تفسير سورة الأحقاف (9)


الحلقة مفرغة

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

أما بعد:

فها نحن مع خاتمة سورة الأحقاف سابعة آل حم، ومع هذه الآيات، فهيا بنا لنصغي مستمعين تلاوتها، والله تعالى نسأل أن ينفعنا بما ندرس ونسمع.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ * فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ [الأحقاف:33-35].

دلالة خلق الله تعالى السموات والأرض على قدرته على إحياء الموتى

معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! قول ربنا جل ذكره: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [الأحقاف:33] من هؤلاء الذين يوبخهم الله ويعتب عليهم ويلومهم ويقول: أَوَلَمْ يَرَوْا [الأحقاف:33]؟

هؤلاء مشركو قريش، المشركون المكذبون بالبعث والدار الآخرة، ويدخل في هذا -والله- كل ملحد وكل علماني، وكل منكر للبعث والجزاء، وكل مشرك بالله في عبادته.

أَوَلَمْ يَرَوْا [الأحقاف:33] لم لا ينظرون إلى السماء فقط ويفكرون؟ من أوجد هذا العالم؟ هذه السماء وفوقها سماء في سبع سماوات من أوجدها؟ هل هناك من يقول: أمي أو أبي أو جدي أو بنو فلان أو فلان؟ وهل هناك من يقول: هي غير موجودة؟ فهذه جنون ومرض، فهي أمامنا قائمة بكواكبها وشموسها وأقمارها ونقول: ليست موجودة؟

فلم لا ينظرون نظرة علم ومعرفة وبصيرة؟

أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ [الأحقاف:33] والأرض أيضاً أمامهم بجبالها، بتلالها، بسهولها، بأنهارها، بإنسها، بجنها، بحيواناتها.. من أوجد هذه الأرض؟ الله.

إذاً: الذي أوجد السماوات والأرض هل يعجز عن أن يوجد البشر بعدما يميتهم فيحييهم مرة ثانية؟ كيف يعقل هذا الكلام؟ الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما وما فيهما ولم يعي أبداً ولم يتعب ولم ينصب أيعجز عن أن يعيد البشر من جديد أحياء وهو قادر على أن يقول للشيء: كن فيكون؟

فويل للمكذبين بالبعث والدار الآخرة، فهم -والله- شر الخلق والعياذ بالله، فالمكذب بيوم القيامة لا يرجى منه خير أبداً، ولا يؤمل فيه خير، ولا يوثق فيه أبداً؛ لأنه شر الخلق، شر البرية.

هذا الذي يكذب بالدار الآخرة وبكل ما فيها تجاهل سر هذه الحياة، فلم أوجد الله هذه الحياة؟ أوجدها للعمل فيها، وأين الجزاء؟ في الدار الأخرى التي أعدها للجزاء على هذا العمل في هذه الدنيا.

قدرة الله تعالى العامة على كل شيء

هكذا يوجه الله تعالى المشركين في مكة، يؤنب ويعنف ويذكر لعلهم يرجعون، فيقول تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ [الأحقاف:33] ما أصابه إعياء ولا تعب ولا نصب، أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى [الأحقاف:33] بلى والله! إنه لقادر على أن يحيي الموتى، وفوق ذلك إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [الأحقاف:33] ما هي قضية إحياء الموتى فقط، والله! إنه على كل شيء قدير، مقتدر قادر على أن يفعل ما يشاء ولا يعجزه شيء.

وآيات ذلك وبراهينه وأدلته قائمة، فانظر إلى نفسك أنت فقط: من خلقك؟ من وهبك سمعك وبصرك؟ كيف تعقل؟ كيف تنطق؟ سبحان الله! كيف تمشي، كيف تجيء؟ من أين تأكل وتشرب؟ من أوجد طعامك وشرابك؟ اسأل، فتجد قولك: لا إله إلا الله.

