فهرس الكتاب
الصفحة 14 من 156

ومثال هذه الطريقة: (المعز) من قوله تعالى {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (آل عمران /26) . فان اسم (المعز) لم يرد في الكتاب والسنة وإنما اشتق من أفعاله جل وعلا.

2 / الإضافة: وهو أن يؤخذ الاسم من الأسماء المضافة (الصفات المضافة) .

ومثال هذه الطريقة: (العلام) من قوله تعالى {يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ} (المائدة /109) .

3 / المقابلة: وهو أن يؤخذ الاسم من الأسماء المشتقة من الأفعال التي اطلقها الله تعالى على نفسه في القرآن الكريم، أو اطلقها الرسول عليه السلام في احاديثه الشريفة على سبيل الجزاء والعدل والمقابلة وهي فيما سيقت له مدح وكمال، ولكن الذين تتبعوا الأسماء الحسنى وفق هذه الطريقة أخذوا الاسم من الفعل المتعلق أو المقترن بمقابله دون ذكر الاقتران أو المقابلة.

ومثال هذه الطريقة: (المنتقم) من قوله تعالى {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ} (السجدة /22) .

4 / المقيد: وهو أن يؤخذ الاسم من الاسم المقيد دون ذكر التقييد.

ومثال هذه الطريقة: (الكافي) من قوله تعالى {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} (الزمر /36) .

(الصاحب) و (الخليفة) من قوله صلى الله عليه وسلم (اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى وَمِنْ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ فِي الْمَالِ وَالْأَهْلِ وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ وَزَادَ فِيهِنَّ آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ) [1] .

5 / القياس: وهو إلحاق الشيء بنظيره في ظاهر وضع اللغة ومتعارف الكلام. فيقاس الاسم على اسم ورد صراحة في الكتاب أو السنة ليكون من الأسماء الحسنى.

ومثال هذه الطريقة: (المطيق) يقاس على (القادر) و (العارف) يقاس على (العليم) . [2] فهذه الأسماء مرادفة في الظّاهر لما ثبت من أسماء الله الحسنى.

6 / الإخبار: وهو أن يرد الإسم في الكتاب أو السنة صراحة إلا أنه ليس على وجه التسمية بل تمهيدا لذكر أمر بعده، وقد لا يشترط فيه النص الشرعي (التوقيف) ، فالإخبار عنه قد يكون باسم حسن أو باسم ليس بسيئ أي باسم لا ينافي الحسن، ولا يجب أن يكون حسنا، ولا يجوز أن يخبر عن الله باسم سيئ.

ومثال هذه الطريقة: (الشيء) من قوله تعالى {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ} (الأنعام /19) .

قال البخاري في صحيحه / كتاب التوحيد / بَاب {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلْ اللَّهُ} : (فَسَمَّى اللَّهُ تَعَالَى نَفْسَهُ شَيْئًا) إھ. [3]

و (الطبيب) من قوله صلى الله عليه وسلم (الله الطبيب، بل أنت رجل رفيق، طبيبها الذي خلقها) . [4]

7 / الاصطلاح أو الأسماء الاصطلاحيّة: وهو ما يخترعه بعض العباد من أسماء، ويتواضعون على إطلاقها على ذات الربّ، ودعائه بها؛ فإذا دلّ العقل على اتّصافه بصفة وجوديّة أو سلبيّة جاز أن يطلق عليه اسم يدلّ على اتّصافه بها، وكذلك الحال في الأفعال.

(1) رواه مسلم في كتاب الحج / بَاب مَا يَقُولُ إِذَا رَكِبَ إِلَى سَفَرِ الْحَجِّ وَغَيْرِهِ /الحديث / 1342.

(2) شأن الدعاء / أبو سليمان الخطابي ص 111 - 113، باختصار.

(3) صحيح البخاري / كتاب التوحيد / 21 - باب {قل أي شيء أكبر شهادة قل الله} الأنعام/19.

(4) رواه أبو داود في كِتَاب التَّرَجُّلِ / بَاب فِي الْخِضَابِ - الحديث:3674 وصححه الألباني في الصحيحة - الحديث: 1537.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام