تفسير سورة الفتح (7)


الحلقة مفرغة

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

وها نحن مع سورة الفتح المدنية، فهيا بنا لنصغي مستمعين تلاوة هذه الآيات منها، والله تعالى نسأل أن ينفعنا بما ندرس ونسمع.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا [الفتح:27-28].

تحقق رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم زيارة البيت

معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! قول ربنا جل ذكره: لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ [الفتح:27] ما هذه الرؤيا؟

كان صلى الله عليه وسلم وهو بالمدينة النبوية حين عزم على أن يعتمر، وذلكم في السنة السادسة من الهجرة النبوية، فرأى في منامه هذه الرؤيا، وهي أنه سيخرج مع رجاله، وكانوا ألفاً وأربعمائة، ويصلون إلى مكة ويطوفون ويسعون ويحلقون ويقصرون، وأعلم المسلمين بهذه الرؤيا وخرجوا، وشاء الله تبارك وتعالى وهو العليم الحكيم أن ينزلوا بالحديبية ويجروا سفارة بينهم وبين أهل مكة، ولا يسمح لهم أهل مكة بدخولها والطواف والسعي فيها، كما علمتم هذه القضية، وتم الصلح بين الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وبين المشركين ومدته عشر سنوات، ومن مواد هذا الصلح أنهم يسمحون لهم في شهر ذي القعدة من العام الآتي بأن يدخلوا مكة ثلاثة أيام يطوفون ويسعون ويقصرون ويحلقون، ثم يعودون إلى المدينة.

وبالفعل عاد صلى الله عليه وسلم ورجاله إلى المدينة بعدما نحروا هديهم وعادوا، فبعض المؤمنين قال: يا رسول الله! أين الرؤيا التي رأيت؟ فقال له: انتظر. الرؤيا قد لا تعبر إلا بعد سنة، بعد سنتين، بعد أربعين سنة، فرؤيا يوسف عليه السلام التي رآها وأخبر والده يعقوب عليه السلام بها لم تتحقق كما رأى إلا بعد أربعين سنة، فرؤيا الرسول صلى الله عليه وسلم هذه تأخرت سنة واحدة، ما جاء ذو القعدة من العام المقبل في السنة السابعة حتى دخل مكة ورجاله وطافوا وسعوا وقصروا وحلقوا، والحمد لله.

فهكذا يخبر تعالى فيقول: لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا [الفتح:27]، وحققها كما رآها، ما قال له: بعد عام أو ستة أشهر أو كذا، فتمت في العام الذي بعد الأول، وهذا خبر الله عز وجل: لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ [الفتح:27]، أي: محمداً صلى الله عليه وسلم، الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ [الفتح:27] كما رآها في منامه، وأنه سيدخل مكة مع المؤمنين وسيطوفون ويسعون ويحلقون ويقصرون ويعودون إلى المدينة، وتم هذا في العام الآتي بالحرف الواحد، بعدما رجعوا من الحديبية سنة ست، ففي العام السابع الذي تمت عليه الاتفاقية جاءوا واعتمروا كما أخبر تعالى عنهم.

أنواع الرؤيا

لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ [الفتح:27]، وهنا ينبغي أن نعلم أن الرؤى ثلاث:

رؤيا صالحة وهي جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة، الرؤيا الصالحة من العبد الصالح جزء من النبوة، النبوة قسمها إلى ستة وأربعين جزءاً، جزء منها للرؤيا الصالحة، وبيان ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى ستة أشهر وهو يرى في المنام الرؤى ولم ينزل عليه الوحي، ورؤيا الأنبياء وحي لا جدال في ذلك، فكانت رؤياه في ربيع وربيع وجمادى وجمادى ورجب وشعبان، وفي رمضان أوحي إليه، وقضى ثلاثاً وعشرين سنة وهو يتلقى الوحي من الله، فاقسم ثلاثة وعشرين إلى قسمين تصير ستة وأربعين، منها ستة أشهر للرؤيا، فلهذا فالرؤيا الصالحة من العبد الصالح جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة، فلهذا من رأى رؤيا صالحة له أن يعبرها بين إخوانه وبين أهله ويبشرهم ويستبشر بها إن كانت صالحة، وإن كانت من أحلام الشيطان وما يكيد للمؤمنين من الكرب والهم والحزن فلا يعبرها ولا يسأل عنها أحداً ولا يقولها، بل يكتمها، والطريق الذي يخلصه منها هو أن ينفث ثلاث مرات عن يساره، ويقول: اللهم إني أعوذ بك من شر ما رأيت في رؤياي أن يضرني في ديني ودنياي ثلاث مرات، ولا يعبرها، فيحفظه الله ويمنعه من الأذى الذي في الرؤيا.

هكذا علمنا الحبيب صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أعوذ بك من شر ما رأيت في رؤياي أن يضرني في ديني ودنياي، فيحفظك الله عز وجل، ولا تعبرها ولا تخبر بها أحداً.

ورؤيا هي أضغاث أحلام، الإنسان إذا كان يباشر أشياء ثم ينام بعد ذلك يراها كما هي، فالرؤى ثلاث أصدقها: الرؤيا الصالحة من العبد الصالح.

دخول النبي صلى الله عليه وسلم البيت في السنة السابعة

قال تعالى: لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ [الفتح:27]، وعزتنا وجلالنا! لتدخلن يا رسول الله ويا مؤمنون الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ [الفتح:27]، وتم ذلك بالحرف الواحد، في السنة السابعة حسب الاتفاقية رجع الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون ودخلوا المسجد الحرام آمنين، وصعد رجال مكة في بيوتهم على سطوحهم والرسول والمؤمنون يطوفون ويسعون ثلاثة أيام، وتحقق مراد الله الذي أخبرهم به وأقسم لهم عليه: لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ [الفتح:27].

وقوله: (آمنين) أي: من الخوف، ما استطاع مشرك ولا كافر أن يحمل سيفاً عليهم أو يقول كلمة أبداً.

حكمة الرمل والاضطباع في طواف القدوم

وهنا لطيفة علمية تكررت: لماذا إذا طفنا نرمل في الأشواط الثلاثة الأولى في العمرة أو في غيرها؟

الجواب: هذا إحياء للسنة التي سنها النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه بلغه أن المشركين على السطوح وعلى المنازل ينظرون، قالوا: إذا رأيناهم ضعافاً مهازيل فسننقض عليهم، فمن هنا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يظهروا القوة، فتلك الهرولة كمشي الجيش وهرولة العسكر، هذا من جهة.

ومن جهة ثانية: يكشف الواحد منهم الكتف اليمين بوضع الرداء تحت إبطه ويكشف عن عضده، إظهاراً للقوة، فمن ثم انهزم المشركون، وما فكروا بعد ذلك بالانقضاض على الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، وبقيت سنة دائمة إلى يوم القيامة، يسن لمن يطوف لعمرة أو حج طواف القدوم أن يكشف عن عضده ويجعل الرداء تحت إبطه إظهاراً للقوة، والأشواط الثلاثة يظهر فيها القوة بالهرولة، إلا إذا ضاق المطاف بكثرة الزحام فالله غالب على أمره، هذه اللطيفة.

إذاً: قوله تعالى: آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ [الفتح:27] أمّنهم فما خافوا أبداً، قضوا عمرتهم وعادوا آمنين، وصدق الله العظيم.

معنى قوله تعالى: (فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحاً قريباً)

وقوله تعالى: فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا [الفتح:27] أي: علم الله ما لم تعلموه أنتم، فلهذا تمت تلك الاتفاقية وذلك العهد لمدة عشر سنوات، فكان من نتاجه أن دخل في الإسلام آلاف، لما تم الصلح والهدنة الدائمة وعدم الاعتداء أخذ المشركون يسألون المؤمنين والمؤمنون يبينون لهم وهم يدخلون في الإسلام في مكة وخارجها، بدليل أنهم الآن ألف وأربعمائة، وفي السنة الثامنة دخل مكة بعشرة آلاف، ومعنى هذا أن تلك الهدنة كانت ربانية، الله هو العليم الحكيم، علم ما فيها من الخير، فتمت تلك الهدنة فكانت سبباً في إسلام الآلاف؛ لأنه ما بقي الضغط ولا التخويف ولا الضرب، فالهدنة هكذا.

فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا [الفتح:27] الفتح القريب كما قدمنا، فهذه الاتفاقية فتح، أصبح المسلمون يمشون في الشرق والغرب من كل بلد في الجزيرة، أمن عام، فهذا فتح، وفتح ثان هو فتح خيبر، ما إن عاد صلى الله عليه وسلم ورجاله إلى المدينة حتى أمر بالذهاب إلى خيبر وفتحها الله عليهم، وكانت ذات أموال لا حد لها، كان فيها اليهود، ثم كان سنة ثمان فتح مكة، وبعدها فتح العالم في فتوحات قريبة، وصدق قوله تعالى: إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا [الفتح:1].

إذاً: هكذا يقول تعالى: فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا [الفتح:27] ما هو ببعيد، وهذا الفتح تم للرسول وأصحابه وأحفادهم وأولادهم حتى بلغ الإسلام أقصى الشرق وأقصى الغرب، أليس هذه فتوحات؟

معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! قول ربنا جل ذكره: لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ [الفتح:27] ما هذه الرؤيا؟

كان صلى الله عليه وسلم وهو بالمدينة النبوية حين عزم على أن يعتمر، وذلكم في السنة السادسة من الهجرة النبوية، فرأى في منامه هذه الرؤيا، وهي أنه سيخرج مع رجاله، وكانوا ألفاً وأربعمائة، ويصلون إلى مكة ويطوفون ويسعون ويحلقون ويقصرون، وأعلم المسلمين بهذه الرؤيا وخرجوا، وشاء الله تبارك وتعالى وهو العليم الحكيم أن ينزلوا بالحديبية ويجروا سفارة بينهم وبين أهل مكة، ولا يسمح لهم أهل مكة بدخولها والطواف والسعي فيها، كما علمتم هذه القضية، وتم الصلح بين الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وبين المشركين ومدته عشر سنوات، ومن مواد هذا الصلح أنهم يسمحون لهم في شهر ذي القعدة من العام الآتي بأن يدخلوا مكة ثلاثة أيام يطوفون ويسعون ويقصرون ويحلقون، ثم يعودون إلى المدينة.