هكذا يقول تعالى لهم: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى [الأحقاف:33]؟ يقول تعالى: بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [الأحقاف:33].

إذاً: آمنا بالبعث الآخر، والله! إنه ليبعثنا الله أحياء كما نحن الآن وأعظم مما نحن الآن؛ وذلك ليسألنا ويستنطقنا ليحاسبنا ثم يجزينا إما بالنعيم المقيم وإما بالعذاب الأليم، هذه حكمة الخلق والوجود: وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ * مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ [الدخان:38-39].

معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! قول ربنا جل ذكره: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [الأحقاف:33] من هؤلاء الذين يوبخهم الله ويعتب عليهم ويلومهم ويقول: أَوَلَمْ يَرَوْا [الأحقاف:33]؟

هؤلاء مشركو قريش، المشركون المكذبون بالبعث والدار الآخرة، ويدخل في هذا -والله- كل ملحد وكل علماني، وكل منكر للبعث والجزاء، وكل مشرك بالله في عبادته.

أَوَلَمْ يَرَوْا [الأحقاف:33] لم لا ينظرون إلى السماء فقط ويفكرون؟ من أوجد هذا العالم؟ هذه السماء وفوقها سماء في سبع سماوات من أوجدها؟ هل هناك من يقول: أمي أو أبي أو جدي أو بنو فلان أو فلان؟ وهل هناك من يقول: هي غير موجودة؟ فهذه جنون ومرض، فهي أمامنا قائمة بكواكبها وشموسها وأقمارها ونقول: ليست موجودة؟

فلم لا ينظرون نظرة علم ومعرفة وبصيرة؟

أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ [الأحقاف:33] والأرض أيضاً أمامهم بجبالها، بتلالها، بسهولها، بأنهارها، بإنسها، بجنها، بحيواناتها.. من أوجد هذه الأرض؟ الله.

إذاً: الذي أوجد السماوات والأرض هل يعجز عن أن يوجد البشر بعدما يميتهم فيحييهم مرة ثانية؟ كيف يعقل هذا الكلام؟ الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما وما فيهما ولم يعي أبداً ولم يتعب ولم ينصب أيعجز عن أن يعيد البشر من جديد أحياء وهو قادر على أن يقول للشيء: كن فيكون؟

فويل للمكذبين بالبعث والدار الآخرة، فهم -والله- شر الخلق والعياذ بالله، فالمكذب بيوم القيامة لا يرجى منه خير أبداً، ولا يؤمل فيه خير، ولا يوثق فيه أبداً؛ لأنه شر الخلق، شر البرية.

هذا الذي يكذب بالدار الآخرة وبكل ما فيها تجاهل سر هذه الحياة، فلم أوجد الله هذه الحياة؟ أوجدها للعمل فيها، وأين الجزاء؟ في الدار الأخرى التي أعدها للجزاء على هذا العمل في هذه الدنيا.

هكذا يوجه الله تعالى المشركين في مكة، يؤنب ويعنف ويذكر لعلهم يرجعون، فيقول تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ [الأحقاف:33] ما أصابه إعياء ولا تعب ولا نصب، أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى [الأحقاف:33] بلى والله! إنه لقادر على أن يحيي الموتى، وفوق ذلك إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [الأحقاف:33] ما هي قضية إحياء الموتى فقط، والله! إنه على كل شيء قدير، مقتدر قادر على أن يفعل ما يشاء ولا يعجزه شيء.

وآيات ذلك وبراهينه وأدلته قائمة، فانظر إلى نفسك أنت فقط: من خلقك؟ من وهبك سمعك وبصرك؟ كيف تعقل؟ كيف تنطق؟ سبحان الله! كيف تمشي، كيف تجيء؟ من أين تأكل وتشرب؟ من أوجد طعامك وشرابك؟ اسأل، فتجد قولك: لا إله إلا الله.

هكذا يقول تعالى لهم: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى [الأحقاف:33]؟ يقول تعالى: بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [الأحقاف:33].

إذاً: آمنا بالبعث الآخر، والله! إنه ليبعثنا الله أحياء كما نحن الآن وأعظم مما نحن الآن؛ وذلك ليسألنا ويستنطقنا ليحاسبنا ثم يجزينا إما بالنعيم المقيم وإما بالعذاب الأليم، هذه حكمة الخلق والوجود: وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ * مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ [الدخان:38-39].

ثم قال تعالى: وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ [الأحقاف:34] اذكر يا رسولنا لهم يوم يعرض الذين كفروا بالله ولقائه، بالله وتوحيده، بالله وكتابه، بالله ورسوله، يوم يعرض هؤلاء الكافرون على النار، يساقون كما تساق البهائم إلى جهنم، ويعرضون عليها.

اذكر يوم يعرض الذين كفروا على النار فيقال لهم: أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ [الأحقاف:34] الذي كنتم تكذبون به وتكفرون به؟ انظروا: أليست هذه هي النار؟ أليس هذا عالم الشقاء؟ أليست هذه جهنم؟ هل أنتم أحياء الآن موجودون أو لا؟ هذا الذي كذبتم به وأنكرتموه وقلتم: أنى لنا أن نحيا بعد موتنا: أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ * أَوَآبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ [الصافات:16-17]، قالوا مئات الأقوال التي ذكرها الله في القرآن منكرين للبعث والجزاء.

وما زال الملاحدة والعلمانيون إلى الآن ينكرون الدار الآخرة ولا يؤمنون بأن هناك حياة تجيء من أجل الجزاء على الحياة الدنيا، فمن استقر هذا في نفسه وعلمه فوالله! ما يقوى على معصية الله، ما يستطيع أن يجرم، ما يقدر على أن يفسق، ما يقدر على أن يظلم أبداً، لكن هم من أجل أن يستمروا على الفسق والفجور والظلم والشر والفساد وترك عبادة الله ينكرون البعث، فيقولون: لا بعث ولا حياة أخرى، إنما هي هذه فقط! وهذا كلام السفلة والهابطين.

وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا [الأحقاف:34] حلفوا بالله الآن وكانوا يحلفون باللات والعزى، والآن قالوا: (وربنا)، يتملقون الله وما ينفعهم ذلك أبداً، وقولهم: (بلى) أي: نعم.

معنى قوله تعالى: (قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون)

قال تعالى: قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ [الأحقاف:34] هكذا يقول لهم: فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ [الأحقاف:34] أي: بكفركم.

والكفر صنوف وأصناف وألوان، أعظمها الإلحاد وهو نفي وجود الله، وهذا هو كفر الشيوعيين والعلمانيين، لا يؤمنون بوجود الله، ومن الكفر -والعياذ بالله تعالى- تكذيب الله تعالى فيما أخبر به في كتابه أو على لسان رسوله، وتكذيب رسول الله، وتكذيب الله في كتابه بأن القرآن ليس بكلام الله، والتكذيب بالبعث والجزاء، هؤلاء هم الكافرون المكذبون.

هكذا يقول تعالى: وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ [الأحقاف:34] فيقال لهم: أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا [الأحقاف:34] هذا هو الحق الذي كنا ننفيه ونكذب به.

قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ [الأحقاف:34] ذوقوا عذاب جهنم التي يلقون فيها بسبب كفرهم، فنبرأ إلى الله من الكفر ونعوذ بالله من الكافرين، فقولوا: آمنا بالله.. آمنا بالله.

