عنوان الفتوى : لا إثم في خروج المني من النائم
أريد اليوم أن أشارككم ما يحدث معي من سوء هذه الأيام.
لقد قمت بممارسة العادة لأكثر من سنة، منذ أسابيع قررت وعزمت على تركها، وفعلا لم أعد أريد القيام بها، ولكن بعد أسبوع من تركها رأيت نفسي في الحلم أقوم بها. وعندما استيقظت رأيت أن ملابسي مبللة بالمادة الخاصة بالعادة.
لم أعرف ماذا أفعل، وشعرت بالغضب؛ لأنني تركتها، ولكنها لم تتركني، ولكني ذهبت واغتسلت، وقلت: إن شاء لله لن تتكرر مرة أخرى. بعد يومين استيقظت من دون الحلم بها، وأنا مبلل!! ولكن وقتها كانت أمي توقظني لصلاة الصبح، ولهذا لم أجد وقتا مناسبا للاغتسال، ولم أهتم حتى هذا اليوم الذي أراسلكم فيه، اليوم، رأيت مرة ثانية في الحلم أني أقوم بها، واستيقظت ووجدت نفسي مبللا للمرة الثالثة.
لا أعرف ماذا أفعل؟
أريد مساعدتكم، أرجوكم أعطوني طريقة للتخلص من التفكير بها.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تضمن سؤالك عدة أمور، وسيكون الجواب في النقاط التالية:
1ـ العادة السرية محرمة، ولها أضرار كبيرة، وقد بيّنَّا حكمها، وما يعين على تركها، وذلك في الفتوى: 7170.
2ـ خروج المني أثناء النوم، لا يمكن للشخص التحكم فيه، ولا إثم فيه؛ لأن النائم مرفوع عنه القلم؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاثة، عن المجنون المغلوب على عقله حتى يفيق، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم. رواه أبو داود، وغيره.
وعن كيفية علاج كثرة الاحتلام، راجع الفتوى: 80533
3ـ قد ذكرت أنك لم تغتسل في المرة الثانية، والثالثة، وقد رأيت بعد كل منهما أثر الاحتلام. وهذا خطأ فادح، فالطهارة من الجنابة شرط لصحة الصلاة؛ لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا {النساء:43}.
فكان يجب عليك أن تغتسل بعد تحققك من الجنابة الأولى، وكذلك الثانية. أما الآن فيكفيك غسل واحد عنهما.
كما تجب عليك التوبة من التساهل في الطهارة، المؤدي إلى بطلان صلواتك، فيجب عليك قضاء الصلوات التي أديتها وأنت جنب. وانظر المزيد في الفتوى: 214861
والله أعلم.