وبالفعل عاد صلى الله عليه وسلم ورجاله إلى المدينة بعدما نحروا هديهم وعادوا، فبعض المؤمنين قال: يا رسول الله! أين الرؤيا التي رأيت؟ فقال له: انتظر. الرؤيا قد لا تعبر إلا بعد سنة، بعد سنتين، بعد أربعين سنة، فرؤيا يوسف عليه السلام التي رآها وأخبر والده يعقوب عليه السلام بها لم تتحقق كما رأى إلا بعد أربعين سنة، فرؤيا الرسول صلى الله عليه وسلم هذه تأخرت سنة واحدة، ما جاء ذو القعدة من العام المقبل في السنة السابعة حتى دخل مكة ورجاله وطافوا وسعوا وقصروا وحلقوا، والحمد لله.

فهكذا يخبر تعالى فيقول: لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا [الفتح:27]، وحققها كما رآها، ما قال له: بعد عام أو ستة أشهر أو كذا، فتمت في العام الذي بعد الأول، وهذا خبر الله عز وجل: لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ [الفتح:27]، أي: محمداً صلى الله عليه وسلم، الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ [الفتح:27] كما رآها في منامه، وأنه سيدخل مكة مع المؤمنين وسيطوفون ويسعون ويحلقون ويقصرون ويعودون إلى المدينة، وتم هذا في العام الآتي بالحرف الواحد، بعدما رجعوا من الحديبية سنة ست، ففي العام السابع الذي تمت عليه الاتفاقية جاءوا واعتمروا كما أخبر تعالى عنهم.

لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ [الفتح:27]، وهنا ينبغي أن نعلم أن الرؤى ثلاث:

رؤيا صالحة وهي جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة، الرؤيا الصالحة من العبد الصالح جزء من النبوة، النبوة قسمها إلى ستة وأربعين جزءاً، جزء منها للرؤيا الصالحة، وبيان ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى ستة أشهر وهو يرى في المنام الرؤى ولم ينزل عليه الوحي، ورؤيا الأنبياء وحي لا جدال في ذلك، فكانت رؤياه في ربيع وربيع وجمادى وجمادى ورجب وشعبان، وفي رمضان أوحي إليه، وقضى ثلاثاً وعشرين سنة وهو يتلقى الوحي من الله، فاقسم ثلاثة وعشرين إلى قسمين تصير ستة وأربعين، منها ستة أشهر للرؤيا، فلهذا فالرؤيا الصالحة من العبد الصالح جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة، فلهذا من رأى رؤيا صالحة له أن يعبرها بين إخوانه وبين أهله ويبشرهم ويستبشر بها إن كانت صالحة، وإن كانت من أحلام الشيطان وما يكيد للمؤمنين من الكرب والهم والحزن فلا يعبرها ولا يسأل عنها أحداً ولا يقولها، بل يكتمها، والطريق الذي يخلصه منها هو أن ينفث ثلاث مرات عن يساره، ويقول: اللهم إني أعوذ بك من شر ما رأيت في رؤياي أن يضرني في ديني ودنياي ثلاث مرات، ولا يعبرها، فيحفظه الله ويمنعه من الأذى الذي في الرؤيا.

هكذا علمنا الحبيب صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أعوذ بك من شر ما رأيت في رؤياي أن يضرني في ديني ودنياي، فيحفظك الله عز وجل، ولا تعبرها ولا تخبر بها أحداً.

ورؤيا هي أضغاث أحلام، الإنسان إذا كان يباشر أشياء ثم ينام بعد ذلك يراها كما هي، فالرؤى ثلاث أصدقها: الرؤيا الصالحة من العبد الصالح.




استمع المزيد من الشيخ ابو بكر الجزائري - عنوان الحلقة اسٌتمع
تفسير سورة الأحقاف (8) 3862 استماع
تفسير سورة الفتح (8) 3472 استماع
تفسير سورة الأحقاف (7) 3331 استماع
تفسير سورة ق (6) 3235 استماع
تفسير سورة الفتح (1) 3128 استماع
تفسير سورة الأحقاف (1) 3061 استماع
تفسير سورة ق (2) 3048 استماع
تفسير سورة الفتح (3) 3023 استماع
تفسير سورة الأحقاف (4) 2964 استماع
تفسير سورة الفتح (4) 2895 استماع