، قالا: حدثنا سعيد بن مسلمة بن هشام عن الأعمش عن جعفر بن إياس عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.

حدثنا محمد بن الصباح قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن عمير، سمع عمرو بن حريث يقول: سمعت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن: ( الكمأة من المن الذي أنزل الله على بني إسرائيل، وماؤها شفاء للعين ).

حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا أبو عبد الصمد قال: حدثنا مطر الوراق عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة، قال: ( كنا نتحدث عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا الكمأة، فقالوا: هو جدري الأرض، فنمي الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الكمأة من المن، والعجوة من الجنة، وهي شفاء من السم ).

حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا المشمعل بن إياس المزني قال: حدثني عمرو بن سليم قال: سمعت رافع بن عمرو المزني قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( العجوة والصخرة من الجنة ).

قال عبد الرحمن: حفظت الصخرة من فيه ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب السنا والسنوت.

حدثنا إبراهيم بن محمد بن يوسف بن سرج الفريابي قال: حدثنا عمرو بن بكر السكسكي قال: حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة، قال: ( سمعت أبا أبي ابن أم حرام، وكان قد صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلتين يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: عليكم بالسنا والسنوت، فإن فيهما شفاءً من كل داء إلا السام, قيل: يا رسول الله! وما السام؟ قال: الموت ).

قال عمرو: قال ابن أبي عبلة: السنوت الشبت. وقال آخرون: بل هو العسل الذي يكون في زقاق السمن. وهو قول الشاعر:

هم السمن بالسنوت لا ألس فيهم وهم يمنعون الجار أن يتقردا ].

قال المصنف رحمه الله: [ باب الصلاة شفاء.

حدثنا جعفر بن مسافر قال: حدثنا السري بن مسكين قال: حدثنا ذواد بن علبة عن ليث عن مجاهد عن أبي هريرة، قال: ( هجر النبي صلى الله عليه وسلم فهجرت، فصليت ثم جلست، فالتفت إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اشكنب درد, قلت: نعم يا رسول الله. قال: قم فصل، فإن في الصلاة شفاءً ).

قال أبو الحسن القطان: قال: حدثنا إبراهيم بن نصر قال: حدثنا أبو سلمة قال: حدثنا ذواد بن علبة، فذكر نحوه، قال فيه: اشكنب درد؟ يعني: تشتكي بطنك؟ بالفارسية ].


استمع المزيد من الشيخ عبد العزيز الطريفي - عنوان الحلقة اسٌتمع
أبواب الأذان والسنة فيها 2552 استماع
أبواب التجارات [1] 2409 استماع
أبواب الوصايا 2394 استماع
أبواب الطهارة وسننها [3] 2383 استماع
أبواب الأحكام 2345 استماع
أبواب الجنائز [2] 2273 استماع
أبواب الحدود 2231 استماع
أبواب الزكاة 2226 استماع
أبواب المساجد والجماعات 2218 استماع
أبواب الرهون 2173 استماع