ولا ننس تلك اللطيفة: حيث كان عليه الصلاة والسلام جالساً يعلم أصحابه الكتاب والحكمة، وإذا به يقطع الكلام ويقول: آمنت به.. آمنت به.. آمنت به، ويأخذ بلحيته، حيث بلغه ( أن رجلاً كان يركب على بقرة )، والبقر ما يركب عليه عند العرب ولا عند العجم، البقر للحرث والحليب وما إلى ذلك، ( فإذا بالبقرة ترفع رأسها وتقول للراكب عليها: ما لهذا خلقت! فحينئذ أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم بلحيته وقال: آمنت به.. آمنت به )، وهل البقرة تنطق؟ إي والله نطقت، أخبره الله بذلك فقال: ( آمنت به.. آمنت به، وآمن به أبو بكر وعمر )، وذلك لثقة الرسول صلى الله عليه وسلم في أبي بكر وعمر.

والشاهد عندنا: أن جزاء الكافرين الخلود في جهنم أبداً لا يموتون ولا يحيون والعياذ بالله، فالكفر تكذيب الله، تكذيب رسوله، إنكار البعث والجزاء، التكذيب بشرع الله.. هذه هي أنواع الكفر والعياذ بالله تعالى.

قال تعالى: قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ [الأحقاف:34] هكذا يقول لهم: فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ [الأحقاف:34] أي: بكفركم.

والكفر صنوف وأصناف وألوان، أعظمها الإلحاد وهو نفي وجود الله، وهذا هو كفر الشيوعيين والعلمانيين، لا يؤمنون بوجود الله، ومن الكفر -والعياذ بالله تعالى- تكذيب الله تعالى فيما أخبر به في كتابه أو على لسان رسوله، وتكذيب رسول الله، وتكذيب الله في كتابه بأن القرآن ليس بكلام الله، والتكذيب بالبعث والجزاء، هؤلاء هم الكافرون المكذبون.

هكذا يقول تعالى: وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ [الأحقاف:34] فيقال لهم: أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا [الأحقاف:34] هذا هو الحق الذي كنا ننفيه ونكذب به.

قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ [الأحقاف:34] ذوقوا عذاب جهنم التي يلقون فيها بسبب كفرهم، فنبرأ إلى الله من الكفر ونعوذ بالله من الكافرين، فقولوا: آمنا بالله.. آمنا بالله.

ولا ننس تلك اللطيفة: حيث كان عليه الصلاة والسلام جالساً يعلم أصحابه الكتاب والحكمة، وإذا به يقطع الكلام ويقول: آمنت به.. آمنت به.. آمنت به، ويأخذ بلحيته، حيث بلغه ( أن رجلاً كان يركب على بقرة )، والبقر ما يركب عليه عند العرب ولا عند العجم، البقر للحرث والحليب وما إلى ذلك، ( فإذا بالبقرة ترفع رأسها وتقول للراكب عليها: ما لهذا خلقت! فحينئذ أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم بلحيته وقال: آمنت به.. آمنت به )، وهل البقرة تنطق؟ إي والله نطقت، أخبره الله بذلك فقال: ( آمنت به.. آمنت به، وآمن به أبو بكر وعمر )، وذلك لثقة الرسول صلى الله عليه وسلم في أبي بكر وعمر.

والشاهد عندنا: أن جزاء الكافرين الخلود في جهنم أبداً لا يموتون ولا يحيون والعياذ بالله، فالكفر تكذيب الله، تكذيب رسوله، إنكار البعث والجزاء، التكذيب بشرع الله.. هذه هي أنواع الكفر والعياذ بالله تعالى.




استمع المزيد من الشيخ ابو بكر الجزائري - عنوان الحلقة اسٌتمع
تفسير سورة الأحقاف (8) 3862 استماع
تفسير سورة الفتح (8) 3473 استماع
تفسير سورة الأحقاف (7) 3331 استماع
تفسير سورة ق (6) 3236 استماع
تفسير سورة الفتح (1) 3128 استماع
تفسير سورة الأحقاف (1) 3061 استماع
تفسير سورة ق (2) 3049 استماع
تفسير سورة الفتح (3) 3023 استماع
تفسير سورة الأحقاف (4) 2964 استماع
تفسير سورة الفتح (4) 2896 استماع