الشبهات وأثرها في الثبات


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

إن الله سبحانه وتعالى قد أكرم الإنسان وفضله على كثير من المخلوقات؛ وذلك بما وهبه الله جل وعلا من عقل يميز فيه بين ما يحتاج إليه وما لا يحتاج، وهذا من نعم الله عز وجل وفضله وإحسانه، وقد كرم الله سبحانه وتعالى بني آدم بهذه الخصيصة سواءً كانوا من أهل الإيمان أو كانوا من غيرهم، والإنسان ميزته بعقله وإدراكه، فكلما كان أكثر إعمالاً لهذا العقل كان من أهل الفضل والمنقبة عند الله عز وجل، وإذا لم يكن من أهل الإعمال للعقل قل نصيبه في ذلك، وأصبح من أهل الضلال والزيغ والانحراف، بل ربما لو سلم من عقله لكان خيراً له؛ وذلك أن الإنسان إنما وهبه الله عز وجل تلك الأداة ليسلك بها طريق الخير، وأما من أوتي أداة فاستعملها في غير مرضاة الله عز وجل، أو في غير ما وضعت له فإنه يسلكها في شر، ومن سلكها في الشر كان عدم استعمال تلك الآلة أو عدم وجودها أولى في حقه, كحال الإنسان حينما يعطى لباساً ويستعمله في غير موضعه، أو يعطى آلة فيضعها في غير موضعها, ولو عدمها لكان خيراً له، ولهذا جعل الله جل وعلا الكفار كالأنعام أو أضل سبيلاً، فهم كالأنعام من جهة عدم الفائدة من هذا العقل، وأضل سبيلاً باعتبار أنهم قد ألحقوا بأنفسهم الضرر مع إمكانهم النجاة، فالبهائم لا يمكنها أن تميز بين الخير والشر، وإنما وقعت فيما قدره الله جل وعلا لها بما تستطيع معه الاختيار، فهي لم تضر بنفسها عمداً, بخلاف الإنسان فقد ملك الآلة وقصر في إدراك الحق.

إن الله سبحانه وتعالى قد فطر الإنسان على فطرة صحيحة معتدلة، وهذه الفطرة هي التي فطر الله عز وجل عليها الناس، ولو لم يكن هناك أعداء للإنسان وخصوم تجتاله لأصاب الحق الذي أراده الله جل وعلا له، ولكن الله سبحانه وتعالى جعل للإنسان أعداء، وهؤلاء الأعداء هم الذين يحرفون فطرة الإنسان عما أرادها الله، ولهذا جاء في الخبر: ( خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين )، ولو لم يكن للإنسان عدو من ذاته -وهي نفسه- أو عدو من خارجه -من شياطين الإنس والجن- لأصاب تلقائياً رضا الله جل وعلا، ولما أرسل الله سبحانه وتعالى الرسل, وأنزل الكتب, ولكن جعل الله جل وعلا ثمة معادلة؛ وهي أن الإنسان يقف في النصف وعن يساره من يجتاله من الشياطين، وعن يمينه من يرشده من الأنبياء والمرسلين, والإنسان حينئذٍ يحكم عقله بين هذين السبيلين، فإن سلك طريق الحق كان ممن أعمله بالحق، وإن سلك طريق الباطل كان ممن أعمله بالباطل.

والناس بقدر انحرافهم عن الصراط المستقيم يتميزون من جهة الفضل والشر، فإذا مالوا إلى الحق وسلكوا طريقه بميل يسير ببعد عن الشر كانوا من أهل الهداية والقرب بحسب قربهم من طريق اليمين، وإذا أخذوا شمالاً وانحرفوا عن الصراط المستقيم فبحسب انحرافهم وبعدهم عن الحق يكونون من أهل المقت والشر والضلال، ولهذا جعل الله جل وعلا للخير درجات، وجعل للشر دركات، وما جعل الله سبحانه وتعالى الناس على مرتبة واحدة, وذلك مقتضى عدل الله جل وعلا في قوله: وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ [فصلت:46]، ومقتضى ما جاء أيضاً في الصحيح في قوله عليه الصلاة والسلام حاكياً عن الله جل وعلا أنه قال: ( يا عبادي! إني حرمت الظلم على نفسي, وجعلته بينكم محرماً )، فحرم الله عز وجل أن يظلم عبده فيجعله كغيره ممن وقع في الخطأ.

وثمة شيء يؤثر على الإنسان من جهة إصابة الحق في باطنه، فما كل من قتل وقع في الشر المحض، فربما كان قتلاً خطأً أو كان فيه شبهة عمد أو نحو ذلك، ويتباين درجات القصد والتعمد في الوقوع في الشر بحسب باطن الإنسان، وإن تشابهت من جهة الظاهر.

كذلك أيضاً في أبواب المشابهة في الظاهر من أمور الخير، فقد يتوافق الإنسان مع غيره في التلبس بالخير ظاهراً، ولكن دوافع الباطن تتباين، ولهذا لا يزال الإنسان يشوبه شيء من النفاق أو الرياء أو السمعة أو التصنع في عمل الظاهر، ومنهم من عمله ذلك يبلغ مرتبة تخالف غيره ممن هو دونه، ولهذا المعادلة من جهة قبول الله جل وعلا لعمل عبده وإصابته للحق ينظر فيها إلى عمل الباطل وعمل الظاهر، وهذا عدل الله سبحانه وتعالى ألا يظلم العباد مثقال ذرة، وإنما يجازيهم بحسب عملهم الذي عملوه من الباطن والظاهر، والله جل وعلا ينظر إلى ما في الصدور, ولا ينظر إلى الصور والأجسام إلا بعد صحة البواطن.

وفي هذه الندوة نتكلم على الشبهات وأثرها على الثبات، وقولنا في العنوان: (وأثرها على الثبات) هو يتعلق على سبيل اللزوم بكلمة الشبهات, فيلزم منها الثبات أو عدمه، وذلك أن الإنسان إذا تمحض لديه الطريق لم يكن حينئذٍ بحاجة إلى أن يثبت على هذا الطريق، ولكن ذكرنا هذه العبارة: (وأثرها على الثبات)؛ لأن هناك من يعرف الطريق ولا يكون لديه شبهة، ولكن يتعمد طريق الباطل، وطريق المعاندين الذين ذكر الله عز وجل أحوالهم, كقوم فرعون الذين ذكر الله حالهم في قال الله سبحانه وتعالى: وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا [النمل:14]، فهم يعلمون أن هذا هو طريق الحق ومع ذلك تنكبوه.

ولا يلزم من الإنسان إذا ظهر وتمحض له الحق, وخلص من جميع الشبهات: أن يكون الإنسان لازماً من جهة العمل لما يعلمه؛ وذلك لشيء من الشهوات، والعلم الباطن هو الذي يفرق بين الشبهة والشهوة، فالمخالفة لأمر الله سبحانه وتعالى دافعها من جهة الباطل نوعان:

النوع الأول: الشبهة.

الأمر الثاني: الشهوة.

أما بالنسبة للشهوة فهي أن يعلم الإنسان أن هذا هو طريق الحق، ولكن يخالفه لشيء من النزوات وحظوظ النفس، ولهذا تجد كثيراً من الناس يقرون بوجوب الصلاة؛ ولكنهم يفرطون فيها، ويقرون بتحريم الربا ولكنهم يقدمون عليه لشيء من لذائذ الدنيا أو شيء من متع النفس، وهذا من الشهوات. وهذا وإن كانت دائرته تتباين من جهة خطورة ما يقع فيه الإنسان, فربما وقع الإنسان في شيء من المكفرات لشيء من الشهوة التي أرادها ولو كان يقر بباطنه؛ ولهذا فرعون في ذاته يعلم أن الله عز وجل هو الخالق, وهو الرازق، وهو المتفرد سبحانه وتعالى بربوبيته للخلق، وكذلك كفار قريش وغيرهم من الخلق يعلمون أن الله سبحانه وتعالى هو المدبر لهذا الكون، لكن ما لم يعملوا بهذا العمل فإنهم على شر، وذلك يتعلق بجملة من العبادات منها: التوحيد, ومنها: الصلاة, على خلاف في بعض أحكام العبادات العملية في هذا في مخالفة الظاهر لأمر الباطن.

وأما بالنسبة للشبهة فهي: أن يعتقد الإنسان أن الباطل حق، والحق باطل، وهذا هو موضع الكلام في هذا المجلس، فنحن سنتكلم على أصل الشبهة وحقيقتها، أما ما يتعلق بأمر الشهوات فهذا بحر لا ساحل له، وأكثر المعاندين إنما عاندوا في هذا الأمر أي: أمر الشهوات؛ لكن أن يلبس الخير صورة الشر، أو يلبس الحق صورة الباطل -والعكس- فهذا هو موضع الشبهة.

وقد تكون الشهوة في ذاتها شبهة من وجه ظاهر بخلاف الباطل, فهي في ذاتها بالنسبة للمتلبس بها شهوة، ولكن بالنسبة لتصديرها للغير شبهة وليست بشهوة، ومثال ذلك: أن الإنسان ربما يعتقد في ذاته أن هذا الطريق هو طريق الحق، ولكن يصدره للناس على أنه طريق الباطل؛ لأنه لا يمكن أن يصدر الإنسان الصورة الحقيقية التي تقع في قلبه على هذا الطريق ثم يخالفه، ثم يدعو إلى الشر بأنه طريق الشر، ولهذا فرعون يعلم أن الله عز وجل هو رب الخليقة سبحانه وتعالى، ومع ذلك يقول: مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ [غافر:29]؛ لأنه لو لم يستعمل هذه العبارة ما اتبعه على طريقه أحد، فهو بحاجة إلى نوع من الشبهة الظاهرة التي يدلس بها على العباد حتى تتحقق شهوته في ذلك؛ وهي شهوة الملك والرئاسة والسلطة على الناس.

إذاً: الشبهة قد تكون ممتزجة مع الشهوة، وقد تكون منفردة أيضاً من وجوه أخرى.

بالنسبة للشبهات التي ترد في كلام الله عز وجل، وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم, فإننا نعرف معناها والمراد منها إذا أرجعناها إلى المعنى اللغوي، فالشبهة في اللغة مأخوذة من قولنا: اشتباه السبيل أو اشتباه الطريق, فنقول: فلان اشتبه عليه الطريق أي: تردد بين طريقين فأكثر.

والإنسان يقرب من الحقيقة كلما كانت الأمور المتشابهة أقل عدداً، فإذا كثرت ضل الإنسان وتاه فيها، فالإنسان حينما يخير بين عشرة فإنه يصيب أكثر من كونه يخير بين عشرين ومائة؛ وذلك أن الدائرة تقل، وكذلك فإن الإنسان إذا خير بين طريقين فإنه بنسبة خمسين بالمائة يصيب الحق حتى لو خمن في ذلك, بخلاف لو خير الإنسان بين عشرين أو مائة ونحو ذلك.

ولهذا الشبهة قد تعظم عند الإنسان وقد تضعف بحسب القرائن المحتفة فيها، وبحسب عقل الإنسان ونفسيته، وبحسب ما يمتزج فيها من بعض شهوات الإنسان التي تصرف الإنسان من حيث لا يشعر إلى غير الحق, كبعض النزوات الباطنة للإنسان أو حظوظ النفس؛ كالميل إلى الجاه والسمعة، أو الميل إلى شيء من المال أو نحو ذلك، فإن هذا ربما يصرف الإنسان ويجعله يمعن النظر في تلك الشبهة, ويلتمس فيها المرجحات والقرائن؛ حتى يزيل عنها الشبهة فيقنع القلب بذلك فيسلك طريق الباطل، وهذا أمر معلوم، فمثلاً: الإنسان إذا كان لديه نوع من التجارة يريد أن يضارب فيها فإنه ينظر هل ستكون الأرباح في ذلك عظيمة أو لا, فيكثر ويديم النظر فيها، فيعلق في قلبه؛ لأنه من جهة الأصل متشوف إليها، فيعلق في قلبه المرجحات لها؛ سواء من أقوال الفقهاء فيها أو أن الضرر ليس متعدياً إلى الغير أو ينظر إلى وجوه الخير والفضل فيها، فيقوم الإنسان بعقله وبصره بسبر تلك الحال, حتى يستقر في عقل الإنسان القول بالرجحان، فتثقل الكفة وهي في حقيقتها وفي ذاتها خفيفة، ولكن الذي أثقلها هو إدامة النظر؛ لأن الإنسان استحضر في قلبه حسنها، فجلب الحسن إلى عقله وقلبه فرآها حسنة كذلك، فإن الإنسان إذا أراد الشيء أن يكون حسناً نظر إليه بقصد الحسن، وإذا أراد أن ينظر إليه بوجه السوء جلب السوء إليه، فاستقر في نفسه على أنه سوء، ولهذا إذا ذممت شخصاً عند إنسان وقلت له: إنه سيأتي فلان, وإنه كذا كذا, وفيه كذا وكذا, فأكثرت على هذا الإنسان بأنه مذموم, ولو لم يكن بغير بينة، فإن هذا الإنسان إذا رآه سينظر إليه ابتداءً بالنظر السابق الذي تشربه منك، فيلتقط السيئات ثم يبني عليها بعد ذلك، وتصحيحه في ذلك يصعب على الإنسان، وهذا أمر معلوم.

كذلك كثير من الناس فيما يتعلق بأمور الدين، والديانات، والأفكار، والعقائد وغير ذلك، حينما تشوه بشيء من المشوهات في وسائل الإعلام أو بشيء من الكتابات أو الطروحات أو بما يسمى بالرسوم الكاريكاتورية وغير ذلك، فهذه تجعل في قلب الإنسان شيئاً من الاستعداد لجلب الصور المشوهة لذلك فيقوم الإنسان بالتقاطها، وغض الطرف عن غيرها، حتى يرتسم في دينه السوء تباعاً، وهذا أمر معلوم، وهذا ليس مقصوداً بإيراده هنا، ولكن لتقرير بيان المقصود من الشبهة في هذه الجلسة.

إذا: الشبهات هي ما اشتبه على الإنسان وتردد، وضدها العلم، وبعد ذلك اليقين، وبعد ذلك عين اليقين.

والإنسان بعلمه في ذلك يبعد عن نقطة الشبهة بحسب تمكنه من العلم, وهذا وجه، وكذلك يبعد عن الشبهة بحسب إعراضه عنها، فالشبهة قد تكون قريبة منك ولكنك تبتعد عنها؛ وذلك بعدم النظر فيها، أو بألا يعمل الإنسان ذهنه بالتفكير فيها، وقد تكون الشبهة مستقرة في جوف الإنسان وقلبه, إلا أن الإنسان أبعد ما يكون عنها وهي موجودة، ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( لا يزال الشيطان بالعبد فيسأله: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يسأله ويقول: من خلق الله؟ فإذا وجد أحدكم ذلك فليستعذ بالله ولينصرف )، وهذه الشبهة توجد في قلب الإنسان وهي أبعد ما تكون عنه؛ لأنه أدار قلبه عليها، ولم يستقبلها, ولهذا الشبهة قد تبعد عن الإنسان مكاناً، وقد تبعد عنه تفكيراً وتأملاً.

ولهذا نقول: إن الشبهات من جهة قوتها وضعفها تتباين باعتبارات متعددة؛ من هذه الاعتبارات ما يتعلق بذات الشبهة، فالشبهة بذاتها قد تكون قوية وثقيلة، وقوتها وثقلها وعظمها يرجع إلى اعتبارات أيضاً، ومن ذلك: ما يتعلق بعقل الإنسان وإدراكه، فمن الشبهات ما يجد الإنسان له حلاً وجواباً، ومنها ما لا يجد الإنسان لها حلاً وجواباً، وذلك ليس بأن هذه الشبهة هي مصادمة لأصل العلم الذي أوجده الله لها، وإنما لضعف المدرك به؛ وهو العقل؛ فالعقل كحال الإناء يدرك شيئاً ولا يدرك شيئاً غيره، ولهذا الإنسان يدرك المشاهدات ولا يدرك غيرها، والإنسان يقيس كثيراً من الأمور المشاهدة فإذا وجد غيرها قاس عليها، وإذا خرج عن بيئته وطبيعته لا يستطيع الإنسان أن يتمكن في ذلك، ولهذا الإنسان الذي يسير في الأرض على سيارته ودابته وهو يعرف الطريق، فإنه يتقن من معرفة أمور الأرض ما لا يتقنه غيره ممن لم يسلك هذه الأمور, كذلك أيضاً: من كان يقود المركبة على الأرض فإنه يختلف عن الإنسان الذي يقود الطائرة, إذاً: الإنسان الذي يعرف الطرق كحال الإنسان الذي يكون في الأرض؛ وذلك لأن الإنسان جرب هذه الأمور.

ومنها: ما لا يدركه الإنسان باعتبار أن عقل الإنسان محجوب عن مثل هذا الإدراك؛ وذلك ما لا مثيل له ولا نظير، ولذلك يجعل العلماء من المتشابهات ما يتعلق بأسماء الله عز وجل وصفاته, وصفات الله سبحانه وتعالى من وجه هي من الأمور المتشابهة، وذلك أن الله عز وجل يقول: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [الشورى:11]، فالله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء، فالإنسان إذا أراد أن يقيس غائباً على مشاهد فلابد أن ينظر إلى أجزاء المشاهد ثم يقيس عليه الغائب، ولهذا الله عز وجل أغلق باب التأمل في هذا؛ لأنه لا مثيل له في المحسوسات حتى يقوم الإنسان بتأملها وتدبرها.

كذلك الإنسان إذا ذكرت له شخصاً أو ذكرت له رجلاً ونحو ذلك فمباشرة يقع في ذهنه شيء من الرسم لشخص قد رآه أو قد مر عليه، وهذا أمر فطري جبلي، ولكن فيما يتعلق بصفات الله سبحانه وتعالى فقد أغلق الله عليه الباب؛ لأنه لا يوجد له نظير، ولهذا يقال: كلما خطر في قلب الإنسان أن الله كذلك فإن الله فوق ذلك، وهذا من الأمور التي لا يجوز للإنسان أن يكيفها في ذهنه، ولا أن يكيفها بقوله، ولا أن يكيفها بفعله, وذلك أن الإنسان لا يمكن أن يدرك لها مثيلاً ونظيراً، وهذا أمر معلوم، بل إن الأمور الحقيقية التي لها مثيل ونظير إذا لم يشاهدها الإنسان فإنه لا يستطع أن يستوعبها؛ كحال الإنسان مثلاً في ابتداء خلقته من جهة مقدار طوله وعرضه, وما خلقه الله عز وجل عليه من بسطة، فالإنسان في ذاته ربما يستشكل استقامة الإنسان وتوازنه وجريه كيف يستقيم مثل هذا الأمر، وهو حقيقة من جهة هذا الأصل، ولكن بعد الإنسان من جهة تصوره؛ فاستشكل هذا الأمر, ولو كان عياناً فيه لأدرك هذا الأمر.

والإنسان يألف المشاهد ولا يألف الغيب، فالأمور المشاهدة يدركها الإنسان ويألفها، وما كان غير مشاهد فيستنكره الإنسان, وربما نفر منه ولو كان على الحقيقة، ولهذا ينفر الإنسان من بعض المخلوقات، أو من بعض ما خلقه الله عز وجل، ولو كان من بني آدم على خلقة أرادها الله عز وجل له؛ لأنه لم يعتد على هذا النوع، وحال الإنسان كذلك إذا كان الإنسان خلقه الله عز وجل باللون الأسود أو الأبيض ولم يخرج ولم ير أحداً من بيئته ثم رأى في يوم عكس لونه أي: مضاداً له فإنه ربما يستشكل هذا الأمر, وينزعج منه وينفر منه، وهذا أمر معلوم؛ أن الإنسان ينفر مما لم يدركه ولم يره من قبل.

الشبهات تستحكم في قلب الإنسان بحسب بعده عن إدراكها، ولهذا قلنا: إن عقل الإنسان هو كحال الإناء منه ما يمكن أن يضعه في الإناء ويستوعبه، ومنه ما لا يستوعبه الإنسان, وما لا يستوعبه الإنسان ككثير من الحكم الإلهية في خلق الله سبحانه وتعالى للكون، وكذلك العلل التي لا يدركها الإنسان، فعقل الإنسان إذا أراد الإنسان أن يعرف قدره فلينظر إلى حجمه من الكون, حتى يدرك مقدار العقل الذي يمكن للإنسان أن يستوعب الحكم الإلهية من خلق المخلوقات, وإجراء المجرات، وسير هذه الكواكب والأفلاك، وما جعل الله عز وجل فيها من سنن إلهية قدرية تحير الألباب، فيعلم الإنسان أن الله عز وجل يغيب كثيراً من الحكم عن عقل الإنسان؛ لأنها لو طرحت عليه لا يمكن للإنسان أن يصدقها، ولهذا لو نظر الإنسان إلى عقل القرشي الجاهلي في مكة حينما أخبرهم النبي عليه الصلاة والسلام أنه ذهب من مكة إلى المسجد الأقصى في ليلة، وعاد من ذلك، ولم يخبرهم عليه الصلاة والسلام بأمر السماء، أنكروا ذلك, وجعلوه من السحر، لكن لو كان أحدنا في زمانهم لعد مجنوناً أن ينكر مثل هذا؛ لأن الإنسان يراه الآن عياناً، فالإنسان الآن يذهب ويأتي بسرعة، فهم كفروا بمثل هذا الأمر, لكن الذي ينكر ذلك الآن فإنه بإجماع البشرية أنه من المتخلفين الذين لم يروا ما أدركه الإنسان.

إذاً: عقل الإنسان في ذاته لا يمكن أن يحكم على الطبيعة من جهة الصحة والخطأ، ولا يمكن أن يحكم على الغير من جهة الصحة والخطأ أيضاً، وإنما الإنسان يحكم بحسب ما لديه، ولهذا الله عز وجل في بعض المواضع يأمر الإنسان بالإيمان والانقياد فحسب، ويكل الأمر إلى الله سبحانه وتعالى، وهذا يقيس به الإنسان جملة من الحقائق الإلهية التي خلق الله عز وجل الإنسان عليها، ثم بعد ذلك يقيس صدق خبر في موضع على موضع آخر؛ حتى يعرف الإنسان صدق المخبر في غير ذلك الموضع، وذلك يعطيه يقيناً، والله عز وجل لم يأمر البشرية بأن تؤمن بالغيبيات كلها، ولم يكن ثمة دلائل من الأمور المشاهدة تثبت صدق المخبر في ذلك، وهو النبي عليه الصلاة والسلام، وإنما جعل دائرة للصدق، ودائرة للغيب بعد ذلك يجب عليهم أن ينقادوا إلى موضع الاختبار والامتحان.

الله سبحانه وتعالى جعل الناس في هذه الدنيا يدركون بحسب ما يريدون، وأكثر ضلال الإنسان فيما لا حاجة إليه في أمر دنياه، ولو اتصل الإنسان بعلمه فيما له حاجة فيه من جهة الإدراك والعمل لما ضل من البشرية أحد، ولهذا الله سبحانه وتعالى امتن على البشر في قوله جل وعلا: وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا [الإسراء:85]، وذلك أن الإنسان يبحث عن المعلومات ويستكثر منها، وجلبه لهذه المعلومات يزيد معها كثير من الشبهات، وتورث الإنسان شيئاً من الشبهات, كحال كثير من الناس الذين يوغلون بعلم الأبراج والكواكب ونحو ذلك، ومعلوم أنهم لم يغيروا من حركة الشمس ولا الكواكب ولا المجرات ونحو ذلك، بل يبحثون إلى مواضع هي بينهم وبين البشرية إلى آلاف الأميال الضوئية، ويعلمون أنهم لن يدركوا من الوصول إلى هذه الطبيعة شيء، ومثل هذه الأمور تجلب لأناس علماً ويقيناً, وتجلب لأناس شبهة باعتبار أنها من الغيبيات المنفصلة عن إدراك عقل الإنسان، وهذا بحسب يقين الإنسان وقربه من الله سبحانه وتعالى في علوم أخرى التي تثبت القلب عند ورود الشبهة عليه.

الأمور المتشابهة هي المترددة بين أمرين كما تقدم الكلام عليه، وكلما تردد الإنسان بين أمرين فهو أقرب إلى الحق مما إذا تردد بين ثلاثة وأربعة وهكذا، والله عز وجل أرسل الرسل, وأنزل الكتب، وأظهر البينات والمعجزات على يد نبيه عليه الصلاة والسلام، حتى يجلب القلوب النافرة التي تقيس جملة من الأمور التي لا يدركونها، أو يأتي إلى عقل الإنسان شيء من الأفكار والوساوس بالتنفير من أمثال هذه الأمور فيقيسون شيئاً من الأمور الصادقة بشيء من الأمور الغيبية، ثم بعد ذلك يؤمنون، خاصة إذا كان المخبر معصوم، أي: أنه لا يرد على لسانه الكذب عليه الصلاة والسلام، فيرون المشاهد مصدق في كل حال، ويرون الغيبي غائب عنه، فيصدقون الغيبي لثبوت صدق المشاهد، وأنه لم يكذب في موضع من المواضع، ولهذا فالذي ينفر في ذلك ينفر عن الحق الذي يخبر به المصدق ولم يكذب في موضع معين, ويكذب الغيب كله باعتبار عدم إدراكه, ولم يأخذ الأمور المشاهدة التي جاء بها على سبيل الصدق، وبحث الإنسان عللها فوجدها مصيبة فهذا معاند كافر، وهذه طريقة أهل الظلال والزيغ من المعاندين.

الإنسان في أمر الشبهات وكذلك اليقين إدراكه وإيمانه بما يرى وما يغيب عن ذهنه النظر في ذلك هو أمر طويل وعريض جداً من جهة إدراك الإنسان لما يتعلق في أمور المشاهدات، مما يتعلق علم الإنسان ووفرته، مما يستطيع الإنسان أن يؤلف بين تلك المعلومات ويخرج معلومة أخرى، وكما لا يخفى أن المعلومات والعلم والفكر والآراء كلها موجودة ومخلوقة، وإنما الناس يؤلفون بينها، فما نرى من أمور الطبيعة، وما نرى من الرسومات، وما نرى من الأشياء والألوان، هذه من أمور الطبيعة يشكل الإنسان بينها فيخرج شيئاً جديداً, كحال اللونين يدمج الإنسان بينهما فيخرج في ذلك لوناً جديداً، كذلك أيضاً الأفكار يدمج الإنسان بينها ويخرج شيئاً، ولهذا لا يمكن للإنسان أن يبدع شيئاً معدوماً لم يخلقه الله عز وجل من المعلومات، ولو سبر الإنسان ذلك لوجد ذلك يقيناً، وذلك كأمور المادة يدمج الإنسان بينها فيصنع بيتاً، ويصنع مركبة ونحو ذلك، كذلك أمر الأفكار كما أنه انبهر أنه أوجد هذه المراكب من عدم، وهي في ذاتها لم توجد من عدم، وإنما جهل مراتب التأليف بينها حتى تخرج على هذا الشكل، وذلك لضعف الإنسان السابق وقوة الإنسان اللاحق، وهذا أمر لكثرة الأقيسة والموروث من العلم يزداد لدى الإنسان الإدراك في ذلك، فيزداد الإنسان فيه علماً.

ما يتعلق بمسألة الشبهات، الشبهات هي شبهات عظيمة في ذاتها، وشبهات هي يسيرة في ذاتها، ولكنها عظيمة في قلب الإنسان؛ لقلة معرفته بالحق، فالله سبحانه وتعالى جعل للإنسان طريقاً مختصراً بيناً يميز به الإنسان الخير من الشر، ويجعل هذا الطريق هو طريق الفيصل بين الطرق كلها، وقد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام من حديث عبد الله بن مسعود قال: ( خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً، وخط عن يمينه وشماله خطوطاً, فقال: هذا الصراط المستقيم، وهذه السبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليها، ثم تلا قول الله جل وعلا: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ [الأنعام:153] ).

ذكر الله عز وجل في هذه الآية أن الصراط صراط واحد، وأما السبل فهي متعددة؛ لأن طريق الحق هو طريق واحد كحال العافية، فالعافية واحدة، وأما الأمراض فمتعددة، وهذا طريق الحق دائماً يكون واحداً لا يتعدد، وهذا هو الحق في مذهب أهل الحق من أهل السنة والجماعة على خلاف من أهل العقل من المعتزلة وغيرهم الذين يقولون: إن الحقيقة في ذاتها تتعدد، وأن الصواب يتعدد، وهذا فيه نظر، ولكن نقول: إن أجر الإنسان في حال اجتهاده يتعدد، إما أن يكون من أجر أو أجرين، أما الحقيقة في ذاتها فإنها لا تكون إلا حقيقة واحدة، كذلك الطريق المستقيم هو طريق واحد، ولهذا الإنسان الذي يريد أن يسلك طريقاً من مكة إلى المدينة، فإن الطريق المعتدلة على خط مستقيم هذا هو الطريق الحق الصواب الذي لا يشوبه ميلان، وإن كان ثمة شيء من التعرجات وغير ذلك، هذا طريق فيه حق كبير، وكلما كان تعرجه في ذلك بعد عن الحق، وأما من رأى أنه يصل إلى الغاية, ويحتج بأن هذا أوصله إلى الغاية فيلزم من ذلك التساوي في الصحة، نقول: إن الوصول إلى الغاية لا يعني تساوٍ في الصحة عند العقلاء في كثير من المدركات إذا أراد الإنسان أن ينظر إليها من الأمور المعنوية والحسية.

والله عز وجل أنزل كتابه، وأرسل الرسل حتى تبدد كثير من الشبهات التي تطرأ على العقول، كذلك أيضاً تواجه شبهات النفس وشبهات الشياطين فتزيلها، لهذا جعل الله عز وجل الوحي موافقاً للفطرة، ومعنى ذلك: أن الله عز وجل جاء بكتابه العظيم، وجاءت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه سبحانه وتعالى حتى تأتي معدلة للفطرة مما طرأ عليها من انحراف، لهذا كان دين الإسلام هو دين الفطرة التي فطر الناس عليها، أي: خلق الله الناس على هذا الأمر بمجرد أن يصل إليهم هذا الشيء لا ينفرون منه، فجاء الله عز وجل بهذه الحقيقة، وجاء بهذا الكتاب العظيم تبياناً لكل شيء وهدى، وجاء به محكماً: كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ [هود:1]، جاءت على طريق البيان؛ بياناً للخير في ذاته، وبياناً للشر بمعرفة مواضع الشر حتى يحذر الإنسان منها، ولهذا نقول: إن الإنسان إذا عرف حقيقة الشبهة، وحقيقة حجمها، وخطورة الولوج فيها، وقربها بحسب حالها، لهذا نقول: إن حال الشبهة مع الإنسان كحال النار، والإنسان إذا كان لا يحتاج إليها من جهة النظر والتأمل فيها ومعرفة حالها، فإنها ربما آذته، وإذا كان الإنسان عالماً محصناً في ذلك فإنها لا تؤذيه، ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم بيّن أن قرب الإنسان من الشبهة لابد أن يكون بحسب علمه وإدراكه، وقوته من العلم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في حديث عمران بن حصين قال: ( من سمع منكم بالدجال في بلد فلا يأته, فلا يزال أقوام يأتونه يحسبون أنه مؤمن فيتبعونه لما يرون من الشبهات )، وذلك أن عقل الإنسان لا يمكن أن يقابل شبهة عظيمة يأتي بها المسيح الدجال أنه يأمر السماء أن تمطر، ويأمر الأرض أن تنبت، ويأمر الموتى أن يحيوا، ويقتل الأحياء ثم يعيدهم بعد ذلك, فهذا شيء من الأمور التي يصعب على الإنسان إدراكها.

ومثل هذا ينبغي للإنسان الإعراض عنه، ولهذا نقول: إن الشبهة لها أثر على ثبات الإنسان بحسب قوتها، وبحسب قوته، فقوة الشبهة وقوة الإنسان متلازمة من جهة المواجهة بين الشبهة والعلم، فالعلم في الإنسان مكتسب، ومنه ما هو موجود في فطرة الإنسان، فالإنسان ينفر من الشيء فطرةً، وكذلك الشبهة تكون منها ما هي قوية في ذاتها، ومنها ما ليست بقوية؛ ولكن قويت باعتبار أن الإنسان جاهل فيها، ولهذا نقول: إن من الشبهات ما لا يمكن أن يقاوم، فينبغي للإنسان أن ينفر منه، ومثلنا لذلك ما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام من الشيطان أنه يسأله: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ ثم يقول: من خلق الله؟ لماذا؟ لأن الإنسان في ذاته هو يقيس كل شيء بحسب ما يرى وما يدرك، خلق الله عز وجل عجلة الزمن بطلوع الشمس وغروبها, ودائرة الأعوام والشهور ونحو ذلك، والإنسان يدور في فلك هذه الطبيعة فيظن أن كل ما كان موجوداً فهو كحاله، فمثلاً: الإنسان قبل أن يعلم ويعرف حقيقة الجاذبية ونحو ذلك، كان يظن أن كل ما كان من الأشياء الساقطة فإنه يسقط إلى أسفل، حتى أدرك بعد ذلك أن ثمة أشياء ممكن أن تسبح في الفضاء, لهذا نقول: الإنسان في إدراكه هو بحسب علمه يمكن أن يدفع الشبهة، ولهذا من الشبهات ما ينبغي للإنسان أن يدفعها، ويظن الإنسان حينما يوسوس له الشيطان أنه يرى كل من لديه له ابتداء كاليوم والسنة والشهور والأنفس والأحجار ومن حوله له بداية، ويدور في هذا الغلاف المجوف، وهذا الكون, ويظن أن ما كان خارجاً عنه هو يدور أيضاً في عجلة الزمن، وينفي ما عدا ذلك، وهذا هو لضعف الإنسان؛ كحال الإنسان حينما لا يرى في الكون إلا شكلاً معيناً أو صورة معينة، ويستوحش وينفر مما عداه، ويرى أن هذا لا يمكن أن يكون حقيقة, وإنما هو من أمور الخيال.

لهذا نقول: إن الإنسان يتأثر بالشبهة بحسب العلم، فإذا كان من أهل العلم المتمكنين في ذلك دفع الشبهة، ولهذا يقول الله جل وعلا: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ [آل عمران:7]، فجعل الله عز وجل تأويل هذه المتشابهات لا يعلمها إلا الله والراسخون في العلم بعلم الله سبحانه وتعالى يعلمون ذلك، فالإنسان كلما رسخ في العلم استطاع أن يدفع الشبهات، وهذا العلم علم من المنقول, وعلم من المعقول، ولهذا نقول: إن علم المنقول هو الذي يوثق به، أما علم المعقول فينبغي للإنسان أن يشكك فيه؛ لأن اللبس والدخن فيه كثير.

جاء في صحيح الإمام مسلم أن فروة بن نوفل الأشجعي قال: ( أتيت إلى عائشة عليها رضوان الله تعالى فقلت لها: أخبريني دعاءً يدعو به رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ويقول: اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت, ومن شر ما لم أعمل )، فالنبي عليه الصلاة والسلام استعاذ من شر عمله, ومن شر ما لم يعمله, وهذا فيه ازدراء للنفس في جانب التوكل على الله, وتعظيم الله سبحانه وتعالى، ولهذا نقول: إن الإنسان من جهة معرفة الله سبحانه وتعالى ينبغي أن يستصغر نفسه، وألا يثق بنفسه.




استمع المزيد من الشيخ عبد العزيز الطَريفي - عنوان الحلقة اسٌتمع
الأحكام الفقهية المتعلقة بالصيام [2] 2705 استماع
إنما يخشى الله من عباده العلماء 2469 استماع
إن خير من استأجرت القوي الأمين 2312 استماع
العالِم والعالَم 2306 استماع
الذريعة بين السد والفتح [1] 2294 استماع
الإسلام وأهل الكتاب 2126 استماع
الحجاب بين الفقه الأصيل والفقه البديل [1] 2098 استماع
الذريعة بين السد والفتح [2] 2097 استماع
الردة .. مسائل وأحكام 2071 استماع
شرح حديث إن الحلال بين وإن الحرام بين [2] 2039 استماع