مقدمات في العلوم الشرعية [25]


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فنتناول الآن المذاهب الفقهية المعتبرة بشيء من التفصيل، وهذه المذاهب لا تخلو من مدارس ومنازعات وخلافات في داخلها, ونبدأ بمذهب أبي حنيفة.

أشهر علماء المذهب الحنفي

فقد اشتهر من أصحاب أبي حنيفة الإمام أبو يوسف يعقوب, وقد خالف أبا حنيفة في أمور كثيرة، وكذلك محمد بن الحسن الشيباني، وقد خالف أبا حنيفة وأبا يوسف كذلك في مسائل كثيرة، وكذلك الإمام زفر ثالث أصحاب أبي حنيفة, وكذلك الحسن بن صالح اللؤلؤي رابع أصحاب أبي حنيفة, وكل هؤلاء حصلت بينهم اختلافات وهي إلى الآن مدونة في المذهب الحنفي.

محمد بن الحسن الشيباني وأثره على المذهب الحنفي

لكن مدار الفقه الحنفي راجع إلى محمد بن الحسن الشيباني, فهو الذي دون المذهب، فأصبحت ستة كتب من كتبه تشتهر بكتب وجه الرواية، فهي أساس المذهب وأصح شيء فيه، وما سواها من الكتب سواء كانت لـمحمد أو لغيره تعتبر من الزوائد، فكتب محمد بن الحسن التي اشتهرت منها كتاب الأصل الذي يسمى بالمبسوط، وكتاب الجامع الكبير، وكتاب الجامع الصغير، وكتاب السير الكبير، وكتاب السير الصغير، وكتاب الحجة على أهل المدينة.

أشهر مؤلفات المذهب الحنفي

وهذه الكتب قد حاول السرخسي جمعها في المبسوط الكبير، مع أنه ألفه في السجن، فقد كان مسجوناً في بئر تحت الأرض، لكن كان يمليه على بعض الناس ويكتبونه عليه, وهو ثلاثون مجلداً، وقد اختصر كتابه السمرقندي في تحفة الفقهاء، واشتهر هذا الكتاب بين الناس وتداولوه حتى جاء الكاساني فتزوج ابنته وشرح تحفته، فقد كانت ابنته مشهورة بالعلم فتزوجها الكاساني وشرح كتاب التحفة بكتاب بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع، وبقي كتاب بدائع الصنائع فترة من الفترات عمدة المذهب الحنفي، حتى جاء المرغيناني في أواخر القرن الخامس الهجري وبداية السادس، فألف كتابه بداية المبتدي وشرحه بكتاب هداية المهتدي، فأصبح هذا الأصل الذي يرجع إليه الحنفية في كل أمورهم، وغلو فيه غلواً كبيراً حتى كان أحد علمائهم يلقب بقارئ الهداية، ويقول فيه أحد فقهائهم:

إن الهداية كالقرآن قد نسخت ما ألفوا قبلها في الشرع من كتب

فاحفظ فوائدها واضبط قواعدها يسلم كلامك من زيغ ومن كذب

وقد خدمت خدمة بالغة، فوضع عليها من الشروح أعداد كبيرة جداً، فمن شروحها مثلاً: فتح القدير للكمال بن الهمام وهو من محققي الحنفية الأعلام، وكذلك البناية على الهداية للعيني شارح صحيح البخاري, وكذلك العناية للبابرتي والكفاية للكرلاني، وعدد كبير من الكتب الأخرى تدور في فلك الهداية، وخرج أحاديثها الزيلعي الكبير في كتابه نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية، وهو أول كتاب متخصص في مجال تخريج الأحاديث، وقد لخصه الحافظ ابن حجر في كتابه الدراية في تخريج أحاديث الهداية.

ثم جاء بعد هذا القدوري فألف مختصره الذي يسميه الحنفية بالكتاب، فأصبح أيضاً عمدة المذهب ومرجع الناس؛ لأنه لخص كتب محمد بن الحسن, وبالأخص أنه جمع بين الجامع الكبير والجامع الصغير، فاشتهر هذا الكتاب وتداوله الناس وتناولوه بالشروح، فكثرة شروحه، وأصبح عمدة عندهم، ثم جاء النسفي، وهو من أئمتهم الكبار فألف كتابه كنز الدقائق، فأقبلوا عليه كذلك إقبالاً عظيماً، ومن أشهر شروحه: تبيين الحقائق للزيلعي الصغير، تلميذ صاحب نصب الراية، ومنها كذلك: البحر الرائق لـابن نجيم، وعليه حاشية ابن عابدين المسماة بمنحة الخالق على البحر الرائق على كنز الدقائق، وعلى تبين الحقائق كذلك حاشية إبراهيم شلبي تركي.

ثم جاء المتأخرون منهم فأكثروا من المختصرات، ومن أشهرها: تنوير الإبصار للحصكفي، وعليه عدد من الشروح من أشهرها: الدر المختار الذي وضع عليه ابن عابدين حاشيته الكبرى، المعروفة برد المحتار على الدر المختار على تنوير الأبصار، وعلى التنوير شروح أخرى كثيرة، فهذه أهم كتب الحنفية بالنسبة للدارس والباحث.

فقد اشتهر من أصحاب أبي حنيفة الإمام أبو يوسف يعقوب, وقد خالف أبا حنيفة في أمور كثيرة، وكذلك محمد بن الحسن الشيباني، وقد خالف أبا حنيفة وأبا يوسف كذلك في مسائل كثيرة، وكذلك الإمام زفر ثالث أصحاب أبي حنيفة, وكذلك الحسن بن صالح اللؤلؤي رابع أصحاب أبي حنيفة, وكل هؤلاء حصلت بينهم اختلافات وهي إلى الآن مدونة في المذهب الحنفي.

لكن مدار الفقه الحنفي راجع إلى محمد بن الحسن الشيباني, فهو الذي دون المذهب، فأصبحت ستة كتب من كتبه تشتهر بكتب وجه الرواية، فهي أساس المذهب وأصح شيء فيه، وما سواها من الكتب سواء كانت لـمحمد أو لغيره تعتبر من الزوائد، فكتب محمد بن الحسن التي اشتهرت منها كتاب الأصل الذي يسمى بالمبسوط، وكتاب الجامع الكبير، وكتاب الجامع الصغير، وكتاب السير الكبير، وكتاب السير الصغير، وكتاب الحجة على أهل المدينة.