وبدأ الناس من كثرة حديثهم عنه .. يرونه في المنام ..
وأخذوا يتحدثون في مجالسهم عن طوله الفارع .. وعمامته الضخمة .. وكراماته التي لا تحصى .. وكيف أن المئذنة كانت تنزل إليه إذا دخل وقت الأذان .. و .. و ..
وبدأ الحديث في المدرسة بين أخذ ورد بين الأساتذة جميعاً ..
فلما زاد الأمر عن حده .. لم يطق الأستاذ سعيد صبراً .. فصاح بهم ..
أيها العقلاء .. دعوكم من هذه الخرافات يا ناس ..
فقالوا بصوت واحد: خرافات .. تعنى أن الشيخ بركات غير موجود؟
سعيد: طبعاً غير موجود .. وليس لقبره حقيقة .. وهذه مجرد إشاعة .. والدوار تراب فوق تراب .. لا شيخ ولا ولي ولا مقام ..
فانتفض المدرسون: ما الذي تقوله يا رجل؟ وكيف تجرؤ أن تقول هذا عن الشيخ بركات؟
الشيخ بركات هو الذي انفجر الينبوع الغربي في القرية على يديه .. وهو الذي ..
اضطرب سعيد من كثرة صياحهم .. لكنه قال: لا تعطوا عقولكم لغيركم .. أنتم عقلاء ومتعلمون .. وليس كلما حدثكم أحد عن قبر أو ضريح .. أو تلاعب الشيطان بعقولكم في النوم صدقتموه ..
عندها .. دخل مدير المدرسة في النقاش فقال: ولكن صفات الشيخ موجودة وأكيدة ..
ألم تقرأ ما كتبت عنه الجريدة البارحة؟
فعجب سعيد .. وسأله: حتى الجريدة!! وماذا كتبت؟
قال المدير: تحت عنوان \"اكتشاف مقام الشيخ بركات \"
كتبت تقول:
ولد الشيخ بركات - قدس الله سره - عام 1100 هـ وهو من سلالة سيدنا خالد بن الوليد .. وقد درس على عدد كبير من العلماء منهم فلان وفلان .. ولقد اشترك مع الجيش التركي في إحدى معاركه مع الصليبيين ..
ولما اشتد القتال مع الصليبيين .. استبد به الحماس فنفخ عليهم من فمه .. فآثار رياحاً وزوبعة ضخمة .. رفعت جيش الصليبيين مسافة مائة متر في الهواء .. وسقطوا جميعاً مضرجين بدمائهم ..
قال سعيد: ما شاء الله!! ومن أين جاء الصحفي بهذه المعلومات الدقيقة عن الشيخ بركات؟!!!
قال المدير: هذه حقائق .. أتظنه جاء بها من بيت أبيه؟!! .. هذا تاريخ ..