فهرس الكتاب
الصفحة 24 من 64

سعيد: لا .. وهل يعقل أن يدفن ولي في عرض الطريق .. وفي دوار ..

عادل: إذاً ما رأيك لو أشعنا في القرية أن على هذا الدوار قبراً قديماً لأحد الصالحين قد اندرس وضاعت معالمه؟ وألفنا قصصاً في كراماته .. واستجابة الدعاء عنده .. وننظر هل سيصدق الناس أم لا ..

وأنا متأكد أن الناس ستحمل هذه الإشاعة محمل الجد .. وربما يقيمون في العام القادم مقاماً أو ضريحاً كبيراً للشيخ المزعوم! ويدعونه من دون الله .. وهو تراب على تراب .. لو حفروا حتى يصلوا الأرض السفلى لما وجدوا شيئاً ..

سعيد: دعك من هذا يا رجل .. وهل تظن الناس أغبياء .. سفهاء إلى هذا الحد؟

عادل: طيب .. أنت ماذا تخسر إذا تعاونت معي؟ ووافقتني .. أم أنت خائف من النتيجة ..

سعيد: لا لست خائفاً .. ولكن! أنا غير مقتنع ..

عادل: حسناً .. بما أنك نصف موافق فما رأيك أن نطلق على الشيخ المزعوم اسم: الشيخ بركات؟

سعيد: طيب .. كما تشاء ..

واتفق عادل وسعيد على إشاعة الأمر بأسلوب هادئ بين زملائهم المدرسين في المدرسة .. وعند الحلاقين - باعتبار أن دكان الحلاق من أهم وسائل الإعلان - ..

فلما وصلا القرية .. نزلا من الحافلة وتوجها إلى دكان الحلاق سليم .. فدخلا وحدثا الحلاق عن الأولياء .. وأن أحد الأولياء الصالحين مدفون منذ سنين .. وله مكانة عند الله .. وأن المستغيثين به قليل ..

فسألهم الحلاق عن مكان قبره .. فأخبراه أنه عند الدوار الذي في مدخل القرية ..

فقال الحلاق: الحمد لله الذي أكرمنا بولي في قريتنا .. كنت أتمنى هذا مند زمن .. هل من المعقول أن القرى المجاورة \"الجديدة \"و \"أم الكوسا \"عندهم عشرات الصالحين .. ونحن لا يوجد عندنا ولا مقام واحد؟

قال عادل: الشيخ بركات يا حاج سليم كان من كبار الصالحين وكانت له مكانته عند الباب العالي ..

فصاح الحلاق: إذاً أنت تعرف كل هذه المعلومات عن الشيخ بركات قدس الله سره وتسكت!!

ثم انتشر الخبر في القرية انتشار النار في الهشيم ..

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام