أبواب السنة [3]


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

قال المصنف رحمه الله: [ باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ألا إني أبرأ إلى كل خليل من خلته، ولو كنت متخذاً خليلاً، لاتخذت أبا بكر خليلاً، إن صاحبكم خليل الله ).

قال وكيع: يعني نفسه.

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة عليه رضوان الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر، قال: فبكى أبو بكر، وقال: هل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله ).

حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا سفيان، عن الحسن بن عمارة، عن فراس، عن الشعبي، عن الحارث، عن علي عليه رضوان الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين، إلا النبيين والمرسلين، لا تخبرهما يا علي ما داما حيين ) ].

وهذا الحديث ضعيف، فإن الحارث الأعور لم يسمع من علي بن أبي طالب إلا أربعة أحاديث، وكذلك فإن هذه الزيادة مما يتفرد به ابن ماجه رحمه الله عن أصحاب الصحيح.

والنبي عليه الصلاة والسلام ما نفى المحبة وإنما نفى الخلة، والخلة هي مرتبة فوق المحبة، وذلك لخلوص النبي عليه الصلاة والسلام لربه.

قال: [ حدثنا علي بن محمد، وعمرو بن عبد الله، قالا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش، عن عطية بن سعد، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن أهل الدرجات العلى يراهم من أسفل منهم كما يرى الكوكب الطالع في الأفق من آفاق السماء، وإن أبا بكر وعمر منهم، وأنعما ).

حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع (ح)

وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا مؤمل، قالا: حدثنا سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن مولى لـربعي بن حراش، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إني لا أدري ما قدر بقائي فيكم، فاقتدوا باللذين من بعدي، وأشار إلى أبي بكر وعمر ).

حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا ابن المبارك، عن عمر بن أبي حسين، عن ابن أبي مليكة، قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول: لما وضع عمر على سريره اكتنفه الناس يدعون ويصلون، أو قال: يثنون ويصلون عليه، قبل أن يرفع، وأنا فيهم، فلم يرعني إلا رجل قد زحمني، وأخذ بمنكبي، فالتفت، فإذا علي بن أبي طالب، فترحم على عمر، ثم قال: ما خلفت أحداً أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله منك، وايم الله إن كنت لأظن ليجعلنك الله عز وجل مع صاحبيك، وذلك أني كنت أكثر أن أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر، فكنت أظن ليجعلنك الله مع صاحبيك ).

حدثنا علي بن ميمون الرقي، قال: حدثنا سعيد بن مسلمة، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر، قال: ( خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي بكر وعمر، فقال: هكذا نبعث ).

حدثنا أبو شعيب صالح بن الهيثم الواسطي، قال: حدثنا عبد القدوس بن بكر بن خنيس، قال: حدثنا مالك بن مغول، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين ).

حدثنا أحمد بن عبدة، والحسين بن الحسن المروزي، قالا: حدثنا المعتمر بن سليمان، عن حميد، عن أنس، قال: ( قيل: يا رسول الله! أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة. قيل: من الرجال؟ قال: أبوها ) ].

في هذا أنه ينبغي للإنسان ألا يزكى في وجهه خشية عليه، ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام ما كان يقول ذلك في وجه أبي بكر بالشهادة له بالجنة، وكذلك فيما جاء في حديث علي بن أبي طالب عليه رضوان الله تعالى في قوله: لا تخبرهما، فهذا فيه إشارة إلى أن الإنسان مهما بلغ فضلاً وجلالةً ومنزلةً وإيماناً أنه لا تؤمن عليه فتنة.

قال المصنف رحمه الله: [ فضائل عمر رضي الله عنه.

حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو أسامة، قال: أخبرني الجريري، عن عبد الله بن شقيق، قال: ( قلت لـعائشة رضي الله عنها: أي أصحابه كان أحب إليه؟ قالت: أبو بكر، قلت: ثم أيهم؟ قالت: عمر، قلت: ثم أيهم؟ قالت: أبو عبيدة ).

حدثنا إسماعيل بن محمد الطلحي، قال: أخبرنا عبد الله بن خراش الحوشبي، عن العوام بن حوشب، عن مجاهد،

عن ابن عباس، قال: ( لما أسلم عمر نزل جبريل فقال: يا محمد! لقد استبشر أهل السماء بإسلام عمر ).

حدثنا إسماعيل بن محمد الطلحي، قال: أخبرنا داود بن عطاء المديني، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أول من يصافحه الحق عمر، وأول من يسلم عليه، وأول من يأخذ بيده فيدخله الجنة ) ].

داود بن عطاء المديني هو مدني، والأشهر في هذا أن ما كان من المدينة فإنه يكون مدنياً، أما المديني فهي إلى مدائن المنصور وهي بغداد، ولهذا نقول: إن الإنسان إذا كان من أهل المدينة فإنه يلقب بالمدني، وللندرة يقال: المديني، وإذا كان ينسب إلى مدينة المنصور وهي بغداد يقال: المديني، وثمة أيضاً مدائني والذي ينسب إلى مدائن كسرى، فإنه يقال: مدائني، وهنا نسبت على سبيل الندرة، وإلا فالأرجح في ذلك أنه داود بن عطاء المدني، ولعله حتى من جهة اللغة أن النسبة إلى المدينة تكون مدني، ولهذا يقول ابن مالك:

وفعلي في فعيل تلتزم

يعني: أن ما كان على مثل هذه الصيغة من مدينة ينسب إليها مدني، أما مديني فيستعملها البعض ولكن على وجه القلة.

قال: [ حدثنا محمد بن عبيد أبو عبيد المديني، قال: حدثنا عبد الملك بن الماجشون، قال: حدثني الزنجي بن خالد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اللهم أعز الإسلام بـعمر بن الخطاب خاصة ).

حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، قال: سمعت علياً يقول: خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر، وخير الناس بعد أبي بكر عمر.

حدثنا محمد بن الحارث المصري، قال: أخبرنا الليث بن سعد، قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب، قال: أخبرني سعيد بن المسيب، أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: ( كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم، قال: بينا أنا نائم رأيتني في الجنة، فإذا أنا بامرأة تتوضأ إلى جنب قصر، فقلت: لمن هذا القصر؟ فقالت: لـعمر، فذكرت غيرته فوليت مدبراً، قال أبو هريرة: فبكى عمر، فقال: عليك- بأبي وأمي- يا رسول الله! أغار ).

حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف، قال: حدثنا عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق، عن مكحول، عن غضيف بن الحارث، عن أبي ذر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الله وضع الحق على لسان عمر، يقول به ) ].

وهذا فيه أيضاً عظم خلق النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك بتقدير ما يعلمه من حال عمر من شدة غيرته، وبهذا نقول: إنه ينبغي للإنسان أن يدع بعض الشيء أو بعض الحق تعظيماً وإجلالاً لما يجده الناس في نفوسهم، أو يجده بعض من يعظم ويجل من أهل الفضل في نفسه، ولو كان هذا الأمر من جهة الأصل من الأمور المباحة.

قال المصنف رحمه الله: [ فضل عثمان رضي الله عنه.

حدثنا أبو مروان محمد بن عثمان العثماني، قال: حدثنا أبي عثمان بن خالد، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لكل نبي رفيق في الجنة، ورفيقي فيها عثمان بن عفان ).

حدثنا أبو مروان محمد بن عثمان العثماني، قال: حدثنا أبي عثمان بن خالد، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي عثمان عند باب المسجد، فقال: يا عثمان! هذا جبريل أخبرني أن الله قد زوجك أم كلثوم بمثل صداق رقية، على مثل صحبتها ).

حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن كعب بن عجرة، قال: ( ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنةً فقربها، فمر رجل مقنع رأسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا يومئذ على الهدى، فوثبت، فأخذت بضبعي عثمان، ثم استقبلت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: هذا؟ قال: هذا ).

حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الفرج بن فضالة، عن ربيعة بن يزيد الدمشقي، عن النعمان بن بشير، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يا عثمان! إن ولاك الله هذا الأمر يوماً فأرادك المنافقون أن تخلع قميصك الذي قمصك الله، فلا تخلعه، يقول ذلك ثلاث مرات ).

قال النعمان: فقلت لـعائشة: ما منعك أن تعلمي الناس بهذا؟ قالت: أنسيته والله ].

ومن شهد له النبي عليه الصلاة والسلام بالجنة فلا يقال: إنه يسبق عليه الكتاب فيعمل بخلاف ذلك، ولهذا كل من شهد له النبي عليه الصلاة والسلام فميتته ميتة حق.

قال: [ حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه: وددت أن عندي بعض أصحابي، قلنا: يا رسول الله! ألا ندعو لك أبا بكر؟ فسكت، قلنا: ألا ندعو لك عمر؟ فسكت، قلنا: ألا ندعو لك عثمان؟ قال: نعم، فجاء عثمان، فخلا به، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يكلمه ووجه عثمان يتغير ).

قال قيس: فحدثني أبو سهلة مولى عثمان: ( أن عثمان بن عفان قال يوم الدار: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي عهداً، فأنا صائر إليه ).

وقال علي في حديثه: ( وأنا صابر عليه ).

قال قيس: فكانوا يرونه ذلك اليوم ].

وفي هذا أن الإنسان يجد في الشدائد، فإذا كان يقود أمة أو يواجه أمراً عظيماً ينبغي أن يستحضر الشدة، ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام لما أبلغ عثمان يريد من ذلك تثبيتاً له، وهذا من أمارات نبوته عليه الصلاة والسلام، وأن الإنسان مهما بلغ فضلاً- والنبي عليه الصلاة والسلام شهد لـعثمان بالجنة- إلا أن الشدائد قد تأتي وقد يؤذى أذية شديدة أو يتألب الناس عليه، وهذا لا يعني نقصاناً في حقه.

قال المصنف رحمه الله: [ فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ].

وهذا دليل أن المصنف رحمه الله يجري مجرى السلف وأهل السنة في تفضيل الخلفاء الراشدين وترتبيهم، كما في ترتيبهم في الخلافة: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي بن أبي طالب عليه رضوان الله.

قال: [ حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، وأبو معاوية، وعبد الله بن نمير، عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش، عن علي رضي الله عنه، قال: ( عهد إلي النبي الأمي صلى الله عليه وسلم أنه لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق ).

حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، قال: سمعت إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص يحدث عن أبيه: ( عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لـعلي: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ ).

حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو الحسين، قال: أخبرني حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب، قال: ( أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته التي حج، فنزل في بعض الطريق، فأمر الصلاة جامعةً، فأخذ بيد علي رضي الله عنه، فقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. قال: ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى، قال: فهذا ولي من أنا مولاه، اللهم وال من والاه، اللهم عاد من عاداه ).

حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا ابن أبي ليلى، قال: حدثنا الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: ( كان أبو ليلى يسمر مع علي، فكان يلبس ثياب الصيف في الشتاء وثياب الشتاء في الصيف، فقلنا: لو سألته، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلي وأنا أرمد العين يوم خيبر، قلت: يا رسول الله، إني أرمد العين، فتفل في عيني، ثم قال: اللهم أذهب عنه الحر والبرد، قال: فما وجدت حرًّا ولا برداً بعد يومئذ، وقال: لأبعثن رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، ليس بفرار، فتشوف له الناس، فبعث إلى علي، فأعطاها إياه ).

حدثنا محمد بن موسى الواسطي، قال: حدثنا المعلى بن عبد الرحمن، قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما ).

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وسويد بن سعيد، وإسماعيل بن موسى، قالوا: حدثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( علي مني وأنا منه، ولا يؤدي عني إلا علي ).

حدثنا محمد بن إسماعيل الرازي، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا العلاء بن صالح، عن المنهال، عن عباد بن عبد الله، قال: قال علي: أنا عبد الله، وأخو رسوله صلى الله عليه وسلم، وأنا الصديق الأكبر، لا يقولها بعدي إلا كذاب، صليت قبل الناس بسبع سنين.

حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا موسى بن مسلم، عن ابن سابط -وهو عبد الرحمن- عن سعد بن أبي وقاص، قال: ( قدم معاوية في بعض حجاته، فدخل عليه سعد، فذكروا علياً، فنال منه، فغضب سعد، وقال: تقول هذا لرجل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فـعلي مولاه. وسمعته يقول: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي. وسمعته يقول: لأعطين الراية اليوم رجلاً يحب الله ورسوله ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ فضل الزبير رضي الله عنه.

حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قريظة: من يأتينا بخبر القوم؟ فقال الزبير: أنا، فقال: من يأتينا بخبر القوم؟ فقال الزبير: أنا، ثلاثاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لكل نبي حواري، وإن حواري الزبير ).

حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير، قال: ( لقد جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه يوم أحد ).

حدثنا هشام بن عمار، وهدية بن عبد الوهاب، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: قالت لي عائشة: يا عروة كان أبواك من الذين استجابوا لله والرسول من بعدما أصابهم القرح: أبو بكر، والزبير ].

قال المصنف رحمه الله: [ فضل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه.

حدثنا علي بن محمد، وعمرو بن عبد الله الأودي، قالا: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الصلت الأزدي، قال: حدثنا أبو نضرة، عن جابر: ( أن طلحة مر على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: شهيد يمشي على وجه الأرض ).

حدثنا أحمد بن الأزهر، قال: حدثنا عمرو بن عثمان، قال: حدثنا زهير بن معاوية، قال: حدثني إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن موسى بن طلحة، عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، قال: ( نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى طلحة، فقال: هذا ممن قضى نحبه ).

حدثنا أحمد بن سنان، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا إسحاق، عن موسى بن طلحة، قال: ( كنا عند معاوية، فقال: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: طلحة ممن قضى نحبه ).

حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن إسماعيل، عن قيس، قال: رأيت يد طلحة شلاء، وقى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ].

قال المصنف رحمه الله: [ فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.

حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن عبد الله بن شداد عن علي رضي الله عنه، قال: ( ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع أبويه لأحد غير سعد بن مالك، فإنه قال له يوم أحد: ارم سعد فداك أبي وأمي ) ].

وعلى ما تقدم فقد جمع النبي عليه الصلاة والسلام أبويه للزبير عليه رضوان الله أيضاً.

قال: [حدثنا محمد بن رمح، قال: أخبرنا الليث بن سعد (ح)

وحدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، وإسماعيل بن عياش، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، قال: سمعت سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه يقول: ( لقد جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد أبويه، فقال: ارم سعد، فداك أبي وأمي ).

حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، وخالي يعلى، ووكيع، عن إسماعيل، عن قيس، قال: سمعت سعد بن أبي وقاص، يقول: إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله.

حدثنا مسروق بن المرزبان، قال: حدثنا يحيى بن أبي زائدة، عن هاشم بن هاشم، قال: سمعت سعيد بن المسيب، يقول: قال سعد بن أبي وقاص: ما أسلم أحد في اليوم الذي أسلمت فيه، ولقد مكثت سبعة أيام، وإني لثلث الإسلام ].

قال المصنف رحمه الله: [ فضائل العشرة رضي الله عنهم.

حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا صدقة بن المثنى أبو المثنى النخعي، عن جده رياح بن الحارث، سمع سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، يقول: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عاشر عشرة، فقال: أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وسعد في الجنة، وعبد الرحمن في الجنة، فقيل له: من التاسع؟ قال: أنا ).

حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن حصين، عن هلال بن يساف، عن عبد الله بن ظالم، عن سعيد بن زيد رضي الله عنه، قال: ( أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أني سمعته يقول: اثبت حراء، فما عليك إلا نبي، أو صديق، أو شهيد، وعدهم: رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وابن عوف، وسعيد بن زيد ) ].

قال المصنف رحمه الله: [ فضل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لو كنت مستخلفاً أحداً عن غير مشورة، لاستخلفت ابن أم عبد ).

حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ( أن أبا بكر وعمر بشراه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد ).

حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم بن سويد، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله، قال: ( قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذنك علي أن ترفع الحجاب، وأن تسمع سوادي حتى أنهاك ) ].

وفي هذا إضافة إلى فضل عبد الله بن مسعود عليه رضوان الله تعالى بيان عظم المشورة في قول النبي عليه الصلاة والسلام: ( لو كنت مستخلفاً أحداً عن غير مشورة، لاستخلفت ابن أم عبد ).

وأن الاستخلاف في الأمة ينبغي ويتأكد أن يكون عن مشورة فيما بينها، وإذا كان هذا في حال النبي عليه الصلاة والسلام، فإنه فيمن دونه من باب أولى.